العتبة العلوية المقدسة - ماذكره الامام علي عليه السلام عن غيبة الامام المهديِّ عليه السلام -
» » سيرة الإمام » الامام المهدي في كلام الامام علي عليه السلام » ماذكره الامام علي عليه السلام عن غيبة الامام المهديِّ عليه السلام

ماذكره الامام علي عليه السلام عن غيبة الامام المهديِّ عليه السلام

 

 

*- أخبرنا أحمد بن محمَّد بن سعيد ـ ابن عقدةَ الكوفيُّ، قال: حدَّثنا أحمد بن محمّد الدَّينوريُّ، قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن الكوفيُّ، عن عُميرةَ بنت أوسٍ، قالت: حدَّثني جدِّي الحصينُ بن عبد الرَّحمان عن أبيه، عن جدِّه عمرو بن سعد. عن أمير الموَمنين عليِّ بن أبي طالب  عليه السلام  أنّه قال يوماً لحذيفة بن اليمان: يا حذيفةُ! لا تحدِّثُ النّاسَ بما لا يَعْلمُونَ، فيطغوا ويكفروا، إنَّ من العلم صعباً شديداً، محملهُ، لو حملتهُ الجبالُ عجزت عن حمله، إنَّ علمنا ـ أهل البيت ـ سَيُنكَرُ ويُبطَّلُ وَتُقْتَلُ رُواتُهُ وَيُساءُ إلى مَنْ يَتْلُوهُ بَغيْاً وَحَسَداً، لِما فَضَّلَ اللّهُ بهِ عِترةَ الوصيِّ وصيِّ النبيِّ  صلى الله عليه وآله وسلم  .يا ابن اليمانِ! إنَّ النبيَّ  صلى الله عليه وآله وسلم  تَفَلَ في فَمِي، وَأَمَرَّ يَدَهُ على صَدري، وقال: اللّهمَّ أعْطِ خليفتي وَوَصيِّي، وَقاضيَ دَيني، وَمُنْجِزَ وَعْدِي وأمانتي، وَوَلِيّي وَناصري على عَدوِّكَ وَعَدوِّي، ومُفَرِّجَ الكرب عن وجهي ما أعطيتَ آدم من العلم، وما أعطيتَ نُوحاً مِنَ الحلمِ، وإبراهيمَ مِنَ العِترَةِ الطيّبةِ والسماحةِ، وما أعطيتَ أيُّوبَ مِنَ الصَّبْرِ عند البلاء، وما أعطيتَ داودَ مِنَ الشدَّةِ عند منازلَةِ الاَقران، وما أعطيتَ سُليمانَ مِنَ الفَهْمِ.اللّهمَّ لا تُخْفِ عَنْ عليٍّ  عليه السلام  شيئاً مِنَ الدُّنيا حَتَّى تَجْعَلَها كلَّها بين عينيهِ مِثلَ المائِدةِ الصغيرة بين يديهِ، اللّهمَّ أعطِهِ جَلادَةَ مُوسى، واجعل في نسله شَبيهَ عيسى  عليه السلام  ، اللَّهُمّ إنَّك خليفتي عليه وعلى عِترتِه وذُرِّيته [الطيّبةِج المطهَّرةِ التي أذهبت عنها الرِّجس [والنَّجَسَ]،وَصَـرَفْتَ عنها مُلامَسة الشَّياطِين، اللّهمُ إنْ بغتْ قُريشٌ عليه، وقدَّمت غيرهُ عليه، فاجعلهُ بمنزلة ـ هارُونَ من مُوسى، إذْ غابَ [عَنْهُ موسى].ثُمَّ قال لي: يا عليُّ! كم في وُلْدِكَ [مِنْ وَلَدٍ] فَاضِلٍ يُقْتَلُ والنَّاسُ قيامٌ يَنْظُرونَ لا يُغيرُونَ؟! فَقُبحَت أُمَّةٌ ترى أولاد نبيِّها يُقْتَلون ظُلْماً وَهُمْ لا يَغيرُونَ إنَّ القاتِلَ والآمِرَ والشّاهِدَ الذي لا يَغيرُ كُلُّهُمْ في الاِثم واللّعانِ سَواءٌ مُشْتَرِكُونَ.يا ابنَ اليَمانِ! إنَّ قُريشاً لا تَنْشرِحُ صُدُورُها، ولا تَرْضـى قُلُوبُها، ولا تَجْري ألسِنَتُها ـ ببيعة عليٍّ وَمُوالاتِه ـ إلاّ على الكُرهِ [ والعَمى] والصِّغار.يا ابنَ اليمانِ! سَتُبايِعُ قُريشٌ عليّاً، ثمَّ تَنْكُثُ عليه وَتُحارِبُهُ وَتُناضِلُهُ وَتَرْمِيهِ بالعظائِمِ، وَبَعْدَ عليٍّ يلي الحَسَنُ وَسَيُنكثُ عليهِ، ثمَّ يلي الحسينُ فَتَقْتُلُهُ أُمَّةُ جدِّهِ، فَلُعِنَتْ أُمّةٌ تَقْتُلُ ابنَ بِنْتِ نَبيِّها  صلى الله عليه وآله وسلم  ، ولا تَعِزَّ مِنْ أُمَّةٍ، وَلُعِنَ القائِدُ لَـهَا والمُرَتِّبُ لِفاسِقِها.فوالذي نفْسُ عليٍّ بيدِه لا تزالُ هذه الاَُمّة بعد قتلِ الحسين ابني في ضَـلالٍ وَظُلمٍ وَعَسْفٍ وَجَوْرٍ، واختلافٍ في الدِّينِ، وتغييرٍ وتبديلٍ لما أنزلَ اللّهُ في كتابهِ، وإظهار البدع، وإبطال السُّننِ، واختلالٍ وقياسٍ مُشتبهاتٍ وَتَرْكِ مُحْكَماتٍ، حتّى تَنْسلِخَ مِنَ الاِسلامِ وَتَدخُلَ في العَمى والتَّلَدُّدِ والتَّكَسُّعِ .  مالَكَ يا بَنِي أُميّةَ! لا هُدِيتَ يا بَني أُميَّةَ ، وَمالَكَ يَا بَنِي العبّاس! لَكَ الاَتْعاسُ، فما في بَنِي أُميّة إلاّ ظالِمٌ، ولا في بَنِي العبّاسِ إلاّ مُعْتَدٍ مُتَمَرِّدٌ على اللّهِ بالمعاصي، قَتّالٌ لِولْدِي، هَتّاكٌ لِسِتْـرِ [ي وَج حُرْمَتي، فلا تزالُ هذه الاَُمَّةُ جَبّارِينَ، يَتَكالَبونَ على حَرامِ الدُّنيا، مُنْغَمِسِينَ في بحارِ الهلكاتِ، وفي أوديةِ الدِّماءِ.حتّى إذا غابَ المتَغيِّبِ مِنْ وُلدي عن عيون النّاسِ، وَماجَ النّاسُ بفقدِه أو بِقَتلِهِ أو بموتهِ، أطلعتِ الفتنةُ، ونَزَلَتِ البليَّةُ، والتَحَمَتِ العَصَبيَّةُ وَغلا النّاسُ في دينهم، وأجمعوا على أنَّ الحُجَّةَ ذاهِبةٌ، والاِمامَةَ باطلةٌ، ويحجُّ حَجيجُ النّاسِ في تلك السَّنةِ من ـ شيعةِ عليٍّ ونواصبه  لِلتَّحسُّسِ، والتَّجَسُّسِ عَنْ خَلَفِ الخَلَفِ ، فلا يُرى له أثرٌ، ولا يُعْرَفُ لَهُ خَبَـرٌ ولا خَلَفٌ.فعند ذلكَ سُبَّت شِيعةُ عليٍّ، سَبَّها أعداوَها، وَظَهَرتْ عليها الاَشرارُ والفُسّاقُ باحتجاجها، حتّى إذا بَقيَتِ الاَُمَّة حيارى، وَتَدَلَّهت  وأكثرت في قولها: إنَّ الحجَّةَ هالكةٌ، والاِمامةَ باطِلَةٌ.فَوَرَبِّ عليٍّ إنَّ حُجَّتها عليها قائِمةٌ، ماشيةٌ في طُرُقِها  داخِلَةٌ في دُورِها وَقُصُورِها، جَوَّالَةٌ في شَـرق هذه الاَرْضِ وَغَربِـها، تَسْمَعُ الكَلامَ، وتُسلّمُ على الجماعة، تَرى ولا تُرى إلى الوقت والوَعْدِ، وَنِداءِ المْنادي مِنَ السماءِ: ألا ذلك يومٌ [فيه] سُـرُورُ وُلْدِ عليٍّ وشيعتِهِ .  (

 

[1])

*- ما روي من كلام أمير الموَمنين عليّ  عليه السلام  لكميل بن زياد النخعيِّ المشهور حيث قال: أخذ أمير الموَمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ بيدي وأخرجني إلى الجبّانفلمّـا أصحر تنفَّس الصعداء  ثم قال ـ وذكر الكلام بطوله حتّى انتهى إلى قوله ـ: اللّهمَّ بلى ولا تخلو الاَرض من حجَّة قائم للّه بحجّته، إمّا ظاهر معلوم، وإمّا خائفٌ مغمور  لئلا تبطل حجج اللّه وبيّناته ـ في تمام الكلام .  (

 

[2])

*- وأخبرنا أحمد بن محمَّد بن سعيد ابن عقدة قال: حدَّثنا محمَّد بن المفضَّل، وسعدان بن إسحاق، وأحمد بن الحسين بن عبد الملك، ومحمّد بن أحمد القطوانيُّ قالوا: حدَّثنا الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي إسحاق السبيعيِّ قال: سمعت من يوثق به من أصحاب أمير الموَمنين  عليه السلام  يقول: قال أمير الموَمنين  عليه السلام  في خطبة خطبها بالكوفة طويلة ذكرها:اللّهمّ [فـ] لابدَّ لك من حجج في أرضك حجّة بعد حجّة على خلقك، يهدونهم إلى دينك، ويعلّمونهم علمك لكي لا يتفرَّق أتباع أوليائك ظاهر غير مطاع، أومكتتم خائف يترقّب، إن غاب عن النّاس شخصهم في حال هدنتهم في دولة الباطل فلن يغيب عنهم مبثوث علمهم وآدابهم في قلوب الموَمنين مثبتة، وهم بها عاملون، يأنسون بما يستوحش منه المكذِّبون، ويأباه المسرفون.باللّه كلام يكال بلا ثمن لو كان من يسمعه بعقله فيعرفه ويوَمن به ويتّبعه، وينهج نهجه فيفلح به .  ثمَّ يقول: فمن هذا؟ ولهذا يأرز العلم إذ لم يوجد حملة يحفظونه ويوَدُّنه كما يسمعونه من العالم  ثمَّ قال بعد كلام طويل في هذه الخطبة: اللّهمَّ! وإنّي لاَعلَم أنَّ العلم لا يأرز كلّه، ولا ينقطع موَادُّه فإنَّك لا تخلي أرضك من حجّة على خلقك إمّا ظاهر يطاع أو خائف مغمور ليس بمطاع لكي لا تبطل حجّتك ويضلَّ أولياوَك بعد إذ هديتهم ـ ثمّ تمام الخطبةِ .  (

 

[3])

*- حدَّثنا محمد قال: حدَّثنا الحسن قال: حدَّثنا إبراهيم قال: وحدَّثني أبو زكريا يحيى بن صالح الحريري قال: حدَّثني الثقة، عن كميل بن زياد قال: أخذ أمير الموَمنين  عليه السلام  بيدي وأخرجني إلى ناحية الجبّان، فلمّـا أصحر تنفّس الصعداء وقال:يا كُمَيلُ! إنَّ هذهِ القُلُوبَ أوْعِيَةٌ فَخَيْـرُها أوْعَاهَا، إِحْفَظْ عَنّي مَا أَقُولُ: النَّاسُ ثَلاثَةٌ ـ عَالِمٌ رَبَّانيُّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَـى سَبيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌّ رُعَاعٌ أَتْباعُ كُلَّ نَاعِقٍ، يَميلُونَ مَعَ كُلّ رِيحٍ، لَـمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ العِلْمِ، وَلَمْ يَلجَوَُوا إلى رُكْنٍ وَثِيقٍ.يا كُمْيلُ! العِلْمُ خَيـرٌ مِنَ المالِ، العِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ المالَ، والعِلْمُ يَزْكُو عَلَـى الاِنْفاقِ والمالُ تُنْقِصُهُ النَّفَقَةُ.يَا كُمَيْلُ! مَحَبَّةُ العِلْم دِين يُدانُ بِه، تُكسِبُهُ الطَّاعَةَ في الحَياةِ، وَجَمِيلَ الاَحدُوثَةِ بَعدَ الموْتِ، وَمَنْفَعَةُ المالَ تَزُولُ بِزَوالِهِ، وَالعِلْمُ حَاكِمٌ وَالمالُ مَحْكُومٌ عَلَيهِ.يَا كُمَيلُ! مَاتَ خُزَّانُ المالِ وَهُمْ أَحْياءُ، والعُلَمَاءُ بَاقُونَ ما بَقِيَ الدَّهْرُ، أعْيَانُـهُمْ مَفْقودَةٌ وَأَمْثَالُهُمْ في القُلُوبِ مَوْجُودَة، هَا إِنَّ ههُنَا لَعِلْماً (جَمَّاً) ـ وَأَوْمَأَ إلى صَدْرِهِ بِيَدِهِـ لم أَصِبْ لَهُ حَمَلَةً، بَلَـى أُصِيبُ لَقِناً غَيرَ مَأمُونٍ (عَلَيْهِ) يَسْتَعْمِلُ آلَةَ الدِّينِ في الدُّنيا، يَسْتَظْهِرُ بِحُجَجِ اللّهِ عَلَـى أوْليائِهِ، وَبِنِعَمِ اللّهِ عَلَـى مَعَاصِيهِ، أوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الحَقِّ لا بَصِـيرَةَ لَهُ في أَحْنَائِهِ، يُقْدَحُ الشَّكُ في قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ (ألا) لا ذا وَلا ذَاكَ، أوْ مَنْهوماً بِاللَّذَةِ سَلِسَ القِيادِ لِلشَّهْوَةِ، أَوْ مُغْرَماً بِالجَمْعِ وَالاِدِّخَارِ، لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ (في شيءٍ ولا مِنْ ذَوِي البَصَـائِرِ واليَقِين) أَقْرَبُ شَـيءٍ شَبهاً بِهِما الاَنْعَامُ السَّائِمَةُ، كَذَلِكَ يَمُوتُ العِلْمُ بِمَوتِ حَامِليهِ.اللّهمَّ! بَلَى لا تُخْلُو الاَرْضُ مِنْ قَائِمٍ للّهِ بِحِجّةٍ إمَّا ظَاهِراً مَشْهوراً وَإمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلاّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللّهِ وَبَيّناتُهُ، وَكَمْ ذا وَأيْنَ أُولَئِكَ؟أُولَئِكَ وَاللّهِ الاَقَلّونَ عَدَداً، وَالاَعْظَمُونَ عِنْدَ اللّهِ قَدْراً، بِهِمْ يَحْفِظُ اللّهُ حُجَجَهُ وَبَيّنَاتِهِ حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَراءَهُمْ، وَيَزْرَعُوهَا في قُلُوبِ أشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ العِلْمُ عَلَـىحَقِيقَةِ الاَمْرِ فَبَاشَـرُوا رُوحَ اليقِينِ، فَاسْتلانُوا ما اسْتَوعَرَهُ المُتْرَفُونَ، وَأَنِسوا بِمَـا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ، صَحِبُوا الدُّنيا بِأبْدانٍ أَرْواحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الاَعْلى.أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللّهِ في أَرْضِهِ، وَالدُّعاةُ إلى دِينهِ، آهٍ آهٍ شَوقاً إلى روَْيَتِهِم، أسْتَغْفِرُ اللّهَ لي وَلَكَ، انْصَـرِفْ إِذا شِئْتَ .  (

 

[4])

*-حدَّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه (رضي للّه عنه) قال: حدَّثني عمّي محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد خالد البرقيِّ، عن القاسم بن يحيى، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر محمَّد بن عليٍّ الباقر، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليٍّ، عن أبيه أمير الموَمنين  عليه السلام  أنَّه قال:إنَّ اللّهَ تبارَكَ وتعالى أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرنَّ شيئاً من طاعته، فربّما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرنَّ شيئاً من معصيته فربّما وافق سخطه وأنت لا تعلم، وأخفى إجابته في دعائه فلا تستصغرنَّ شيئاً من دعائه فربّما وافق إجابته وأنت لا تعلم، وأخفى وليّه في عباده فلا تستصغرنَّ عبداً من عباده فربّما يكون وليّه وأنت لا تعلم .  (

 

[5])

 

 

*- حدَّثنا به عليُّ بن الحسين قال: حدَّثنا محمّد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن عبد اللّه الشاعر ـيعني ابن عقبةـ قال: سمعت عليّاً ـ عليه السلام ـ يقول: كأنِّي بِكُمْ تَجُولُونَ جَوَلاتَ الاِبِلِ تَبْتَغُونَ مَرْعىً ولا تَجِدُونَها يَا مَعْشَـرَ الشيعَةِ .  (

 

[6])

*- جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان الاَصم، عن عبد الرحمان بن سيَّابة، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي الاَسدي (قال:) سمعت أمير الموَمنين  عليه السلام  يقول: (كَيْفَ) أَنْتُمْ إِذَا بَقيْتُمْ بِلا إِمامِ هُدىً، وَلاَ عَلَمٍ يُرَى، يَبْـرَأُ بَعْضِكُمْ مِنْ بَعْضٍ .  (

 

[7])

*- حدَّثنا به عليُّ بن الحسين قال: حدَّثنا محمّد بن يحيى العطار قال: حدَّثنا محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن عليٍّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن مزاحم العبدي، عن عكرمة بن صعصعة، عن أبيه قال: كان عليٌّ ـ عليه السلام ـ يقول:لا تَنْفَكّ هذه الشيعَةُ حَتَّى تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ المَعْزِ لا يَدْرِي الخابِسُ عَلَـى أيِّها يَضَعُ يَدَهُفَلَيْسَ لَهُمْ شَـرَفٌ يُشـرِفُونَهُ، ولا سِنَادٌ يَسْتَنِدُونَ إليْهِ في أُمورِهِمْ .. ([8])

*- حدَّثنا ابن اليمان، عن شيخ من بني فزارة، عمّن حدَّثه، عن عليٍّ قال: لا يَخْرُجُ المهدِيُّ حتَّى يَبْصُقَ بَعْضُكُمْ في وَجْهِ بَعْضٍ . ([9])

*- أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة الباهليُّ قال: حدَّثنا إبراهيم ابن إسحاق النهاونديُّ قال: حدَّثنا عبد اللّه بن حمّاد الاَنصاريُّ، عن صباح المزنيِّ، عن الحارث بن حصيرة، عن الاَصبغ بن نباتة، عن أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ .أنَّه قال: كُونُوا كَالنَّحْلِ في الطَّيرِ، لَيسَ شَيْءٌ مِنَ الطَّيرِ إلاَّ وَهُوَ يَسْتَضْعِفُهَا، وَلَوْ عَلِمَتْ الطَّيْـرُ ما في أَجَوافِهَا مِنَ البَرَكَةِ لَمْ تَفْعَل بِهَا ذَلِكَ .  خَالِطوا النَّاسَ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَأَبْدانِكُمْ، وَزايِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَأَعمَالِكُمْ  فَوَالَّذِي نَفْسِـي بِيَدِهِ مَا تَرَوْنَ مَا تُحِبَّونَ حَتَّى يَتْفِلَ بَعْضُكُمْ في وُجُوهِ بَعْضٍ، وَحَتَّى يُسَمّي بَعْضَكُمْ بعضاً كَذَّابِينَ، وَحَتَّى لا يَبْقَى مِنْكُمْ ـ أو قالَ مِنْ شِيعَتيـ إلاّ كَالكُحلِ في العَينِ، والمِلْح في الطَّعامِ . وَسَأَضْـرِبُ لَكُمْ مَثَلاً وَهُوَ مَثَلُ رَجُلٍ كانَ لَهُ طَعامٌ فَنَقَّاهُ وَطَيَّبَهُ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ بَيتاً وَتَرَكَهُ فِيهِ مَا شَاءَ اللّهُ، ثُمَّ عَادَ إلَيهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ أصَابَهُ السُّوسُ  فَأَخْرَجَهُ وَنَقَّاهُ وَطَيَّبَهُ، ثُمَّ أَعادَهُ إلى البَيْتِ فَتَرَكَهُ مَا شَاءَ اللّهُ، ثُمَ عادَ إليْهِ فَإِذا هُوَ قَدْ أصَابَتهُ طائِفَةٌ مِنَ السُّوسِ فَأَخْرَجَهُ وَنَقَّاهُ وَطَيَّبَهُ وَأَعَادَهُ. وَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى بَقِيَتْ مِنْهُ رُزمَةٌ كَرَزْمَةِ الاَُندَر لا يَضُـرُّهُ السُّوسُ شَيْئاً،وَكَذَلِكَ أَنْتُمْ تُـمَيَّـزُونَ حَتَّى لا يَبْقَى مِنْكُمْ إلاَّ عِصابَةً لا تَضُـرُّها الفِتنَةُ  شَيْئاً.  (

 

[10])

*- وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن التيمليُّ قال: حدَّثنا محمّد وأحمد ابنا الحسن عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي كهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة قال:قال أمير الموَمنين  عليه السلام  : يَا مَالِكَ بْنَ ضَمْـرَةَ! كَيْفَ أَنْتَ إِذَا اخْتَلَفَتِ الشيعَةُ هَكذَا؟ ـوشَبَّكَ أصابِعَهُ وَأَدْخَلَ بَعْضَها في بَعضٍـ. َقُلْتُ: يا أَميرَ الموَمنينَ! ما عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ خَيْـرٍ؟ قال: الخَيْـرُ كُلُّهُ عِنْدَ ذَلِكَ، يَا مَالِكُ عِنْدَ ذَلِكَ يَقُومُ قائِمُنا فَيُقدَّمُ سَبْعينَرَجُلاًيَكذِبُونَ عَلـى اللّهِ وَعَلَـى رَسُولِهِ  صلى الله عليه وآله وسلم  فَيَقْتُلُهُمْ، ثُمَّ يَجْمَعُهُمْ اللّهُ على أَمْرٍ واحِدٍ . ([11])

*- عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي أُسامة، عن هشام، ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق قال: حدّثني الثقة من أصحاب أمير الموَمنين  عليه السلام  أنّهم سمعوا أمير الموَمنين  عليه السلام  يقول في خطبة له: اللّهمّ وإنّي لاَعلم أنّ العلم لا يأرز كلّه، ولا ينقطع موادُّه وإنّك لا تخلي أرضَكَ من حجّة لك على خلقك، ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور، كيلا تبطل حججك ولا يضلَّ أولياوَك بعد إذ هديتهم، بل أين هم وكم؟ أولئك الاَقلّون عدداً، والاَعظمون عند اللّه جلَّ ذكره قدراً، المتّبعون لقادة الدين: الاَئمّة الهادين، الّذين يتأدّبون بآدابهم، وينهجون نهجهم، فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الاِيمان، فتستجيب أرواحهم لقادة العلم، ويستلينون من حديثهم ما استوعر على غيرهم، ويأنسون بما استوحش منه المكذّبون، وأباه المسرفون، أُولئكَ أتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة اللّه تبارك وتعالى وأوليائه ودانوا بالتقيّة عن دينهم والخوف من عدوّهم، فأرواحهم معلّقة بالمحلّ الاَعلى، فعلماوَهم وأتباعهم خرسٌ صمتٌ في دولة الباطل، منتظرون لدولة الحقّ وسيحقُّ اللّه الحقّ بكلماته ويمحق الباطل، ها ، ها، طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم، ويا شوقاه إلى روَيتهم في حال ظهور دولتهم، وسيجمعنا اللّه وإيّاهم في جنّات عدن ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرّياتهم .  (

 

[12])

*-عن أمير الموَمنين  عليه السلام  أنَّه قال:الزموا الاَرض، واصبروا على البلاء، ولا تحرِّكوا بأيديكم وسيوفيكم، وهوى ألسنتكم، ولا تستعجلوا بما لم يعجّله اللّه لكم.فإنَّه مَنْ مات منكم على فراشه، وهو على معرفة ربّه، وحقِّ رسوله وأهل بيته، مات شهيداً أوقع أجره على اللّه، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلائه بسيفه، فإنَّ لكلِّ شيء مدَّة وأجلاً .  (

 

[13])

*- عن علي قال: إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الاَرض ولا تُحرِّكوا أيديَكم ولا أرجلكم! ثم يظهَرُ قومٌ ضعفاء لا يُوبهُ لهم، قلُوبهم كَزبَرِ الحديدِ، هم أصحابُ الدولةِ، لا يفون بعهدٍ ولا ميثاقٍ، يدعونَ إلى الحقّ وليسوا من أهله، أسماوَهم الكنى ونسبتهم القُرى، وشعورُهم مرخاةٌ كشعورِ النساءِ حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يوَتي اللّهُ الحق من يشاء . ([14])

*- ابن عقدة، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أخويه: أحمد ومحمّد: عن أبيهما، عن ثعلبة، عن أبي كهمش، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة، قال: قال أمير الموَمنين  عليه السلام  لشيعته: كونوا في النّاسِ كالنحلِ في الطير، ليس شيءٌ من الطير إلاّ وهو يستضعفها، ولو يعلم ما في أجوافها لم يفعل بها ما يفعل. خالطوا الناس بأبدانكم، وزائلوهم بقلوبكم وأعمالكم، فإنّ لكلّ امرىَ ما اكتسب من الاِثم، وهو يوم القيامة مع من أحبّ أما أنّكم لن تروا ما تحبّون وما تأملون يا معشر الشيعة حتّى يتفل بعضكم في وجوه بعض، وحتّى يسمّي بعضكم بعضاً كذّابين،وحتّى لا يبقى منكم على هذا الاَمر إلاّ كالكحل في العين،والملح في الزاد، وهو أقلُّ الزاد .  (

 

[15])

*- أنَّ أمير الموَمنين  عليه السلام  لما بُويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة ذكرها يقول فيها: ألا إنّ بليّتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث اللّهُ نبيّه  صلى الله عليه وآله وسلم  والذّي بعثه بالحق لتبلبلنّ بلبلة ولتغربلنّ غربلة حتّى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقنّ سبّاقون كانوا قصّـروا، وليقصّـرنّ سبّاقون كانوا سبقوا، واللّه ما كتمت وسمه و لا كذبت كذبه ولقد نبّئت بهذا المقام وهذا اليوم . ([16])



([1])غيبة النعماني: 143 ب 1 ح 3، البحار: 28/70 ب 2 ح 31

([2])غيبة النعماني: 136

([3])غيبة النعماني: 136ـ137

([4])الغارات: 1/147ـ 154، حلية الاَولياء: 10/108

([5])كمال الدين: 1/296ـ 297

([6])غيبة النعماني: 192، كمال الدين: 1/302 ـ 303

([7])غيبة الطوسي: 207، البحار: 51/111 ـ

([8])غيبة النعماني: 191ـ 192، البحار: 51/114

([9])ابن حمّاد: 91، كنز العمال: 14/ 587

([10])غيبة النعماني: 209ـ 210

([11])غيبة النعماني: 206، بشارة الاِسلام: 48

([12])أُصول الكافي: 1/335.

([13])البحار: 52/144 ، ح (63)، ينابيع المودَّة: 436

([14])كنز العمال: 11/383 حديث 31530

([15])كمال الدين: 2/79

([16])أُصول الكافي: 1/369.