401 ـ الْدُّنْيا مَزْرَعَةُ الشَّرِّ.
يعني أنّ الغالب هو أنّ الدنيا تزرع فيها بذور الشرّ. أو أنّ طالب الدنيا إذا لم يكن غرضه من ذلك تحصيل الآخرة فإنّه لن يزرع إلاّ بذر الشرّ، وقد ورد كلا الاحتمالين في فقرة «الدنيا سوق الخسران» الّتي لها نفس هذا المضمون.
402 ـ الْحِيلَةُ فائِدَةُ الْفِكْرِ.
يعني أنّ الفكر والعِبرة والاعتبار الّتي حثّ الحقّ تعالى عليها في الكتب السماوية، ورغّب فيها الأنبياء والرسل ثمرتها وفائدتها أن تكون سبباً للطاعة والانقياد، بحيث تكون حيلة في نجاة الشخص وفوزه.
403 ـ الْدُّنْيا ضُحْكَةُ
(1) مُسْتَعْبِر(2).الدنيا هي ما يضحك منه المستعبر الّذي تناسب دموعه، يعني أنّ بُطلان الدنيا ونِعمها ولذّاتها بمرتبة بحيث يُضحك منها وممّن شُغف بها وخُدع بها مَن كان له نظر بصيرة، وبذلك الاعتبار يبكي على حاله من هول مآل عمله بحيث تسيل دموعه. فالمستعبر كناية عن الشخص الّذي له بصيرة، بادّعاء أنّ هكذا شخص لابدّ أن يكون باكياً من فكرة عاقبته وخوفاً ممّا يؤول إليه أمره، وحاصل الكلام هو أنّ الدنيا أضحوكة لمن كان له نظر بصيرة.
ويمكن أن يكون المراد أنّ الدنيا يضحك منها المستعبر، يعني مَن كان له أدنى عقل، ولو كان باكياً لسبب من الأسباب بحيث تجري دموعه، ثمّ حصل له في تلك الأثناء التفاتة إلى الدنيا، فإنّه سيضحك منها في حال استعباره وبكائه(3)، فالآخرون هم كذلك بطريق أولى بشرط وجود شرط أدنى عقل المذكور.
وقد ورد لفظ «المستعبر» أيضاً بمعنى المحزون المكروب، ويمكن حمل اللفظ عليه في هذه العبارة أيضاً، فيكون المراد أيضاً نظير أحد الاحتمالين المذكورين.
ويمكن أن يكون «المستعبر» بمعنى الباحث عن العِبرة والاعتبار، يعني أنّ من له نظر اعتبار الّذي يريد الاعتبار من الأُمور إذا نظر إلى الدنيا فإنّه سيضحك منها طبعاً، وممّن اغترّ بها وحرص على السعي لها.
ويمكن أيضاً أن يكون بمعنى من يُريد العبور، فيكون المراد أنّ الدنيا ممّا يضحك منه وعلى أهله مَن أراد العبور منه، أي من لم يغترّ بالدنيا وعلم أنّها محلّ عبور لا استقرار واطمئنان. ولا يخفى أنّ جزالة الكلام ولطفه ستكون أكثر إذا قدرّنا حمل «المستعبر» على المعنى الأوّل ـ وهو المعنى الشائع ـ فالأولى والأصوب إذاً حمله على ذلك. وبناءً على ذلك يمكن أيضاً أن تكون «ضحكة» بفتح الضاد وليس بضمّها الّذي استندت إليه الاحتمالات المذكورة، فيكون المعنى أنّ الدنيا ضحكة مَن يضحك أثناء بكائه تعجّباً، يعني أنّها بقدر تلك الضحكة الواحدة. وهذا نهاية المبالغة في قِصر مدّتها، إذ من الظاهر أنّ الضحكة الواحدة لمثل هذا الشخص لا امتداد لها.
ويمكن أن يكون المراد أنّ لذّة الدنيا وفرحها وسرورها مشوب بالآلام والمكاره والأحزان، بل الغالب هو الآلام والمكاره والأحزان، أمّا اللذّة والفرح والسرور فتحصل على سبيل الندرة في أثناء تلك الآلام والمكاره، مثل ضحكة تبدر من الباكي خلال بكائه، والله تعالى يعلم.
404 ـ الْعَقْلُ مُصْلِحٌ كُلِّ أَمْر.
يعني أنّ كلّ أمر بُني على أساس العقل ووفقاً للعقل والفِكر كان الصلاح فيه، وكان ممّا لا ندم فيه.
405 ـ الْعُيُونُ طَلائِعُ الْقُلُوبِ.
العيون جواسيس القلوب، كلّ ما شاهدته أخبرت به القلوب لتتفكّر فيه وتُدرك من خلاله أسرار المعارف الإلهية وتستنبط الخواص والآثار.
406 ـ اللّجاجُ مَثارُ الْحُرُوبِ.
اللجاج هو العداوة مع الناس أو الإصرار على الباطل لنصره، وهو سبب إثارة الحروب.
407 ـ الْصَّدْرُ رَقِيبُ الْبَدَنِ.
لا يخفى أنّ صون البدن من المضار والمهالك الدنيوية والأُخروية هو بالعقل واكتساب العلوم والمعارف، ومحلّ ذلك ـ كما يحكم الوجدان ـ هو الصدر أو خصوص القلب الموجود في الصدر، وهناك لكلّ واحد من هذه الاحتمالات شواهد جمّة من النصوص الشرعية. وعلى أي تقدير يمكن اعتبار الصدر محلّ ذلك، وبذلك الاعتبار يمكن عدّ الصدر رقيباً وحارساً للبدن. أمّا ما قاله الحكماء من أنّ العلم بحصول صور الأشياء وصور الكلّيات ـ في غير العلم الحضوري ـ يعني الأُمور الّتي نفس تصوّرها منع من وقوع الشركة بين كثيرين ـ مثل حقيقة الإنسان ـ لا يمكن حصوله في البدن وأجزائه، بل يجب أن يكون محلّها مجرّداً عن المادّة وتوابعها، مثل المقدار والشكل وأمثالها، ويجب ـ إذاً ـ أن يكون محلّها نفسيّاً مجردّاً له تعلّق بالبدن في تدبير أُموره والتصرّف فيه. وأنّ صور الجزئيات يعني الأُمور الّتي نفس تصورّها مانع من وقوع الشركة بين كثيرين ـ مثل زيد ـ يمكن حصوله في البدن وأعضائه، لكن محلّها ليس القلب والصدر، بل الحواس الخمس الباطنة الحالّة في الدماغ، وعيّنوا لكلّ واحد من تلك الحواس موضعاً خاصّاً، بدليل أنّ آفة إذا أصابت ذلك الموضع الخاصّ اختلّ فِعْل الحالّة في ذلك الموضع، خلافاً للحواسّ الحالّة في المواضع الأُخرى، والمُدرِك في الجميع هو النفس كما هو مذهب محقّقي العلماء. أو أنّ المُدرك هو أيضاً على هذا التفضيل، أي أن المدرِك كلّيات النفس والمدرك جزئيات القوى المذكورة كما هو مذهب جمع آخر من العلماء. وعلى كلّ تقدير فإنّ القلب والصدر ليسا محلاّ للعلوم، فتكون دلائلهم على ذلك غير تامّة، ولا يمكن العدول ـ وفقاً لتلك الدلائل ـ عن ظواهر الكتاب والسنّة، ويمكن القول في تأويل الظواهر المذكورة على تقدير حقيّة أقوالهم بأنّ القلب والصدر مع أنّهما ليسا محلاّ للعلوم، لكن النفس المجرّدة الّتي أثبتوها وعدّوا العبور الكلّية حالّة فيها، وعدّوا الصور الجزئية في قواها وآلاتها، فإنّ اعتقاد محقّقي هؤلاء العلماء أنّها تتعلّق أوّلا بالقلب ثمّ بسائر الأعضاء، ولذلك فإنّها ـ بهذا الاعتبار ـ لها ارتباط زائد بالقلب والصدر ـ الّذي هو محلّ القلب ـ وليس لها ذلك الارتباط مع سائر الأعضاء، ولذلك يمكن ـ بذلك الاعتبار ـ نسبة صفته إلى القلب والصدر من قبيل المجاز العقليّ.
ويمكن أيضاً أن يكون المراد بالقلب والصدر المذكورين هو النفس، باعتبار العلاقة الكاملة بينهما، وهو من قبيل المجاز اللغوي، خاصّة أنّ النفس المجرّدة أمر لم يكن إفهامه وبيانه لأكثر الناس في ذلك العصر، فلو جرى العدول عنه إلى أمر يفهمونه ويُدركونه مع وجود علاقة مصحّحة فليس ذلك بمستبعد، والله تعالى يعلم.
408 ـ الْعَمَلُ شِعارُ الْمُؤمِنِ.
المراد بـ «العمل» هو الطاعة والانقياد وامتثال الأوامر واجتناب المنهيّات. أمّا «الشعار» فهو الثوب الملاصق للبدن والملاقي لشعر البدن، ولمّا كان أكثر الناس في أغلب الأوقات يرتدون مثل هذا الثوب، وكان من النادر أن يكون الشخص عارياً عن اللباس كلّياً، خلافاً للرداء الّذي يُلبس فوق الثياب، ويدعى «الدثار»، لأنّ خلع الدثار ليس خلافاً للمعتاد، فقد شاع استعمال «الشعار» في كلّ أمر يلزم الشخص ولا ينفصل عنه إلاّ نادراً.
فالمراد هو أنّ المؤمن لا يكون أبداً عارياً عن العمل إلاّ نادراً. فمن لم يكن ملازماً للعمل فذلك دلالة على عدم إيمانه. وهذه الفقرة ظاهرة في أنّ العمل جزء من الإيمان كما هو المذهب المشهور.
409 ـ الْدُّنْيا دارُ الْمِحَنِ.
الدنيا دار المِحن، ويندر أن لا يُبتلى الإنسان ـ وخاصّة المؤمن ـ بعدّة مِحن ومشاقّ.
410 ـ الْرِّضا يَنْفي الْحَزَنَ.
يعني أنّ من كان راضياً بقضاء الحقّ تعالى وقَدَره، عالماً بأنّ كلّ ما يُصيبه من البلاء والمصائب الّذي لم يكن سبباً فيه بنفسه، فإنّ ذلك مقدّر وأنّ فيه مصلحة، ولذلك فإنّه لن يحزن ولن يغتمّ.
411 ـ الْصَّبْرُ ثَمَرَةُ الْيَقِينِ.
الصبرُ ثمرة اليقين، لأنّ كلّ من أيقن بعدل الحقّ تعالى عَلِمَ أنّ هناك بأزاء كلّ مصيبة وبلاء عوضاً وثواباً بحيث أنّ كلّ عاقل يُقارن بين الاثنين يرضى بتلك المصيبة لنيل ذلك الثواب، ويعلم أنّ الصبر يُضاعف ثوابه، وأنّ الجزع ينقص ذلك الثواب أو يحبطه، ومع وجود العلم بهذه الأُمور فإنّه سيختار الصبر طبعاً وسيتجنّب الجزع ولا يدعه يتسرّب إلى نفسه.
412 ـ الْزُّهْدُ ثَمَرَةُ الدِّينِ.
ترك الدنيا ـ يعني محرّماتها أو مشتبهاتها كذلك ـ ثمرة الدين والتديّن، وكلّ من كان له دين كان له هذا الزهد أيضاً.
413 ـ الْعَبْدُ حُرٌّ ما قَنِعَ، الْحُرُّ عَبْدٌ ما طَمِعَ.
العبدُ حرٌّ وبمنزلة الحرّ ما دامت له قناعة، والحرّ عبدٌ وبمنزلة العبد ما دام له طمع.
414 ـ الْعُجْبُ رَأْسُ الْجَهْلِ.
العُجب والكِبْر رأس الجهل، يعني أوّل مراتب الجهل. أو أنّ الجهل لا يوجد بدون عُجْب كما أنّ الحيوان لا يبقى من دون رأس. فمن تخلّص من العُجب فقد تخلّص من الجهل أيضاً، وكان ذلك سبباً في عِلمه.
415 ـ الْتَّواضُعُ عُنْوانُ النُّبْلِ.
التواضع في ساحة الحقّ تعالى وأمام الناس أيضاً هو عنوان النُّبل والنجابة، وهو أوّل أمر لا توجد النجّابة من دونه. أو انّ المراد هو أنّه دليلٌ وعلامة على النجابة والنُّبل.
416 ـ الْعَجْزُ سَبَبُ التَّضْيْيعِ.
العجز في الأُمور والرضا من النفس بالعجز سببٌ في تضييع النفس، لأنّ كلّ من اعتاد على ذلك حُرِم من أكثر الفضائل الأُخروية الّتي لا تحصل بلا سعي وكدّ، كما انّ مهمّاته الدنيوية ستُهمل وتختلّ أيضاً، فيكون سبباً في ضياع الدين والدنيا.
417 ـ الْجَنَّةُ جَزاءُ الْمُطِيعِ.
الجنّة ثواب وجزاء المطيع المُؤتَمِر، فعلى الإنسان إذاً النظر في عمله وقدره وقيمته ليكون في منزلة الجزاء والثواب الّذي تفضّل الحقّ تعالى به أزاء ذلك العمل، وعليه أن يخجل أنّه مع وجود هكذا جزاء عظيم دائم فإنّه يتثاقل ـ في المقابل ـ عن هكذا عمل لا قدر ولا قيمة له، ولا يهتمّ به كمال الاهتمام، مع أنّه تعالى منَّ بالكثير من النِّعَمِ بحيث لا يمكن الوفاء بشكر بعضها ولو لم يكن بأزائها عدّة ثوابات أُخرى. ومَن أراد أن يتّضح له هذا المعنى جيّداً فلينظر في قيمة أعماله ـ ومن أهمّها الصلاة والصيام والحجّ ـ فهناك جماعة يؤجرون أنفسهم للقيام بقضائها، وإنّ أعلى مبلغ يتقاضونه لصلاة سنة أو لصيام شهر كامل هو تومان واحد(4)، وأعلى مبلغ يتقاضونه أزاء الحجّ هو عشرون أو ثلاثون توماناً، وباقي الأعمال على هذا القياس. فلينظر أدنى الناس في الدنيا في عبادته السنوية، أيمكنها الوفاء بشكر نعمة من النعم الّتي نالها في تلك السنة، من الحياة وغيرها، ولو لم يكن بأزائها ثواب آخر أصلا. فمع وجود هذه المراتب بأزاء هذا النوع من الأعمال الّتي يُثاب عاملُها بالجنّة والنعم الخالدة، كفى بالتثاقل والتكاسل عن هذه الأعمال حماقةً وبلاهة، والله الموفّق.
418 ـ اللِّسانُ جَمُوحٌ بِصاحِبِهِ.
اللسان جَموحٌ بصاحبه يريد إلقاءه في البلاءآت الدنيوية والأخروية، فيجب إذاً كبح جماحه وامتلاك عِنانه وعدم الغفلة عنه.
419 ـ الْشَّرُّ يَكْبُو بِراكِبِه.
الشرّ يكبو براكبه ويكبّه على وجهه، يعني أنّ أهم ضرر يُلحقه الشرّ بصاحبه هو أن يكبّه على وجهه في المهالك الدنيوية والأُخروية، فالاحتراز للنفس منه ـ إذاً ـ أمر ضروري، وإلاّ فإنّ الحقّ تعالى سيعوّض كلّ من وقع عليه ذلك الشرّ في الدنيا والآخرة على وجه يُرضيه ويُبهجه.
420 ـ أَخُوْكَ مُواسِيكَ فِي الشِّدّةِ.
أخوك مَن يواسيك في الشدّة. يعني كلّما كنتَ في شدّة فإنّه سيُواسيك ويُقاسمك ما لديه بالتساوي.
421 ـ الْغِشُّ سَجِّيَّةُ الْمَرَدَةِ.
الغشّ للناس والإظهار لهم خلاف ما يُبطن الشخص خصلة الطُّغاة الّذين يرومون التسلّط على الناس بالمكر والحيلة.
422 ـ الْحِقْدُ شِيمَةُ الْحَسَدَةِ.
الحقد والضغينة خصلة الحسدة. والحسد هو أن يرى شخص نعمةً لدى شخص آخر فيتمنّى انتقالها منه إليه، أو يتمنّى سلبها عنه ولو لم تنتقل إليه. والحِقد هو أن يُضمر شخص في قلبه عداوةً لشخص آخر فيتربّص الفرصة لإلحاق الأذى به. ومن الظاهر أنّ كلّ حسود حين يرى نعمة لدى أحد، ويرى أنّها لا تزول عن ذلك الشخص وفقاً لمراد الحاسد، فإنّ الغالب أنّه سيحقد عليه في قلبه وسيتربّص الفرصة لإزالة تلك النعمة عنه. فالحقد إذاً خصلة يغلب وجودها لدى الحسدة، أمّا لدى غيرهم فإنّها قد تُوجد ولكن ليس في الغالب. والمراد هو ذمّ الحقد وأنّه خصلة الحسدة. فمن كان حاقداً فإنّه قد تشبّه بهم وسلك مسلكهم، وهذه إشارة إلى زيادة ذمّ الحسد، بحيث عُدّ الحقد مذموماً باعتبارها خصلةً للحسدة.
ويمكن أن يكون المراد ذمّ الحسد بأنّه وإن كان قبيحاً في نفسه، إلاّ انّ الحقد الّذي هو من الصفات الذميمة هو من لوازمه في الغالب، ويندر أن ينفصل عنه.
423 ـ الْمَرْءُ عَدُوُّ ما جَهِلَ.
مرّ ذكره وشرحه سابقاً.
424 ـ الْمَرْءُ صَدِيْقُ ما عَقَلَ.
المرءُ صديقُ ما عقل، فعلى الإنسان إذا نظر إلى محاسن ومساوىء عمل أو عِلم يعقله، أن لا يحكم بحُسنه بلا تأمّل، لأنّ من الممكن أن تكون أُلفته الجبلّية معه قد رجّحته في نظره وجعلته غافلا عن مساوئه، وعليه إذاً ـ بقطع النظر عن الصداقة والأُلفة ـ أن يتأمّل كراراً في جهات حُسنه ومساوئه ليحكم بما يظهر له ويستبين بوضوح.
425 ـ اللّجاجُ يَنْبُو بِراكِبِهِ.
اللجاج يعني العداوة مع الناس أو الإصرار على الباطل لنصره، وهو ينبو بصاحبه، يعني أنّ الغالب أنّه يجعله عاجزاً كليلا كالسيف الّذي ينبو فلا يقطع، أو كاللسان الّذي ينبو ويعجز في الكلام، فيجب إذاً عدم ارتكاب اللجاج.
426 ـ الْبُخْلُ يُزْرِي بِصاحِبِهِ.
البُخل يعيب صاحبه، يعني أنّه نقص وعيب في صاحبه.
427 ـ الْعَقْلُ لا يَنْخَدِعُ.
العقل والفهم الصحيح لا ينخدع، والانخداع هو من نقصان العقل.
428 ـ الْجاهِلُ لا يَرْتَدِعُ.
الجاهل لا يكفّ ولا يمتنع من فعل السوء، يعني أنّ الغالب أنّه لا يكفّ عن ذلك، بخلاف العالم الّذي يغلب عليه أنّه إذا فعل سوءاً كفّ عنه سريعاً وتركه.
429 ـ الْظُلْمُ وَخِيمُ الْعاقِبَةِ.
430 ـ الْحِرْصُ ذَمِيمُ الْمَغَبَةِ.
الحرص والجشع مذموم العاقبة، لأنّ الإنسان إذا سلك سبيل الحرص في الدنيا فإنّه سينشغل في السعي من أجلها، وبالتدريج يزداد ذلك فيصبح أسيراً له ويُحرم من السعي في أُمور الآخرة، وحين يلتفت تكون الفرصة قد ضاعت والعلاج غير ميسور والمذمّة قد لحقته.
431 ـ الإِعْذارُ يُوجِبُ الإِعْتِذارَ.
الإعذار (ذِكر العذر) يوجب قبول العذر. يعني أنّ شخصاً إذا بدر منه تقصير أو إساءة فاعتذر وبيّن لفعله عُذراً، وجب في شريعة الإحسان والمروءة قبول عذره وعدم التحقيق والتفتيش في مدى صِدقه في عُذره، وإذا كان له في الواقع عذر يمكن أن يكون سبباً لفعله، وجب عقلا وشرعاً قبولُ عذره، وإنّ مؤاخذته على فِعله ـ مع وجود عُذره ـ غير معقول.
ومن الممكن أن يكون المراد أنّ مَن اعتذر لشخص عن تقصير أو ذنب ارتكبه وذاق المرارة والخوف من عدم قبول عذره، فعليه أن يُوجب على نفسه قبول عُذر من يُسيء إليه ويعتذر منه، ولا يرفض اعتذار ذلك الشخص البتة.
432 ـ الْعَجَلُ يُوجِبُ الْعِثارَ.
العَجَل في الأعمال وعدم التأمّل أثناء فِعلها موجب للعثار والزلل، وهذا أمر ظاهر. وجاء في بعض النسخ لفظ «العُجب» بدلا من «العجل»، فيكون المعنى أن الكِبر والزهو سبباً في العثار، لأنّ صاحب العُجب والغرور يعتقد أنّ كلّ رأي يراه وكلّ فِعل يفعله هو محض الخير والثواب، وبهذا الاعتبار فإنّه لا يتأمّل كثيراً في أعماله ولا يستشير أحداً، فيعثر ويخطأ في أكثر الأوقات ويكسب لنفسه الأضرار الدنيوية والأُخروية.
433 ـ الْتَّأْنّي يوجب الإِسْتِظْهار.
التأنّي يوجب الاستظهار والاستعانة، يعني أنّ من قام بأعماله بتأنٍّ وتفكّر وتأمّل ودونما عجلة فإنّه سيكون قوياً آمناً من الخطأ والزلل، خلافاً لمن يُنجز أعماله بسرعة وعجلة ودونما تأمّل فإنّه سيكون ضعيفاً لا يأمن العثار والزلل.
434 ـ الإِصرارُ يُوجِبُ الْنَّارَ.
يعني أنّ من أذنب وأصرّ على ذنبه ومعصيته، أي لم يندم على ذنبه بل عزم على تكراره أو فِعل سواه من الذنوب، فإنّ هذا المعنى موجب لدخوله جهنّم. فإذا صدر من شخص ذنباً، سواءً كان من الصغائر أو الكبائر، فعليه أن لا يعزم ولا يصرّ عليه، لأنّه إذا أصرّ عليه أضحى ذنبه من الكبائر ولو كان في أصله من الصغائر، والكبائر ولو كان في أصله من الصغائر، والكبائر تستوجب دخول النار، إلاّ أن يعفى عن تفضّلا. وقد عدّت طائفة من العلماء العزم على ذنب آخر أيضاً سبباً للإصرار، ولو كان ذنباً غير الّذي ارتكبه سابقاً. وجاء في بعض النسخ لفظ «الإضرار» بالضاد المعجمة، فيكون المعنى أن الإضرار يوجب دخول النار.
435 ـ الأَمانِيُّ شِيمَةُ الْحَمْقَى.
الأماني خصلة الحمقى، أمّا العاقل فلا يعلّل نفسه بالأماني.
436 ـ الْتَّوانِي سَجِيَّةُ النُّوكى.
التواني والفتور والتقصير طبيعة الحمقى، أمّا من كان كامل العقل فإنّه لايتوانى في المهمّات.
437 ـ الْدُّنْيا دارُ الأَشْقِياءُ.
الدنيا دار الأشقياء، لأنّ الغالب هو أنّ الأشقياء يكونون فيها في سعة ورفاهية، وعلى تقدير كونهم في ضيق وزحمة، فإنّ حالهم هذا إذا قيس إلى الحال الّذي سيكونون عليه في الآخرة من دخول جهنّم والابتلاء بأنواع العذاب والنكال، فإنّه سيعدّ كمال الرفاهية، بل بمثابة الجنة.
438 ـ الْجَنَّةُ دارُ الأَتْقِياءِ.
الجنة مأوى الأتقياء، لأنّ الغالب هو أنّهم لا يعيشون في الدنيا في سعة وفراغ بال، فالدار الّتي يطمئنّون فيها ستكون الجنة. وعلى فرض أنّ الأتقياء يعيشون في دنياهم في رفاهية وفراغ بال كامل، فإنّ حالهم هذه إذا قيست بحالهم في الآخرة وما هُيّىء لهم من الجنّات والقصور والغلمان والحور، وما يشعّ عليهم من أنوار رضا الحقّ تعالى ـ وهو أفضل وأكبر من جميع النعم ـ فإنّه سيكون منتهى الشدّة والزحمة. فالمتّقي في دُنياه على الدوام بمنزلة المسجون، والجنّة هي دار قراره وطمأنينته.
439 ـ الْدُّنْيا مَعْبَرَةُ الآخِرَةِ.
الدنيا معبر وجسر للآخرة، فمن سعى في إعمارها فعليه أن لا يتجاوز الحدّ الّذي يُناسب توقّف أيام قلائل فيها، خلافاً للآخرة الّتي هي المقصد الأصلي ومحلّ الإقامة الدائمي، حيث أنّ كلّ سعي يُبذل في إعمار منازلها هو سعي في محلّه، وكلّما زاد ذلك السعي كان أفضل وأولى.
440 ـ الْطَّمَعُ مَذَلَّةٌ حاضِرَةٌ.
يعني أنّ مذلّة الطمع مذلّة حاصلة بالفعل، وأن ترتّب أثر وحصول عزّة من الطمع مجرّد احتمال، وان أيّ عاقل لا يستبدل مذلّة حاضرة بمجرّد حصول عزّة بسببها.
441 ـ الْدُّنْيا مُطَلَّقَةُ الأَكْياسِ.
الدنيا مُطلَّقة أصحاب العقول والكياسة. يعني أنّ كلّ عاقل وكيّس قد طلّق الدنيا وهجرها وقطع علاقته بها.
442 ـ الْعَاجِلَةُ مُنْيَةُ الأَرْجاسِ.
المنزل العاجل الدنيويّ مُنية الأرجاس القذرين، أمّا كلّ طاهر نزيه فلا يتمنّاها، ولا يتمنّى سوى الآخرة.
443 ـ الْعِزُّ مَعَ الْيأْسِ.
يعني أنّ كلّ من يئس من الخلق وقَطَع طمعه منهم صار عزيزاً ومحترماً لدى الله تعالى ولدى الناس.
444 ـ الْذُلُّ فِي مَسْأَلَةِ النَّاسِ.
445 ـ الْذُلُّ مَعَ الْطَّمَعِ.
الذلّ قرين الطمع، فمن قطع طمعه من الناس لم تُصبه ذلّة وكان في نظر الجميع عزيزاً.
446 ـ الْكَرِيمُ يَتَغافَلُ وَيَنْخَدِعُ.
أي انّ الكريم يتغافل فيظنّ الناس أنّه ينخدع، وقد نُقل عن عبدالله بن الحسن(5) ـ وكان معروفاً بالسخاء ـ أنّه اشترى كمية كبيرة من الدبس من بائع للدبس، وكانت أوعية الدبس مُلقاة في دهليز داره وبائع الدبس مشغول باستلام الدنانير الذهبية، فشاهد البائع جمعاً كثيراً توافدوا من خارج الدار وانهمكوا ساعةً في افراغ جميع الدبس في أوعيتهم وحملوها وانصرفوا وعبدالله واقف يشاهدهم ولا يقول شيئاً، فظنّ البائع أنّه أحمق وصمم على خداعه، فانتظر بُرهة بعد أن استلم تمام ثمن ما باعه ثمّ قال لعبدالله: لقد اشتريتَ منّي دبساً بالقدر الفلاني، فمُرهم بإعطائي ثمنه! فنادى عبدالله أحد مُلازميه ـ دون أن يتأذّى ـ فقال: أعطه المبلغ الفلاني قيمة الدبس! واستلم البائع الثمن مرّة ثانية في حضور عبدالله، ثمّ تريّث هنيئة ثمّ قال: مُرهم أن يعطوني قيمة الدبس! فنادى عبدالله أحد غلمانه وأمره بإعطاء البائع ثمن الدبس، ثمّ قال لبائع الدبس بصوت خافت: هذه هي المرّة الثالثة! فعرف بائع الدبس آنذاك أنّ ما حصل كان مسبباً عن علوّ همّة عبدالله وسخائه ولم يكن عن حُمق وجهل.
وقد ذكر سابقاً أنّ «الكريم» يُطلق على صاحب السخاء وكذلك على كلّ من اتّصف بالصفات الحميدة والملكات الحسنة ولو لم يكن سخياً. ولا يخفى أنّ المراد بـ «الكريم» في هذه الفقرة يمكن أيضاً أن يكون المعنى الثاني، لأنّ غير السخيّ من أصحاب الأخلاق المذكورة يتغافل أيضاً عن تقصيرات الناس ومساوئهم، ويُعرض عمّن يحتال عليه أو يمكر به ـ مع عِلمه بحيلته ومكره ـ ويتصرّف بطريقة تجعل الآخرين يتصوّرون أنّه قد انخدع. ولا يخفى أنّه يتصرّف ـ كما قرّرنا ـ كأنّه انخدع، دون أن يكون قد انخدع في حقيقة الأمر، وتندفع المنافاة بين هذه الفقرة وبين ما ذُكر سابقاً من أنّ «العقل لا ينخدع»، ولا يلزم أنّ الكريم يكون بلا عقل، لأنّ المراد هو أنّ الكريم لا ينخدع في الواقع. ومن الممكن أن يُحمل في هذه الفقرة على الانخداع الواقعي، وتُدفع المنافاة بأنّ المراد هناك عدم انخداع العقل وأنّ أساس العمل موضوع على العقل، وليس عدم انخداع العاقل مطلقاً ولو لم يستعمل عقله، وهذا ظاهر.
والمراد هنا انخداع الكريم في أُمور الدنيا باعتبار عدم الاهتمام بها وعدم استعمال العقل فيها، فلا منافاة إذاً بينهما.
ويمكن أيضاً دفع المنافاة بأنّ عدم انخداع العقل يحصل حيثما كان للعقل سبيل وكان بإمكانه الحُكم فيها، وانّ انخداع الكريم هو في بعض الأُمور الدنيوية الّتي يقصر العقل عنها والّتي لا سبيل له إلى الحكم فيها، فلا منافاة بينهما.
447 ـ الْمَرءُ ابْنُ ساعَتِهِ.
الرجل ابنُ زمانه، يعني أنّه يجب أن يتبع أبناء عصره ويسلك سلوكهم ويُداريهم حيثما لم يستلزم ذلك خلافاً للشرع.
ويمكن أن يكون المراد هو أنّ الغالب أنّ الناس أبناء زمانهم وعصرهم، وليس أنّ عليهم أن يكونوا كذلك. ومن فوائد بيان هذا المعنى أن يعلم كلّ فرد أنّ لا مصلحة هناك في معارضة مَن كانت مرتبته في الدنيا أعلى منه، لأنّ أكثر الناس يراعونه وينحازون إليه، فيكون هذا الفرد مغلوباً.
448 ـ الْعاقِلُ عَدوُّ لَذَّتِهِ.
العاقل عدوّ لذّته، لأنّ اللّذات ـ في الغالب ـ سببٌ في ارتكاب المنهيّات.
449 ـ الْجاهِلُ عَبْدَ شَهْوَتِهِ.
الجاهل عبد شهوته، يُطيعها ويأتمر بأمرها ولو خلافاً للشرع والعقل.
450 ـ الْقِنْيَةُ نَهْبُ الأَحْداثِ.
المال المكتسَب أو الّذي يقتنيه الفرد ويدّخره لنفسه نهب للحوادث، سرُعان ما يُنتهب بسببها، بل يصبح منشأً لورود تلك الحوادث. فيجب عدم الحرص على كسب المال وادّخاره، وعلى من امتلكه أن يصرفه ـ مهما استطاع ـ في مصارف الخيرات والمبرّات ليبقى بذلك له ويُصان من الحوادث، وليكون بنفسه آمناً من كثير من المفاسد والآفات.
451 ـ الْمالُ سَلْوَةُ الْوُرّاثِ.
المراد هو أنّ المال سبب رفاهية وحُسن عيش من يُنفقه، فمَن يجمعه ولا يُنفقه فإنّه لا يرضى لنفسه بالرفاهية، وأرادها لمن سيصل إليه المال ويُنفقه.
ويمكن أن يكون المعنى أنّ المال سبب لسلوة الورثة ورضاهم بموت هذا الشخص، بعدم المبالاة بموته، بل بتمنّيهم لموته. ولا ثمرة لجمع المال غير ذلك، وقد ذُكرت هاتان الفقرتان سابقاً بأدنى تغيير في اللفظ.
452 ـ الْصَّمْتُ آيَةُ الْحِلْمِ.
الصمت علامة الحِلم، أي علامة الأناة والعقل.
453 ـ الْفَهْمُ آيَةُ الْعِلْمِ.
يعني أنّ العالم الّذي يفهم المعاني ويُدركها، وليس من يحفظ العبارات دون أن يفهم معانيها، حيث أنّ هناك جماعة يحفظون آيات وأحاديث كثيرة لكنّهم لايفهمون معانيها. أو أنّ المراد هو أنّ العالِم هو الّذي يفهم الأشياء جيداً ويُدرك مكنونها، وليس الّذي يسمع أشياء معدودة من معلّم فيحفظها ويتعلّمها دون أن يغور بنفسه في معانيها ويكتشف كُنهها.
ويمكن أن يكون المراد أنّ الفهم والشعور علامة العلم، فمن كان فهمه وشعوره أسرع كان الاعتماد على عِلمه وحكمه أكثر، والغالب أن يكون حُكمه حقّاً وعلماً، وحُكم الآخر الّذي له فهم وشعور أبطأ وأخمل جهلا وخطأً. ولذلك فإذا اختلف عالِمان في حُكم من الأحكام فيجب اتّباع من كان فهمه وشعوره أكثر وأفضل.
454 ـ الْفَرَحُ بِالدُّنْيا حُمْقٌ.
الفرح بالدنيا والابتهاج بها والتوجّه لها من الحمق، لأنّ الغالب أنّ ذلك لايخلو من الوزر والوبال. وعلى تقدير خلوّه من ذلك فأيّ ثبات وبقاء للدنيا لكي يفرح بها الشخص ويبتهج، وينسى همّ فِكر الآخرة وعقباتها.
455 ـ الإِغْتِرارُ بِالْعاجِلَةِ خُرْقٌ.
الاغترار بالدنيا والانخداع بها والانشغال بها والغفلة عن الآخرة خُرق وحُمق.
456 ـ الإِسْلامُ أَبْلَج الْمَناهِجِ.
يعني أنّ الدلائل الواضحة على حقيّته من الكثرة بحيث كأنّه طريق أكثر إضاءةً وبريقاً من كلّ طريق آخر.
457 ـ الإِيْمانُ واضِحُ الْوَلائِجِ.
«الولائج» جمع وليجة، ووليجة الرجل بطانته وخواصّه ومن يعتمد عليه. والمراد أنّ الّذي أهليّته ظاهرة وواضحة لأن يكون وليجةً للإنسان ومن خواصّه ومعتمديه هو الإيمان، فهو ـ يقيناً ـ صديق خالص وصديق يصل نفعُه إلى صاحبه دونما غشّ، ويأمن صاحبه ضرره.
ولا يخفى أنّ الإسلام في اللغة بمعنى الطاعة والانقياد، وفي الاصطلاح بمعنى الإقرار والتصديق بوجود الحقّ تعالى وتوحيده وبنبوّة سيّد الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعليهم، وبحقيّة جميع ما أخبر عنه الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم). أمّا الإيمان فهو في اللغة بمعنى التصديق، وفي الاصطلاح يُستعمل أحياناً بمعنى الإسلام، وهو عبارة عن التصديق بالله تعالى ورسوله. ويُستعمل أحياناً في التصديقين المذكورين مع التصديق بإمامة الأئمّة صلوات الله وسلامه عليهم. ويستعمل «الإسلام» أحياناً أُخرى بمعنى الإقرار بالله تعالى وبالنبيّ، سواءً مع الاعتقاد القلبي أو بدونه. ويستعمل الإيمان في الإقرار المقرون بالاعتقاد القلبي. ولا يخفى أنّ الإسلام في هاتين الفقرتين يمكن أن يكون بمعنى واحد، وأن يكون الحمل على الاصطلاح الثاني أيضاً بنفس المعنى، ولا يبعد الحمل على الاصطلاح الثاني أيضاً، بمعنى أنّ الإيمان هو الإسلام المقارن للاعتقاد بالإمامة.
458 ـ الْصِّدْقُ لِباسُ الدِّينِ.
الصدق لباس الدين الّذي لا يعرى الدين منه، فالمتديّن إذاً لا يكذب.
459 ـ الْزُّهْدُ ثَمَرَةُ الْيَقِينِ.
تَرْك الدنيا ثمرة اليقين بيوم الجزاء، وكل من أيقن بذلك لم يرتكب محرّمات الدنيا، وما أكثر ما كان اليقين الكامل سبباً في ترك مشتبهات الدنيا أيضاً.
460 ـ الْغِنى يُسوِّدُ غَيْرَ السَّيِّدِ.
الغِنى يجعل الوضيع الدنيّ سيّداً كبيراً، وإنّ الشخص الوضيع الحقير إذا أثرى أضحى في أعين الناس محترماً جليلا.
461 ـ الْمالُ يُقَوِّي غَيْرَ الأَيِّدِ.
المال يقوّي غير صاحب القوّة، ومهما كان شخص ما ضعيفاً فإنّه يقوى بالمال.
462 ـ الْحَياءُ غَضُّ الْطِّرْفِ.
يعني أنّ الحياء هو غضّ الطرف عن المحرّمات وعدم النظر إليها، فيكون المراد بيان الحياء من الله تعالى.
ويمكن أن يكون المراد بذلك هو عدم التحديق في وجوه الناس وأن لا يثبّت الشخص نظره في عيونهم، لأنّ ذلك من عدم الحياء، فيكون المراد هو أنّ هذا المعنى (غضّ الطرف) من الأفراد هو حياء، وأنّ صاحب الحياء ـ يجب أن يكون كذلك، وليس أنّ غالب أصحاب الحياء هم كذلك. أو أنّ المراد هو أنّ هذا المعنى (غضّ الطرف) هو علامة كمال الحياء، فمن كان فيه ذلك كان فيه باقي أفراد الحياء أيضاً.
ويمكن أن يكون المراد هو إغماض العين وغضّ الطرف عن عيوب الناس ومساوئهم وعدم التفتيش عنها، أو المراد كتمانها وعدم إظهارها، أو الإغماض عن المساوئ والتقصيرات الّتي قد يكونون قد فعلوها في حقّه، والعفو عن تلك التقصيرات وعدم مقابلتها بالمثل. وعلى كلّ تقدير فإنّ المراد هو بيان الفرد الرئيسي من الحياء.
463 ـ الْنَّزاهَةُ عَيْنُ الظَّرْفِ.
النزاهة والبُعد عن الشرّ هو عين الكياسة والعقل. والمراد هو النزاهة عن جميع الأرجاس والأدناس الظاهرية والباطنية والصورّية والمعنوية، وكون ذلك عين الكياسة والعقل ظاهر.
464 ـ الْبَخِيلُ خازِنُ لِوَرَثَتِهِ.
465 ـ الْمُحْتَكِرُ مَحْرُوُمٌ نِعْمَتَهُ
(6).محتكر المال محروم من نعمته، ومن الظاهر أنّ هذا أسوأ أنواع الحرمان.
ومن الممكن أن يكون المراد بالمحتكر من يحبس الأجناس ولا يبيعها طمعاً في غلاء أثمانها كما هو المعنى الشائع للاحتكار، وحرمانه من نعمته باعتبار أنّ الله عز وجل يحرمه ولا يدعه يستفيد منها.
466 ـ الْبِشْرُ أَوَّلُ البِرِّ.
البشر والبشاشة أوّل الإحسان والبرّ. يعني أنّ أوّل إحسان إلى السائل وأمثاله هو أن يبشّ في وجهه ولا يعبس. أو أنّ البِشر مقدّم على جميع أنواع البِرّ وأفضل منها، وقد مرّ ذِكر ذلك سابقاً.
467 ـ الْطِّلاقَةُ شِيمَةُ الْحُرِّ.
468 ـ الْشُّكْرُ حِصْنُ النِّعَمِ.
الشُّكر حصن النعم وملجؤها الّذي تُصان فيه من الزوال والنقص.
469 ـ الْحَياءُ تَمامُ الْكَرَمِ.
المراد بالكرم هنا كلّ أمر يبعث على علوّ القدر والمنزلة لا خصوص السخاء، وكون الحياء تمام الكرم بمعنى اعتبار أنّ كمال الكرم يحصل بطاعة الحقّ تعالى والإنقياد إليه وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وأنّ كلّ من استحيا من الله عز وجل لم يتقاعس ولم يتهاون في ذلك، فكمال الكرم إذاً يحصل بسبب الحياء، فكأنّ الحياء هو تمام الكرم.
470 ـ الْمَعْرُوُفُ زَكاةُ النِّعَمِ.
الإحسان إلى الناس هو زكاة النعم، وإذا وجبت الزكاةُ في مال فأُدّيت الزكاة زاد ذلك المال ونمى، وكذلك جميع النعم تزداد وتنمو بالصِّلة والإحسان.
471 ـ الْحَزْمُ أَسَدُ الآراءِ.
النظر البعيد والتفكّر في عاقبة الأعمال هو أتقن الآراء وأضبطها.
472 ـ الْغَفْلَةُ أَضَرُّ الأَعْداءِ.
473 ـ الْعَقْلُ داعي الفَهم.
يعني أنّ العقل يدعو الناس ويحثّهم على اكتساب الفهم والعِلم.
474 ـ الْبُخْلُ يكسب الذمّ.
البُخل والشحّ يكسب الذمّ والطعن ويكون سبباً فيه، إذ من الظاهر أنّ البخيل مذموم عند الله تعالى وعند الخلق.
475 ـ الْعَقْلُ أَقْوى أَساس.
العقل والفِكر أقوى وأمتن أساس تقوم عليه الأعمال.
476 ـ الْوَرَعُ أَفْضَلُ لِباس.
الورع واجتناب المحرّمات أفضل لباس يزدان به الإنسان.
477 ـ الْجَنَّةُ غايَةُ السَّابِقِينَ.
الجنة هي غاية السابقين الّذين سبقوا في طاعة الحقّ تعالى والمعجّلين في الطاعة.
478 ـ الْنَّارُ غايَةُ الْمُفرِّطِينَ.
جهنّم عاقبة المقصّرين، أي من فرّطوا وقصّروا في طاعة الله عز وجل .
479 ـ الْعَقْلُ أَفْضَلُ مَرْجُوِّ.
يعني أنّ الإنسان إذا رجع إلى العقل في كلّ عمل وأطاعه فإنّ الخير والنفع اللذين ينالهما يفوقان الخير والنفع اللذين ينالهما ممّن يؤمل خيرهم ونفعهم.
480 ـ الْجَهْلُ أَنْكى عَدُوٍّ.
الجهل أكثر الأعداء نِكايةً وقتلا وجرحاً للإنسان، فكثيراً ما أضاع الجهل دنيا الإنسان وآخرته، أمّا باقي أعدائه فإنّهم إن ضرّوه في دُنياه فإنّهم لا يتمكنون من الإضرار به في آخرته، بل سيحصل في الآخرة على أضعاف إضرارهم به في الدنيا، فأيّ عدوّ يعادل الجهل يا ترى؟
481 ـ الْعِلْمُ أَفْضَلُ شَرَف.
482 ـ الْعَمَلُ أَكْمَلُ خَلَف.
العمل الحسن أكمل ولد صالح يخلّفه الإنسان، لأنّ عمل الإنسان يبقى فينال جزاءه يوم القيامة، وهو في حُكم الولد الّذي يبقى بعد الإنسان. ومن الظاهر أنّ نفع العمل الصالح الّذي يفعله الإنسان بنفسه أكثر من النفع الّذي يصله بعد موته من ولده الصالح، فيكون العمل الصالح أكمل من سائر الأبناء الصالحين.
483 ـ الْنِفاقُ أَخُو الشِّرْكِ.
النفاق أخو الشّرك بالله تعالى. والمراد بالنفاق أن لا يوافق باطنُ الإنسان ظاهرَه. فان كان نفاقاً بالله تعالى فظاهرٌ أنّه أخو الشرك والكفر الظاهر، ومع أنّ أحكام المسلمين جارية في الظاهر على المنافق، لكنّه في الباطن كافر وسيخلد في جهنّم مع الكفّار، بل سيكون ـ كما أخبر الحقّ تعالى في قرآنه الكريم ـ في أسفل دركات جهنّم. وإن كان نفاقاً بغير الله تعالى فإنّ الحُكم بكونه أخاً للشرك ـ ولو أنّ الكلام يشمله أيضاً، لأنّ المراد ليس خصوص القسم الأوّل ـ ينبغي حمله على المبالغة في قُبحه، حتّى كأنّه بمنزلة الشرك، وقد ورد مثل ذلك في الرياء ووصُف بأنّه شرك، فيُحمل على ذلك.
484 ـ الْغِيبَةُ
(7) شرّ الإِفْكِ.انتقاص الإنسان في غيبته وذِكره بالسوء أسوأ البهتان والكذب.
لا يخفى أنّه ليس هناك شكّ ولا شبهة في قُبح الغيبة وحُرمتها بشروط عدّة ورد تفصيلها في كتب الفقه، منتهى الأمر أن الحكم بكونها شرّ الإفك ـ كما ورد في هذا الكلام المعجز ـ فيه إشكال، إذ لا يلزم أن تكون كلّ غيبة كذباً وبُهتاناً، بل إن ذِكر الإنسان في غيبته بسوء ـ ولو كان فيه ذلك ـ يعدّ غيبة ومن المحرّمات، بل الشائع استعمال الغيبة في حالة كون المغتاب صادقاً. ويمكن أن يكون ذلك باعتبار أنّ الحقّ تعالى حكم بكونه كذباً وبُهتاناً وأجرى عذاب الكذب والبهتان في جميعها لكمال قُبح هذا العمل، سواءً كان المغتاب صادقاً أو كاذباً، نظير ما ورد في القرآن الكريم في حكاية الإفك، في قوله تعالى: (فَإذْ لَمْ يَأتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَاُوْلَئِكَ عِنْدَ اللّهِ هُمُ الكَاذِبُونَ)(8)، يعني أنّهم لمّا لم يأتوا بأربعة شهداء يشهدون لهم فإنّهم عند الله تعالى كاذبون، مع أنّه لا يلزم (لمجرّد عدم إتيانهم بالشهداء ـ أن يكونوا من الكاذبين. فالمراد إذاً أنّهم لمّا لم يأتوا بالشهداء فإنّهم في حُكم الله تعالى كاذبين، وانّ الحقّ تعالى أجرى في حقّهم حكم الكاذبين.
485 ـ الْجَهْلُ يُزِلَ الْقَدَمَ.
الجهل يزلّ قدم الإنسان ويوقعه في المهالك الدنيوية والأخروية .
486 ـ الْبَغْيُّ يُزِيلُ الْنِّعَمَ.
يعني باعتبار كمال قُبح البغي ومقته عند الحقّ تعالى يبعث على إزالة الحقّ النعم الّتي منحها سابقاً لصاحب البغي، فيُبتلى بالشقاء والذلّ. ويُطلق «البغي» على الظلم والتكبّر والكذب والعدول عن الحق، ويمكن أن يكون كلّ واحد من هذه المعاني هو المراد هنا، لكنّ المعنيين الأوّلين أظهر، ويبدو أنّ المراد هو أحدهما.
487 ـ الْزُّهْدُ أَصْلُ الدِّيْنِ.
ترك الدنيا ـ يعني ترك محرّماتها ـ هو أصل الدين، يعني أنّه أهم الأعمال اللازمة في الدين وأصعبها.
488 ـ الْصِّدْقُ لِباسُ الْيَقِينِ.
الصدق هو اللباس والرداء الّذي يرتديه اليقين دوماً، فعلى كلّ مَن له يقين في الدين أن لا يكذب. وجاء في بعض النسخ «لباس المتّقين»، فيكون المعنى أنّ الصدق هو رداء أصحاب التقوى.
489 ـ الدِّيْنُ أَقْوى عِماد.
الدين هو أقوى عماد وركيزة، فيكون كلّ أمر يستند عليه محفوظاً مصوناً.
490 ـ الْتَّقْوى خَيْرُ زاد.
التقوى والخوف من الله تعالى خير زاد لسفر الآخرة، بل هو خير زاد في الدنيا أيضاً، لأنّ الحقّ تعالى ـ كما قال في قرآنه الكريم ـ يجعل للمتّقي في كلّ ضائقة فرجاً ومخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب.
491 ـ الْطَّاعَةُ أَحْرَزُ عَتاد
(9).492 ـ الْتَّوَكُّلُ خَيْرُ عِماد.
التوكّل على الله عز وجل خير عِماد، فيكون كلّ ما يُبنى عليه منيعاً عن الخراب والانهدام.
493 ـ الْوَرَعُ خَيْرُ قَرِيْن.
الورع والتقوى خير قرين وصاحب، لأنّه يقيناً يجعل صاحبه مُنجحاً مُفلحاً، وأيّ جليس وقرين سواه يفعل ذلك بصاحبه؟
494 ـ الأَجَلُ حِصْنٌ حَصِينٌ.
الأجل هو مدّة العمر الّتي قدّرها الحقّ تعالى لكلّ فرد على نحو الحتم، وقدّر عدم نقصانها عن ذلك الحدّ، وهي بمثابة حصن مكين للإنسان يحتمي به، بحيث لو سعى كلّ الخلائق في هلاكه ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
495 ـ الْعَقْلُ يُحْسِنُ الرّوِيَّةَ.
العقل يجعل الرؤية أفضل وأحسن، فمن كان أعقل كان اعتماده على عقله وفكره أكثر. أو أنّ المراد هو أنّ الفكر القائم على العقل حَسَن، لا القائم على الشيطنة والمكر والتزوير وأمثال ذلك، لأنّها مهما أتت بنتيجة فإنّها ذات عاقبة سيّئة.
496 ـ الْعَدْلُ يُصْلِحُ الْبَرِيِّةَ.
العدل يُصلح حال الخلائق، لأنّ من الظاهر أنّ الناس اذا سلكوا بأجمعهم سبيل العدل واجتنبوا الظلم والبغي، انتظم أمرهم وعاد مُتقناً.
497 ـ الْمَعْذَرَةُ
(10) بُرْهانُ الْعَقْلِ.المغفرة والتماس العُذر للناس دليل العقل، أي انّ من يلتمس العذر للمذنب والمقصّر ويعفو عن تقصيره فإنّ ذلك دليل على رجحان عقله، لأنّ العفو مستحسن شرعاً وعقلا، وهو باعث على جلب القلوب وسببٌ في ذِكر صاحبه بالخير، وهو وسيلة لأن يُعفى عنه ويُغضى عنه لو صدر منه ـ أو يَصدر ـ تقصير في حقّ شخص آخر، وخاصّة في ساحة الحقّ تعالى، لأنّ الله عز وجل أكرم من أن لا يعفو عن تقصير مَن عفى عن تقصير الآخرين في حقّه، خلافاً للانتقام الّذي لا يترتّب عليه نفعٌ يُذكر.
498 ـ الْحِلْمُ عُنْوانُ الْفَضْلِ.
الحِلم والأناة عنوان للفضل وعلوّ المرتبة، أو دليلٌ على ذلك.
499 ـ الْعَفْوُ عُنْوانُ النُّبْلِ.
العفو عن ذنوب الناس وتقصيرهم عنوان أو دليل النجابة أو الذكاء والفطنة.
500 ـ الْحُمْقُ أَضَرُّ الأَصْحابِ.
الحُمق وقلّة العقل أضرّ الأصحاب، وليس مِن صاحب أضرّ من الأحمق الّذي قد يضرّ حتى نفسه أحياناً.
الهوامش:
(1) «ضحكة» بضمّ الضاد المعجمة وسكون الحاء المهملة وفتح الكاف والهاء في آخرها: كلّ ما يضحك الناس منه.
قال الطريحي في «مجمع البحرين»: «ورجل ضُحَكة ـ كهُمزة ـ كثير الضحك من الناس. وضُحْكة ـ وزان غُرْفة ـ يكثر الناس الضحك منه».
وقال الزبيدي في «تاج العروس» في شرح عبارة القاموس هذه «وضحكة ـ كهمزة وخرقة ـ كثير الضحك، وضحكة بالضمّ: يُضحك منه»: يطّرد على هذا باب. وقال الليث: الضحكة: الشيء الّذي يُضحك منه. والضحكة: الرجل الكثير الضحك. وقال الراغب: رجل ضحكة: يضحك من الناس. وضحكة: يُضحك منه. وهذا قد تقدّم البحث فيه في تركيب خ د ع».
(2) ورد في نسخة الغرر طبع الهند ص 13 س 4، وفي طبعة دمشق ص 16 س 3 لفظ «مغترّ» بدلا من «مُستعبر».
(3) والمثل الشائع: «تضحك منه الثكلى» مطابق لهذا التأويل.
(4) يتّضح من هذا البيان الفرق الكبير للتومان في ذلك الوقت مع التومان في أيامنا.
(5) كذا في الأصل بخطّه صريحاً، والظاهر أنّ الصواب هو «عبدالله بن جعفر الطيّار»، لأنّ عبدالله بن جعفر كان من الأسخياء المعروفين لدى العرب، وصيت سخائه مشهور.
(6) كذا صريحاً بخطّه بدون «من» بين «محروم» و «نعمته». وكذا ورد في طبعة بمبي (ص 14، س 8). وجاء في أقرب الموارد: «حَرَمَه الشيء حرماناً ـ كضرب وعلم ـ منعه إيّاه». وجاء اللفظ في بعض النسخ بزيادة «من»، أي بعبارة «محرومٌ من نعمته»، وذلك في طبعة دمشق (ص 17 س 12). وجاء في بعض النسخ «حارس نعمته».
(7) الغيبة ـ بكسر الغين وسكون الياء وفتح الباء ـ اسم من الاغتياب، قال الطريحي في «مجمع البحرين»: «قوله تعالى (وَلا يَغْـتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) الحجرات: 12، يقال: اغتابه اغتياباً إذا وقع فيه، والاسم الغيبة بالكسر، وهو أن يتكلّم خلف إنسان مستور بما يُغمّه لو سمعه، فإن كان صدقاً سُمّي غيبة، وإن كان كذباً سمّي بُهتاناً. وتصديق ذلك ما رُوي عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال لأصحابه: هل تدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال(صلى الله عليه وآله وسلم): ذِكرُك أخاك بما يكره. قيل له: أوَ رأيتَ إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبتَه، وإن لم يكن فقد بهتّه».
(8) النور: 13.
(9) جاء في أقرب الموارد «العَتاد ـ بفتح العين المهملة ـ مصدر عتد ـ ككرم ـ وأيضاً: العدّة لأمر ما تهيّؤه له. تقول: لكلّ حال عندي عتاد، أي ما يصلح لكلّ ما يقع من الأُمور، وما أعدّ من سلاح ودوابّ وآلة حرب».
وجاء في النسخة المطبوعة في دمشق لفظ «أحوز» بدلا من «أحرز» (أُنظر ص 18، س 8)، أمّا طبعة بمبي فهي مطابقة لما جاء في المتن (أُنظر: ص 14، س 16).
(10) كذا بخطّه صريحاً بفتح الذال. لكنه جاء في أقرب الموارد: «المعذرة بتثليث الذال اسم بمعنى الحجّة، ج معاذر».