2401 ـ أُنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ وَأَهْلِكَ وَمَنْ لَكَ فِيهِ هَوىً وَاعْدِلْ فِي العَدُوِّ وَالصَّدِيقِ.

2402 ـ أَفِقَ أَيُّهَا السَّامِعُ مِنْ سَكْرَتِكَ وَاسْتَيْقِظْ مِنْ غَفْلَتِكَ وَاخْتَصِرْ مِنْ عَجَلَتِكَ.

«واحتصر من عجلتك» أي من العجلة نحو المعاصي والذنوب أو طلب الدنيا. وفي أكثر النسخ ورد (واختصر) فيكون المعنى بحسب الظاهر، اخفض من عجلتك في أعمال الدنيا أو طلبها.

2403 ـ أَمْسِكْ مِنَ المَالِ بِقَدْرِ ضَرُورَتِكَ وَقَدِّمِ الفَضْلَ لِيَوْمِ فَاقَتِكَ.

2404 ـ أَعْقِلْ عَقْلَكَ، وَامْلِكْ أَمْرَكَ وَجَاهِدْ نَفْسَكَ وَاعْمَلْ لِلآخِرَةِ جَهْدَكَ.

يمكن قراءة (إعقل) من باب (ضَرَبَ) أي اعقل عقلك يعني احفظه ولا تسمح له بالفساد والبطلان بسبب تسلّط الهوى أو الوهم.

2405 ـ اِتَّقِ اللهَ فِي نَفْسِكَ، وَنَازِعِ الشَّيْطَانَ قِيادَكَ، واصْرِفْ اِلى الآخِرَةِ وَجْهَكَ، وَاجْعَلْ لِلَّهِ جِدَّكَ.

... «ونازع الشيطان قيادك» أي خذ ما يسحبك الشيطان به نحوه كالترغيب في الحرام، وذلك بتركه أو عدم طاعته في ذلك، «واصرف إِلى الآخرة وجهك» يعني توجّه للعمل من أجلها.

2406 ـ اِسْتَعِنْ عَلَى العَدْلِ بِحُسْنِ النِيَّةِ فِي الرَّعيَّةِ، وَقِلَّةِ الطَّمَعِ وَكَثْرَةِ الوَرَعِ.

أي إكسب هذه الصفات للاستعانة بها على العدل; لأنّك حينما تحوزها ستعدل البتة.

2407 ـ أَطِعِ اللهِ فِي جُمَلِ اُمُورِكَ فَإنَّ طَاعَةَ اللهِ فَاضِلةٌ عَلَى كُلِّ شَيء وَالْزَمِ الوَرَعَ.

... «والزم الورع» أي لا تنفصل عنه.

2408 ـ أَجْمِلْ اِدْلاَلَ مَن أَدَلَّ عَلَيْكَ، وَاقْبَلْ عُذْرَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْكَ، وَأَحْسِنْ اِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ.

الإدلال على إنسان يعني البشاشة والانفتاح عليه، كما يعني توثيق الصداقة والافراط فيها، وكلّ منهما مناسب لهذا المورد، أي كلّ من انفتح عليك وانبسط لك (انفتح عليه وانبسط له أيضاً)، أو كلّ من أوثق صداقته معك وأفرط فيها أحسن وثاقة الصداقة معه والافراط فيها، وفي بعض النسخ ورد (حمل) بدون نقطة، فيعني: تحمّل إدلال إنسان يدلّ عليك من الأصدقاء والمؤمنين «واقبل عذر من اعتذر إليك» أي كلّ من ارتكب ذنباً وقصّر في حقك ظاهراً ثمّ اعتذر إقبل عذره، وتجاوز عن ذنبه وتقصيره.

2409 ـ اِسْتَفْرِغْ جَهْدَكَ(1) لِمَعَادِكَ تُصْلِحْ مَثْوَاكَ، وَلاَ تَبِعْ آخِرتَكَ بِدُنْيَاكَ.

«استفرغ جهدك لمعادك» أي اسع قدر قوتك في انجاز أعمال تنفعك يومئذ.

2410 ـ اِستَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَة أَنْعَمَهَا اللهُ عَلَيْكَ، وَلاَ تُضِعْ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللهِ عِنْدَكَ.

أي إسع لصرف كلّ نعمة أنعمت عليك في موردها دون أن تضيّعها بأن تصرفها في غير موردها كالموارد غير المشروعة.

2411 ـ وَلْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللهُ سُبْحَانَهُ بِهِ عَلَيْكَ.

أي عليك أن تظهر ذلك وتشكر عليه وتصرفه في مورده المناسب، لا أن تحفظه وتخفيه عن الناس حتّى يصل إِلى غيرك.

2412 ـ اِمْلِكْ حَمِيَّةَ نَفْسِكَ وَسَوْرَةَ غَضَبِكَ وَسَطْوَةَ يَدِكَ وَغَرْبَ لِسَانِكَ وَاْحتَرِسْ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ بِتَأَخِيرِ البادِرَةِ وَكَفِّ السَّطْوَةِ حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ وَثَثُوبَ إِلَيْكَ عَقْلُكَ.

«املك حمية نفسك» كناية عن ضبطها من الانفلات عن أمره، لا أن تغلبه ويكون الإنسان محكوماً لها يعمل وفقاً لرغباتها، والمراد بـ (الحمية) هو العار والشنار من شيء وإن كان مستحقاً له وواجباً عليه شرعاً.

2413 ـ أُؤُمْر بِالمَعْرُوفِ تَكُنْ مِنْ أَهْلِهِ، وَأَنْكِرِ المُنْكَرَ بِيَدِكَ وَلِسَانِكَ وَبَايِنْ مِنْ فِعْلِهِ بِجَهْدِكَ(2).

يمكن(3) ان يقرأ (من فعله) بفتح الميم وصيغة الماضي ]أي «مَنْ فَعَلَهُ»[ فيعني ابتعد عمن ارتكب ذلك بجهدك أي باينه بقدر امكانك.

2414 ـ اِجْتَنِبْ مُصَاحَبَةَ الكذَّابِ فانْ اضْطررْتَ إلَيْهِ فَلاَ تُصَدِّقْهُ وَلاَ تُعْلِمْهُ أَنَّكَ تُكَذِّبُهُ، فَإِنَّهُ يَنْتَقِلُ عَنْ وُدِّكَ وَلاَ يَنتَقِلُ عَن طَبْعِهِ.

2415 ـ أَحْسِنْ رِعَايَةَ الحُرمُاتِ، وَأَقْبِلْ عَلَى أَهْلِها المُروُءاتِ، فَإِنَّ رِعَايَةَ الحُرْمَاتِ تَدُلُّ عَلَى كَرَمِ الشِّيمَةِ، وَالإقْبَالَ عَلَى ذَوِي المُرُوءاتِ يُعْرِبُ عَنْ شَرَفِ الهِمَّةِ.

«أحسن رعاية الحرمات» أي ما يجب حفظ حرمته والقيام بذلك، «وأقبل على أهل المروءات» أي أصحاب الفتوة أو الإنسانية....، ولا توجد كلمة (ذوي) في بعض النسخ.

2416 ـ اِفْعَل الخير ولا تفعل الشرّ، فخير من الخير من يفعله، وشرّ من الشرّ من يأتيه بفعله.

في بعض النسخ لا توجد (بفعله) والمراد من (من يأتيه) هو فعله.

2417 ـ اِفْعَلِ الخَيْرَ وَلاَ تَفْعَلِ الشَّرَّ فَخَيْرٌ مِنَ الخَيْرِ مَنْ يَفْعَلُهُ وَشَرٌّ مِنَ الشَّرِّ مَنْ يَأتِيه بِفِعْلِهِ.

... «من يأتيه بفعله» أي من يفعله، ولم ترد في بعض النسخ كلمة «بفعله» ويكون المراد من قوله: «مَن يأتيه» أي مَن يفعله.

2418 ـ أَقِمِ النَّاسَ عَلَى سُنَّتِهِمْ وَدِينِهمْ وَلْيَأَْمَنْكَ بَرِئُهُمْ وَلْيَخَفْكَ مُرِيبُهُمْ وَتَعَاهَدْ ثُغُورَهُمْ وَأَطْرَافَهُمْ.

... وورد في بعض النسخ (وأطراف بلادهم) أي أطراف مدنهم والظاهر انّ هذا الكلام موجّه إِلى الولاة المنصوبين من قبله.

2419 ـ اِقْبَلْ أَعْذَارَ النَّاسِ تَسْتَمْتِعُ بِاِخَائِهِم، وَألْقَهُمْ بِالْبِشْر تُمِتْ أَضْغَانَهُمْ.

أي إن تقبل أعذار الناس فانّهم سوف يؤاخونك وتستفد من إخاءهم، وإن لم تقبل فانّهم يفرّون عنك ويبتعدون ولا يصلك نفعهم، وإذا واجهت الناس بالبشر زال الحقد عن كلّ من يحقد عليك منهم، وأخلص لك.

2420 ـ اِزْهَدْ فِي الدُّنْيا، وَاعْزِفْ عَنْهَا، وَإِيَّاكَ أَنْ يَنْزِلَ بِكَ المَوْتُ وَقَلْبُكَ مُتَعَلِّقٌ بِشَيء مِنْهَا فَتَهْلِكَ.

... فتهلك، أي تواجه العذاب في الآخرة إن كان ذلك الشيء حراماً، ويستدعي تدني مرتبتك إن كان حلالا.

2421 ـ اِرْحَمْ مَنْ دُونَكَ يَرْحَمْكَ مَنْ فَوْقَكَ وَقِسْ سَهْوَهُ بِسَهْوِكَ وَمَعْصِيَتَهُ لك بِمَعْصِيَتكَ لِرَبِّكَ وَفَقْرَهُ إلى رَحْمَتِكَ بِفَقْرِكَ اِلَى رَحْمَةِ رَبِّكَ.

2422 ـ أُشْكُرْ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْكَ، وَأَنْعِمْ عَلَى مَنْ شَكَرَكَ، فَإِنَّهُ لاَ زَوَالَ لِلنِّعْمَةِ إذَا شُكِرَتْ، وَلاَ بَقَاءَ لَهَا إذَا كُفِرتْ.

يبدو أنّ الفقرة الأخيرة دليل لقوله: «أُشكر من أنعم عليك» ولم يذكر دليل قوله: «أنعم على من شكرك» وقد أحيل ذلك إِلى الظهور لأنّه بسبب الشكر على نعمة سابقة يستحق إعطاءه نعمة أخرى، كما قال تعالى: (لَبِن شَكَرْتُمْ لاََزِيدَنَّكُمْ)(4).

2423 ـ اِمْلِكْ عَلَيْكَ هَوَاكَ، وَشَجَى نَفْسِكَ، فَاِنَّ شَجَى النَّفْسِ الإنْصَافُ مِنْها فِيمَا أَحَبَّتْ وَكَرِهَتْ.

... والمراد من (امتلاك النفس هواها) هو التغلّب عليها وترويضها وعدم تسليطها على النفس، ومن (امتلاك شجى النفس) كسب ما هو سببه، وهو ـ كما قاله(عليه السلام): ـ الإنصاف منها والعدل فيما تحب وتكره، أي في كلّ أمر أحبّته أو كرهته، واعتبار ذلك سبباً لشجى النفس، هو انّه إذا أحب شيئاً وكان العدل والانصاف في تركه فأنصف وترك كان ذلك سبباً لشجى النفس، وإذا كره شيئاً وكان العدل في فعله فعدل وعمله كان ذلك سبباً لشجى النفس أيضاً، أو انّ المراد هو الانصاف في كلّ مجال سواء سبّب ما تحبّه النفس أو ما كرهته، وكون ذلك سبباً لشجى النفس هو باعتبار الجزء الثاني، وأصل الشجى كما ذكر آنفاً هو ما يعترض الحلق كالعظم وما شاكل، وقد شاع استعماله في الحزن والأسى لأنّهما بمثابة الشيء الّذي يعترض الحلق، ولا يخفى أنّ في ضبط هذين الأمرين ـ بالمعنى المذكور ـ المنفعة الخالصة للنفس ويستدعي علو مرتبتها، وعليه يكون الأمر بضبطهما للإضرار بالنفس بناءً على ظنّها، لأنّ النفس لا ترضى على أي واحد منهما، ويمكن أن يكون المراد اضرارها بالنفس الحيوانية الّتي تقتضي الشهوة والغضب كما قال بعض الحكماء، وعليه يكون واضحاً انّ ضبط الأمرين المذكورين يضر بها حيث يؤدي إِلى ضعفها وتغلّب النفس الناطقة عليها. ويمكن أن يكون المراد من امتلاك الشجى التغلّب عليه ومنعه من النفوذ إِلى النفس على قياس امتلاك الشهوات، ويكون المعنى أنّ شجى النفس شجاها على العدل فيما تحب وتكره، وهذا ما يلزم منعه من النفوذ في النفس واتخاذ العدل سجية في كلّ أمر.

2424 ـ اِلصَقْ بِأَهْلِ الخَيْرِ وَالوَرَعِ وَرَضِّهِمْ عَلَى أنْ لاَ يُطْرُوكَ فَاِنَّ كَثْرةَ الإطْرَاءِ تُدْني مِنَ الغِرَّةِ وَالرِّضَا بِذَلِكَ يُوجِبُ مِنَ اللهِ المَقْتَ.

«الصق بأهل الخير» أي خالطهم ولا تبتعد عنهم... «فانّ كثرة الاطراء تدني من الغرّة» أي يوشك أن يغتر الإنسان به «والرضا بذلك يوجب من الله المقت» أي يسبّب مقت الله.

2425 ـ اِجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ وَأَحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَاكْرَهُ لَهُ ما تَكْرَهُ لَها وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ وَلاَ تَظْلِمْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ لاَ تُظْلَمُ.

2426 ـ اِغْتَنِمِ الصِّدْقَ فِي كُلِّ مَوْطِن تَغْنَمْ، وَاجْتَنِبِ الشَّرَّ وَالكِذْبَ تَسْلَمْ.

2427 ـ أكْرِمْ نَفْسَكَ عَنْ كُلِّ دَنِيَّة وَإِنْ سَاقَتْك اِلَى الرَّغَائِبِ فَإنَّكَ لَنْ تَعْتَاضَ عَمَّا تَبْذُلُ مِنْ نَفْسِكَ عِوَضَاً.

أي حيثما يذلّ الإنسان نفسه فكأنّه قد بذل شيئاً من نفسه لا يقابل بأيّ شيء، ولا يمكن تعويضه، وعليه لا ينبغي إذلال النفس من أجل الدنيا وإن كان ذلك سبباً لنيل عطاء كبير.

2428 ـ اِجْعَلْ مِنْ نَفْسِكَ عَلى نَفْسِكَ رَقِيباً وَاجْعَلَ لاِخِرَتِكَ مِنْ دُنْيَاكَ نَصِيباً.

2429 ـ اِرضَ بِمُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ رَائِداً وَاِلَى النَّجَاةِ قَائِداً.

أي ارض بأن يكون محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) رائدك وقائدك إِلى الفلاح، والرائد يطلق على من يُرسل للبحث عن أرض فيها الماء والكلأ، والمراد: ارضَ بأن يكون(صلى الله عليه وآله وسلم) أمامك ليحجز لك مكاناً، أي توسل به في هذا المجال فانّه حينما يكون وسيلتك فانّه سيأخذ لك مقاماً حسناً إذا كان الأمر يتم بالشفاعة.

2430 ـ أَكْثِرْ ذِكْرَ المَوْتِ وَمَا تَهْجِمُ عَلَيْهِ وَتُقْضَى اِلَيْهِ بَعْدَ المَوْتِ حَتَّى يَأْتِيَكَ وَقَدْ أَخَذْتَ لَهُ حِذْرَكَ وَشَدَدْتَ لَهُ اَزْرَكَ وَلاَ يَأْتِيكَ بَغْتَةً فَيبَهْرَكَ.

الحذر يعني الاحتراز والاجتناب، والمراد في هذا المقام هو السلاح وأسباب الحذر، والمراد من (أخذت له حذرك وشددت له أزرك) هو التهيئة له ومعرفة أنّ مثل هذا العدو سيأتي عليه، وذلك كي يتمكن من مقاومته ولا يصل إليه أذاه، ويتم قبض روحه بسهولة وراحة لا بشدة وعنف كما سيكون بالنسبة لمن لا يتهيأ لذلك، وهكذا تسهل عليه العقبات الّتي تلي الموت ولا تكون شديدة وصعبة كما سيكون للذين لم يتهيؤوا لذلك.

2431 ـ اِجْعَلْ لِكُلِّ اِنْسَان مِنْ خَدَمِكَ عَمَلا تَأْخُذُهُ بِهِ فَإنَّ ذَلِكَ أَحْرَى أَنْ لاَ يَتَواكَلُوا فِي خِدْمَتِكَ.

حينما يكون لكلّ واحد منهم خدمة خاصة تطلبها منهم بنحو الخصوص، فانّه سيهتم كلّ واحد منهم بعمله، ولا يتواكلون فيه على غيرهم، بعكس ما لو لم يكن كذلك حيث يتواكل كلّ واحد على الآخر، وإذا اعترض عليه لماذا لم يؤدِّ الخدمة الفلانية؟ فانّه يقول: لماذا لم يؤدّها الآخرون، أو يقول: حسبت انّ الآخرين سيقومون بها.

2432 ـ اِجْعَلِ الدِّينَ كَهْفَكَ وَالعَدْلَ سَيْفَكَ تَنْجُ مِنْ كُلِّ سُوء وَتَظْفَرْ عَلَى كُلِّ عَدُوٍّ.

ورد في بعض النسخ (تظهر) بدلا عن (تظفر).

2433 ـ أَقْبِلَ عَلَى نَفْسِكَ بِالإِدْبارِ عَنْهَا.

قالوا في بيان معنى هذا القول: أعني أن تُقبل على نفسك الفاضلة المقتبسة من نور عقلك الحائلة بينك وبين دواعي طبعك، وأعني بالإدبار الإدبار عن نفسك الأمّارة بالسوء المصافحة بيد العتوّ.

ويمكن أيكون المراد: المصافحة مع الناس بروح التكبر أو تجاوز الحد، أو المراد من العتو هنا: الظلم والجور فيكون المراد بحسب الظاهر اللطف مع الناس والمصافحة معهم ولكن بيد الظلم، أي يقصد ظلمهم في باطنه، أو عدم مصافحة الناس إلاّ بيد الظلم، أي لا يواجههم إلاّ بالظلم والجور، أو تكون مصافحته بيد الظلم، أي تكون مخالطته ومعاشرته بالظلم والجور، ولا يخفى انّ ظاهر هذا الكلام وبعض الأحاديث الأخرى هو انّ في الإنسان نفسين ينبغي الاقبال على إحداهما والإدبار عن الأخرى، وعليه فانّ المراد من النفس الفاضلة هي النفس الناطقة المجردة والداعية إِلى فعل الخيرات والسعادات، ومن النفس الأمّارة النفس الحيوانية المعارضة للنفس الناطقة والمنشأ للشهوة والغضب والأمور المكروهة كما قال بعض الحكماء. ويمكن أن يكون المراد بالنفسين النفس الناطقة ذاتها، والمراد: ما دامت النفس كذا فيجب الاقبال عليها، وما دامت كذا فيجب الادبار عنها، بل المراد: يجب الادبار عن النفس وعدم إطاعتها والإنقياد لها حتّى يكون هذا المعنى إقبالا عليها، ولتصير النفس الأمّارة فاضلة، والله تعالى يعلم.

2434 ـ أُهْجُرِ اللَّهْوَ فَاِنَّكَ لَمْ تُخْلَقْ عَبَثَاً فَتَلْهُو، وَلَمْ تُتْرَكْ سُدىً فَتَلْغُوَ.

أي انّ الله تعالى لم يخلقك عبثاً لكي تلعب مهما تستطيع، بل خلقك لغرض وغاية، وهي أن تستحق ] وتصل[ بطاعتك وعبادتك إِلى مراتب عالية، فينبغي اذن الاشتغال بها وعدم تضييع الوقت باللهو واللعب، كما انّه تعالى لم يترك سدى فتلغو، بل انّه سيقوم بمحاسبتك، وعليه يجب ترك اللهو واللغو والاشتغال بعمل نافع عند الحساب(5).

2435 ـ اِجْعَلْ جِدَّكَ لاِعْدادِ الجَوَابِ لِيَومِ المَسْآلَةِ(6) وَالحِسابِ.

2436 ـ اِحْبِسْ لِسَانَكَ قَبْلَ أَنْ يُطِيلَ حَبْسَكَ وَيُرْدِيَ(7) نَفْسَكَ فَلاَ شَيْءَ أَوْلَى بِطُولِ سِجْن مِنْ لِسان يَعْدِلُ عَنِ الصَّوَابِ وَيَتَسرَّعُ اِلى الجَوَابِ.

(قبل أن يطيل حبسك) يعني أن يقول كلاماً يؤدي إِلى حبسك مدة طويلة في الآخرة أو الدنيا، و «أولى بطول سجن...» يعني بأن يطيل حبسه ويسجنه أكثر الأوقات، أو بمعنى انّه يسبّب طول مكث صاحبه في السجن والحبس، و «ويتسرّع في الجواب» يعني يتسرّع إِلى الاجابة عن المسائل وغيرها من دون علم ومعرفة، أو من دون أن يتأمّل فيها ليظهر له صحة ما يقوله.

2437 ـ اِجْعَلْ كُلَّ هَمِّكَ وَسَعْيِكَ لِلْخَلاَصِ مِنْ مَحَلِّ الشَّقَاءِ وَالعِقَابِ وَالنَجَّاةِ مَنْ مَقَامِ البَلاَءِ والعَذَابِ.

2438 ـ اِحْفَظْ عُمْرَكَ مِنَ التَّضْيِيعِ لَهُ فِي غَيْرِ العِبَادَةِ وَالطَّاعَاتِ.

2439 ـ اِمْنَعْ نَفْسَكَ مِنَ الشَّهَواتِ تَسْلَمْ مِنَ الآفَاتِ.

2440 ـ اِمْحَضْ أَخَاكَ النَّصيحَة حَسَنَةً كَانَتْ أَوْ قَبِيحَةً(8).

أي قم بتقديم ما هو خالص لأخيك لأجل نصيحته سواء كانت تلك النصيحة حسنة بأن يذكره بلطف ورفق إن كان مُجدياً أو كانت قبيحة كما إذا قيلت بالعنف والغلظة أو اقترنت بهما.

2441 ـ اَكْذِبِ السِّعَايَةَ وَالنَّمِيمَةَ باطِلَةً كَانَتْ أَوْ صَحِيحَةً.

أي عليك بتكذيبهما وعدم العمل استناداً إليهما سواء أكانا باطلين في الواقع أو صحيحين.

2442 ـ أَطِعَ اللهَ سُبْحَانَهُ فِي كُلِّ حَال وَلاَ تُخلِ قَلْبَكَ مِنْ خَوْفِهِ وَرَجَائِهِ طَرْفَةَ عَيْن وَالزَمِ الاسْتِغْفارَ.

2443 ـ أَعْطِ مَا تُعْطِيهِ مُعَجَّلا مُهَنّأً، وَاِنْ مَنَعْتَ فَلْيَكُنْ فِي إجْمَال وَاِعْذار.

المراد من (معجلا) هو أن تعطي سريعاً من دون أن تجعل له موعداً في وقت آخر كي لا يشعر بأذى وألم الانتظار، والمراد من (مهنّأً) هو أن يكون إعطاؤك بلين وعزة ليكون هنيئاً، لا أن يكون سبباً لخفته وذلّه.

2444 ـ اِجْعَلْ لِنَفْسِكَ فِيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللهِ سُبْحانَهُ أَفْضَلَ المَوَاقِيتِ وَالأَقْسَامِ.

أي اجعل الوقت الّذي تخصصه لاطاعة الله تعالى وعبادته أفضل الأوقات والفترات كأوّل الوقت للصلاة مثلا، ولا تجعل أفضل الأوقات وخالصها لأعمال أخرى، وتجعل ما بقي لعبادة الله تعالى.

2445 ـ اِحْذَرِ الحَيْفَ وَالحَوْرَ فَاِنَّ الحَيْفَ يَدْعُو اِلى السَّيْفِ، وَالجَوْرَ يَعُودُ بِالْجَلاَءِ وَيُعَجِّلُ العُقُوبَةَ وَالإنْتِقَامَ(9).

لايخفى أنّ جماعة من اللغويين قالوا انّ (حيف) يعني الجور أي الظلم والعدول عن الحقّ. وظاهر هذا القول الاعجازي أن يكون بمعنى آخر، وبقرينة قوله: (يدعو إِلى السيف) يمكن أن يكون المراد هو التصرف في بيت المال، والخطاب موجّه للذين لهم يدٌ في بيت المال، والمراد: أنّ التصرف والخيانة في ذلك يستدعي امتشاق مجموعة من السيوف عليه عاجلا، كما حصل بالنسبة لعثمان، وقال بعض اللغويين: انّ (الحيف) هو الجور الّذي يحصل في الحكم، ويمكن أن يكون بناء هذا الكلام على هذا المعنى، ويكون المراد من انّ «الحيف يدعو إِلى السيف» هو انّ الحاكم الجائر يُقتل في الغالب، أو المراد انّه يستحق القتل، ويؤيّده ما جاء في القرآن الكريم (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأوْلَـبِكَ هُمُ الْكَـفِرُونَ)(10) والله العالم.

و (الجور يعود بالجلاء) يعني انّه يدفع الرعية لهجرة الوطن عاجلا، ويسبّب خراب الملك، ويعجّل العقوبة والانتقام، أي انّ الله تعالى يعاقب الظالم في الدنيا عاجلا وينتقم منه.

2446 ـ اِلْزَمِ الصَّمْتَ يَلْزَمْكَ النَّجَاةُ وَالسَّلاَمَةُ وَالْزَمِ الرِّضَا يَلْزَمْكَ الغَنَاءُ وَالكَرَامَةُ.

... «الزم الرضا» أي بقسمك ونصيبك «يلزمك الغناء والكرامة»، لأنّ الراضي بنصيبه وبما قسم له لا يطمع، ولا يطلب شيئاً من أحد، فيكون غير محتاج للناس كالأغنياء وكأنَّه بمثابتهم، ومن الواضح انّ هكذا شخص يكون عزيزاً ومكرّماً.

2447 ـ اَخْرِجْ مِنْ مَالِكَ الحُقُوقَ، وَأَشْرِكْ فِيهِ الصَّدِيقَ، وَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ فِي تَقْدِيرِ، وَهِمَّتُكَ فِي تَفْكِير، تَأْمَنِ المَلاَمَةَ وَالنَّدَامَةَ.

المراد من (الحقوق) هي الحقوق الّتي أوجب الله تعالى على هذا الإنسان أداءها، كالزكاة والخمس والانفاق على واجبي النفقة، وهكذا سائر حقوق الناس الّتي بذمته، و (ليكن كلامك في تقدير) أي لا يكون زائداً ليقول الناس انّه مكثر، ولا يكون قليلا ليقصر عن بيان المراد ويقول الناس انّه عاجز، والمراد من التفكير هو الفكر في القضايا الدينية، أو الفكر في ما يصلح أحواله ويستدعي فلاحه في الآخرة، وفي بعض النسخ ورد (وصمتك) بدلا عن (أوهمتك) وعليه يكون المعنى: فليكن صمتك في تفكّر، وهذا هو الأنسب ليساق الكلام.

2448 ـ أُذْكُرْ مَعَ كُلِ لَذَّة زَوَالَهَا، وَمَعَ كُلِّ نِعْمَة اِنْتِقالَهَا، وَمَعَ كُلِّ بِلَيَّة كَشْفَهَا، فَاِنَّ ذَلِكَ أَبْقَى لِلنِّعْمَةِ وَانْفَى(11) لِلشَّهْوَةِ، وَأَذْهَبُ لِلْبَطَرِ، وَأَقْرَبُ إلَى الفَرَجِ، وَأَجْدَرُ بِكَشْفِ الغُمَّةِ وَدَرْكِ المَأْمُولِ.

(أبقى للنعمة) لأنّ الإنسان إذا ذكر مع كلّ لذة زوالها... «أبقى للنعمة» باعتبار انّ الإنسان إذا ما تذكّر مع كلّ لذّة زوالها ومع كلّ نعمة انتقالها، فانّه سوف يشكر عليها يقيناً كي لا تتعرّض الزوال والانتقال فتكون النعمة أبقى. و (أنفى للشهوة) لأنّه إذا علم انّ كلّ لذة ونعمة سوف تزول وتنتقل ولا تبقى دائماً فسوف تضعف شهواته وآماله، بعكس ما إذا كانت النعمة دائمة لهذا الإنسان فانّه سيكون حريصاً عليها بشدة، ومعنى (أذهب للبطر) أي أذهب للنشاط والفرح الزائد عن الحد، وهو أمر واضح، و (أقرب إِلى الفرج وأجدر بكشف الغمة ودرك المأمول) هو باعتبار ذكر الفرج مع كلّ بليّة، لأنّه كلّما ذكره وعلم انّ الله تعالى يجعل الفرج في كلّ بلاء، فانّه سيشعر بالهدوء والفرج في الجملة، ويضعف غمه وكأنّه نال مأموله وهو رفع تلك البليّة والغم، كما انّه يبعث على الدعاء والصدقة وما شاكل، فيستدعي ذلك انكشاف الغم وإدراك المأمول.

2449 ـ اِحْمِلْ نَفْسَكَ عِنْدَ شِدَّةِ أَخِيكَ عَلَى اللِّينِ، وَعِنْدَ قَطِيعَتِهِ عَلَى الوَصْلِ، وَعِنْدَ جُمُودِهِ عَلَى البَذْلِ، وَكُنْ لِلَّذِي يَبدْوُ مِنْهُ حَمُولاً وَلَهُ وَصُولا.

... «وكن للّذي يبدو منه حمولا» متحمّلا لما يبدو من سلوكه وأخلاقه السيّئة... .

2450 ـ اَكْرِمْ عَشِيرَتَكَ فَاِنَّهُمْ جَنَاحُكَ الَّذِي بِهِ تَطِيرُ وَأَصْلُكَ الَّذِي إِلَيْهِ تَصِيرُ، وَيَدُكَ الّتي بِها تَصُولُ.

2451 ـ اِحْمِلْ نَفْسَكَ مَعَ أَخِيكَ عِنْدَ صَرْمِهِ عَلَى الصِّلَةِ، وَعِنْدَ صُدُودِهِ عِلَى اللُّطْفِ وَالْمُقَارَبَةِ، وَعِنْدَ تَبَاعُدِهِ عَلَى الدُّونُوِّ، وَعِنْدَ جُرْمِهِ عَلَى العُذْرِ حَتَّى كَأنَّكَ لَهُ عَبْدٌ وَكَأنَّهُ ذُو نِعْمَة عَلَيْكَ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَضَعَ ذَلِكَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ أَو تَفعَلَهُ مَعَ غَيْرِ أَهْلِهِ.

2452 ـ اِجْعَلْ هَمَّكَ لآخَرَتِكَ، وَحُزْنَكَ عَلَى نَفْسِكَ فَكَمْ مِنْ حَزِين وَفَدَ بِهِ حُزْنُهُ عَلَى سُرُورِ الأَبَدِ، وَكَمْ مِنْ مَهْوُم أَدْرَكَ أَمَلَهُ.

لا يخفى انّ الحزين الّذي وفد به حزنه على سرور الأبد، وهكذا المهموم الّذي ينال أمله، هو من يكون حزنه وهمّه للآخرة.

2453 ـ أَحْسِنْ اِلى مَنْ تَمْلِكُ رِقَّهُ يُحْسِنْ اِلَيْكَ مَنْ تَملَّكَ رِقَّكَ.

... «تملّك رقك» أي الله عز وجل ، وفي أكثر النسخ ورد (يملك) الثانية بصيغة المضارع وبالياء، ولا يخفى انّ (تملّك) بصيغة الماضي وبالتاء وتشديد اللام هو الأنسب.

2454 ـ اِصْحَبِ النَّاسِ بِما تُحِبُّ أَنْ يَصْحَبُوكَ تَأْمَنْهُمْ وَيَأَمَنُوكَ.

2455 ـ أَنْصِفْ مِنْ نَفْسِكَ قَبْلَ أَنْ يُنْتَصَفَ مِنْكَ فَإنَّ ذَلِكَ أَجَلُّ لِقَدْرِكَ وَأَجْدَرُ بِرِضَا رَبِّكَ.

أي كن منصفاً وعادلا من نفسك وأدِّ الحقَّ لصاحبه الّذي بذمّتك قبل أن يأخذه منك الحاكم في الدنيا أو غيره، أو الله تعالى في الآخرة، فانّ ذلك يجلّ قدرك وأجدر وأولى برضا ربّك عنك.

2456 ـ اِبْدَأ السَّائِلَ بِالنَّوَالِ قَبْلَ السُّؤَالِ فَإنَّكَ إنْ أَحْوَجْتَهُ اِلَى سُؤالِكَ أَخَذْتَ مِنْ حُرِّ وَجْهِهِ أَفْضَلَ مِمَّا أَعْطَيْتَهُ.

2457 ـ أَكْرِمْ ذَوِي رَحِمِكَ وَوَقِّرْ حَلِيمَهُمْ، وَاحْلُمْ عَنْ سَفِيهِهِمْ، وَتَيَسَّرْ لِمُعْسِرِهِمْ، فَإنَّهُمْ لَكَ نِعْمَ العُدَّةُ فِي الشِّدَةِ وَالرَّخَاءِ.

2458 ـ اِلْقِ(12) دَوَاتَكَ وَأَطِلْ جَلْفَةَ قَلَمِكَ، وَفَرِّقْ بَيْنَ سُطُورِكَ، وَقَرْمِطْ بَيْنَ حُرُوفِكَ فَإنَّ ذَلِكَ أَجْدَرُ بِصَبَاحَةِ الخَطِّ.

2459 ـ اِلْزَمِ الاِخْلاصَ فِي السِّرِّ وَالعَلاَنِيَةِ، وَالخَشْيَةَ فِي الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَالْقَصْدَ فِي الفَقْرِ وَالغِنَى، وَالعَدْلَ فِي الرِّضَا وَالسَّخَطِ.

المراد هو الإخلاص لله عز وجل ، وجعل الطاعات والعبادات خالصة له، وعدم شوبها بغايات أُخرى، وكذلك الخشية من الله في حضور الناس أو في غيابهم، والعدل في الرضا والسخط أي سواء أكنت راضياً عن إنسان أو ساخطاً عليه، فالواجب عليك أن تسلك معه بالعدل.

2460 ـ اِخْتَرْ مِنْ كُلِّ شَىْء جَدِيدَهُ وَمِنَ الإخْوَانِ أَقْدَمَهُمْ.

2461 ـ اِسْتَشِرْ أَعْدَاءَكَ تَعْرِفْ مِنْ رَأْيِهِمْ مِقْدارَ عَدَاوَتِهِمْ وَمَوَاضِعَ مَقَاصِدِهِمْ.

... «مواضع مقاصدهم» أي انّ قصدهم ما هو؟ وإلى أين يريدون أن يرسلوه، أو بأيّ بلاء يريدون أن يبتلوه؟!

2462 ـ اُبْذُلْ لِصَدِيقِكَ كُلِّ المَوَدَّةِ وَلاَ تَبْذُلْ لَهُ كُلَّ الطُّمَأْنِينَةِ، وَأَعْطِهِ مِنْ نَفْسِكَ كُلَّ المُواسَاةِ، وَلاَ تَقُصَّ إلَيْهِ بِكُلِّ أَسْرارِكَ.

... «ولا تبذل له كلّ الطمأنينة» أي لا تكن بحيث تفقد طمأنينتك لأجل السعي في حوائجه ومطالبه، وبحيث يُؤدّي إِلى سلب طمأنينتك في الطاعات والعبادات، أمّا معنى المواساة فقد ذكر مراراً بأنّها إمّا بايصال المال إليه أو باعطائه من قوته وكفافه، فإذا كان ممّا يزيد على كفافه فلا يطلق عليه المواساة، أو انّها تعني اعتباره مساوياً له في أمواله. (ولا تقصّ إليه بكلّ أسرارك) فباعتبار انّ بعض أسرار الإنسان ينبغي أن لا يطلع عليها الغير حتّى الصديق، ثمّ انّ أي صديق قد لا تبقى صداقته ويصبح عدواً، فإذا كان مطّلعاً على جميع أسراره يترتب الفساد عليها.

2463 ـ اِصْحَبْ السُّلْطَانَ بِالْحَذَرِ، والصَّدِيقَ بِالتَواضُعِ وَالبِشْرِ، وَالعَدُوَّ بِما تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ حُجَّتُكَ.

... «تقوم به عليه حجتك» أي عامله بحيث يقول لك كلّ من يراك بانّك غير مقصّر تجاهه وانّ عداءه في غير محلّه.

2464 ـ اِفْتَحْ بَرْيَةَ قَلَمِكَ، وَاسْمِكْ شَحْمَتَهُ، وَأَيْمِنْ قِطَّتَكَ يَجُدْ خَطُّكَ.

المراد من (افتح برية قلمك) أن يشقّه أو يفتح شقّه عند الكتابة، وورد في بعض النسخ (افسح) بدلا عن (افتح) فيعني أوسع الشق، ويمكن أن يكون المراد: إطالته وفق القول الماضي المذكور في باب تعليم الخط، وهو لا يخلو من بعد، (واسمك شحمته): اجعل رأس القلم سميكاً ولا تضيّقه و (أيمن قطتك) يعني قطّ القلم بيدك اليمنى، ويمكن أن يكون المعنى: اتّجه إِلى اليمين في قط القلم، أي ابدأ القط من يسار القلم واتّجه إِلى اليمين، والمراد يمين القلم ويساره عند القطّ، بناءً على انّ الشخص الذي أمام القلم على سبيل المثال فيقابل يسار القلم يمينه ويمين القلم يساره ويمكن أن لا تكون (أيمن) من باب الإفعال بل من باب علم ومنع، فيكون المعنى تعال من جانبه الأيمن أي إبدأ من الجانب الأيمن، وعليه يكون المراد من (يمين القلم ويساره) هو ما يقابل يمين هذا الشخص ويساره عند القطّ بناء على عدم افتراض ذلك الشخص، فيكون إذن موافقاً للإحتمال الثاني.

2465 ـ اُبْذُلْ لِصَدِيقِكَ نُصْحَكَ، وَلِمَعَارِفِكَ مَعُونَتَكَ، وَلِكافَّةِ النَّاسِ بِشْرَكَ.

2466 ـ اِحْتَمِلْ دَالَّةَ مَن أَدَلَّ(13) عَلَيْكَ، وَاقْبَلِ العُذْرَ مِمَّنْ اعْتَذَرَ إلَيْكَ، وَاغْتَفْر لِمَنْ جَنىَ عَلَيْكَ.

... وجاء في بعض النسخ مكان قوله: «واغتفر...» قوله(عليه السلام): «ولنْ لمنْ جَفَا عَلَيْكَ» أي من لم يصلك ولم يُحسن إليك.

2467 ـ اِجْعَلْ جَزَاءَ النِّعْمَةِ عَلَيْكَ الإحْسَانَ اِلى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ.

أي النعم الّتي أنعم الله تعالى بها عليك، أو النعمة الّتي جعلتك قادراً على الانتقام ممّن أساء إليك. وفي(14) بعض النسخ ورد (العفو ممّن) بدلا عن (الاحسان إِلى من) فيكون المعنى: إجعل جزاء النعمة عليك العفو ممّن أساء إليك.

2468 ـ أُبْذُلْ مَالَكَ لِمَنْ بَذَلَ لَكَ وَجْهَهُ، فَاِنَّ بَذْلَ الوَجْهِ لاَ يُوازِيه شَىْءٌ.

المراد من (بذل الوجه) أن يسعى لك ولحوائجك حتّى على حساب كيانه واعتباره(15)، ويمكن أن يكون المراد من (بذل) الثانية بمعنى العطاء أيضاً، فيكون المعنى: لمن أعطاكوجهه فيكون المراد نفس المعنى المذكور أوّلا، ويمكن أن لا يقرأ (يوازيه) بالياء بل بالنون أي (يوازنه) فيكون المعنى: لا يكون بوزنه أي شيء آخر.

2469 ـ أُبْذُل مَعْرُوفَكَ لِلنَّاسِ كَافَّةً فَإنَّ فَضِيلَةَ فِعْلِ المعروُفِ لا يُعْدِلُها عِنْدَ اللهِ سُبْحانَهُ شَيْءٌ.

2470 ـ اِسْتَشِرْ عَدُوَّكَ العَاقِلَ وَاحْذَرْ رَأَيَ صَديِقِكَ الجَاهِلِ.

وذلك انّ العدو العاقل يعلم انّ الخيانة لمن استشاره أمر غير معقول، فلابدّ وأن يشير عليه بما هو صلاحه، وبما انّه عاقل فيمكن الاستناد إِلى رأيه، عكس الصديق الجاهل الّذي لا يُعتمد على رأيه.

2471 ـ اِصْبِرْ عَلَىَ مَرَارَةِ الحَقِّ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَنْخَدِعَ لِحَلاَوَةِ البَاطِلِ.

أي إذا قيل لك قولا حقاً وكان مكروهاً ومرّاً لك، فاصبر على مرارته، وإذا قيل لك باطلا وكان موافقاً لمرامك وذا حلاوة في مذاقك، فايّاك أن تنخدع به لحلاوته.

2472 ـ اِجْعَلْ شَكْوَاكَ اِلى مَنْ يَقْدِرُ عَلَى غِنَاكَ.

أي إرفع شكواك من الفقر والفاقة إِلى من هو قادر على إغنائك وهو الله تعالى.

2473 ـ اِلْزَمِ السُّكُوتَ، وَاصْبِرْ عَلَى القَنَاعَةِ بِأَيْسَرِ القُوتِ، تَعِزَّ دُنْياكَ وَتَعِزَّ في اُخْراكَ.

في بعض النسخ ورد (تَغزّ) بدلا عن (تعزّ)، أي تنتصر في آخرتك.

2474 ـ اَطِعْ مَنْ فَوْقَكَ يُطِعْكَ مَنْ دُونَكَ، وَاَصْلِحْ سَرِيرَتَكَ يُصْلِحِ اللهُ عَلاَنِيَتَكَ.

«أطع من فوقك...» وذلك أمّا بفعل الله تعالى حيث ـ سبّب اطاعة من دونك إذا أطعت من فوقك، وأمّا باعتبار انّ الناس غالباً ما ينظرون إِلى الغير ويقلدونه، فإذا رأوا انّه يطيع لمن هو فوقه في الرتبة، فانّهم سوف يطيعونه أيضاً لأنّه فوقهم رتبة.

2475 ـ اِسْتَكْثِرْ مِنَ المَحَامِدِ فَاِنَّ المَذامَّ قَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْها.

المحامد هي الصفات والأفعال الّتي تستدعي المدح والثناء، ويقابلها (المذام) وهي الّتي تستدعي الذم واللوم، والمراد: إسعَ لكسب محامد كثيرة لأنّه قلّما ينجو الإنسان من المذام، وعليه كلّما كسب الإنسان محامد كثيرة فانّها ستكون في قبال مذامّه الموجودة فيه.

2476 ـ اَكْرِهْ نَفْسَكَ عَلىَ الفَضَائِلِ فَاِنَّ الرَذَائِلِ أَنْتَ مَطْبُوعٌ عَلَيْها.

الفضائل هي الصفات الّتي ترفع درجة صاحبها، والرذائل تقابلها، أي الصفات الّتي تعمل على تدنّي درجته، ويمكن أن يكون المراد من العبارة هذه ـ كما في الّتي مرّت قبلها ـ : اُجبر نفسك على الفضائل لأنّك مطبوع على الرذائل وكأنّك مفطورٌ عليها، فاجبر نفسك على كسب الفضائل لكي تقابلها، أو إنّ المراد هو: انّك مطبوع على الرذائل فما لم تجبر نفسك فانّها سوف لا ترغب في كسب الفضائل وتحصيلها.

 

ما ورد من حِكَم أميرالمؤمنين عليّ بن

أبي طالب (عليه السلام)في حرف الألف بلفظ (الأمر) في

خطابه للناس:

2477 ـ اُطْلُبُوا العِلْمَ تَرْشَدُوا.

2478 ـ اِعْمَلُوا بِالْعِلِمِ تَسْعَدُوا.

2479 ـ اَخْلِصُوا اِذا عَمِلْتُمْ.

أي إجعلوا أعمالكم خالصة لله تعالى.

2480 ـ اِعْمَلُوا اِذا عَلِمْتُمْ.

إعملوا إذا علمتم، لأنّ العلم بلا عمل لا ثمرة فيه، بل يضر كما ذكر ذلك مراراً.

2481 ـ اِسْمَحُوا إذا سُئلْتُم.

2482 ـ اِتَّقُوا اللهَ جِهَةَ مَا خَلَقَكُمْ لَهُ.

«جهة ما خلقكم» أي ما خلقكم لأجله أي العبادة والعبودية، فاجتنبوا العصيان والتمرد على أمره.

2483 ـ اَطِيعُوا اللهَ حَسْبَ ما اَمَرَكُمْ بِهِ رُسُلُهُ.

2484 ـ اِلْزَمُوا الحَقَّ تَلْزَمْكُمُ النَّجَاةُ.

2485 ـ اِكْتَسِبُوا العِلْمَ يَكْسِبْكُمُ الحَيَاةَ.

«يكسبكم الحياة» أي الحياة المعنوية في الدنيا والآخرة.

2486 ـ اِسْتَنْزِلُوا الرِّزقَ بِالصَّدَقَةِ.

2487 ـ اِلْزَمُوا الجَمَاعَةَ وَاجْتَنِبُوا الفُرْقَةَ.

«إلزموا الجماعة» أي جماعة المؤمنين «واجتنبوا الفرقة»، وذلك لأنّهم إذا اتفقوا فيما بينهم فانّ بعضهم يساعد البعض الآخر، فيُحفظون من ظلم الآخرين وعدوانهم، عكس ما لو تفرقوا ولم يتفقوا.

2488 ـ اِمْلِكُوا أَنْفُسَكُمْ بِدَوامِ جِهادِها.

أي كونوا في حرب دائبة مع أنفسكم من أجل أن ترضخ لكم وتمنعوها من شهواتها وأهوائها.

2489 ـ اِعْتَصِمُوا بِالذِّمَمِ فِي أَوْتَادِها.

تمسكوا بالعهود والعقود في أسسها، أي في جماعة لهم عهود وعقود راسخة كالحبل المشدود والمستحكم بالوتد، والمراد أنّكم إذا أردتم التعاهد مع عدو أو غيره فلابدّ أن يكون ممّن يُعتمد على عهده ومواثيقه كي يمكن الاستناد إليه والاعتماد عليه، وإلاّ فلا تعتمدوا على عهده ومواثيقه فانّه ينكث ذلك متى شاء. ويمكن (16) ان يكون المراد: تعاهدوا مع من له أهليّة ذلك ليكون التعاهد معهم مستحكماً يستدعي الفوز والنجاة، لا من ضعفت عهوده ومواثيقه حيث ينهار من اعتمد عليه ويملك، وهم أئمّة الجور والضلال.

2490 ـ اِسْتَعِدُّوا لِلْمَوتِ فَقَدْ أَطَلَّكُمْ.

تهيؤوا للموت أي هيئوا العدة له، فإنّه قد أشرف عليكم، هذا بناء على أن يكون (أطلكم) بالطاء ويمكن أن يكون (أظلكم) أي اقترب وألقى بظلاله عليكم والنتيجة واحدة.

2491 ـ اَسْمِعُوا دَعْوَةَ المَوْتِ آذَانَكُمْ قَبْلَ أَنْ يُدْعى بِكُمْ.

أي قبل أن تُدْعَوا إِلى الموت أسمعوا آذانكم دعوته لكل أحد، لكي تهيّئوا العدة والزاد لذلك السفر الخطير.

2492 ـ اِسْتَمِعُوا مِن رَبَّانِيِّكُمْ وَاَحْضِرُوهُ قُلُوبَكُمْ وَاسْمَعُوا اِنْ هَتَفَ بِكُمْ.

الظاهر انّ المراد من (ربّانيكم) هو النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والإمام(عليه السلام) ويمكن أن يشمل كلّ عالم بالحقّ، والمراد من الاستماع إليه هو الاستماع لنصيحته، و (اسمعوا ان هتف بكم) يعني أطيعوه فيما ناداكم وهتف بكم لأمر.

2493 ـ اِسْمَعُوا النَّصِيحَةَ مِمَّنْ أهْدَاها اِلَيْكُمْ وَاعْقِلُوهَا عَلى أَنْفُسِكُمْ.

أي احفظوها في خواطركم كي تعملوا بها عند الحاجة، وفي بعض النسخ(17) ورد (أقبلوا) بدلا عن (إسمعوا).

2494 ـ اِتَّعِظُوا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَتَّعِظَ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ.

أي اتّعظوا بالاُمم الّتي كانت قبلكم وتعرّضت للبلايا بسبب عصيانها وتمردها، فاتركوا العصيان والتمرد ولا تكونوا عصاة متمردين فينزل عليكم البلاء فيتعظ بكم الّذين يأتون من بعدكم.

2495 ـ اِرْفِضُوا هَذِهِ الدُّنيَا ذَمِيْمَةٌ فَقَدْ رَفَضَتْ مَنْ كَانَ أَشْعَفَ بِهَا مِنْكُمْ.

أتركوا هذه الدنيا وهي مذمومة، أو اتركوها واهجروها مذمومة كما هي كذلك، فقد تركت الدنيا الّذين كانوا أحب بالدنيا منكم، أي حينما تكون الدنيا غير وفية بهم فمتى تفي لكم؟ و (أشعف) تقرأ (بالعين أو الغين، والنتيجة واحدة، فانّها تعني أحب).

2496 ـ أَسْهِرُوا عُيُونَكُمْ، وَضَمِّرُوا بُطُونَكُمْ، وَخُذُوا مِنْ أَجْسَادِكُمْ تَجُودُوا بِهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ.

المراد من (أسهروا عيونكم) إمّا سهرها في الليل لأجل الطاعة والعبادة، أو كناية عن اليقظة وعدم الغفلة عن حال النفس، والمراد من (خذوا من أجسادكم تجودوا بها على أنفسكم) أي أضمروا أجسادكم بتعب القناعة ونصب الطاعة والقناعة ونصب الطاعة والعبادة فانّ النفس تقوى كلّما ضمرت عن هذا الطريق، فكأنّ ما أخذ من الجسم قد أعطي للنفس.

2497 ـ اِشْغَلُوا اَنْفُسَكُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْسِنَتَكُمْ بِالذِّكْرِ وَقُلُوبَكُمْ بِالرِّضَا فِيمَا اَحْبَبْتُمْ وكَرِهْتُمْ.

2498 ـ اِلْزَمُوا الأَرْضَ وَاصْبِرُوا عَلَى البَلاَءِ وَلاَ تَحَرَّكُوا بِأَيْدِيكُمْ وَهَوى أَلْسِنَتِكُمْ.

(الزموا الأرض) يعني تواضعوا ولا تتكبروا، أو أهووا إِلى الأرض وتعفّروا بها وإن داستكم أقدام الناس فلا تنازعوا أحداً، أو يعني تمسكوا بهذه الأرض الّتي لديكم وهي الكوفة ولا تهاجروها.

(ولا تحركوا بأيديكم) يعني لا تحركوها لأجل القتال والنزاع وتتحركوا بقول ما تتمنى قوله ألسنتكم لمن تقولوا. سأفعل كذا وكذا من أنواع التهديد والعنف والشدة مع الناس، ويمكن أن لا يكون (هوى ألسنتكم) بمعنى أمنية ألسنتكم بل انحطاطها، والمراد: لا تتحركوا بنحو تزل فيه ألسنتكم وتسقط، وتقول ما تهوى من الشدة والغلظة مع الناس، ولا يخفى أن هذه النصيحة لابدّ وانّها كانت في وقت يعلم (صلوات الله وسلامه عليه) انّها في صالح المخاطبين حيث لم يكن لهم دواء حينذاك إلاّ التواضع لا انّ الناس لابدّ وأن يكونوا كذلك دائماً، بل لا يبعد أن يكون ذلك إخباراً منه عن قرب رحيله من الدنيا، والمراد: اعملوا هكذا من بعدي حيث لا ناصر ولا معين لكم.

2499 ـ اَخْرِجُوا الدُّنيَا مِنْ قُلُوبِكُمْ قَبْلَ اَنْ تَخْرُجَ مِنهَا أَجْسَادَكُمْ فَفِيها اخْتُبِرْتُمْ وَلِغَيْرِها خُلِقْتُمْ.

أي انّكم لم تخلقوا للدنيا والتمتع فيها بل لنيل الآخرة، وقد جعلت الدنيا لاختباركم أيّكم يسعى للآخرة، وأيّكم لا يسعى ليجازى كلّ فرد على ذلك.

2500 ـ اِنْتَهِزُوا فُرَصَ الخَيْرِ فَاِنَّها تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ.

أي كلّما سنحت لكم فرصة لعمل الخير فاغتنموها بفعل الخير وعدم تأخيره، لأنّ الفرصة تمرّ مرّ السحاب.

 

الهوامش:

(1) كتب الشارح(رحمه الله) (جَهدك) بفتح الجيم، قال ابن الأثير: (وقد تكرر لفظ الجهد والجهد في الحديث كثيراً وهو بالضم الوسع والطاقة وبالفتح المشقة، وقيل: فأمّا في المشقة والغاية فالفتح لا غير) وعلى من طلب التفصيل مراجعة سائر الكتب.

(2) مرّ آنفاً انّ الشارح(رحمه الله) يكتب كلمة (جهد) بالفتح في هذه الموارد، وقامت كتب اللغة بتفصيلها فليراجع من طلبها.

(3) من عبارة (ويمكن... الخ) وردت في نسخة مكتبة سبهسالار فقط.

(4) إبراهيم: 7.

(5) لا يخفى انّ (لم تترك) يعني لم تهمل لكن الشارح(رحمه الله) اعتبره بمعنى الاستقبال كما هو الملاحظ، فتفطن.

(6) ورد (المساءلة) في هامش هذا الكتاب وهامش نسخة مكتبة مسجد سبهسالار.

(7) أورد الشارح(رحمه الله) هذه الكلمة (يردي) مع سكون الياء الأخيرة .

(8) ورد (أم) بدلا عن (و) في نسخة مكتبة سبهسالار.

(9) ليعلم: بملاحظة النسخ الخطية والمطبوعة لكتاب الغرر والدرر للآمدي، يعلم وجود اختلاف كبير بينها من حيث التقديم والتأخير في الفقرات، فمثلا في هذا المورد في النسخة المطبوعة في مطبعة العرفان بصيدا بعد هذه الفقرة تأتي فقرات أخرى أوّلها: (اتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يتعظ من بعدكم).

(10) المائدة: 44.

(11) ورد في نسخة مكتبة سبهسالار في الهامش هذه الزيادة، ويظهر... انّها من الشارح بقرينة وجود «منه» في آخرها، قال: «هذا بناءً على النسخة الّتي فيها (أنفى) بالنون والفاء، وورد في بعض النسخ (أنقى) أي أطهر، وفي بعضها (أتقى) أي أشد تقوى، والظاهر هو النسخة الاُولى، وبناءً على النسختين كان المناسب في معنى (من الشهوة) أي أطهر وأتقى من التمنّى والأهواء. منه».

(12) كتب الشارح(رحمه الله) أَلقِ بفتح الهمزة وكسرها، وكتب على الكلمة (معاً) أي انّه قراءته صحيحة من باب (ضرب يضرب) مجرداً ومن باب الأفعال فريداً.

(13) في هامش هذا الكتاب ونسخة مكتبة مسجد سبهسالار كتب (دلّ) تحت عنوان بدل نسخة.

(14) العبارة (وفي بعض النسخ... الخ) موجودة في نسخة مكتبة سبهسالار فقط.

(15) المتن الفارسي هكذا: «روبيندازدبه اودروى خود راكهنه كند بسبب آن وآبرورا بريزد».

(16) عبارة (ويمكن ان... الخ) موجودة في نسخة مكتبة سبهسالار فقط.

(17) عبارة (في بعض النسخ... الخ) موجودة في نسخة مكتبة سبهسالار فقط.