تعريف الصحابي لدى المدرستين


تعريف الصحابي في مدرسة الخلفاء  :


قال ابن حجر في مقدمة الإصابة ، الفصل الأوّل في تعريف الصحابي  :
الصحابي من لقي النبي (ص)مؤمناً به ، ومات على الإسلام . فيدخل في مَن  لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت ، ومن روى عنه أو لم يروِ ، ومن غزا معه أو  لم يغزِ ، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ، ومن لم يره لعارض كالعمى([1]) .
وذكر في ( ضابط يستفاد من معرفته صحبة جمع كثير ) وقال  : ( إنّهم كانوا في  الفتوح لا يؤمّرون إلاّ الصحابة ) .
( وإنّه لم يبقَ بمكّة ولا الطائف أحد في سنة عشر إلاّ أسلم وشهد مع النبي حجة  الوداع ) و  ( أنّه لم يبقَ في الأوس والخزرج أحد في آخر عهد النبي (ص)إلاّ  دخل في الإسلام ) و  ( ما مات النبيّ (ص) وأحد منهم يظهر الكفر )([2]) .
وإذا راجع باحث أجزاء كتابنا ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) يرى مدى تسامحهم في ذلك ومبلغ ضرره على الحديث .
 
تعريف  الصحابي  بمدرسة  أهل  البيت  (ع)  :


إنّ مدرسة أهل البيت ترى أنّ تعريف الصحابي  : هو ما ورد في قواميس اللغة العربية كالآتي  :
الصاحب وجمعه  : صَحب ، وأصحاب ، وصِحاب ، وصَحابة([3])و  الصاحب : المعاشر([4]) والملازم([5]) ، و لا يقال إلاّ لمن كثرت ملازمته ([6]) ، و إنّ المصاحبة تقتضي طول لبثه([7]) .
وبما أنّ الصحبة تكون بين اثنين ، يتّضح لنا أ نّه لا بدّ أن يضاف لفظ ( الصاحب ) وجمعه ( الصَحب و ... ) إلى اسم ما في الكلام ، وكذلك ورد في القرآن في  قوله تعالى  : (  يا  صاحِبَيِ السِّجْنِ  )و  (  أصْحابِ مُوسى  ) ، وكان يقال في عصر الرسول  (ص)  : ( صاحب رسول اللّه ) و  ( أصحاب رسول اللّه ) مضافاً  إلى رسول اللّه (ص) كما كان يقال  : ( أصحاب بيعة الشجرة ) و  ( أصحاب الصُّفَة ) مضافاً إلى غيره ، ولم يكن لفظ الصاحب والأصحاب يوم ذاك أسماء لأصحاب الرسول (ص)ولكنّ المسلمين من أصحاب مدرسة الخلافة تدرّجوا بعد ذلك في تسمية أصحاب رسول اللّه (ص) بالصحابيّ والأصحاب ، وعلى هذا فإنّ هذه التسمية من نوع ( تسمية المسلمين ) و  ( مصطلح المتشرّعة ) .
كان هذا رأي المدرستين في تعريف الصحابي . 


([1])  الإصابة 1 / 10 .

([2])  المصدر السابق / 16 ، وقبله / 13 .

([3] و 4)  راجع لسان العرب ، مادة  : ( صحب ) .

([5] و  6 و 7)  مفردات الراغب ، مادة  : ( صحب ) .