2201 ـ الإفْتِخَارُ مِنْ صِغَرِ الأَقْدَارِ.

أي انّ من صغر قدره ومنزلته يفخر بأدنى الاُمور، بينما عالي الشأن لا يفخر بأية فضيلة ومرتبة.

2202 ـ الحِقْدُ مِنْ طَبَائِعِ الأشْرَارِ.

2203 ـ الحِقْدُ نَارٌ لاَ تُطْفَئُ إلاّ بِالظَّفَرِ.

وقد ورد في بعض النسخ: (نار كامنة لا يطفئها إلاّ موت أو ظفر) .

2204 ـ المُؤْمِنُ أَمِينٌ عَلَى نَفْسِهِ مُغَالِبٌ لِهَوَاهُ وَحِسِّهِ.

أي انّ المؤمن ليس تابعاً لهواه وشهوات حواسه، بل تغلّب عليها وجعلها تابعة له، بحيث تمتنع عن كلّ ما منعها، وورد في بعض النسخ: «مجادل» بدلا من «مغالب» فيكون المعنى انّه يجاهد هواه وحواسّه.

2205 ـ الحَسَدُ عَيْبٌ فَاضِحٌ وَشُحٌّ فَادِحٌ لاَ يَشْفَى صَاحِبَهُ إلاَّ بُلُوغُ آمَالِهِ فِيمَنْ يَحْسُدُهُ.

انّ الحسد عيب يفضح صاحبه، وبخل كبير وثقيل، لا يشقى صاحبه إلاّ بتحقيق آماله أو أمله (حسب النسخة) فيمن يحسده، وفي بعض النسخ ورد (شجى) بدلا عن (شحّ). فيعني انّه غصة كبيرة وثقيلة.

2206 ـ الأَلْفَاظُ قَوَالِبُ المَعَانِي.

وعليه ينبغي أن يكون الكلام على قدر المعاني دون زيادة أو نقيصة.

2207 ـ الإعْتِرَافُ شَفِيعُ الجَانِي.

أي ينبغي العفو عنه، والتجاوز عن ذنبه; لقيامه بالاعتراف والإقرار.

2208 ـ الإيثَارُ سَجِيَّةُ الأبْرارِ وَشِيمَةُ الأخْيَارِ.

«الإيثار» أي الجود أو الجود بما يحتاجه ـ كما مرّ كراراً ـ .

2209 ـ السَّبَبُ الَّذِي أَدْرَكَ بِهِ العَاجِزُ بُغْيَتَهُ هُوَ الَّذِي أَعْجَزَ القَادِرُ عَنْ طَلِبَتِهِ.

المراد هو الله تعالى، فانّه إذا شاء هيّأ الاُمور بحيث ينال العاجز طلبته، ويعجز القادر عن حاجته.

2210 ـ السُّجُودُ الجِسْمَانِي هُوَ وَضْعُ عَتَائِقِ الوُجُوهِ عَلَى التُّرَابِ، وَاسْتِقْبَالُ الأرْضِ بِالرَّاحَتَيْنِ وَالكَفَّيْنِ وَأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ مَعَ خُشُوعِ القَلْبِ وَإخْلاَصِ النِّسيَّةِ.

جاء الكفّان تأكيداً للراحتين; لأنّ الاحة تطلق على كفّ اليد أيضاً، وفي بعض النسخ ورد (الركبتين) بدلا عن (الكفّين) فلا يكون تأكيداً وهو الأظهر، والخشوع يعني الاطمئنان والسكون والخضوع والتذلل، وكلّ هذه الاُمور جديرة في هذاالمقام.

2211 ـ وَالسُّجُودُ النَّفْسَانِي فَرَاغُ القَلْبِ مِنَ الفَانِيَاتِ، وَالإقْبَالُ بِكُنْهِ الهِمَّةِ عَلَى البَاقِيَاتِ، وَخَلْعُ الكِبْرِ وَالحَمِيَّةِ، وَقَطْعُ العَلاَئِقِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَالتَّحَلِّي بِالْخَلاَئِقِ النَّبَوِيَّةِ.

... كنه الشيء ورد بمعنى جوهره، وذاته، وقدره وحجمه، والمقام يحتمل كلّ واحدة منها.

2212 ـ الصَّلاَةُ حِصْنٌ مِنْ سَطَوَاتِ الشَّيْطَانِ.

أي انّها قلعة ومكان مستحكم يحمي الإنسان من هجمات الشيطان وسطواته.

2213 ـ الصَّلاَةُ حِصْنُ الرَّحْمنِ، وَمَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ.

أي انّها حصن جعلها الله عز وجل لحماية عباده، وبها يمكن دفع الشيطان عن النفس ودحره.

2214 ـ الصَّلاَةُ تَسْتَنْزِلُ الرَّحْمَةَ.

2215 ـ الصَّدَقَةُ تَسْتَدْفِعُ البَلاَءَ وَالنِّقْمَةَ(1).

2216 ـ البَطَرُ يَسْلُبُ النِّعْمَةَ وَيَجْلِبُ(2) النِّقْمَةَ.

«البطر» أي انّ الاستطالة بسبب ] كثرة[ النعم أو الفرح وعدم الاغتمام تسلب النعمة وتجلب النقمة.

2217 ـ الهَوَى إلهٌ مَعْبُودٌ.

أي كلّ من يتبع هواه وشهوته فانّه بمثابة من اتخذهما صنماً للعبادة.

2218 ـ العَقْلُ صَدِيقٌ مَحْمُودٌ.

2219 ـ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ دَائِبَانِ فِي طَيِّ البَاقِينَ وَمَحْوِ آثَارِ المَاضِينَ.

 

 

ما ورد من حكم أميرالمؤمنين عليّ بن أبيطالب(عليه السلام) بحرف الألف وبلفظ الأمر في خطابه للمفرد أو لشخص، وليس بلفظ الجمع
حيث قال صلوات الله عليه:

2220 ـ أَسْلِمْ تَسْلَمْ.

أطع حتّى تسلم، أي اطاعة الله والانقياد له وللنبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، أو اطاعة من له الأمر في زمانه فانّ ذلك يستدعي السلامة عكس النزاع والتمرد ضدّه فانّه يثير الفتنة الّتي لا يعلم مداها.

2221 ـ إِسْأَلْ تَعْلَمْ.

2222 ـ أَطِعْ تَغْنَمْ.

أطع كي تستفيد، وهو نظير القول الأول، وله احتمالان مرّ ذكرهما.

2223 ـ إعْدِلْ تَحْكُمْ.

2224 ـ إسْمَحْ تُكْرَمْ.

2225 ـ إفْكِرْ تُفِقْ.

فكّر تكون ذكياً، ويمكن أن يقرأ (تفق) بالفتح لا الضم، فيكون المعنى: فكّر حتّى يسمو مقامك، ويمكن أن يكون المعنى أيضاً فكّر في كلّ كلام وحوار حتّى تفق على من لا يفكر، والله العالم.

2226 ـ اُرْفُق تُوَفَّقْ.

كن ليناً ورحيماً كي توفّق، أي حتّى يوفّر الله تعالى لك أسباب الخير.

2227 ـ أَحْسِنْ تَسْتَرِقَّ.

«تسترق» أي تجعل الناس عبيدك، فانّ الناس عبيد الإحسان.

2228 ـ إِسْتَغْفِرْ تُرْزَقْ.

يظهر من هذا انّ الاستغفار يستدعي وفرة الرزق، والاستغفار يعني طلب المغفرة، وقد يكون المراد أن استغفر كي تكون المغفرة رزقك.

2229 ـ اُحْلُمْ تُكْرَمْ.

2230 ـ أَفْضِلْ تُقَدَّمْ.

أحسن كي تُقدّم على الآخرين، وقد يكون المراد حتّى تُزاد أي بسبب كسب الكمالات فتُقَدَّم.

2231 ـ اُصْمُتْ تَسْلَمْ.

2232 ـ إِصْبِرْ تَظْفَرْ.

2233 ـ اُعْفُ تُنْصَرْ.

2234 ـ إرْهَبْ تَحْذَرْ.

أي خِف الله عز وجل كي تبتعد عن معصيته، ويمكن قراءة تحذر(3) بصيغة المبنيّ للمجهول، فيكون المعنى: ارهب أي عن الله عز وجل حتّى يهابك الناس.

2235 ـ أَحْسِنْ تُشْكَرْ.

أحسن كي تشكر، أي تجازى خيراً بسبب ذلك.

2236 ـ إِعْمَلْ تَدَّخِرْ.

«اعمل» أي الأفعال الصالحة... .

2237 ـ إِعْتَبِرْ تَزْدَجِرْ.

«تزدجر» أي عن السيئات والمعاصي والحرص في الدنيا.

2238 ـ إصْحَبْ تَخْتَبِرْ.

أي إذا أردت اختبار شخص حتّى يظهر لك صلاحه أو عدم صلاحه، فعليك أن تصاحبه وترافقه في الخلوة والجلوة حتّى يتبيّن لك حاله.

2239 ـ أفْكِرْ(4) تَسْتَبْصِرْ.

2240 ـ اُحْلُمْ تُوَقَّرْ.

أي كي يوقّرك الناس ويعظّمونك.

2241 ـ أَطِعْ تَرْبَحْ.

وهذا نظير القول الأوّل في مفتتح الباب، وفيه الاحتمالان المذكوران.

2242 ـ أَيْقِنْ تُفْلِحْ.

هذا إذا قرئ (أيقن) بالياء كما ورد في أكثر النسخ، ويمكن أن تكون النقطتان في الأعلى فيعني: أتقن اُمور دنياك وآخرتك كي تفلح في الدنيا والآخرة.

2243 ـ إِرْضَ تَسْتَرِحْ.

أي إرض بما قدّره الله تعالى لك حتّى تستريح من أتعاب وآلام السعي والطلب، فتشعر بالراحة، وتنجو من أتعاب السعي وآلامه.

2244 ـ أُصْدُقْ تُنْجِحْ(5).

2245 ـ أُخْبُرْ تَقُلْ(6).

أي إذا أردت الحديث عن شيء، فلا تتحدث عنه ما لم تكن عالماً.

2246 ـ إِصْبِرْ تَنَلْ.

أي تنال المراد والمطلوب والمراتب العالية.

2247 ـ أَقِلْ تُقَلْ.

أي تجاوز ذنوب الناس تجاهك كي يعفو الله تعالى أو الناس عن ذنبك، ويمكن قراءة أقل وتقل بتشديد اللام، فيكون المعنى: سلوك الناس السيّء وسوء أدبهم أو تحمّل أثقالهم كي ثُقَلّ وتُتحمّل ـ بأحد المعنيين المذكورين ـ أو يكون المعنى: أقلّ أي الكلام كي تُقَلّ أي يروك قليلا يعني يرون انّ مثلك قليل ويقولوا: انّ مثله قليل.

2248 ـ أَخْلِصْ تَنَلْ.

أي اجعل أعمالك خالصة لله عز وجل ، ولا تشوبها بغاية اُخرى; كي تبلغ مراتب سامية وتنل ثوابه وأجره.

2249 ـ إِنْسَ رِفْدَكَ، أُذْكُرْ وَعْدَكَ.

أي انسَ عطاءك للناس، أي لا تفصح عنه أبداً كأنّك قد نسيته، واذكر ماوعدت كي تفي به.

2250 ـ إتَّضِعْ تَرْتَفِعْ.

2251 ـ أَعْطِ تَسْتَطِعْ(7).

2252 ـ إعْتَبِرْ تَقْتَنِعْ.

2253 ـ إعْدِلْ تَمْلِكْ.

كن عادلا كي تكون سلطاناً(8).

2254 ـ إعْقِلْ تُدْرِكْ.

«تُدرك» أي محاسن الاُمور ومساوئها، وكلّ ما يجب العلم به.

2255 ـ إسْمَحْ تَسُدْ.

2256 ـ اُشْكُرْ تَزِدْ.

اشكر النعمة كي تزداد، ويمكن قراءة (تزد) بصيغة المبني للمجهول، فيعني تزداد نعمتك.

2257 ـ أَنْعِمْ تُحْمَدْ.

2258 ـ اُطْلُبْ تَجِدْ.

أي ابحث عمّا تطلبه كي تجده، إذ قلّما يصل الإنسان إِلى المطلوب من دون سعي وطلب(9) وكذلك قلّما طلب شخص عن مطلوب جيداً وبالغ في طلبه ثمّ لم يصل إليه، كما اشتهر: «من دق باباً ولجّ ولجَ» أي دخل.

2259 ـ إقْنَعْ تَعُزَّ(10).

«تعزّ» أي عند الله والناس.

2260 ـ آمِنْ تَأْمَنْ.

«تأمن» أي في الدنيا والآخرة، وقد يكون المراد انّه آمن الناس من نفسك كي لا يصل إليهم أذاك، «تأمن» أي من الله وعباده.

2261 ـ أعِنْ تُعَنْ.

2262 ـ أطِعِ العَاقِلَ تَغْنَمْ.

2263 ـ إعْصِ الجَاهِلَ تَسْلَمْ.

2264 ـ إعْدِلْ فِيمَا وُلِّيتَ، اُشْكُرْ لِلَّهِ فِيمَا اُولِيتَ.

وقد ورد في بعض النسخ «اشكر على ما اُوليت» أي اشكر على ما وُهب لك.

2265 ـ اُبْذُلْ مَعْرُوفَكَ وَكُفَّ أَذَاكَ.

«كفّ أذاك» أي عن الناس.

2266 ـ أَطِعْ أَخَاكَ وَإنْ عَصَاكَ وَصِلْهُ وَإِنْ جَفَاكَ.

2267 ـ أَكْرِمْ وُدَّكَ، وَاحْفَظْ عَهْدَكَ.

أي عليك برعاية من وددته ولا تهن ودّك، وكن وفياً بعهدك لمن عاهدته، أو أكرم(11) مودتك ولا تود أحداً حتّى يكون أهلا لذلك، وهكذا لا تعاهد إلاّ من كان أهلا لذلك.

2268 ـ أَبْقِ يُبْقَ عَلَيْكَ.

الابقاء هو عدم المبالغة في تضييع شخص وإفساده، وعدم استئصاله.

2269 ـ أَحْسِنْ يُحْسَنْ إلَيْكَ.

2270 ـ إلْزَمِ الصَّمْتَ يَسْتُرْ فِكْرَكَ.

لا تترك الصمت حتّى يستر على فكرك، أي إذا كنت قد أخطأت يبقى مستوراً ولم يكشف للناس، ويمكن أن يكون ستر الفكر هو ان صلاحه في عدم معرفةالناس بأفكاره; لأنّ الأعداء بمجرد ما يطلعوا عليها يحاولون منعه منها ومن تطبيقها، وفي بعض النسخ (يستنر فكرك) أي حتّى يستنير فكرك، وهو مبتن على انّ الّذي يلتزم الصمت يتمكن من التفكر بنحو أفضل وأكثر، فيكون فكره واضحاً وأخطاؤه قليلة.

2271 ـ اِغْلِبِ الشَّهْوَةَ، تَكْمُلَ لَكَ الحِكْمَةُ.

... «الحكمة» أي العلم والعمل الصحيح.

2272 ـ أَحْسِنْ إِلى المُسِيءِ تَمْلِكْهُ.

«تملكه» أي يجعل لك نفسه بمثابة العبد.

2273 ـ إسْتَدِمِ الشُّكْرَ تَدُمْ عَلَيْكَ النِّعْمَةُ.

2274 ـ إزْهَدْ فِي الدُّنْيَا تَنْزِلْ عَلَيْكَ الرَّحْمَةُ.

والزهد ـ كما ذكر مراراً ـ هو ترك الدنيا ـ أي ترك محرماتها، أو المشتبهات أيضاً أو الحد الزائد على الكفاف أيضاً وإن كان حلالا.

2275 ـ اُطْلُبِ العِلْمَ تَزْدَدْ عِلْماً.

أي مهما كنت عالماً اطلب العلم كي تزداد علماً، لأنّ مراتب العلم لا تنتهي عند حد، ويكفي شاهداً على ذلك انّ الله تعالى يأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) مع كمال علمه بقوله: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)(12).

2276 ـ اِعْمَلْ بِالْعِلْمِ تُدْرِكْ غُنْماً.

الغنيمة هي نيل المطلوب دون مشقة، كما تطلق الغنيمة على كلّ منفعة معتدّ بها.

2277 ـ إكْظِمِ الغَيْظَ تَزْدَدْ حِلْماً.

2278 ـ اُصْمُتْ دَهْرَكَ يَجِلَّ أَمْرُكَ.

2279 ـ أفْضِلْ عَلَى النَّاسِ يَعْظُمْ قَدْرُكَ.

2280 ـ أَعِنْ أَخَاكَ عَلَى هِدَايَتِهِ.

«هدايته» أي إرشاده أو ايصاله إِلى المطلوب.

2281 ـ أَحْيِ مَعْرُوفَكَ بِإمَاتَتِهِ.

«باماتته» أي بأن لا تذكره إطلاقاً كأنّه قد مات، لأنّ من يفعل ذلك يكون احسانه حياً، ويستدعي الأجر والثواب.

2282 ـ أقْلِلِ الكَلاَمَ تَأْمَنِ المَلاَمَ.

قل قليلا تأمن الملامة; لأنّ الناس يلومون المكثر في الكلام، أو انّ المكثار لا يمكن أن لا يوجد في كلامه ما يدعو إِلى ملامته.

2283 ـ إحْفَظْ بَطْنَكَ وَفَرْجَكَ مِنَ الحَرَامِ.

2284 ـ إعْدِلْ تَدُمْ لَكَ القُدْرَةُ.

2285 ـ أَحْسِنِ العِشْرَةَ(13)، وَاصْبِرْ عَلَى العُسْرَةِ، وَأَنْصِفْ مَعَ القُدْرَةِ.

«أنصف مع القدرة» أي اعدل حينما تتمكن من ذلك وتقدر عليه، أو انصف مع نفسك وإذا كان الحقّ لغيرك اعترف بذلك رغم قدرتك على تقديم الباطل.

2286 ـ أَحْسِنْ إِلى مَنْ أَسَاءَ إلَيْكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ جَنَى عَلَيْكَ.

2287 ـ اِجْعَلْ هَمَّكَ وَجِدِّكَ لآِخَرَتِكَ.

2288 ـ إحْفَظْ بَطْنَكَ وَفَرْجَكَ فَفِيهِمَا فِتْنَتُكَ.

«ففيهما فتنتك» أي انّ أكثر الافتتان من قبلهما.

2289 ـ اُسْتُرْ عَوْرَةَ أَخِيكَ لِما تَعْلَمُهُ فِيكَ.

تطلق (العورة) على كلّ ما يجب ستره عن الناس، كالمعصية والزلل الّذي يرتكبه الإنسان، والغاية من القول انّك إذا اطلعت على مثل هذا الأمر من أخيك فاستره، ولا تكشفه لأحد لما تعلمه في نفسك، أي الذنوب والزيغ الّذي تعلمه في نفسك إذ انّ الكشف عن ذنب إنسان وملامته على ذلك مع العلم من نفسه بارتكاب مثله أو أضعافه من عدم الحياء.

2290 ـ أَقِمِ الرَّغْبَةَ إلَيْكَ مَقَامَ الحِرْمَةِ بِكَ.

أي اعمل على أن يأمل فيك الناس ويرغبون فيك، لا أن ييأسوا منك ويفقدون الأمل بك.

2291 ـ اِغْتَفِرْ زَلَّةَ صَدِيقِكَ يُزَكِّكَ عَدُوُّكَ.

وذلك انّ الصديق والعدو يستحسن الصفح عن الذنب والزلّة.

2292 ـ أَحْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ.

وذلك أنّ من يعزم على عدم ايذاءَ أحد وعدم ايصال شرّ إليه، فانّه سوف لا يتوجه إليه شرّ من قبل أحد.

2293 ـ إرْفَعْ ثَوْبَكَ فَإنَّهُ اَتْقَى لَكَ وَاَتْقَى لِقَلْبِكَ وَأَبْقَى عَلَيْكَ.

«ارفع ثوبك» أي اجعله مرتفعاً غير طويل لا أن يخط الأرض كما كان مألوفاً آنئذ عند العرب; لأنّه أطهر لك ولا يتلوّث سريعاً «وأتقى لقلبك» حيث لا يتوجّس من اصابة النجاسة إليه، «وأبقى عليك» لأنّه إذا كان طويلا فانّه قد يعثر به أو يعلق بشيء فينشق بسرعة، وفي بعض النسخ ورد «أتقى» بالتاء ثمّ «أنقى» بالنون، فيكون المعنى: أتقى لك وأنظف لقلبك، وبما ذكرنا في شرح تلك النسخة، يتضح شرح هذه أيضاً.

2294 ـ اُخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرَقِكَ(14).

2295 ـ إغْتَفِرْ مَا أَغْضَبَكَ لِما أَرْضَاكَ

... «لما أرضاك» أي غفران الله تعالى ورضاه، لأنّ العفو عن الغير فيما أغضبه، يكون سبباً لغفران الله تعالى ورضاه وهذا ممّا يرضيه... .

2296 ـ اِرْكبِ الحَقَّ وإِنْ خالفَ هَوَاكَ ولا تَبغ آخِرتِكَ بِدْنياكَ.

2297 ـ إِسْمَعْ تَعْلَمْ واصْمَتْ تَسْلَمْ.

2298 ـ اِعْزِفْ عَنْ دُنْيَاكَ تَسْعَدْ بمُنقلَبِكَ وَتُصْلِحْ مَثْوَاكَ.

... «تصلح مثواك» أي قبرك أو الدار الآخرة.

2299 ـ إرْهَبْ تَحْذَرْ وَلاَ تَهْزِلْ فَتُحْتَقَرْ.

«ارهب» أي من الله عز وجل «تحذر» أي عن المحرمات «ولا تهزل فتحتقر»، أي إذا هزلت أصبحت حقيراً في عيون الناس.

2300 ـ اُمْحُ الشَّرَّ مِنْ قَلْبِكَ تَتَزَكَّ نَفْسُكَ وَيُتَقَبَّلْ عَمَلُكَ.

 

 

الهوامش:

(1) يرى الشارح (رحمه الله) ان (النقمة) يمكن أن تُقرأ بفتح النون وكسرها.

(2) يرى الشارح (رحمه الله) أن (يجلب) يمكن أن تُقرأ بفتح اللام وكسرها.

(3) هكذا في نسخة مكتبة سبه سالار وهو الصحيح، وكتب في النسخة الأصلية (تظفر) بدلا عن (تحذر) وكتب في الهامش بغير خطّ الشارح(رحمه الله): الظاهر انّ (تظفر) كتبت بدلا عن (تحذر) سهواً.

(4) هكذا بخطّه(رحمه الله) صريحاً، وأفكر، تفكر، افتكر يعني فكّر في الشيء كضربَ.

(5) ورد (أنجح) بدلا عن (تنجح) في النسخة الأصلية ونسخة مكتبة سبه سالار.

(6) ورد في نسخة مكتبة مسجد سبه سالار: «أخبر تقل» أي اختبر الناس وتعرّف على أحوالهم كي تكون عدواً لهم، يعني انّ أغلب الناس إذا تعرفت على أحوال أحدهم ستكون عدواً له حيث ستبدو لك مساوئه.

(7) ورد في نسخة مكتبة سبه سالار بعد القول المذكور هكذا: وفي بعض النسخ ورد (تصطنع) فيكون المعنى: اعط حتّى يكون ذلك صناعتك أي يصير ملكة فيك ويترسخ، ويمكن قراءته بصيغة المبني للمجهول، فيعني حتّى تُصطنع أي حتّى يجتبيك الله تعالى لقربه والحظوة لديه، أو لاكرامك والاحسان إليك، أو يختارك الناس لمحبتهم، أو للاحسان بك واكرامك.

(8) في نسخة مسجد سبه سالار هذه الاضافة: المراد هو أنّ العدل يستدعي رقي الإنسان، وقد يكون ذلك سبباً لأن يصير سلطاناً، أو انّ السلطان هو من يكون عادلا والسلطان غير العادل ليس سلطاناً في الحقيقة.

(9) من هنا حتّى آخر الكلام مذكور في نسخة مكتبة سبه سالار فقط.

(10) هذا القول موجود في نسخة مكتبة سبه سالار، لكنّه غير موجود في النسخة الأصلية.

(11) من قوله أو ... الخ ورد في نسخة مكتبة سبه سالار فقط.

(12) طه: 114.

(13) ضبط الشارح(رحمه الله) (العُشرة) بالضمّ، وكأنّه من طغيان القلم، ولعلّه قرأه مشاكلة لـ (العسرة) و (القدرة).

(14) وضع الشارح(رحمه الله) الفتحة والكسرة فوق (الراء) وتحتها من (ورقك) وكتب فوقها (معاً) أي يجوز قراءة الوجهين.