صلت على جسم الحسين سيوفهم للسيد رضا الهندي
قال:
أو بعدما ابيض القذال وشابا |
|
أصبوا لوصل الغيد أو أتصابى |
هبني صبوت فمن يعيد غوانيا |
|
يحسبن بازي المشيب غرابا |
قد كان يهدهن ليل شبيبتي |
|
فضللن حين رأي نفيه شهابا |
والغيد مثل النجم يطلع في الدجى |
|
فإذا تبلج ضوء صبح غابا |
لا يبعدنّ وإن تغير مألف |
|
بالجمع كان يؤلف الأحبابا |
ولقد وقفت فما وقفن مدامعي |
|
في دار زينب بل وكفن ربابا |
فسجمت فيها من دموعي ديمة |
|
وسجرت من حر الزفير شهابا |
واحمر فيها الدمع حتى أوشكت |
|
تلك المعاهد تنبت العنابا |
وذكرت حين رأيتها مهجورة |
|
فيها الغراب يردد التنعابا |
أبيات آل محمد لما سرى |
|
عنها ابن فاطمة فعدن يبابا |
ونحا العراق بفتية من غالب |
|
كل تراه المدرك الغلابا |
صيد إذا شب الهياج وشابت |
|
الأرض الدما والطفل رعبا شابا |
ركزوا قناهم في صدور عداتهم |
|
ولبيضهم جعلوا الرقاب قرابا |
تجلو وجوههم دجى النقع الذي |
|
يكسو بظلمته ذكاء نقابا |
وتنادبت للذب عنهم عصبة |
|
ورثوا المعالي أشيبا وشبابا |
من ينتدبهم للكريهة ينتدب |
|
منهم ضراغمة الأسود غضابا |
خفوا لداعي الحرب حين دعاهم |
|
ورسوا بعرصة كربلاء هضابا |
أسد قد اتخذوا الصوارم حلية |
|
وتسربلوا حلق الدروع ثيابا |
تخذت عيونهم القساطل كحلها |
|
واكفهم فيض النحور خضابا |
يتمايلون كأنماغنى لهم |
|
وقع الضبا وسقاهم أكوابا |
برقت سيوفهم فامطرت الطلى |
|
بدمائهم والنقع ثار سحابا |
وكأنهم مستقبلون كواعبا |
|
مستقبلين أسنة وكعابا |
وجدوا الردى من دون آل محمد |
|
عذبا وبعدهم الحياة عذابا |
ودعاهم داعي القضاء وكلهم |
|
ندب إذا الداعي دعاه أجابا |
فهووا على عفر التراب وإنما |
|
ضموا هناك الخرّد الأترابا |
ونأوا عن الأعداء وارتحلوا إلى |
|
دار النعيم وجاوروا الاحبابا |
وتحت فرق الظلال على ابن من |
|
في يوم بدر فرق الأحزابا |
فاقام عين المجد فيهم مفردا |
|
عقدت إليه سهامهم أهدابا |
أحصاهم عددا وهم عدد الحصى |
|
وأبادهم وهم الرمال حسابا |
يومي عليهم سيفه بذبابه |
|
فتراهم يتطايرون ذبابا |
يدعوا ألست انا ابن بنت نبيكم |
|
وملاذكم إن صرف الدهر نابا
|
هل جئت في دين النبي ببدعة |
|
أم كنت في أحكامه مرتابا |
أم لم يوص بنا النبي وأودع الـ |
|
ـثقلين فيكم عترة وكتابا |
إن لم تدينوا بالمعاد فراجعوا |
|
أحسابكم إن كنتم أعرابا |
فغدوا حيارى لا يرون لوعظه |
|
إلا الأسنة والسهام جوابا |
حتى إذا أسفت علوج أمية |
|
أن لا ترى قلب النبي مصابا |
صلت على جسم الحسين سيوفهم |
|
فغدا لساجدة الضبا محرابا |
ومضى لهيفا لم يجد غير القنا |
|
ظلا ولا غير النقيع شرابا |
ضمآن ذاب فؤاده من غلة |
|
لو مست الصخر الأصم لذابا |
لهفي لجسمك في الصعيد مجردا |
|
عريان تكسوه الدماء ثيابا |
ترب الجبين وعين كل موحد |
|
ودت لجسمك لو تكون ترابا |
لهفي لرأسك فوق مسلوب القنا |
|
يكسوه من أنواره جلبابا |
يتلوا الكتاب على السنان وإنما |
|
رفعوا به فوق السنان كتابا |
لينح كتاب الله مما نابه |
|
ولينثني الإسلام يقرع نابا |
وليبك دين محمد من أمة |
|
عزلوا الرؤوس وأمروا الأذنابا |
هذا ابن هند وهو شر أمية |
|
من آل أحمد يستذل رقابا |
ويصون نسوته ويبدي زينبا |
|
من خدرها وسكينة وربابا |
لهفي عليها حين تأسرها العدا |
|
ذللا وتركبها النياق صعابا |
وتبيح نهب رحالها وتنيبها |
|
عنها رحال النيب والأقتابا |
سلبت مقانعها وما أبقت لها |
|
حاشا المهابة والجلال حجابا |