1401 ـ الْبُخْلُ يُذِلُّ صاحِبَهُ وَيُعِزُّ مُجانِبَهُ .
1402 ـ الْمُؤْمِنُ يُنْصِفُ مَنْ لا يُنْصِفُهُ .
المؤمن ينصف من لا ينصفه، أي أنّه يتعامل بالانصاف مع جميع الناس، حتى من لا ينصفه منهم. والمراد هو أنّ المؤمن كذلك، أو أنّ على المؤمن أن يكون كذلك.
1403 ـ الْدُّنْيا سُمٌّ
(1) آكِلُهُ مَنْ لا يَعْرِفُهُ .الدنيا سمّ، آكله من لا يعرفه; أي من يأكل زيادة على المقدار الّذي أحلّه الحقّ تعالى.
1404 ـ الْمَقادِيرُ لا تُدْفَعُ بِالْقُوَّةِ وَالْمُغالَبَةِ .
مقادير الله عز وجل لا تُدفع بالقوّة والمغالبة; أي مهما كان لشخص ما قوّة وغلبة زائدة فإنّه لا يتمكّن من دفع مقادير الله عز وجل ، وعلى القوي والضعيف إذاً التوسّل إلى جنابه تعالى، وعلى القويّ أن لا يغترّ بغلبته. ويظهر من هذا أنّه ينبغي عدم التحسّر والتأسّف على كلّ أمر يقع خلافاً لرغبة هذا الشخص، وأن لا يظنّ أنّه لو دبّر الحيلة الفلانية لما وقع ما وقع، لأنّ كثيراً من الأُمور يتعلّق بها التقدير الحتمي للحقّ تعالى ولا ينفع معها التدبير وإعمال الحيلة.
1405 ـ الأَرْزاقُ لا تُنالُ بِالْحِرْصِ وَالْمُطالَبَةِ.
الأرزاق ـ الواصلة ـ لا تُنال ـ أي لا ينالها الناس ـ بالحرص والمطالبة، بل يصل إلى كلّ شخص القدر الّذي قُدّر له بلا زيادة، ومهما حرص ذلك الشخص وطالب بالزيادة فإنّه لن ينال حبّة شعير فوق رِزقه. ويظهر من هذه الفقرة المنع من الحرص وكثرة المطالبة وليس المنع من أصل السعي والطلب. ويؤيّد ذلك ما ذكرناه سابقاً في وجه الجمع بين الأحاديث الواردة في هذا الباب.
1406 ـ الْعُزْلَةُ أَفْضَلُ شِيَمِ الأَكْياسِ .
العُزلة أفضل شيم الأكياس، أي ترك الاختلاط الزائد مع الأفراد غير اللائقين، وليس ترك مخالطة الناس كليّاً، وقد أوضحنا هذا الأمر سابقاً.
1407 ـ الْيَأْسُ خَيْرٌ مِنَ التَّضَرُّعِ إِلَى النَّاسِ .
1408 ـ الْكَرَمُ أَعْطَفُ مِنَ الَّرحِمِ .
الكرم أعطف من الرحم; أي أن يكون سبباً في العطف على الناس أكثر من الرحم والقرابة.
1409 ـ الْتَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُ الْنَّدَمَ .
التدبير قبل العمل يُؤمن الندم; أي كلّما دبّر الشخص أمراً قبل أن يفعله، وتأمّل وتدبّر في مصالحه ومفاسده، وعلم أنّ المصلحة في فِعله وأنْ لا مفسدة فيه، أو إن كان فيه مفسدة أمكن تلافيها وتداركها، لكي لا يندم إذا فعل ذلك الأمر; بخلاف ما لو لم يتدبّر في الأمر قبلا، إذ أنّ من الممكن ترتّب مفسدة عليه لا يمكن تداركها، فيكون مدعاةً للندم.
1410 ـ الْصَّمْتُ زَيْنُ الْعِلْمِ وَعُنْوانُ الْحِلْمِ .
1411 ـ الإِيْثارُ أَعْلى مَراتِبِ الْكَرَمِ وَأَفْضَلُ الشِّيَمِ .
الإيثار ـ وهو الجود، أو الجود بالشيء حين يكون نفس الشخص محتاجاً إليه ـ أعلى مراتب الكرم ـ أي أعلى مراتب الجلال والشرف، أو أعلى مراتب الجود بناءً على الاحتمال الثاني ـ وأفضل الشيم والخصال.
1412 ـ الْحِلْمُ نِظامُ أَمْرِ الْمُؤْمِنِ .
أي: الحِلم والأناة باعث على انتظام أمر المؤمن.
1413 ـ الْجَنَّةُ جَزاءُ كُلِّ مُؤمِن مُحْسِن .
1414 ـ الْفَقِيرُ فِي الْوَطَنِ مُمْتَهَنٌ
(2) .الفقير في الوطن ممتهن; والغرض هو ذمّ الفقر لأنّه يكون سبباً للذل والامتهان في الدنيا، حتّى في الوطن.
1415 ـ الْغَنِيُّ فِي الْغُرْبَةِ وَطِنٌ
(3) .الغنيّ في الغربة في وطنه; أو الغِنى في الغربة وطَنٌ، أي بمنزلة الوطن.
1416 ـ الْمَرأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اللَّسْعَةِ .
المرأة عقرب حلوة اللسعة، وجاء في بعض النسخ «حُلوةُ اللبّة»(4)، فيكون المعنى أنّها حلوة المنحر، والمنحر هو منخفض في الصدر يُنحر البعير منه، والنسخة الأُولى أظهر.
1417 ـ الْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ .
الفقر في الوطن غُربة، أي بمنزلة الغُربة.
1418 ـ الْقُلُوبُ أَقْفالٌ مَفَاتِحُها السُّؤالُ.
القلوب أقفال مفاتحها السؤال، أي سؤال المسائل; فكلّما سألها شخص وتعلّم منها فُتح قفل قلبه.
1419 ـ الْمالُ يُفْسِدُ الْمَآلَ وَيُوَسِّعُ الآمالَ .
أي: المال يُفسد مآل الإنسان وعاقبته، ويوسّع الآمال، أي أنّ الغالب هو أنّهيبعث على فساد الآخرة ويوسّع الآمال والأمنيات.
1420 ـ إِعادَةُ الاِعْتِذارِ تَذْكِيرٌ بالذَّنْبِ .
إعادة الاعتذار تذكير بالذنب; أي أنّ الشخص إذا أذنب في حقّ شخص ذنباً كفاه الاعتذار إليه مرّة واحدة، ولا داعي لتكرار الاعتذار، لأنّ في إعادة الاعتذار تذكير لذلك الشخص بتلك الإِساءة والذنب وإيذاءٌ له.
1421 ـ الْتَقْرِيعُ أَشَدُّ مِنْ مَضَضِ الْضَّرْبِ
(5) .التقريع ـ وهو اللوم والعتاب الموجع ـ أشدّ من مضض ـ أي ألم ـ الضرب; فمن كان يُضرب فيجب بطريق أولى أن لا يقرّع; كما أنّ على الإنسان أن لا يفعل شيئاً يستحقّ لأجله تقريع الناس.
1422 ـ الْوَفاءُ عُنْوانُ وُفُورِ الدِّينِ وَقُوَّةُ الأَمانَةِ .
الوفاء ـ يعني بالنذر والعهد والقَسَم والوعد ـ عنوان وفور الدين ـ أي زيادته ـ وقوّة الأمانة.
1423 ـ الْخِيانَةُ دَلِيلٌ عَلى قِلَّةِ الْوَرَعِ وَعَدَمِ الدِّيانَةِ .
الخيانة ـ أي في أموال الناس، أو عدم الوفاء بالنذر والعهد والقسم والوعد ـ دليل على قلّة الورع وعدم الديانة.
1424 ـ الْمُؤْمِنُ آلِفٌ مَأْلُوفٌ مُتَعَطِّفٌ .
المؤمن آلف مألوف ـ يألف الناس ويألفونه ـ متعطّف (أي عطوف عليهم)، أي أنّ المؤمن هو في الواقع على هذه الحال، أو أنّه يجب أن يكون كذلك ويجب أن يكون مألوفاً للناس باعتبار أنّه يمكنه أن يسلك سلوكاً يجعله مألوفاً للناس.
1425 ـ الْمُتَّقِي قانِعٌ مُتَنَزِّهٌ مُتَعَفِّفٌ .
المتّقي ـ الّذي يخاف الله تعالى ـ قانع متنزّه ـ أي يجتنب محرّمات الدنيا أو محرّماتها ومشتبهاتها ـ متعفّف يجتنب كلّ عصيان للحقّ تعالى.
1426 ـ الْنّزَاهَةُ مِنْ شِيَمِ الْنُّفُوسِ الْطَّاهِرَةِ .
النزاهة من شيم النفوس الطاهرة; والمراد هو النزاهة في المأكل والملبس وفي المسكن وأسباب ذلك; والمراد بالنفوس الطاهرة: الطاهرة من الذنوب والأمور غير اللائقة والصفات الذميمة. أو أنّ المراد بالنزاهة هو النزاهة والابتعاد عن الذنوب والأفعال السيّئة، والمراد بالنفوس الطاهرة: الطاهرة من الصفات السيّئة.
1427 ـ الْمَوْتُ أَوَّلُ عَدْلِ الآخِرَةِ .
الموت أوّل عدل الآخرة، لأنّ ثواب المطيع وعقاب العاصي اللذين يقومان على العدل موقوفان على الموت، وأوّل مراتب العدل هو الموت. أو أنّ الموت يختلف باختلاف الناس، فهو سهل يسير للمؤمنين والصالحين، وشاقّ عسير للكفّار والعاصين، وهذا هو أوّل عدل الآخرة. والمراد بـ «الآخرة» ما بعد الحياة الدنيا، وتشمل وقت الموت أيضاً.
1428 ـ الْوَرَعُ يَحْجُزُ عَنِ ارْتِكابِ الْمَحارِمِ .
الورع ـ وهو الخوف من الحقّ تعالى ـ يحجز عن ارتكاب المحارم.
1429 ـ الْعَدْلُ يُرِيحُ الْعامِلَ بِهِ مِنْ تَقَلُّدِ الْمَظَالِمِ .
1430 ـ الْنِّفاقُ مِنْ أَثافِي الْذُّلِّ .
النفاق ـ يعني مع الحقّ تعالى أو مع الخلق ـ من أثافي الذل. و «الأثافي» هي الأحجار الّتي توضع تحت القِدر ليوقَد تحته. والمراد هو أنّه من أُسس الذلّ وأنّه يجلب الذلّ.
1431 ـ الْطَّامِعُ أَبَداً فِي وِثاقِ
(6) الذُّلِّ .1432 ـ الْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ .
المقلّ ـ أي الفقير ـ غريب في بلدته، أي شأنه فيها شأن الغرباء.
1433 ـ الْبَخِيلُ ذَلِيلٌ بَيْنَ أَعِزَّتِهِ .
البخيل ذليل بين أعزّته; أي أنّه ذليل في نظر أعزّة قومه الّذين يعرفونه. أو أنّه حتى لو كان من قوم أعزّة وكان بخيلا فإنّه سيكون بينهم ذليلا لا تبقى له عزّة.
1434 ـ الْصَّبْرُ يَنْزِلُ عَلى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ .
الصبر ينزل على قدر المصيبة، فمهما كانت المصيبة أعظم كان الصبر النازل من جانب الحقّ تعالى أكبر; فعلى الإنسان أن يتعلّم ذلك الصبر وأن لا يُعرض عنه، وأن لا يجعل ديدنه الجزع والاضطراب.
1435 ـ الْثَّوابُ عَلى الْمُصِيبَةِ أَعْظَمُ مِنْ قَدْرِ الْمُصِيبَةِ .
الثواب على المصيبة أعظم من قدر المصيبة، بحيث أنّ صاحب المصيبة لو نال الثواب والأجر على مصيبته، لرجّح وفضّل أن يُصاب بتلك المصيبة فيكون له ذلك الثواب على أن لا تصيبه تلك المصيبة ويُحرم ذلك الأجر.
1436 ـ الْحَقُّ سَيْفٌ عَلى أَهْلِ الْباطِلِ .
الحقّ ـ يعني الحقّ تعالى أو الحاكم بالحقّ أو حكم الحقّ ـ سيف على أهل الباطل يُقتلون به.
1437 ـ الْحَقُّ مَنْجاةٌ لِكُلِّ عامِل
(7) .1438 ـ الْوَرَعُ خَيْرٌ مِنْ ذُلِّ الْطَّمَعِ .
الورع (وعدم الطمع في ما في أيدي الناس) خيرٌ من ذل الطمع، حتّى لو حصل على شيء من طمعه.
1439 ـ الْجُوعُ خَيْرٌ مِنَ الْخُضُوعِ .
الجوع خير من الخضوع للناس من أجل تحصيل شيء منهم.
1440 ـ الْمالُ لِلْفِتَنِ سَبَبٌ وَلِلْحَوادِثِ سَلَبٌ .
المال للفتن سبب ـ ووسيلة ـ وللحوادث سَلَب، يعني أنّه سبب ووسيلة للفتن في الدنيا والآخرة، وللحوادث الّتي تحصل سَلَب سرعان ما يُسلب ويُنهب.
1441 ـ الْمالُ داعِيَةُ الْتَّعَبِ وَمَطِيَّةُ النَّصَبِ .
المال داعية التعب ـ أي أنّه يوقع صاحبه في التعب والمشقّة ـ ومطيّة النَّصَب أي أنّه مطيّة يصعب ركوبها وقيادها.
1442 ـ الْكَرَمُ مَلْكُ اللِّسانِ وَبَذْلُ الإِحْسانِ .
الكرم ـ والكرامة ـ مَلْك اللسان ـ وحفظه من الكذب وفحش القول وأمثالها ـ وبذل الإحسان للناس; أي أنّ عمدة أنواع الكرم هي كذلك.
1443 ـ الْصِّدْقُ أَمانَةُ اللِّسانِ وَحِلْيَةُ الإِيْمانِ .
1444 ـ الْمالُ لا يَنْفَعُكَ حَتّى يُفارِقَكَ .
المال لا ينفعك حتى يفارقك وحتى تُنفقه في مصرف ينفعك في الآخرة أو في الدنيا; فجمع المال واكتنازه إذاً أمر لا فائدة فيه.
1445 ـ الأَمانِيُّ تَخْدَعُكَ وَعِنْدَ الْحَقائِقِ تَدَعُكَ .
الأماني تخدعك وعند الحقائق تدعك; والمراد بـ «الحقائق» الأُمور الثابتة وهي أُمور الآخرة الّتي هي أُمور ثابتة وباقية، أو كلّ أمر له أصل من أُمور الدنيا والآخرة. أي أنّ الأماني تخدعك بأُمور واهية وتدعوك إلى ما لا حاصل فيه،تدعك عند الأُمور الّتي لها أصل ونفع.
1446 ـ الْمُؤْمِنُ هَيْنٌ لَيْنٌ سَهْلٌ مُؤْتَمَنٌ .
المؤمن هيْن ليْن (الطبع) سهل مؤتمن من قِبل الناس. وبناءً على ذلك فإنّ «سهل» تأكيد للفظ «هيّن»; ومن الممكن أن يكون لفظ «هيْن» أيضاً بمعنى سهل الطبع، والثاني بمثابة تأكيد للأوّل. والمراد هو أنّ المؤمن الكامل يمتلك بالطبع هذه الصفات، أو أنّ على المؤمن أن يكون بهذه الصفات.
ولا يخفى أنّ «هيْن» و «ليْن» هما مخفّف لفظي «هيّن» و «ليّن» وأنّه يمكن قراءتهما بكلا الوجهين، غاية الأمر أنّ القراءة بالتخفيف أكثر شيوعاً.
1447 ـ الْكافِرُ خَِبٌّ
(8) ضَبٌّ جاف خائِنٌ .الكافر خبّ (أي ماكر خادع) ضبّ (أي حائد عن الحقّ) جاف (غليظ الطبع) خائن.
1448 ـ الْشَّيْبُ آخِرُ مَواعِيدِ الْفَناءِ .
الشيب آخر مواعيد الفناء; أي أنّ من شاب شعره نتيجة الكبر فإنّ ذلك نذير بحلول وقت فنائه وموته، وأن ليس هناك موعد آخر لفنائه; فعليه إذاً الاستعداد للموت والانهماك بأعمال تنفعه في طريقه ذلك.
1449 ـ الْمَوْتُ مُفارَقَةُ دارِ الْفَناءِ وَارْتِحالٌ إِلَى دارِ الْبَقاءِ .
الموت مفارقة دار الفناء وارتحال إلى دار البقاء الدائمة السرمديّة، فعلى العاقل الاستعداد له كما ينبغي.
1450 ـ الإِنْقِيادُ لِلشَّهْوَةِ أَدْوَأُ الْدَّاءِ .
الانقياد (أي المتابعة والطاعة) للشهوة أدوأ الداء، لأنّ ضرره يلحق بالدنيا والآخرة كليهما، وليس من داء بهذه الكيفية.
1451 ـ الْصَّبْرُ عَلى الْمَصائِبِ مِنْ أَفْضَلِ الْمَواهِبِ .
الصبر على المصائب من أفضل المواهب والعطايا الّتي منَّ بها الله على الإنسان الصابر.
1452 ـ الْفِكْرُ فِي الْعَواقِبِ يُنْجِي مِنَ الْمعاطِبِ .
الفكر في العواقب يُنجي من المعاطب والمهالك; أي أنّ من شاء فعل أمر من الأُمور ففكّر في عاقبته ولم يفعله ما لم يعلم عدم ترتّب مفسدة على فعله، فإنّه ينجو من المهالك ولا يصيبه ضرر; خلافاً لمن يرتكب الأفعال من دون تأمّل ولا تفكّر، إذ كثيراً ما يحصل أن يُمتحن ويُبتلى بمفاسد عظيمة من جرّاء ذلك.
1453 ـ الْنَّوْمُ راحَةٌ مِنْ أَلَم وَمُلائِمُهُ الْمَوْتُ .
النوم راحة من ألم; وملائمه (ومشابهه) الموت; حيث أنّ من الشائع أنّ النوم هو أخو الموت.
1454 ـ الْقَوْلُ بِالْحَقِّ خَيْرٌ مِنَ الْعَيِّ وَالصَّمْتِ .
1455 ـ الْعِلْمُ جَمالٌ لا يَخْفى وَنَسَبٌ لا يَجْفى
(9) .العِلم جمالٌ لا يخفى، ونسب لا يجفى. وإنّ تسمية العلم نسباً هو على سبيل المجاز. والمقصود بـ «جمال» جمال الخُلق والخَلق.
1456 ـ الْجَهْلُ مُمِيتُ الأَحْياءِ وَمُخَلِّدُ الشَّقاءِ .
«الجهل مميت الأحياء» لأنّ الجاهل الحيّ بمثابة الميّت; «ومخلّد الشقاء».
1457 ـ الْمَكُورُ شَيْطانٌ فِي صُورَةِ إِنْسان .
المكور (أي الإنسان الماكر) شيطانٌ في صورة إنسان. والظاهر أنّ تشبيه الماكر بالشيطان هو على سبيل المجاز والتشبيه، لا أنّه في حقيقة الأمر شيطان قد تلبّس في هيئة إنسان.
1458 ـ الْثِّقَةُ بِالنَّفْسِ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الْشَّيْطانِ .
الثقة بالنفس من أوثق (أي أحكم وأمتن) فُرص الشيطان; أي أنّ من اعتمد على نفسه ووثق بها واعتقد أنّه لا يرتكب سوءاً، وأنّه لا يفعل إلاّ حسناً، من دون خوف من أفعال نفسه وتصرّفاتها، ومن دون اعتماد على عصمة الله تعالى وتفضّله، فإنّ ذلك من أقوى فرص الشيطان لإغوائه وإضلاله.
1459 ـ أَهْلُ الْذِّكْرِ أَهْلُ اللهِ وَحامَّتُهُ
(10) .أهل الذكر أهل الله وحامّته، أي أنّ أصحاب ذكر الله تعالى هم أهل الله وخواصّه من خلقه.
1460 ـ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللهِ وَخاصَّتُهُ
(11) .1461 ـ الْحُزْنُ وَالْجَزَعُ لا يَرُدَّانِ الْفائِتَ .
الحزن والجزع لا يردّان الفائت; فالحزن والجزع على الفائت ـ سواء كان بشراً أو غيره ـ لغوٌ وأمر لا طائل وراءه.
1462 ـ الْصَّبْرُ عَلى الْمُصِيبَةِ يَفُلُّ حَدَّ الْشَّامِتِ .
الصبر على المصيبة يفلّ حدّ الشامت ولا يدعه يُكثر الشماتة والفرح.
1463 ـ الْمُؤْمِنُ قَلِيلُ الْزَّلَلِ كَثِيرُ الْعَمَلِ .
المؤمن قليل الزلل كثير العمل; أي كثير العمل بالطاعات والعبادات.
1464 ـ الْحَسَدُ دَأْبُ الْسَّفِلِ
(12) وَأَعْداءِ الدُّوَلِ .الحسد دأب (وديدن) السفل (وهم الأراذل من الناس) وأعداء الدول، أي الّذين لا يُطيقون رؤية دولة أحد، فيحسدونه على دولته، ويمكن لهؤلاء أن يكونوا من الأراذل أو من غيرهم.
1465 ـ الْدُّنْيا مَعْدِنُ الْشَّرِّ وَمَحَلُّ الْغُرُورِ .
1466 ـ الْحاسِدُ يَفْرَحُ بِالشُّرُورِ وَيَغْتَمُّ بِالسُّرورِ .
الحاسد يفرح بالشرور ويغتمّ بالسرور، أي بالشرور والسرور الّتي تصيب الآخرين.
1467 ـ الْمُرُوءَةُ تَمْنَعُ مِنْ كُلِّ دَنِيَّة .
المروءة ـ وهي الرجولة أو الإنسانية ـ تمنع من كلّ دنيّة وصفة رذيلة.
1468 ـ الْمُرُوءَةُ مِنْ كُلِّ لُؤْم بَرِيَّة .
المروءة ـ وهي الرجولة أو الإنسانية ـ من كلّ لؤم برية، أي أنّها بعيدة عنلؤم أو عن كلّ أمر يستدعي اللؤم.
1469 ـ الْكَرَمُ نَتِيجَةُ عُلُوِّ الْهِمَّةِ .
الكرم ـ أي الجود أو الكرامة وعلوّ الرتبة ـ نتيجة علوّ الهمّة.
1470 ـ الْحاسِدُ لا يَشْفِيهِ إِلاَّ زَوالُ النِّعْمَةِ .
الحاسد لا يشفيه إلاّ زوال النعمة; أي زوالها من جميع الناس، وإلاّ فإنّ كلّ من له نعمة سيحسده الحاسد. ومن الظاهر أنّ هذا الشفاء لا يتيسّر أبداً، بل يبقى الحاسد مبتلى بهذا المرض إلاّ أن يُقلع عن الحسد ويتركه.
1471 ـ اِسْتِفْسادُ الْصَّدِيقِ مِنْ عَدَمِ التَّوْفِيقِ .
استفساد الصديق (أي طلب فساد وزوال صداقته بإيذاءه وإزعاجه) من عدم التوفيق.
1472 ـ إِسْتِدْراكُ فَسادِ الْنَّفْسِ مِنْ أَنْفَعِ الْتَّحْقِيقِ .
إستدراك فساد النفس من أنفع التحقيق، أي ليس من تحقيق أنفع من أن يكون الإنسان في صدد تدارك الفساد والذنب الّذي صدر منه بالتوبة في حقوق الناس، أمّا في حقوق الناس فبالتوبة أو بإرضائهم.
1473 ـ الْعُلَماءُ باقُونَ ما بَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ .
العلماء باقون ما بقي الليل والنهار; أي أنّ الحقّ تعالى لم يدع عصراً من العصور من دون علماء، بل يجب أن يكون جمع منهم موجودون.
ويمكن أن يكون المراد أنّهم أحياء دوماً باعتبار بقاء آثارهم أو باعتبار أنّهم أحياء بعد الموت أيضاً كما في بعض الأحاديث الواردة في المؤمن، ويمكن ـ بناءً على ذلك ـ أن يشمل لفظ «العلماء» كلّ مؤمن، إذ ليس من مؤمن بلا علم.
1474 ـ الْتَّدْبِيرُ قَبْلَ الْفِعْلِ يُؤْمِنُ الْعِثارَ .
التدبير قبل الفعل يؤمن العثار; مرّ شرحه سابقاً.
1475 ـ إِشْتِغالُكَ بِمَعايِبِ نَفْسِكَ يَكْفِيكَ الْعارَ .
إشتغالك بمعايب نفسك يكفيك العار; أي أنّ الشخص إذا اشتغل بمعايب نفسه فإنّ ذلك يكفيه العار ويجعله يستحيي من أن يذكر عيوب الآخرين ومساوئهم.
ويمكن أن يكون المعنى هو أنّ الاشتغال بعيوب النفس والانهماك في تداركها وإصلاحها يكفي الإنسان العار ولا يدع له عاراً وعيباً، فالعار أن يفعل الإنسان سوءاً ولا يتداركه. وبناءً على ذلك فهذه الفقرة تقرب من مضمون الفقرة اللاحقة.
ويمكن أن يكون المراد بـ «العار» خصوص ذكر عيوب الناس لأنّه عار للقائل، والمراد بأنّه يكفي العار أنّه يبعث الفرد على عدم البحث عن عيوب الآخرين وعدم تعييرهم وذكر مساوئهم، وعلى الخلاص من هذا العار.
وفسّر بعض أهل اللغة(13) «العار» بأنّه ذكر العيوب، وبناءً عليه فإنّ المعنى الأخير لن يحتاج إلى تكلّف.
1476 ـ إِشْتِغالُكَ بِإِصْلاح مَعادِكَ يُنْجِيكَ مِنْ عَذابِ الْنَّارِ .
إشتغالك بإصلاح معادك (وآخرتك) ينجيك من عذاب النار. وجاء في بعض النسخ(14) لفظ «المعاد» بدلا من «معادك».
1477 ـ الْحُرِّيَّةُ مُنَزَّهَةٌ مِنَ الْغِلّ وَالْمَكْرِ .
الحريّة منزّهة من الغِلّ (أي الحقد) والمكر; أي أنّ من كان حرّاً من العلائق الدنيوية الواهية ومَن لم يجعل نفسه أسيراً لها فإنّه منزّه من الحقد والمكر.
1478 ـ الْمُرُوءَةُ بَرِيَّةٌ مِنَ الْخَناءِ وَالْغَدْرِ .
المروءة ـ وهي الرجولة أو الإنسانية ـ بريئة من الخناء ـ وهو الفحش في الكلام ـ والغدر.
1479 ـ الْحازِمُ مَنْ تَرَكَ الْدُّنْيا لِلآخِرَةِ .
الحازم (الضابط للأمور) مَن ترك الدنيا للآخرة، أي من ترك محرّمات الدنيا، بل من ترك مشتبهاتها أيضاً.
1480 ـ الْرَّابِحُ مَنْ باعَ الْعاجِلَةَ بِالآجِلَةِ .
الرابح من باع العاجلة بالآجلة، أي من باع الدنيا بالآخرة.
1481 ـ الْحَزْمُ حِفْظُ ما كُلِّفْتَ وَتَرْكُ ما كُفِيتَ .
الحزم حفظ ما كُلّفت وترك ما كُفيت، أي حفظ الطاعات والعبادات والقيام بها، وترك ما كفيت أي ترك ما تكفّل غيرك به وضمنه وتحمّل مؤنته عنك، أي ترك الرزق الّذي ضمنه الحقّ تعالى وتكفّل به.
1482 ـ الْعَجْزُ اشْتِغالْكَ بِالْمَضْمُونِ لَكَ عَنِ الْمَفْرُوضِ عَلَيْكَ، وَتَرْكُ الْقَناعَةِ بِما أُوتِيتَ.
العجز اشتغالك بالمضمون لك (الّذي ضمنه لك غيرك) عن المفروض عليك، (أي الاشتغال بهذا وترك ذاك وجعل هذا الاشتغال مانعاً من الاشتغال بما فُرض عليك) وهذا بمنزلة التأكيد على الفقرة السابقة.
وتَرْك القناعة بما أُوتيتَ: أي بما آتاك وأعطاك الحقّ تعالى وجعله نصيبك.
1483 ـ إِمامٌ عادِلٌ خَيْرٌ مِنْ مَطَر وابِل .
إمام عادل خير (وأنفع) من مطر وابل أي المطر الشديد الضخم القطر.
1484 ـ الْسَّخاءُ حُبُّ الْسَّائِلِ وَبَذْلُ الْنَّائِلِ .
1485 ـ آيَةُ الْبَلاغَةِ قَلْبٌ عَقُولٌ وَلِسانٌ قائِلٌ .
آية البلاغة (وعلامتها) قلب عقول (مُدرك) ولسان قائل.
والبلاغة حسب اصطلاح العلماء هي مَلَكة وصفة راسخة في صاحبها تجعله قادراً على تأليف الكلام البليغ. والكلام البليغ هو ما كان فصيحاً وكان موافقاً لمقتضى الحال، أي أنّ المقام والحال لو اقتضى التأكيد ـ كأن يُخبرون شخصاً بخبر كان قد أنكره ـ فيجب التأكيد، ولو اقتضى المقام عدم التأكيد لوجب عدم التأكيد. وكذلك لو اقتضى المقام ذكر المسند إليه أو ذكر المسند وجب ذِكره، ولو اقتضى حذف أحدها وجب حذفه، وهكذا الأمر في سائر التفاصيل المذكورة في علم المعاني.
والمراد بـ «الكلام الفصيح» الكلام الخالي من ضعف التركيب وتنافر الكلمات والتعقيد والإبهام الّذي يجعل درك المطلب صعباً، وأن تكون مفردات الكلام فصيحة، أي أن لا تكون مركّبة من حروف متنافرة وغريبة ومخالفة للقياس اللغوي بالتفصيل المذكور في تركيب المعاني.
وبناءً على ذلك فمن الظاهر أنّ القلب العقول الّذي يُدرك المعاني جيداً واللسان القائل المسترسل في تركيب العبارات وتأليفها هما آية وعلامة للبلاغة.
وجاء في بعض النسخ(15) لفظ «آلة» بدلا من «آية»، فيكون المعنى هو أنّ آلة البلاغة ووسيلتها قلبٌ عقول ولسان قائل مُسترسل.
1486 ـ الْبَغْيُ يَصْرَعُ الرِّجالَ وَيُدْنِي الآجالَ .
البغي (وهو الظلم أو العدول عن الحقّ أو التمرّد أو نسبة الكذب إلى شخص) يصرع الرجال ويُدني الآجال، أي يبعث على قصر العُمر.
1487 ـ الإِصْرارُ أَعْظَمُ حُوبَةً وَأَسْرَعُ عُقُوبَةً .
الإصرار (أي الإصرار على الذنب، وقد ذكرنا تحقيق معناه كراراً) أعظم حُوبة (ذنباً) وأسرع عقوبة. وجاء في بعض النسخ(16) لفظ «الإضرار» بالضاد المنقوطة، ومعناه إلحاق الضرر، فتكون الفقرة مذمّة له.
1488 ـ الإِسْتِغْفارُ أَعْظَمُ جَزاءً وَأَسْرَعُ مَثُوبَةً .
الاستغفار أعظم جزاءً وأسرع مثوبة، أي أنّ ثوابه ـ أو أجره(17) بناءً على النسخة الّتي وردت بلفظ «أجراً» بدلا من «جزاءً» ـ يبلغ إلى المستغفر.
1489 ـ الْرِّفْقُ بِالأَتْباعِ مِنْ كَرَمِ الطِّباعِ .
الرفق بالأتباع من كرم الطباع، أي من حُسن الطباع أو جود الطباع، أي أنّه ناشىء منه.
1490 ـ إِصْطِناعُ الأَكارِمِ أَفْضَلُ ذُخْر وَأَكْرَمُ اصْطِناع .
اصطناع الأكارم (أي الإحسان إلى الأكارم) أفضل ذخر وأكرم اصطناع أي أنّ الإحسان إلى جميع الناس حَسَن ومطلوب، والإحسان إلى الأكارم أحسن وأفضل.
1491 ـ الْحِقْدُ داءٌ دَوِيٌّ وَمَرَضٌ مُوبِي
(18) .الحقد داء وبيّ ـ وهذا مبالغة في شدّته وصعوبته، من قبيل «ظلّ ظليل» مبالغة في عظمته ـ ومرض موبي ـ أي ذو وباء، وهذا أيضاً مبالغة في شدّته، أي أنّه مرضٌ كأنّه ذو وباء، والوباء كلّ عدوى عامّة بين الناس.
1492 ـ الْحِقْدُ خُلُقٌ دَنِيٌّ وَمَرَضٌ مُرْدِي .
الحقد خُلُق دنيّ ومرض مُردي، أي مرض مُهلك، أو مُوقع في الهلكة أو في البلاء أو الدناءة.
1493 ـ الْمُؤْمِنُ سِيرَتُهُ الْقَصْدُ وَسُنَّتُهُ الرُّشْدُ .
المؤمن سيرته القصد وسنّته الرشد، أي طريقته الثبات على الحقّ والصلابة فيه.
1494 ـ الْمُؤْمِنُ يَعافُ الَّلهْوَ وَيَأْلَفُ الْجِدَّ
(19) .المؤمن يعاف اللهو ويألف الجدّ، أي يألف الاجتهاد في الأُمور وبذل الجهد فيها، أو فيما ليس لهواً، أو التحقيق في الأُمور المحققة الّتي يجب المبالغة فيها.
1495 ـ الْبِشْرُ إسْداءُ الصَّنِيعَةِ بِغَيْرِ مَؤْنَة .
1496 ـ الْسَّيِّدُ مَنْ تَحَمَّلَ الْمَؤْنَةَ وَجادَ بِالْمَعُونَةِ .
السيّد من تحمّل المؤنة (مؤنة الناس) وجاد بالمعونة، أي وجاد بما ليس من المؤنة.
1497 ـ الْتَّواضُعُ مِنْ مَصائِدِ الشَّرَفِ .
التواضع (لله عز وجل وللخلق) من مصائد الشرف.
1498 ـ الْحَازِمُ مَنْ تَجَنَّبَ الْتَّبْذِيرَ وَعافَ السَّرَفَ .
الحازم من تجنّب التبذير (أي الإسراف والإنفاق فوق الوسع) وعاف السرف; وهذا تأكيد للفقرات السابقة.
1499 ـ الْكِذْبُ وَالْخِيانَةُ لَيْسا مِنْ أَخْلاقِ الْكِرامِ .
1500 ـ الْفُحْشُ وَالْتَّفَحُّشُ لَيْسا مِنَ الإِسْلامِ .
الفُحش ـ وهو القبيح من القول أو الزنا أو كلّ قبيح من الذنوب والمعاصي ـ والتفحّش ـ وهو تأكيد الفحش أو سماع القول القبيح، أي فِعل ما يسبّب سماع الفُحش والسباب أو تحمّل ذلك من قِبل القادر على زجر المتفحّش ـ ليسا من الإسلام، أي أنّ المسلم الكامل ليس كذلك، أو أنّ على المسلم أن لا يكون كذلك.
الهوامش:
(1) أورد الشارح (رحمه الله) كلمة «سمّ» بضمّ السين. وجاء في «القاموس»: «السُّمّ: الثقب وهذا القاتل ويثلث فيهما» ومن رغب في الاستزادة فليراجع كتاب «تاج العروس».
(2) جاء في طبعة بمبي (ص 36، س 8) وطبعة دمشق (ص 47، س 8) لفظ «الفقر في الوطن غُربة».
(3) أورد الشارح(رحمه الله) كلمة «وطن» بفتح الواو وكسر الطاء; ولم أُشاهد هذا الاستعمال حتّى الآن; أمّا في طبعة صيدا (ص 21، س 9) وطبعة دمشق (ص 47، س 8) فقد وردت بلفظ «الغِنى في الغربة وطن» حيث وردت كلمة «الغنى» على وزن «إلى » وليس «الغَني» بفتح الغين وكسر النون وتشديد الياء كما أوردها الشارح(رحمه الله). أمّا في طبعة بمبي فلم تنقل هذه الفقرة أصلا، فلم يعد هناك حاجة لتجشّم العناء بناءً على نقل النسختين المذكورتين، والمعنى واضح; أمّا المعنى الثاني للشارح وهو «الغِنى في الغربة وطن» فمبنيّ على هذه القراءة.
(4) جاء في «المنجد»: «اللبّة موضع القلادة من الصدر»، وأظنّ أنّ «اللبّة» فيها تصحيف، وأنّها تصحيف من «اللسبة»، وقد ورد في طبعة صيدا (ص 21، س 7) بهذا اللفظ، فيكون المعنى واضحاً بناءً على هذا اللفظ. يقال: «لسبته الحيّة لسباً: أي لدغته».
(5) جاء في نسخة مكتبة «سبه سالار» في صدر هذه الفقرة كلمة «إعادة»، حيث نُقلت العبارة وشُرحت بلفظ «إعادة التقريع أشدّ من مضض الضرب»، أي أنّ ألم إعادة التقريع أشدّ من ألم الضرب; فحيثما حصل ذلك بدون دليل شرعي كان ذنبه أكثر من ذنب الضرب غير المشروع، وانّ من له إحساس بالألم إذا فعل شيئاً وقُرّع لأجله، فيجب أن لا يعاود فِعل ذلك العمل الّذي يبعث على إعادة تقريعه.
ولا يخفى أنّ طبعة صيدا تطابق أيضاً هذه النسخة.
(6) أورد الشارح(رحمه الله) كلمة «وثاق» بالفتح والكسر معاً، أي أنّه يعتبر أنّ قراءة الكلمة بكلا الوجهين صحيحاً. وجاء في مجمع البحرين: «الوثاق بالفتح والكسر لغة».
(7) ضبط الشارح(رحمه الله) كلمة «منجاة» بفتح الميم صريحاً. وجاء في النسخ المطبوعة ثلاثتها بإضافة «وحجّة لكلّ قائل»، وجاء في نسخة مكتبة مسجد «سبه سالار» في شرح هذه الزيادة: «أي حجّة وبرهان لكلّ قائل يكون الحقّ معه، فإنّ تلك الحقيقة حجّة له يستنبط منها سامعه صدقَه».
(8) أورد الشارح(رحمه الله) كلمة «خب» بفتح الخاء وكسرها، ودوّن فوقها لفظ «معاً»، أي أنّ كلمة «خبّ» يمكن قراءتها بكلا الوجهين.
(9) راجعنا كتب اللغة والأدب لملاحظة كلمة «يجفى» الّتي وردت بهذا الوزن وبهذا المعنى المذكور في المتن، إذ يبعد في النظر أنّها وردت بهذا المعنى في هذا الوزن. وقد جاء في طبعة دمشق (ص 49، س 1): «العِلم جمال لا يخفى ونسب لا يُخفى»، وقال السيّد محمد جمال الدين القاسمي الدمشقي: «ضُبطت في الأصل» «يخفى» الأُولى بفتح الياء والثانية بضمّها». وقال المحشّي: «الاُولى من الخفاء بمعنى الزوال، والثانية من الإخفاء الّذي هو ضدّ الإظهار». ويحتمل قوياً أن تكون الثانية بلفظ «يحفى» بالحاء المهملة والفاء والياء ـ من حفى يحفى حفاء ـ ومن جملة معانيها «رقّت قدمه من كثرة المشي; ومشى بلا خفّ ولا نعل; و ـ الفرس أي انسحى حافره من كثرة السير»، والمراد هو أنّ العلم نسب وصلة لا تفقد عزّتها ولا تُبتلى بالذلّ، بل عزّتها دائمة خالدة، فعِلم العالم بمنزلة الصديق العزيز الّذي يشتدّ به عضد الإنسان.
(10) كذا في نسخة الشارح(رحمه الله) وطبعة صيدا (ص 22، س 4); أمّا في طبعة دمشق (ص 49، س5) وطبعة بمبي (ص 37، س 13) فقد وردت بلفظ «خاصّته».
(11) هذه الفقرة غير موجودة في طبعة بمبي.
(12) كذا بخطه(رحمه الله) صريحاً ـ بفتح السين وكسر الفاء ـ ، ويمكن للراغب في التحقيق الرجوع إلى كتب اللغة.
(13) جاءت عبارة «وفسّر بعض أهل اللغة...» إلى آخر العبارة في نسخة مكتبة مسجد «سبهسالار» ولم ترد في النسخة الأصلية.
(14) وردت هذه العبارة إلى الآخرفي نسخة مكتبة مسجد «سبهسالار» فقط.
(15) وردت هذه العبارة في نسخة مسجد (سبهسالار) فقط.
(16) وردت هذه العبارة إلى الآخر في نسخة مسجد «سبهسالار» فقط.
(17) وردت عبارة «أو أجره...» إلى الأخير في نسخة مكتبة مسجد سبهسالار فقط.
(18) قال ابن الأثير: «قد ورد في الحديث «موب» بلا همز، وسبب ترك الهمز رعاية الموازنة».
(19) جاء في ذيل النسخة المطبوعة في دمشق «يريد باللهو الدنيا، وبالجدّ الآخرة».