احمد الوائلي 1346- 1424 الدكتور شيخ احمد بن الشيخ حسون الوائلي ولد في النجف الاشرف 17 ربيع الاول سنة 1346 درس في النجف ونخرج على اساتذة عصرة وتتلمذ في الخطابة على السيد باقر الموسوي ، حصل على شهادة الدكتوراء في العلوم الاسلامية من جامعة القاهرة وهي اول شهادة لاول خطيب من النجف يعد من عمداء المنبر الحسيني على الاطلاق في العالم الشيعي المعاصر حتى اطلق عليه لسان حال الشيعة هاجر الى البلاد الشامية لما ضايقته السلطة البعثية في العراق وهناك بقي حتى اوائل سقوط النظام البعثي فدخل الى العراق الى انه توفي حال وصوله فشيع تشيع لم يشهد مثله في العراق ودفن في مرقد الصحابي الجليل كميل بن زياد النخعي في الحنانة في النجف الاشرف قال يمدح امير المؤمنين عليه السلام :
لا تلمني إن خانني التعبير |
|
فمتى يحتوي الكبير الصغير |
أنت ملاء الدهور حجماً ومعنى |
|
وأنا بعض ما حوته الدهور |
بيد أني ألقاك في أفق العشق |
|
كما يلتقي الفراش النور |
ولكل منا هنالك دور |
|
أنت تهمي السنا ونحن ندور |
إن تكن تأسر المشاعر قهراً |
|
ما هو العدل أن يلام الأسير |
فمتى يؤخذ الأسير اختياراً |
|
ومتى اختار قاهراً مقهور |
ركضت خلفك القلوب وسرنا |
|
خلفها وانتهى إليك المسير |
سيدي با أبا تراب يتيه |
|
النبت فيه وتشرأب الجذور |
أنا فيما ينمى إليك وما ترويه |
|
عن وجهك الرؤى مسحور |
هزني أنني المنوم في دنياك |
|
حتى يفيق مني الشعور |
لتصلي مشاعري عند محراب |
|
تصلي على صداه العصور |
أنا ما غبت يوماً ولكن |
|
لمسة العشق شأنها التخدير |
وبمحراب الشوق من عاش يدري |
|
أن من ذاب بالهوى معذور |
إن قلباً من عشق وجهك يخلو |
|
هو خال من الأصالة بور |
سيدي كلما تلبد أفق |
|
وتمادى بعمته الديجور |
وتجنت صحائف خط منها |
|
قلم الحقد والهوى والزور |
مر بالأفق من رؤاك جبين |
|
بعض أوصافه السنا والعبير |
الجبين الذي أحاطوه شتما |
|
وإلى الآن بالجيوب الكثير |
فحباهم براً كما يفعل |
|
إن زج باللهيب البخور |
ومن الشتم للكريم جناح |
|
يرتقي فيه للعلى ويطير |
فتمهل أبا تراب فدون |
|
الشتم من حولك الفضائل سور |
إن أشادت بك السما وأفاضت |
|
أي ضير لو سبك البعرور |
يا وليداً كانت له الكعبة الغراء |
|
مهداً وبيتها المعمور |
حضنت بالوليد سيفاً فكانت |
|
جفنه وهو سيفها المشهور |
غير أن الأصنام إذ كسرتها |
|
يده زم حقدها الموتور |
فأصرت تذوده عن مقام |
|
هو فيه اللباب وهي القشور |
لا تعاب البدور إن لم تحطها |
|
هالة بل تضل وهي بدور |
إنهم أنكروك مهداً وقبراً |
|
وأصطلت بالرصاص حتى القبور |
ثم ولى الرصاص والمدفع الأهوج |
|
والطيش والحساب القصير |
مضغوا بعده الهوان وصاح الويل |
|
في قلب بيتهم والشبور |
وتوقع وذو الفقار مدين |
|
أن يلاقيك كل ليل هرير |
إنك الشمس إن تعامت عيون |
|
عنك أو فار عندها التنور |
لا تلمها فإن هذا بديه |
|
أنها أعين الضغائن عور |
فسيبقى بكل قلب نقي |
|
لك بيت وموقع وحضور |
سيدي با أبا القشاعم لا تعرف |
|
إلا على سماه النسور |
إن ترب الأوطان في الذود عنه |
|
يرخص المال والدم المهدور |
وهنا والجنوب يؤسر رهط |
|
منك غر ناداهم التحرير |
فتداعوا لثورة الحق لما |
|
ظلموا والذليل من لا يثور |
عانقوها شهادة في سبيل |
|
الله ما شاب صفوها تكدير |
وواستعاضوا عن الشباب بعقبى |
|
عند رب نعيمها موفور |
ودعاهم رعيل بدر واحد |
|
فتلاقى مع النفير النفير |
ألف مرحى لبنان هذا هو الفتح |
|
وهذا سبيله المنصور |
تتلاشى الدنيا وتبقى الرسالات |
|
لواءاً للثائرين يشير |
ربوات الجنوب يا أم جزين |
|
وقانا سقاك غيث غزير |
ظماء المجد فاستجاب نجيع |
|
يا بنفسي ذاك النجيع الطهور |
عب منه التفاح في زهوة الإقليم |
|
واستلهمته صيدا وصور |
أتعب البغي في مدافع إسرائيل |
|
ما أهرقته تلك النحور |
يالعرس الفداء يفترع المجد |
|
وإن أثقلت عليه المهور |
قل لمن عانق النياشين صيغت |
|
دون شوط وعانقه الحور |
واستعيرت له المناصب والألقاب |
|
من أجل ما أراد المعير |
تتقرى أوطانه لقمة العيش |
|
ويزهو كأنه أردشير |
قد أبيحت دياره وهو ليث |
|
في المقاصير فتكه والزئير |
صنعته يد تجيد الرزايا |
|
وبناه من بالمسوخ خبير |
ويك شعب يفنى ودار تشظى |
|
كل هذا ليحتويك سرير |
سوف تمضي خلافه بعد أيام |
|
ويفنى التطبيل والتزمير |
ثم تفنى والكون يفنى وتهوي |
|
شرفات منيعة وقصور |
وتعيش الشعوب سفراً مجيداً |
|
تتلظى حروفه والسطور |
يا نسيجاً به التناغم أصل |
|
فهو فينا عن الجنان سفير |
هو لبنان في السما مرج نجم |
|
والثرى مرج طرزته الزهور |
الشواطي الزرقاء والجبل الأخضر |
|
والسهل سندس وحرير |
والأساطير الحمر في القمم الشم |
|
تراث تحضنته الصخور |
وخرير الينبوع عانقه الموال |
|
فالنبع ميجنا ونمير |
وحكايا الهيام في موسم الزيتون |
|
والكرم صاغها الناطور |
هذه عندنا هوية لبنان |
|
فماذا البارود والتدمير |
ليس عيسى ولا محمد إلا |
|
قنوات إلى السما وجسور |
ومزاج السماء لا حقد فيه |
|
والنبوات جنة لا سعير |
من منانا لبنان إنك دوماً |
|
بلد طيب ورب غفور |
إن لي في لبنان جذرا |
|
أنا فيه مدى الزمان فخور |
قد نماني له وشد عروقي |
|
فيه جد حبر وبيت وقور |
نسبة قد عرفتها بدمائي |
|
عنفواناً يجري وحباً يمور |
فإذا الحزن مسه مس روحي |
|
وأصلي ليعتريه السرور |
وله مشفق وبيض أمان |
|
أشتهيها له وحب غيور |
والأماني والهم والدم أم |
|
أرضعتنا فثديها مشكور |
سيدي يا أبا تراب ويا من |
|
تريه للخدود فرش وثير |
هجعت حوله الملايين ترجو |
|
وهو في منتهى الرجاء جدير |
سيدي إن بعدت عنك فلم يبعد |
|
وجه على القلوب أمير |
فاحتفر لي على ترابك شبراً |
|
وحوالي شبر و شبير |
لا تذرني وأنت أهلي بعيداً |
|
إنني للندى الوهوب فقير |
هانا باسط ذراعي بباب |
|
[1]) |
([1].) ديوان الواله ص51 .