1601 ـ الوَفَاءُ حِلْيَةُ العَقْلِ وَعُنْوَانُ النُّبْلِ.
... عنوان النبل: أي علامته أو ابتداؤه [بما انّ عنوان الكتاب أو الكلام يأتي في البداية] والنبل هو حدّة الفطنة أو النجابة.
1602 ـ الإحْتِمالُ بُرْهَانُ العَقْلِ وَعُنْوَانُ الفَضْلِ.
الاحتمال أي تحمل المصاعب والأثقال الواردة من قبل الناس، دليل على رجاحة العقل وعنوان للفضيلة أي علو الشأن وسموه، ومرّ معنى «العنوان» في الفقرة السابقة وغيرها مكرراً.
1603 ـ المَعْرِفَةُ دَهَشٌ وَالخلوُّ مِنْهَا غَطَشٌ
(1).انّ المعرفة لله تعالى لا يمكن أن تصل إلى حدٍّ يمكن معها معرفة ذاته كما هي، بل تجعل الإنسان حائراً ووالهاً وعالماً بأنّ حقّ معرفته أمر غير ممكن، ولكن افتقاد معرفته وترك طلبها يعني الضعف في البصيرة وبمثابة العمش، وعليه ينبغي أن يتدبر الإنسان في ذلك ويكسب المعرفة قدر المستطاع، وإن استحالت معرفته حقّ المعرفة. وقد ورد في بعض النسخ مكان غطش «عطش» بدون نقطة(2)، فتعني العبارة: انّ في الخلوّ عن معرفته عطش، ولكن النسخة الاُولى هي الأظهر.
1604 ـ السَّيءُّ الخُلْقِ كَثِيرُ الطَّيْشِ مُنَغَّصُ العَيْشِ.
انّ السيءّ الخلق له طيش وخفة كثيرة، ولا يحلو له عيش بل يكون دائماً ممزوجاً بالغم والهم.
1605 ـ المَطَلُ أَحَدُ المَنْعَيْنِ.
(المطل) يعني التسويف في الوعود أو الحقوق أحد المنعين: منع حقّ الناس وعدم اعطائه، ومنع السائل وأمثاله، والمنع نوعان: أحدهما المنع التام، والآخر وهو الوعد بالاعطاء وتأخير الموعد، فهذا له حكم المنع أيضاً، وبمنزلته ومن مصاديقه.
1606 ـ اليَأْسُ أَحَدُ النُّجْحَيْنِ.
النجاح في تحقيق المطلوب قسمان: أحدهما الوصول إليه، والآخر هو اليأس من ذلك فيكون بمثابة الوصول إلى المطلوب وفي حكمه، ومن مصاديق النجاح، لأنّ من ييأس سوف يتخلص من أتعاب (السعي والبحث والطلب، ويشعر بالراحة، فعلى من لم ينجز المطلوب لشخص ما أن يقول له: لا أنجز لك ذلك; كي يتخلص من أتعاب السعي وعناء الانتظار، ولا يحيّره بمواعيده الّتي لا يفي بها.
1607 ـ السَّامِعُ لِلْغِيبَةِ أَحَدُ المُغْتابَيْنِ.
أي انّ لسامع الغيبة حكم المغتاب وبمثابته في أصل المعصية أو في قَدَرها أيضاً.
1608 ـ المُصِيبَةُ بِالصَّبْرِ أَعْظَمُ المُصِيبَتَيْنِ.
أي المصيبة قسمان: الأوّل أن تصيبه في صبره فيزول صبره، والآخر أن يكون بشيء آخر كموت الولد ونظائره، والقسم الأوّل أعظم لأنّه رغم تحمل مصاعب عدم وجود الصبر، لا يترتب عليه ثواب، بل يوجب حبط أو نقصان ثواب المصيبة الاُخرى الّتي لم يصبر عليها، على عكس سائر المصائب.
1609 ـ الظَّنُّ الصَّوَابُ أَحَدُ الرَّأْيَيْنِ.
الظن الّذي سلك مسلكاً صواباً أحد الصوابين، وذلك انّ الصواب والسلوك الصحيح قسمان: أحدهما أن يكون عن جزم، والآخر أن يكون عن ظن، وللثاني حكم القسم الأوّل وبمنزلته، ويكون من مصاديق الصواب والسلوك الصحيح.
1610 ـ الرُّؤْيا الصَّالِحَةُ إِحْدَى
(3) البِشَارَتَيْنِ.البشارة الّتي يتلقاها المؤمنون عن حسن الحال في تلك النشأة قسمان: يتلقى احداهما عند الموت، والاُخرى في المنامات الصادقة، وقد يكون المراد مطلق البشارة الّتي يتلقاها الإنسان، سواء أكانت في اُمور الدنيا أو الآخرة، فالقسمان هما: بشارة تعطى لشخص في اليقظة، والاُخرى تعطى في المنامات الصادقة.
1611 ـ الكَفُّ عَمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ أَحَدُ السَّخَاءَيْنِ.
السخاء قسمان: الجود والبذل للناس، والآخر عدم الطمع بما في أيدي الناس.
1612 ـ الذِّكْرُ الجَّمِيلُ إحْدَى
(4) الحَيَاتَيْنِ.ان الذّكر الطيب الذي يبقى للإنسان يكون بمثابة احدى الحياتين، أي له حكم الحياة الحقيقية وبمنزلتها.
1613 ـ البِشْرُ أَحَدُ العَطَاءَيْنِ.
للبشاشة بوجه السائل وما شاكلها حكم بذل شيء له وبمنزلته وإن لم يعطه شيئاً.
1614 ـ الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ أَحَدُ الكَسْبَيْنِ.
الكسب الّذي ينتفع به الإنسان قسمان: أحدهما المرأة الصالحة، والآخر سائر الأشياء من الأموال وغيرها.
1615 ـ الكِتَابُ أَحَدُ المُحَدِّثَيْنِ.
المحدّث اثنان: أحدهما من ينقل الحديث لشخص آخر، والآخر كتاب الحديث الّذي يطالعه الإنسان(5). قد يكون المراد ـ والله العالم ـ انّ المراد من المحدثين هما: كتاب الله أي القرآن، والأئمّة المعصومون (صلوات الله عليهم)، بشهادة الحديث النبوي المشهور: (إنّي تارك فيكم الثقلين) وغيره من الأحاديث الّتي تدلّ على انّ الأئمّة المعصومين هم القرآن الناطق.
1616 ـ الفِكْرُ إِحْدَى
(6) الهِدَايَتَيْنِ.الهداية تعني الوصول إلى المطلوب، أو إراءة الطريق إلى المطلوب، أي انّ الهداية كما تكون بواسطة الأنبياء والأوصياء وغيرهما، قد تكون بأعمال الفكر أيضاً.
1617 ـ الإغْتِرَابُ أَحَدُ الشِّتَاتَيْنِ.
أي يكون التشتت عن الاخوان بالاغتراب وترك الوطن في حكم التشتت بالموت وبمنزلته.
1618 ـ اللَّبَنُ أَحَدُ اللَّحْمَيْنِ.
لِلّبن حكم اللحم، فهو يعمل عمل اللحم من منح القوة وغيرها.
1619 ـ العَجِيزَةُ
(7) أَحَدُ الوَجْهَيْنِ.أي كما انّ الإنسان يراعي في النساء حسن الوجه، لابدّ أن يراعي أيضاً حسين العجيزة، فانّها بمنزلة أحد الوجهين وبمنزلته.
1620 ـ الدُّعَاءُ لِلسَّائِلِ اِحْدَى الصَّدَقَتَيْنِ.
الدعاء للسائل بمثابة إحدى الصدقتين، فكما يعد اعطاء شيء للسائل صدقة، فانّ الدعاء له صدقة أيضاً وفيه ثواب الصدقة.
1621 ـ الأدَبُ أَحَدُ الحَسَبَيْنِ.
المراد من الأدب هو نوع سلوك مع الناس يكون مستحسناً في الشرع أو العرف وإن لم يترتب عليه ثواب أخروي، كالأكل من قدامه لا من قدّام صديقه، وقد يستعمل لما يشمل المستحبات الشرعية وترك المكروهات. و (الحسب) هو كلّ ما يعدّه الإنسان من مفاخر آبائه ويباهي به، وقد يستعمل بمعنى الدين أحياناً، وبمعنى المال أحياناً اُخرى، والمراد: انّ الحسب الّذي يمنح الإنسان الشرف والفخر على قسمين: أحدهما مفاخر الآباء أو الدين أو المال، والآخر هو رعاية الأدب، وعليه إذا كان الأدب مختصاً باُمور محبذة لم تتضمن ثواباً أخروياً، وكان الدين شاملا للمستحبات وترك المكروهات، ثمّ إذا كان الأدب شاملا لها أيضاً، فلابدّ أن يكون المراد من الدين فعل الواجبات وترك المحرمات هذه(8).
1622 ـ الدِّينُ أَشْرَفُ النَّسَبَيْنِ.
أي كما يكون النسب بالرحم يكون بالدين أيضاً، وهذا أشرف وأكمل من القسم الأوّل ويلزم مراعاته أكثر.
1623 ـ المُصِيبَةُ وَاحِدَةٌ، وَإِنْ جَزَعْتَ صَارَتِ اثْنَتَيْنِ.
صارت اثنتين: أي صارت الاُولى أصل المصيبة، والاُخرى الجزع والقلق الّذي يسبب الضرر والخسران في الدنيا والآخرة، وفي بعض النسخ: (فإِنْ جَزَعْتَ كَانَتِ اثْنَتَيْنِ).
1624 ـ النِيَّةُ الصَّالِحَةُ أَحَدُ العَمَلَيْنِ.
للنية الصالحة حكم العمل الصالح لترتب الثواب عليها وإن لم ينجز ذلك العمل ولم يتحقق، كما تم التصريح بذلك في أحاديث اُخرى.
1625 ـ السَّفَرُ أَحَدُ العَذَابَيْنِ.
أحد العذابين: أي عذاب جهنم، والآخر عذاب السفر والتعب والمحنة، كما ورد في الأحاديث الاُخرى: (السفر قطعة من السقر).
1626 ـ العِلْمُ إِحْدَى
(9) الحَيَاتَيْنِ.الحياتان هما: الحياة الحقيقية، والاُخرى العلم، فانّ له حكم الحياة وبمنزلتها وإن كانت بعد موت العالم.
1627 ـ المَوَدَّةُ إِحْدَى
(10) القَرَابَتَيْنِ.القرابتان هما: القرابة الحقيقية، والاُخرى هي المحبة الّتي تكون بمثابة القرابة، فينبغي رعاية الصديق كرعاية القرابة بل أشد من ذلك، كما ورد في أحاديث اُخرى.
1628 ـ الذِّكْرُ الجَمِيلُ أَحَدُ العُمْرَيْنِ.
لم يذكر هذا القول في بعض النسخ، لما ورد قبل ذلك: (الذكر الجميل أحد الحياتين) ومعناهما واحد.
1629 ـ الحِرْصُ أَحَدُ الشِّقَاءَيْنِ.
الشقاءان هما: الشقاء الحاصل نتيجة المعاصي والفسق، والآخر الشقاء الحاصل نتيجة الحرص الّذي يستدعي العذاب والمحنة الكبيرة وإن لم يؤدِّ إلى ارتكاب الذنب والعصيان.
1630 ـ البُخْلُ أَحَدُ الفَقْرَيْنِ.
الفقران هما: الفقر الحقيقي، والآخر هو البخل الّذي يعدّ فقراً، لأنّ البخيل يجعل نفسه فقيراً، ويعيش عيشته دائماً، ويضيّق على نفسه وعياله.
1631 ـ السِّجْنُ أَحَدُ القَبْرَيْنِ.
القبران هما: القبر الحقيقي، والآخر السجن الّذي هو بمنزلته.
1632 ـ المَنْزِلُ البَهِيُّ أَحَدُ
(11) الجَنَّتَيْنِ.المنزل البهي يعني المنزل الجيد أو الرحب، فمثل هذا المنزل أو كلّ منزل جيد ورحب يسكن فيه الإنسان وإن كان في السفر أو لم يكن منزلا، كما صرّحت بذلك الأحاديث الاُخرى، يكون إحدى الجنتين: إحداهما الجنة الحقيقية، والاُخرى المنزل الجيد أو الرحب الّذي يكون بمثابتها.
1633 ـ الزَّوْجَةُ المُوَافِقَةُ إحْدَى
(12) الرَّاحَتَيْنِ.الراحتان هما: الزوجة الموافقة، والاُخرى سائر الاُمور المستدعية للراحة.
1634 ـ الهَمُّ أَحَدُ الهِرَمَيْنِ.
الهرمان هما: الهرم الحقيقي، والآخر هو الغمّ والهمّ الّذي يعدّ هرماً، ويجعل الإنسان ضعيفاً وهزيلا، ويسبب ضعف القوى كلّها.
1635 ـ الحَسَدُ أَحَدُ العَذَابَيْنِ.
العذابان هما: الحسد الّذي يجعل الإنسان في غمّ وهمّ، والآخر هو سائر ألوان العذاب في الدنيا والآخرة.
1636 ـ المَرَضُ أَحَدُ الحَبْسَيْنِ.
أي انّه بمنزلة الحبس وفي حكمه.
1637 ـ الظَّالِمُ طَاغ يَنْتَظِرُ إِحْدَى النِّقْمَتَيْنِ.
الظالم طاغ أي جاوز الحدّ في الذنوب، ويتوقع أحد العذابين: العذاب الدنيوي والعذاب الاُخروي، وبما انّه معرّض لأحدهما وسوف يلاقيه أحدهما، فكأنّه ينتظر أحدهما.
1638 ـ العَادِلُ رَاع يَنْتَظِرُ أَحَدُ الجَزَاءَيْنِ
(13).العادل هو من يراعي الشريعة والدين، أو انّ الحاكم العادل راعي الناس، ويتوقع تحصيل أحد الجزاءين الحسنين، أحدهما في الدنيا والآخر في الآخرة. وقد ورد (أحسن الجزاءين) بدل (الجزاءين)(14) في بعض النسخ، وعليه انّه ينتظر أفضل الجزاءين الحسنين، أي سيصيبه ما هو الأفضل له منهما.
1639 ـ المُؤْمِنُ يَقْظَانُ يَنْتَظِرُ إحْدَى الحَسَنَتَيْنِ.
المؤمن يقظ أي واع ينتظر إحدى الحسنتين، أي انّه بحكم وعيه سيحظى بإحدى الحسنتين البتة، إحداهما حسنة الدنيا والاُخرى حسنة الآخرة، ويمكن قراءة الحسنتين (الحُسْنَيَيْن) مثنى (الحُسنى) وهي مؤنث (الأحسن) بصيغة التفضيل، فتعني العبارة انّه ينتظر إحدى الحُسنين، أي انّه يحظى بالأفضل منهما.
1640 ـ العَفْوُ أَعْظَمُ الفَضِيلَتَيْنِ.
العفو عن الذنب كبرى الفضيلتين، وهما: العفو، والاُخرى سائر الصفات الخلقية والأعمال الّتي ترفع درجة الإنسان.
1641 ـ الصَّبْرُ أَحَدُ الظَّفَرَيْنِ.
أي انّه سبب الظفر بأحد المطلبين: أحدهما الصبر، والآخر سائر الأسباب.
1642 ـ التَّوْفِيقُ أَشْرَفُ الحَظَّيْنِ.
انّ توفيق الله تعالى وتهيئته أسباب الخير للإنسان، هو أفضل وأسمى الحظّين: أحدهما التوفيق، والآخر سائر المنافع الحسنة.
1643 ـ التَّواضُعُ أَفْضَلُ الشَّرَفَيْنِ.
التواضع بين يدي الله تعالى وللناس أيضاً، أفضل الشرفين يحصل أحدهما بالتواضع، والآخر بسائر الأسباب الاُخرى.
1644 ـ السَّخَاءُ إِحْدَى
(15) السَّعادَتَيْنِ.أي تحصل احداهما بسبب السخاء، وتحصل الاُخرى بسائر الأسباب الصالحة.
1645 ـ الطَّمَعُ أَحَدُ الذُّلَّيْنِ.
الذلان هما: ما جاء من جرّاء الطمع، والآخر ما يحصل من سائر أسباب الذّل.
1646 ـ الوَعْدُ أَحَدُ الرِّقَّيْنِ.
انّ اعطاء وعد لشخص يجعل الموعود له كالعبد، ويضطّره للانتظار والترحيب به والتملّق له حتّى يفي بوعده.
1647 ـ إنْجَازُ الوَعْدِ أَحَدُ العِتْقَيْنِ.
الوفاء بالوعد والعمل به بمثابة أحد التحريرين، لأنّه يحرّر الإنسان الّذي وعده من قيود الرق، كما مرّ ذكره في القول السابق.
1648 ـ الحِلْمُ أَحَدُ المَنْقَبَتَيْن.
المنقبتان هما: الحلم، والاُخرى سائر المناقب، و «المنقبة» صفة توجب علوّ شأن صاحبها وشرفه.
1649 ـ المَوَدَّةُ فِي اللهِ أكْمَلُ النَّسَبَيْنِ.
يعدّ الصديق الّذي تكون محبته في سبيل الله، وليس لأهداف ومصالح دنيوية، من أقرباء من يحبه، بل تكون قرابته أكمل وأتم من سائر الأقرباء، وقد ورد (أكمل السببين) في بعض النسخ، أحدهما المحبة المذكورة، والآخر القرابة النسبية، وقد ورد في بعض النسخ (آكد) بدل (أكمل) أي الأكثر استحكاماً من النسبين أو السببين.
1650 ـ الحَسَدُ أَلاَْمُ الرَّذِيلَتَيْنِ.
الحسد أحط الرذيلتين: إحداهما الحسد، والاُخرى سائر الصفات الرذيلة، وقد يكون المراد: انّ الحسد يفوق دناءة أيّ صفة رذيلة اُخرى إذا قيس معها.
1651 ـ الزُّهْدُ أَفْضَلُ الرَّاحَتَيْنِ.
ترك الدنيا أفضل الراحتين، إحداهما ترك الدنيا، والاُخرى سائر مفردات الراحة، أو المراد: انّ الزهد إذا قيس مع أيّة راحة اُخرى زاد عليها وفاقها.
1652 ـ العَافِيَةُ أَفْضَلُ اللِّباَسَيْنِ.
العافية من الخوف والأذى أفضل لباسين، إحداهما هي العافية، والاُخرى سائر الألبسة، أو انّها إذا قيست مع أيّ لباس فاقته، وقد ورد (أشرف) بدلا عن (أفضل) في بعض النسخ، والمآل واحد.
1653 ـ الفِكْرُ أَحَدُ الهِدَايَتَيْنِ.
ذُكر هذا القول نفسه قبل قليل، وقد تكرّر سهواً.
1654 ـ العِلْمُ أَفْضَلُ الأَنِيسَيْنِ.
العلم يفوق أنيسين يأنس بهما الإنسان ويطمئنّ إليهما، أحدهما العلم، والآخر أيّ أنيس آخر، أو انّ العلم أفضل من أيّ أنيس آخر يقاس به.
1655 ـ العَمَلُ الصَّالِحُ أَفْضَلُ الزّادَيْنِ.
والمعنى هو أحد ما تقرّر في الفقرات السابقة من المعنيين.
1656 ـ العَدْلُ أَفْضَلُ السِّياسَتَيْنِ.
معنى الأفضلية أحد ما تقرّر في الفقرات السابقة، ومعنى (سياسة الرعية) الأمر والنهي وتدبير شؤونهم، والمراد هو أنّ العدل والانتصاف للمظلوم من الظالم أفضل من التدابير الاُخرى، أو انّه إذا قيس بأيّة سياسة وتدبير آخر كان أفضل.
1657 ـ الجَوْرُ أَحَدُ المُدَمِّرَيْنِ.
ان الظلم أحد المهلكين ويعني أنّ للهلاك الدنيوي والأخروي سببين: أحدهما الظلم، والآخر الأسباب الاُخرى.
1658 ـ الخُلُقُ السَّجِيحُ أَحَدُ النِّعْمَتَيْنِ.
انّ الخلق الطيب إحدى نعمتين: إحداهما الخلق الطيب، والاُخرى سائر النعم، أي انّها تعادلها كلّها.
1659 ـ الصُّورَةُ الجَمِيلَةُ أَوَّلُ السَّعَادَتَيْنِ.
انّ أوّل السعادات الصورة الحسنة أي أن يُخلق الإنسان على صورة حسنة، فانّها تعادل السعادات الاُخرى.
1660 ـ الصِّحَّةُ أَهْنَأُ اللَّذَتَيْنِ.
أي تكون جميع اللذات في طرف والصحة في طرف آخر فتكون الصحة أهنأ من جميعها، أو انّ الصحة إذا قيست مع أيّة لذة اُخرى رجحت كفة الصحة.
1661 ـ الشَّهْوَةُ أَحَدُ المُغْوِيَيْنِ.
الشهوة أحد مضلّين قياساً إلى كلّ المضلات الاُخرى.
1662 ـ الشَّجَاعَةُ أَحَدُ العِزَّيْنِ.
أي انّ الشجاعة تعادل كلّ أنواع العزّة.
1663 ـ الفِرَارُ أَحَدُ الذُّلَّيْنِ.
أي انّ الفرار ذلّ يعادل كلّ أنواع الذلّ.
1664 ـ القُرآنُ أَفْضَلُ الهِدَايَتَيْنِ.
أفضل الهدايتين أي بمعنى اراءة الطريق أو الايصال إلى المطلوب، والمراد انّ القرآن في كفة وأنواع الهداية في كفة اُخرى وكفّته أرجح منها كلّها، أو انّ القرآن إذا قيس مع أيّة هداية اُخرى كان أفضل منها.
1665 ـ الوَلَدُ الصَّالِحُ أَجْمَلُ الذِّكْرَيْنِ.
أي انّ أسباب الطيب للإنسان اثنان: أحدهما الولد الصالح الّذي يخلفه، والآخر هو سائر دواعي الذكر الطيب، والولد الصالح أرجح منها كلّها، أو انّ الولد الصالح إذا قيس مع أيّ داع آخر للذكر الحسن، كان أرجح منه.
1666 ـ الإيمَانُ أَفْضَلُ الأمَانَتَيْنِ
(16).بما أنّ الله سبحانه أخذ العهد بالإيمان من كلّ إنسان، فكلّ من وفى بعهده يكون قد أدّى الأمانة، وذلك أفضل من كلّ مصاديق أداء الأمانة حينما يقاس إليها.
1667 ـ الخُلُقُ السَّيِّءُ أَحَدُ العَذَابَيْنِ.
الخلق السيء أحد عذابين، أحدهما الخلق السيء، والآخر سائر أنواع العذاب الدنيوي والأخروي، إذ انّ الإنسان يعيش المشاق والأتعاب بسبب ذلك، ويعيش العذاب والعقاب في الآخرة.
1668 ـ الوَلَدُ أَحَدُ العَدُوَّيْنِ.
الولد عدو يقابل سائر الأعداء الآخرين، لأنّه يجلب الكثير من الغمّ والهمّ في الدنيا، وكثيراً ما يفقد الإنسان حتّى آخرته من أجله.
1669 ـ الصَّدِيقُ أَفْضَلُ الذُّخْرَيْنِ.
أي انّه ذخيرة أفضل من جميع الذخائر الاُخرى، أو أفضل من كلّ ذخيرة اُخرى يقاس بها.
1670 ـ المَرْكَبُ الهَنِيءُ أَحَدُ الرَّاحَتَيْنِ.
1671 ـ العِلْمُ أَفْضَلُ الجَمَالَيْنِ.
أي انّ العلم أفضل من كلّ ألوان الجمال الاُخرى، أو انّه أجمل من كلّ جميل يقاس به، و (الجمال) يطلق على حسن الخَلْق والخُلق.
1672 ـ الذِّكْرُ أَفْضَلُ الغَنِيمَتَيْنِ.
أي انّ ذكر الله في طرف، وسائر الغنائم في طرف آخر، وانّ ذكر الله يرجح على سائر الغنائم الاُخرى وأفضل منها جميعاً، أو انّه أفضل من كلّ غنيمة اُخرى يقاس بها، و (الغنيمة) تعني تحصيل شيء من دون عناء، أو ما يُؤخذ في الحرب، والمراد هنا هو المعنى الأوّل، أي المنفعة الحاصلة من دون تعب وعناء.
1673 ـ الصَدَقَةُ أَعْظَمُ الرِّبْحَيْنِ.
ما يقدّم كصدقة يعتبر أعظم ربحين، أي انّ الصدقة في كفة وكلّ أنواع الربح في كفة اُخرى، والصدقة أفضل منها كلّها، أو هي أفضل من كلّ ربح تقاس به.
1674 ـ العِلْمُ بِاللهِ أَفْضَلُ العِلْمَيْنِ.
العلم بالله أفضل علمين كما ذُكر بأحد المعنيين في الأقوال السابقة.
1675 ـ المَعْرِفَةُ بِالنَّفْسِ أَنْفَعُ المَعْرِفَتَيْنِ.
أي انّ معرفة النفس توضع في كفة، وكلّ المعارف الاُخرى في كفة ثانية، والاُولى أنفع من جميعها، أو انّها لو قيست بأيّة معرفة اُخرى كانت أنفع منها، وكونها أنفع يرجع إلى انّ معرفة النفس تؤدي إلى معرفة الله والكثير من صفاته، كما ورد في الحديث المشهور: (من عرف نفسه فقد عرف ربّه).
1676 ـ الأَخْذُ عَلَى العَدُوِّ بِالْفَضْلِ أَحَدُ الظَّفَرَيْنِ.
أي انّ أحد أنواع الانتصار على العدو، هو التفضّل عليه والإحسان إليه حتّى يجعلوه صديقاً لهم.
1677 ـ القَنَاعَةُ أَفْضَلُ الغِناءَيْنِ.
انّ غنى القناعة يفوق أنواع الغنى الاُخرى وأفضل منها، أو انّه أفضل من كلّ غنى آخر يقاس إليه.
1678 ـ الهَوَى أَعظَمُ العَدُوَّيْنِ.
الهوى أشد عدوين بأحد المعنيين اللذان مرّا سابقاً.
1679 ـ الصَّدَقَةُ أَفْضَلُ الذُّخْرَيْنِ.
الصدقة أفضل ذخرين حسب إحدى المعنيين المذكورين سابقاً.
1680 ـ النِّسَاءُ أَعْظَمُ الفِتْنَتَيْنِ.
النساء أشد فتنتين حسب إحدى المعنيين المذكورين سابقاً.
1681 ـ المَعْرُوفُ أَفْضَلُ الكَنْزَيْنِ.
الإحسان أفضل كنزين حسب إحدى المعنيين المذكورين سابقاً.
1682 ـ الصّلاَةُ أَفْضَلُ القُرْبَتَيْنِ.
الصلاة هي أفضل قربتين حسب إحدى المعنيين المذكورين، والقربة تطلق على ما يحقق القرب المعنوي من الله تعالى ورضاه.
1683 ـ الصِّيَامُ أَحَدُ الصِّحَّتَيْنِ.
أي انّ الصوم سبب للصحة قبال سائر أسباب الصحة كلّها.
1684 ـ السَّهَرُ أَحَدُ الحَيَاتَيْنِ.
1685 ـ القَنَاعَةُ أَفْضَلُ العِفَّتَيْنِ.
القناعة هي الأفضل من عفتين حسب إحدى المعنيين المذكورين سابقاً.
1686 ـ الشُّكْرُ أَحَدُ الجَزاءَيْنِ.
أي انّ جزاء النعمة قسمان: تقديم نعمة مقابل نعمة، أو الشكر على النعمة.
1687 ـ الدِّيْنُ أَحَدُ الرِّقَّيْنِ.
أي انّ الرق قسمان: أحدهما الرق الحقيقي، والثاني رق المدين للدائن، فعلى الإنسان أن لا يقترض ما استطاع، ولا يجعل نفسه رقاً لغيره.
1688 ـ التَّقْرِيعُ أَحَدُ العُقُوبَتَيْنِ.
1689 ـ النَّدَمُ أَحَدُ التَّوْبَتَيْنِ.
لعل المراد بالتوبتين: أحدهما الندم في القلب وإن لم يظهره، والثاني الندم في القلب مع إظهار ذلك باللسان، أو يكون أحدهما حقّاً من حقوق الله تعالى وتوبته الندم فقط، والآخر هو حقّ من حقوق الناس وتوبته الندم اضافة إلى إبراء الذمة مع صاحب الحقّ.
1690 ـ الغَدْرُ أَقْبَحُ الخِيَانَتَيْنِ.
أي انّ الغدر خيانة، وأنواع الخيانة الاُخرى خيانة، والأوّل أقبح منها كلّها، أو انّ الغدر أقبح من كلّ خيانة يقاس إليها.
1691 ـ الصَّدِيقُ أَفْضَلُ العُدَّتَيْنِ.
العدّة هي ما يعدّه الإنسان ليوم حاجته كي يستعين بها، والمراد انّ الصديق عُدة، وسائر العدد عدة، والصديق أفضلها، أو انّ الصديق أفضل من أيّة عدة يقاس إليها.
1692 ـ البَشَاشَةُ أَحَدُ القِراءَيْنَ.
أي انّ البشاشة بمثابة الاستضافة، فلها حكمها ومن مصاديقها.
1693 ـ الدِّينُ وَالأَدَبُ نَتيِجَةُ العَقْلِ.
أي من كان عاقلا كان متخلّقاً بهما.
1694 ـ الحِرْصُ وَالشَّرَهُ وَالبُخْلُ نَتِيجَةُ الجَهْلِ.
أي انّ الحرص والشره ـ الّذي هو بمعنى غلبة الحرص أيضاً ـ وكذا البخل نتيجة للجهل وناشئ منه.
1695 ـ الكَرَمُ حُسْنُ السَّجِيَّةِ واجْتِنَابُ الدَّنيةِ.
الكرم يعني حسن الخُلق والرويّة، والابتعاد عن الخصال الرذيلة.
1696 ـ الأَمَلُ يُقَرِّبُ المَنِيَّةَ وَيُبَاعِدُ الأُمْنِيَّةَ.
تقريب المنيّة إمّا لأنّ صاحب الأمل الطويل يفترض لنفسه عمراً طويلا، فحينما يحلّ به الأجل ولا يكون مطابقاً لما افترض اعتبره قصيراً، فكأنّه قرّب الموت إليه، أو لأنّ تقصير العمر وتقريب الأجل من خصائص الأمل، وإبعاد الاُمنية يكون باعتبار انّ صاحب الأمل الطويل لا يبادر لتحقيق اُمنيته، ظاناً بانّ مداه طويل حتّى يحلّ الأجل ويبقى بعيداً عن اُمنياته، ولعلّ المراد من إبعاد الاُمنية هو افتراض اُمنيات طويلة وعريضة لنفسه.
1697 ـ العَاقِلُ مَنْ تَغَمَّدَ الذُّنُوبَ بِالغُفْرَانِ.
العاقل هو من يعالج ذنوبه دائماً بالقيام بما يسبب غفرانها وسترها كالتوبة، أو انّه يستر ذنوب الناس تجاهه بالعفو عنها وسترها، وعدم الإفصاح عنها لأحد من الناس.
1698 ـ الحَكِيمُ مَنْ جَازَى الإسَاءَةَ بِالإحْسَانِ.
الكريم أي الحسيب أو صاحب الجود والعطاء، هو من يجازي الإساءة بالإحسان أي يُحسن لمن أساء إليه.
1699 ـ المُحْسِنُ مَنْ عَمَّ النَّاسَ بِالإحْسَانِ.
المحسن من يعمّ الناس بإحسانه أي يريد أن يحسن إلى الجميع ولا يسيء لأحد، ولا يختص هذا المعنى بجماعة خاصة تعلّق غرض مّا بخصوصهم.
1700 ـ الشَّجَاعَةُ نُصْرَةٌ حَاضِرَةٌ وَفَضِيلَةٌ ظَاهِرَةٌ.
الشجاعة نصرة حاضرة أي تنصر صاحبها وحاضرة له دائماً، وهي فضيلة ظاهرة وواضحة، وقد ورد (قبيلة) في بعض النسخ مكان «فضيلة»، وعليه يكون المراد أنّ الشجاعة بمثابة القبيلة الظاهرة الّتي تنصر هذا الإنسان، والنسخة الاُولى أوضح.
الهوامش:
(1) (غطش) على وزن (عمش) ويقرب منه معنى، وهو من أمراض العين. [المصحح].
(2) وقد وردت النسخ المطبوعة الثلاثة (راجع طبعة بومباي ص 41 السطر الأخير وطبعة صيدا ص 24 سطر 20 وطبعة دمشق ص 54 سطر 12 وكتب مصحح الطبعة الأخيرة: يريد معرفة الحقّ سبحانه، قال المعلم الثاني أبو نصر الفارابي: ادخل إلى الأحدية تدهش إلى الأبدية. [المصحح].
(3) وردت (أَحَد) وبدون ياء في نسخة الشارح(رحمه الله) طبعة بومباي، وهكذا نسخة صيدا ص 24 س 23 [المصحح].
(4) ورد في نسخة الشارح(رحمه الله) وخطه وطبعة بومباي وصيدا (أحد)، ويلاحظ مكرراً في النسخ هذا الاختلاف بين (أحد) و (إحدى) وفي أغلب الموارد بل كلّها ذكر بدل (إحدى) الّتي وردت في نسخة دمشق ورد (أحد) في نسخة الشارح(رحمه الله) كطبعة صيدا وبومباي.
يقول الشارح(رحمه الله) كما جاء في هامش نسخة مكتبة سبه سالار: بما انّ (أحد) يطلق على المذكر والمؤنث وعلى الواحد والجماعة لم يذكر في الكثير من العبارات بلفظ (إحدى) رغم تأنيث موصوف (أحد)، كما جاء في القرآن الكريم (لَسْتُنَّ كَأحَد مِنَ النِّسَاءِ) وذكر في نهاية العبارة: (منه سلّمه الله) قال الجوهري في الصحاح: «وأمّا قولهم: ما بالدار أحد فهو اسم لمن يصح أن يخاطب يستوي فيه الواحد والجماعة والمؤنث وقال تعالى: (لَسْتُنَّ كَأحَد مِنَ النِّسَاءِ) وقال: (فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أحَد عَنْهُ حَاجِزِينَ) [المصحح].
(5) من عبارة (قد يكون) إلى الأخير كتبت على ورقة منفصلة بقلم كاتب مقدمة الكتاب نقلا عن ما كتبه الشارح(رحمه الله) وألحق بالكتاب وهو موجود في نسخة مكتبة مدرسة سبه سالار، ولذا ألحق بنص الكتاب.
(6) ورد (أحد) في نسخة الشارح(رحمه الله) وطبعة صيدا وبومباي. [المصحح].
(7) عَجُزُ كلّ شيء: مؤخّره. والعجز من الرجل والمرأة: ما بين الوركين، وفي الحديث: «تزوج من النساء العجزاء». [المترجم].
(8) كذا، وفي العبارة غموض.
(9) انّه يوافق نسخة دمشق، وفي سائر النسخ الثلاثة ورد (أحد) [المصحح].
(10) انّه موافق لنسخة الشارح وطبعة بومباي وصيدا، وورد (إحدى) في طبعة دمشق [المصحح].
(11) انّه يوافق نسخة الشارح وطبعة بومباي وصيدا، وورد (احدى) في طبعة دمشق [المصحح].
(12) ورد (أحد) في طبعة بومباي فقط [المصحح].
(13) ورد (أحسن الجزاءين) في طبعة صيدا ودمشق، و (أحد الظفرين) في طبعة بومباي [المصحح].
(14) طبعة صيدا ودمشق توافق هذه القراءة [المصحح].
(15) ورد (أحد) في نسخة الشارح(رحمه الله) وطبعة بومباي، أمّا في طبعة دمشق وصيدا توافق ما في العبارة [المصحح].
(16) ورد (الأمانين) في طبعة دمشق وهذا القول هو القول.