أبن طوطي
هو ابو نصر بن طوطي الواسطي .عدّهُ الخطيب البغدادي من شعراء واسط حيث قال حين ذكر أبو السعادات الواسطي : ومن شعراء واسط الذين رووا عن أبو السعادات كأبي الجوائز الكاتب وابي منصور عبد الملك بن مروان الكاتب وابي نصر بن طوطي([1]) وغيرهم .كان شاعرنا موجوداً في حوالي سنة ثمان وخمسمائة ، أي من شعراء القرن الخامس كما عده الشيخ الأميني قائلاً : وهناك قصائد غديرية لأبن طوطي الواسطي ، والخطيب المنبجي ، وعلي بن احمد المغربي ، من شعراء القرن الخامس توجد مبثوثة في مناقب ابن شهر اشوب وتفسير ابي الفتوح الرازي والصراط المستقيم للبياضي ، والدر النظيم في الائمة ، وغيرهم لم نذكرهم لعدم عرفاننا بترجمة اولئك الشعراء وتاريخ حياتهم ، غير انهم من شعراء هذه الاثارة مأثرة الغدير ومنضدي عقدهم وناظمي حديثها من الذين استفادوا من لفظة معنى الامامة والمرجعية الكبرى في الدين والاولوية بالناس من انفسهم(
[2]) .
قال في مدح امير المؤمنين عليه السلام :
ولما سرى الهادي النبي مهاجراً |
|
وقد مكر الاعداء والله امكر |
ونام علي في الفراش بنفسه |
|
وبات ربيط الجأش ما كان يذعر |
فوافوا بياتاً والدجى متفوض |
|
وقد لاح معروف من الصبح أشقر |
فألفوا أبا شبلين شاك سلاحه |
|
له ظفر من صائك الدم احمر |
فصال علي بالحسام عليهم |
|
كما صال في الفريس ليث غضنفر |
فولوا سراعاً نافرين كأنما |
|
هم حمر من قسور الغاب تنفر |
فكان مكان المكر حيدرة الرضا |
|
من الله لما كان بالقوم يمكر |
خليفة رب العرش بعد محمد |
|
رضيت به والله أعلى وأكبر |
ومظهر دين الله بالسيف عنوة |
|
وما كان دين الله لولا يظهر |
ولولاه ما صلى لذي العرش مسلم |
|
وكان سبيل الحق يعفو ويدثر |
( ويوم غدير ) قد أقروا بفضله |
|
وفي كل وقت منهم الغدر اضمروا |
لدى ( دوح خم ) والنبي محمد |
|
ينادي بأعلى الصوت فيهم ويجهر |
ألست اذاً أولى بكم من نفوسكم |
|
فقالوا بلى والقوم في الجمع حضر |
فقال لهم من كنت مولاه منكم |
|
فمولاه بعدي حيدر المتخير |
فوال مواليه وعاد عدوه |
|
أيا رب وانصر من له ظل ينصر |
فلما مضى الهادي لحال سبيله |
|
أبانوا له الغدر القبيح واظهروا |
أقام على عهد النبي محمد |
|
[3]) |