احكام مكان المصلي
*- الشيخ الطوسي، عن أحمد بن عبدون، عن عليّ بن محمّد بن الزبير، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق القمشاني، عن يحيى بن العلاء الرازي، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)يقول: لما خرج أمير المؤمنين (عليه السلام)إلى النهروان، وظعنوا في أرض بابل حتّى دخل وقت العصر، فلم يقطعوها حتّى غابت الشمس، فنزل الناس يميناً وشمالا يصلّون، إلاّ ّالأشتر وحده، فإنّه قال: لا اُصلّي حتّى أرى أمير المؤمنين (عليه السلام)قد نزل يصلّي، قال: فلمّا نزل قال: يا مالك إنّ هذه أرض سبخة ولا تحلّ الصلاة فيها، فمن كان صلّى فليعد الصلاة، قال: ثمّ استقبل القبلة فتكلّم بثلاث كلمات ما هنّ بالعربية ولا بالفارسية، فإذا هو بالشمس بيضاء نقيّة، حتّى إذا صلّى بنا سمعنا لها حين انقضّت خريراً كخرير المنشار. ([1])
*- أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي، عن جويرية بن مسهر، قال: خرجت مع أمير المؤمنين (عليه السلام)نحو بابل لا ثالث لنا، فمضى وأنا اُسايره في السبخة، فإذا نحن بالأسد جاثماً في الطريق ولبوته خلفه وأشبال لبوته خلفها، فكبحت دابتي لأن أتأخّر، فقال: أقدم يا جويرة فإنّما هو كلب الله، وما من دابة إلاّ الله آخذ بناصيتها لا يكفي شرّها إلاّ هو، فإذا أنا بالأسد قد أقبل نحوه يبصبص له بذنبه فدنا منه فجعل يمسح قدمه بوجهه، ثمّ أنطقه الله عزّ وجلّ فنطق بلسان طلق ذلق، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ووصيّ خاتم النبيّين، قال (عليه السلام)وعليك السلام يا حيدرة ما تسبيحك؟ قال: أقول سبحان ربّي سبحان إلهي، سبحان من أوقع المهابة والمخافة في قلوب عباده منّي، سبحانه سبحانه.
فمضى أمير المؤمنين (عليه السلام)وأنا معه واستمرّت بنا السبخة وضاق وقت العصر وفاتت الصلاة العصر فأهوى فوتها، ثمّ قلت في نفسي مستخفياً: ويلك يا جويرية أأنت أظنّ أم أحرص من أمير المؤمنين، وقد رأيت من أمر الأسد ما رأيت، فمضى وأنا معه حتّى قطع السبخة، فثنى رجليه ونزل عن دابته وتوجّه فأذّن مثنىً مثنىً وأقام مثنىً مثنىً، ثمّ همس بشفتيه وأشار بيده فإذا الشمس قد طلعت في موضعها من (في) وقت العصر وإذا لها صرير عند مسيرها في السماء، فصلّى بنا العصر، فلمّا انفتل رفعت رأسي فإذا الشمس بحالها، فما كان إلاّ كلمح البصر فإذا النجوم قد طلعت، فأذّن وأقام وصلّى المغرب، ثمّ ركب وأقبل عليّ، فقال: يا جويرية أقلت هذا سحر مفتر؟ وقلت لما رأيت طلوع الشمس وغروبها أفسحر هذا أم زاغ بصري؟ سأصرف ما ألقى الشيطان في نفسك ما رأيت من أمر الأسد، وما سمعت من منطقه.ألم تعلم أنّ الله عزّ وجلّ يقول: )وَللهِ الاَْسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)([2]) يا جويرة إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يوحى إليه وكان رأسه في حجري، فغربت الشمس ولم أكن صلّيت العصر، فقال لي: صلّيت العصر؟ قلت: لا، قال: اللّهمّ إنّ علياً في طاعتك وحاجة نبيّك، ودعا بالاسم الأعظم، فردّت إليّ الشمس، فصلّيت مطمئنّاً ثمّ غربت بعدما طلعت، فعلّمني بأبي هو واُمّي ذلك الاسم الذي دعا به، فدعوت الآن به، يا جويرية إنّ الحقّ أوضح في قلوب المؤمنين من قذف الشيطان، فإنّي قد دعوت الله عزّ وجلّ بنسخ ذلك من قلبك فماذا تجد؟ فقلت: يا سيدي قد محي ذلك من قلبي. ([3])
*- الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عبد الله القزويني، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن أبي بصير، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري، عن اُمّ المقدام الثقفيّة، قالت: قال لي جويرية بن مسهرة: قطعنا مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)جسر الصراة في وقت العصر، فقال: إنّ هذه أرض معذّبة لا ينبغي لنبيّ ولا وصيّ نبيّ أن يصلّي فيها، فمن أراد منكم أن يصلّي فليصلّ، فتفرّق الناس يمنة ويسرة وهم يصلّون، فقلت: أنا والله لاُقلدنّ هذا الرجل صلاتي اليوم، ولا اُصلّي حتّى يصلّي، فسرنا وجعلت الشمس تسفل وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم حتّى وجبت الشمس وقطعنا الأرض، فقال: يا جويرية أذّن، فقلت: يقول أذّن وقد غابت الشمس، فقال: أذّن فأذّنت، ثمّ قال لي: أقم فأقمت، فلمّا قلت: قد قامت الصلاة رأيت شفتيه تتحرّكان وسمعت كلاماً كأنّه كلام العبرانية، فارتفعت الشمس حتّى صارت في مثل وقتها في العصر، فصلّى فلمّا انصرفنا هوت إلى مكانها واشتبكت النجوم، فقلت: فأنا أشهد أنّك وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا جويرية أما سمعت الله عزّ وجلّ يقول( فَسَبِّحِ بِاسْمَ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)([4]) ؟ فقلت: بلى، قال: فإنّي سألت باسم العظيم فردّها عليّ. ([5])
*- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، أنّ علياً (عليه السلام)سئل عن البقعة يصيبها البول والقذر؟ قال: الشمس طهور لها، وقال (عليه السلام)لا بأس أن يصلّى في ذلك الموضع إذا أتت عليه الشمس. ([6])
*- وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام)في أرض زبلت بالعذرة هل يصلّى عليها؟ قال: إذا طلعت عليها الشمس، أو مرّ عليها بماء فلا بأس بالصلاة عليها. ([7])
*- وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام)قال: إذا يبست الأرض طهرت. ([8])
*- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام)قال: الأرض كلّها مسجداً إلاّ حمّام أو مقبرة أو بئر غائط. ([9])
*- وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام)قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الأرض كلّها مسجداً إلاّ حمّام أو مقبرة أو حِشى. ([10])
*- أبو البُختري، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه السلام)قال: لا بأس بالصلاة في البيعة والكنيسة، الفريضة والتطوّع، والمسجد أفضل. ([11])
*- (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام)أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال له: إذا صلّى أحدكم بأرض فلاة، فليجعل بين يديه مثل مؤخّرة الرحل، فإن لم يجد فحجراً، فإن لم يجد فسهماً من الكنانة، فإن لم يجد فخطّاً. ([12])
مواضع نهى عن الصلاة فيها
*- عن الحارث، عن علي (عليه السلام)، وأحسب معمّراً رفعه، قال: من شرار الناس من يتّخذ القبور مساجد. ([13])
*- عن علي (عليه السلام) قال: قال لي النبي (صلى الله عليه( وآله) وسلم ) في مرضه الذي مات فيه: ائذن للناس عليّ، فأذنت للناس عليه، فقال: لعن الله قوماً اتّخذوا قبور أنبيائهم مسجداً، ثمّ اُغمي عليه، فلمّا أفاق قال: يا علي ائذن للناس، فأذنت لهم، فقال: لعن الله قوماً اتّخذوا قبور أنبيائهم مسجداً، ثلاثاً في مرض موته. ([14])
*- الشيخ شرف الدين النجفي تلميذ المحقّق الثاني، نقلا عن تفسير الثقة الجليل محمّد بن العباس الماهيار، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن حسين بن سعيد، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن سكات، عن أبي بصير، عن أبي المقدام، عن جويرية بن مسهر، قال: أقبلنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام)بعد قتل الخوارج حتّى صرنا في أرض بابل، حضرت صلاة العصر، فنزل أمير المؤمنين (عليه السلام)فنزل الناس، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام)أيّها الناس هذه الأرض ملعونة قد عذّبت من الدهر ثلاث مرّات، وهي إحدى المؤتفكات، وهي أوّل أرض عُبد عليها وثن، إنّه لا يحلّ لنبي ولا وصيّ نبيّ أن يصلّي فيها، فأمر الناس فمالوا إلى جنب الطريق يصلّون، وركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فمضى عليها، فقلت: والله لأتبعنّ أمير المؤمنين ولاُقلدنّه صلاتي اليوم، فوالله ما جزنا جسر سوري حتّى غابت الشمس، الخبر. ([15])
*- محمّد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي الجارود، قال: سمعت جويرية يقول: أسرى علي (عليه السلام)بنا من كربلاء إلى الفرات، فلمّا صرنا ببابل، قال لي: أيّ موضع يسمّى هذا يا جويرية؟ قلت: هذه بابل يا أمير المؤمنين، قال: أما أنّه لا يحلّ لنبي ولا وصيّ نبيّ أن يصلّي بأرض قد عذّبت مرّتين قال: قلت: هذه العصر يا أمير المؤمنين فقد وجبت الصلاة يا أمير المؤمنين قال: قد أخبرتك انّه لا يحلّ لنبي ولا لوصي نبي أن يصلّي بأرض قد عذّبت مرّتين وهي تتوقّع الثالثة، إذا طلع كوكب الذنب وعقد جسر بابل، الخبر. ([16])
*- أخرج أبو داود، وابن أبي حاتم، والبيهقي، عن علي (عليه السلام ) قال: إنّ حبيبي(صلى الله عليه( وآله) وسلم ) نهاني أن اُصلّي بأرض بابل فإنّها ملعونة. ([17])
*- عن علي (عليه السلام)أنّه كان يكره الصلاة على البعير ويقول: ما من بعير إلاّ وعلى ذروته شيطان. ([18])
*- الشيخ الطوسي، عن المفيد، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور، عن أبي بكر المفيد الجرجاني، عن ابن أبي الدنيا معمّر المغربي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا تتّخذوا قبري مسجداً، ولا بيوتكم قبوراً، وصلّوا حيثما شئتم، فإنّ صلاتكم وسلامكم يبلغني. ([19])
*- البيهقي، أنبأ أبو علي الروذباري، أنبأ أبو بكر بن داسة، ثنا أبو داود، ثنا سليمان بن داود، أنبأ ابن وهب، حدّثني ابن لهيعة، ويحيى بن أزهر، عن عمّار بن سعد المرادي، عن أبي صالح الغفاري، أنّ علياً (رضي الله عنه) مرّ ببابل وهو يسير، فجاءه المؤذّن يؤذنه بصلاة العصر، فلمّا برز منها أمر المؤذّن فأقام الصلاة، فلمّا فرغ قال: إنّ حبيبي (صلى الله عليه( وآله) وسلم ) نهاني أن اُصلّي في المقبرة ونهاني أن اُصلّي في أرض بابل فإنّها ملعونة. ([20])
*- وعنه، وأنبأ أبو علي الروذباري، ثنا أبو بكر، ثنا أبو داود، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أزهر وابن لهيعة، عن الحجاج بن شدّاد، عن أبي صالح الغفاري، عن علي (عليه السلام ) بمعنى حديث سليمان بن داود، قال: فلمّا خرج منها مكان لما برز، وروينا عن عبد الله بن أبي محل العامري، قال: كنّا مع عليّ بن أبي طالب فمرّ بنا على الخسف الذي ببابل، فلم يصلّ حتّى أجازه، وعن حجر الحضرمي، عن علي (عليه السلام ) قال: ما كنت لاُصلّي في أرض خسف الله بها ثلاث مرّات. (
[21])