الايات القرانية المؤولة في المهدي عليه السلام
مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً سُنَّةَ اللّهِ في الَّذينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّهِ تَبْدِيلا
*- قال ابن أبي الحديد: وهذه الخطبة ذكرها جماعة من أصحاب السير، وهي متداولة منقولة مستفيضة، خطب بها علي عليه السلام بعد انقضاء أمر النهروان، وفيها ألفاظ لم يوردها الرضي (رحمه اللّه) ... منها:ـ فَانْظُرُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ، فَإِنْ لَبَدُوا فَالبُدُوا، وإِن اسْتَنْصَـرُوكُمْ فَأنْصُـرُوهُم، فَلَيُفَرِّجَنَّ اللّهُ الفِتْنَةَ بِرَجُلٍ مِنَّا أَهْلَ البَيْتِ، بأبي ابْنُ خَيْـرَةِ الاِماءِ لا يُعْطِيهِمْ إلاّ السَّيْفَ هَرْجاً هَرْجاً، مَوضُوعاً عَلَـى عاتِقِهِ ثَمانِيَةَ أَشْهُرٍ، حَتَّى تَقُولَ قُرَيْشٌ: لَوْ كانَ هذَا مِنْ وُلْدِ فاطِمَةَ لَرَحِمَنا، يُغرِيِه اللّهُ بِبَني أُميّة حَتَّى يَجْعَلَهُمْ حُطاماً وَرُفاتاً، مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً * سُنَّةَ اللّهِ في الَّذينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللّهِ تَبْدِيلا . (
[1])
*- أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد اللّه بن موسى العلوي، عن عبد اللّه بن محمّد قال: حدّثنا محمد بن خالد، عن الحسن بن المبارك، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث الهمداني، عن أمير الموَمنين عليه السلام أنّه قال: المهدِيُّ أَقْبَلُ، جَعْدٌ، بِخَدِّهِ خالٌ، يَكُونُ مَبْدَوُهُ مِنْ قِبَلِ المَشْـرِقِ، وَإِذَا كانَ ذَلِكَ خَرَجَ السُّفيانيُّ فَيَمْلِكُ قَدْرَ حَمْل امْرأَةٍ تِسِعَةَ أَشْهُرٍ، يَخْرُجُ بِالشَّامِ فَيَنْقَادُ لَهُ أَهْلُ الشَّامِ إلاَّ طَوائِفَ مِنِ المُقِيمينَ عَلَى الحَقِّ يَعْصِمَهُمُ اللّهُ مِنَ الخُرُوجِ مَعَهُ.وَيَأتي المدينَةَ بِجَيشٍ جَرَّارٍ، حَتَّى إِذا انتْهى إِلى بَيْداءِ المدينة خَسَفَ اللّهُ بِهِ وذَلِكَ قَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجلَّ في كتابِهِ: وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ . (
[2])
*- وفيما خبر عن علي بن أبي طالب ـ صلوات اللّه عليه ـ في ذكر الفتن بالشام قال:... فَإِذا كانَ ذَلِكَ خَرَجَ ابنُ آكِلَةِ الاَكْبادِ علَى أَثَرِهِ لِيَسْتَوْليَ عَلَى مِنْبَـرِ دِمَشْقَ، فَإِذا كانَ ذَلِكَ فَانْتَظِرُوا خُروجَ المهديِّ.وقد قال بعض الناس إنّ هذا قد مضى وذلك خروج زياد بن عبد اللّه بن خالد ابن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بحلب وبيضوا ثيابهم وأعلامهم وادّعوا الخلافة فبعث أبو العباس عبد اللّه (بن محمد) بن علي بن عبد اللّه بن عباس أبا جعفر إليهم فاصطلموهم عن آخرهم.ويزعم آخرون أنّ لهذا الموعود شاباً وصفه لم يوجد لزياد بن عبد اللّه، ثم ذكروا أنّه من ولد يزيد بن معاوية عليهما اللعنة بوجهه آثار الجدري، وبعينه نكتة بياض، يخرج من ناحية دمشق ويثيب خيله وسراياه في البر والبحر فيبقرون بطون الحبالى وينشرون الناس بالمناشير ويطبخونهم في القدور، ويبعث جيشاً له إلى المدينة فيقتلون ويأسرون ويحرقون ثم ينبشون عن (قبر) النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم وقبر فاطمة عليها السلام ، ثمَّ يقتلون كل من اسمه محمد وفاطمة ويصلبونهم على باب المسجد فعند ذلك يشتد غضب اللّه عليهم فيخسف بهم الاَرض، وذلك قوله تعالى: ولَوْ تَرَى إِذْ فََزِعُوا فلا فَوتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَريب أيمن تحت أقدامهم، وفي خبر آخر أنّهم يخربون المدينة حتى لا يبقى رائح ولا سارح. (
[3])
فَإِذَا لَقِيْتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الوَثاقَ فَإِمَّا مَنَّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الحَرْبُ أَوْزَارَها ذَلِكَ وَلَوْ يَشاءُ اللّهُ لانْتَصَـرَ مِنْهُمْ وَلَكِنِ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ والَّذِينَ قُتِلُوا في سَبيلِ اللّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَـالَـهُم
*- حدَّثنا أحمد بن الحسن القطان، ومحمد بن أحمد السناني، وعلي بن موسى الدقاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، وعلي بن عبد اللّه الوراق ـ رضي اللّه عنهم ـ قالوا:حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدّثنا بكر بن عبد اللّه ابن حبيب قال: حدّثنا تميم بن بهلول: قال: حدَّثنا سليمان بن حكيم، عن ثور بن يزيد، عن مكحول قال: قال أمير الموَمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : لَقَدْ عَلِمَ المُسْتَحْفَظُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم ، أَنَّهُ لَيْسَ فِيهمْ رَجُلٌ لَهُ مَنْقَبَةُ إِلاَّ وَقَدْ شَـرَكتُهُ فيها وفضَلْتُهُ ولي سَبْعونَ منْقَبَةً لَمْ يَشْـرُكْنِي فِيها أحَدٌ مِنْهُمْ، قُلْتُ: يا أَميرَ الموَمِنينَ فَأَخْبِرْني بِهِنَّ، فَقالَ ـ عليه السلام ـ :...وأمّا الثالثةُ والخمسون، فإنَّ اللّه تبارك وتعالى لن يذهب بالدُّنيا حتَّى يقوم منّا القائم، يقتُلُ مُبغِضينا ولا يقبل الجزية، وَيَكْسِرُ الصَّليب والاَصْنام، وتَضَـعُ الحربُ أوزارها، ويدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسوِيَّةِ ويَعدِلُ في الرَّعيَّةِ . (
[4])
والموَتَفِكَةَ أَهْوى
*- وقوله: والموَتَفِكَةَ أَهْوى قالَ: الموََتَفِكَةُ البَصْـرَةُ، والدَّليل على ذلك قول أمير الموَمنين عليه السلام :يا أهل البصرةِ، ويا أهلَ الموَتَفِكَةِ، يا جُنْدَ المرْأَةِ وأتْباعَ البَهِيمَةِ، رَغا فَأَجَبْتُمْ، وَعُقِرَ فَهَرَبْتُمْ، مَاوَكُمْ زُعاقٌ، وَأَحلامُكُمْ رِقاقٌ، وَفِيْكُمْ خُتِمَ النِّفاقُ، وَلُعِنْتُمْ عَلَـى لِسانِ سَبْعِينَ نَبِيّاً.إِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أخبَرني أنَّ جبرئيل ـ عليه السلام ـ أَخْبَـرَهُ أنَّهُ طُوِيَ لَهُ الاَرْضُ فَرَأَى البَصْـرَةَ أَقْرَبَ الاَرَضِينَ مِنَ الماءِ، وَأَبْعَدَها مِنَ السَّماءِ وَفيها تِسْعَةُ أَعْشارِ الشَّـرِّ والدّاءُ العِضَالُ، أَلمُقِيمُ فِيها مُذنِبٌ، والخارِجُ مِنْها (مُتدارَكٌ) بِرَحْمَةٍ، وَقَد ائْتَفَكَتْ بِأَهْلِها مَرَّتين، وَعَلَـى اللّهِ تَمامُ الثالثةِ وَتمامُ الثَّالثَةِ في الرَّجعةِ . (
[5])
يا أيُّها المُدَّثِّرْ * قُمْ فَأَنْذِرْ
*- وبهذا الاِسناد (محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مسروق، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد) عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ أنّ أمير الموَمنين ـ صلوات اللّه عليه ـ كان يقول:إِنَّ المُدَّثّرَ هُوَ كائِنٌ عِنْدَ الرَّجْعَةِ، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ المُوَْمِنينَ أحياةٌ قَبْلَ القيامَة ثُمَّ موتٌ؟ فَقالَ لَهُ عنِدَ ذلِكَ: نَعَمْ واللّهِ لَكَفْرَةٌ مِنَ الكفرِ بعْدَ الرَّجْعَةِ أَشَدَّ مِنْ كَفَراتٍ قَبْلَها . (
[6])
وَجاءَ رَبُّكَ والمَلَكُ صَفّاً صَفّاً
*- ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن طاووس ما صورته هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق عليه السلام فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لاَنّه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليه السلام وبعض ما فيه، عن غيرهما ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام تسمّى المخزون ثم ذكر الخطبة بطولها وجاء فيها:وتُخْرِجُ لَهُمُ الاَرْضُ كُنُوزَها ويَقولُ القائمُ عليه السلام كُلُوا هنيئاً بِما أسْلَفْتُم في الاَيَّامِ الخاليةِ فالمُسْلِمونَ يَوْمَئِذٍ أَهْلُ صَوَابٍ لِلدِّينِ أُذِنَ لَـهُمْ في الكَلامِ فَيَوْمَئِذٍ تَأْوِيلُ هذِهِ الآيةِ وَجاءَ رَبُّكَ والمَلَكُ صَفّاً صَفّاً . (
[7])
الَّذين يوَمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وممّا رزقناهم ينفقون
*- ما رواه عمّـار، عن أمير الموَمنين عليه السلام في كتاب الواحدة في حديث طويل قد بيّـن فيه مناقب نفسه القدسية، وجاء فيه قوله: الَّذينَ يوَمنون بالغيب، قال: الغيبُ: يوم الرجعة، ويوم القيامة، ويوم القائم، وهي أيام آل محمّد عليهم السلام ... وإليها الاِشارة بقوله: وذكرهم بأيام اللّه، فالرجعةُ لهم، ويوم القيامة لهم، وحكمه إليهم، ومُعَوَّلُ الموَمنين فيه عليهم. (
[8])
وللّه المَشرِقُ والمغرِب فأينما تولوا فثمّ وجهُ اللّهِ إنَّ اللّهَ واسعٌ عليمٌ
*- جاء بعض الزنادقة إلى أمير الموَمنين عليّ عليه السلام وقال له: ... لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم، فقال له ـ عليه السلام ـ في حديث طويل ذكر فيه الاَئمّة أُولي الاَمر عليهم السلام ، فقال السائل: ما ذاك الاَمر؟قال عليٌّ عليه السلام : الذي تنزل به الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، مِنْ خلقٍ، ورزقٍ، وأجلٍ، وعملٍ، وعمرٍ، وحياةٍ، وموتٍ، وعلم غيب السماوات والاَرض، والمعجزات التي لا تنبغي إلاّ للّه وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه، وهم وجه اللّه الذي قال: فأينما تولوا فثم وجه اللّه، هم بقية اللّه، يعني المهديَّ يأتي عند انقضاء هذه النظرة، فيملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً . (
[9])
ولكلّ وجهة هُوَ مولّيها فاستبقوا الخيرات أَينما تكونوا يأتِ بكم اللّه جميعاً إنَّ اللّه على كل شيء قدير
*- عنه (الفضل بن شاذان)، عن محمّد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام يقول: كان أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ يقول: لا يزال الناسُ ينقصون حتى لا يقال (اللّه) فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيبعث اللّهُ قوماً من أطرافها، يجيئون قزعاً كقزع الخريف، واللّه إني لاَعرفهم وأعرف أسماءهم وقائلهم واسم أميرهم، وهم قومٌ يحملهم اللّه كيف شاء، من القبيلة الرجل والرجلين ـ حتى بلغ تسعة ـ فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر، وهو قول اللّه: أَينما تكونوا يأتِ بكم اللّه جميعاً إنَّ اللّه على كل شيء قدير حتى أنّ الرجل ليحتبي فلا يحل حبوته حتى يبلغه اللّه ذلك . (
[10])
هَل ينظرون إلاّ أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربّك أو يأتي بعض آيات ربّك يوم يأتي بعض آياتِ ربّك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً قل انتظروا إنّا منتظرون
*- عن أمير الموَمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذكر أشراط الساعة، قال: ألا وتكون الناس بعد طلوع الشمس من مغربها كيومهم هذا، يطلبون النسل والولد، يلقى الرجل الرجل فيقول: متى ولدت؟ فيقول: من طلوع الشمس من المغرب، وترفع التوبة فلا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيراً، هو التوبة.
هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون
*- ما رواه أيضاً (محمّد بن العباس) عن أحمد بن إدريس، عن عبد اللّه بن محمد، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي، أنَّه سمع أمير الموَمنين عليه السلام يقول: هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه، أظهر بعد ذلك؟. قالوا: نعم. قال: كلاّ، فوالذي نفسي بيده حتى لا تبقى قرية إلاّ وينادى فيها بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه وأنَّ محمَّداً رسول اللّه بكرةً وعشياً . (
[11])
ولئن أَخرنا عنهم العذاب إلى أُمّة معدودة ليقولن ما يحبسه
*- أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدَّثنا أحمد بن محمّد عن علي بن الحكم، عن سيف، عن حسان، عن هشام بن عمّـار، عن أبيه، وكان من أصحاب عليّ عليه السلام ، عن عليٍّ عليه السلام في قوله تعالى: ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أُمّة معدودة ليقولن ما يحبسه قال: الاَُمّة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر . (
[12])
مسومة عند ربك وما هي مِنَ الظالمين ببعيد
*- ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام وعليه خط السيّد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمَّد بن طاووس ما صورته: هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق عليه السلام ، فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لاَنَّه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة، وقد روى بعض ما فيه، عن أبي روح فرج بن فروة، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام ، وبعض ما فيه، عن غيرهما، ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام تسمّى المخزون ثمّ ذكر الخطبة بطولها، جاء فيها: ...ثم يخرج عن الكوفة مائة ألفٍ بين مشرك ومنافق حتى يضربوا دمشق لا يصدّهم عنها صادٌّ وهي إرم ذات العماد، وتقبل رايات(مِنْ) شرقي الاَرضِ ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختمة في رُوَوس القنا بخاتم السيّد الاَكبر، يسوقها رجل من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم يوم تطير بالمشرق... ـ إلى أن قال:ـ ويأتيهم يومئذٍ الخسفُ والقذفُ والمسخُ، فيومئذ تأويل هذه الآية: وما هي مِنَ الظالمين ببعيد . (
[13])
حتَّى إذا استيئس الرُّسل وظنّوا أنَّهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجّي مَنْ نشاء ولا يردّ بأسنا عن القوم المجرمين
*- قال أبو علي النهاوندي: حدَّثنا القاشاني قال: حدَّثنا محمد بن سليمان قال: حدَّثنا علي بن سيف، قال: حدَّثني أبي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:جاء رجل إلى أمير الموَمنين فشكا إليه طول دولة الجور، فقال له أمير الموَمنين: واللّهِ، ما تأملون حتى يهلك المبطلون، ويضمحل الجاهلون، ويأمن المتقون، وقليل ما يكون حتى يكون لاَحدكم موضع قدمه، وحتى يكونوا على الناس أهون من الميتِ (المتيةِ) عند صاحبها، فبينا أنتم كذلك إذ جاء نصرُ اللّه والفتح، وهو قوله عزَّوجلَّ فيكتابه: حتَّى إذا استيئس الرُّسل وظنوا أنَّهم قد كذبوا جاءهم نصرنا. (
[14])
إنَّ في ذلك لآيات للمتوسمين وإنَّها لبسبيل مقيم
*- عن أمير الموَمنين عليه السلام في قوله تعالى: إنَّ في ذلك لآيات للمتوسمين* وإنَّها لبسبيل مُقيم: فكان رسول اللّه المتوسم، والاَئمّة من ذريتي المتوسمون إلى يوم القيامة وإنّها لبسبيل مُقيم فذلك السبيل المقيم هو الوصي بعد النبيِّ . (
[15])
اللّهُ نُورُ السَّمواتِ والاَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكوةٍ فِيها مِصْباحٌ المِصْباحُ في زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَـرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَـى نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْـرِبُ اللّهُ الاََمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ
*- قال أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني في كتابه في تفسير القرآن: [حدَّثنا] أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر، قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام يقول، ـ في حديث طويل عن أنواع آيات القرآن ، روي فيه الاِمام الصادق عليه السلام ، مجموعة أسئلة لاَمير الموَمنين عليه السلام عن آيات القرآن وأحكامه، جاء فيها. وسألوه صلوات اللّه عليه، عن أقسام النور في القرآن، فقال:ـ النُّورُ: القُرْآنُ، والنُّورُ اسمٌ مِنْ أسْماءِ اللّهِ تعالى، والنُّورُ النُّورِيَّةُ، والنُّورُ ضَوْءُ القَمَرِ، والنُّورُ ضَوْءُ المُوَمِنِ وَهُوَ المُوالاتِ الَّتي يَلْبَسُ لَها نُوراً يَوْمَ القيامَةِ والنُّورُ في مَواضِعَ مِنَ التَّوْراةِ والاِنْجِيلِ والقُرْآنِ حُجَّةُ اللّهِ عَلَـى عِبادِهِ، وَهُوَ المَعْصُومُ ... فَقالَ تعَالى: واتَّبَعُوا النُّورَ الَّذي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحونَ فَالنُّورُ في هذا الموْضِعِ هُوَ القُرْآنُ، وَمْثْلُهُ في سُورةِ التَّغابُنِ قَوْلُهُ تعالى: فَآمِنُوا باللّهِ وَرَسُولِهِ والنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا يَعْني سُبحانَهُ القَرْآن وجميعَ الاَوصياءِ المعصومينَ، مِنْ حَمَلةِ كتابِ اللّه تعالى، وخزَّانِهِ، وتَراجُمَتِهِ الَّذين نَعَتَهُمُ اللّهُ في كتابهِِ فقال: وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاّ اللّهُ والرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يَقُولُون آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا فَهُمُ المَنْعُوتُونَ الَّذينَ أَنارَ اللّهُ بِهِمُ البِلادَ، وَهَدى بِـهِمُ العِبادَ، قالَ اللّهُ تعالى في سورَةِ النُّورِ : اللّهُ نُورُ السَّمواتِ والاَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكوةٍ فِيهَا مِصْباحٌ المِصْباحٌ في زُجَاجَةٍ الزّجَاجَةُ كَأَنَّـها كَوكَبٌ دُرِّيٌّ... إلى آخر الآية، فالمِشْكاةُ رَسُولُ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم والمِصْباحُ الوَصِـيُّ، والاَوصياءُ عليهم السلام والزّجاجَةُ فاطِمَةُ، والشَّجَرَةُ المُبَارَكَةُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وآله وسلم والكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ القائِمُ المُنْتَظَرُ عليه السلام الذي يمْلاَ الاَرْضَ عَدلاً. (
[16])
وإذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيِّين لَما آتيْتُكُمْ مِنْ كتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُـرُنَّهُ قالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْـرِي قَالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدينَ
*- (قال:) أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في تفسير القرآن: (حدَّثنا) أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق ـ عليه السلام ـ يقول ... في حديث طويل روى فيه الاِمام الصادق عليه السلام مجموعة أسئلة لاَمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ ، عن آيات القرآن وأحكامه وجوابه عليها، جاء فيها: وَأَمَّا الرَّدُّ على مَنْ أَنكرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ أُمّةٍ فَوْجَاً مِمَّن يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ أي إلى الدُّنيا وأمَّا معنى حشر الآخرة فقوله عزَّ وجلَّ: وحشرناهم فلم نُغادر منهم أحداً، وقوله سبحانه: وَحَرامٌ على قَريَةٍ أَهْلَكْناها أنَّـهُمْ لا يَرْجِعُونَ في الرَّجعة فأمَّا في القيامةِ، فإنَّهم يرجِعونَ، ومثْل قولِه تعالى: وإذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيِّين لَما آتيْتُكُمْ مِنْ كتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُـرُنَّهُ وهذا لا يكون إلاّ في الرجعة.ومثله ما خاطبَ اللّهُ تعالى بهِ الاَئمّة، ووعدَهُم مِنَ النَّصـرِ والانتقامِ من أعدائهم فقال سبحانه: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ـ إلى قوله ـ لا يُشْـرِكُونَ بِي شَيْئاً وهذا إنَّما يكون إذا رَجعوا إلى الدُّنيا.ومثله قوله تعالى: وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ على الَّذِينَ اسْتُضعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارِثينَ وقوله سبحانه: إنَّ الَّذي فَرَض عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ أي رجعة الدُّنيا.ومِثلُهُ قولُهُ: أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ ديارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أحياهُمْ وقوله عزَّ وجلَّ: واخْتارَ موسَـى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لمِيقاتِنا فَرَدَّهُمُ اللّهُ تعالى بَعْدَ الموتِ إلى الدُّنيا . (
[17])
ألم تَرَ إلى الَّذينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحياهُمْ إنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ على الناسِ وَلكِنّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَشْكُرُونَ البقرةـ
*- قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في تفسير القرآن: [حدَّثنا] أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر، قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: في حديث طويل عن أنواع آيات القرآن روى فيه عن الاِمام الصادق عليه السلام مجموعة أسئلة لاَمير الموَمنين عليه السلام عن آيات القرآن وأحكامه، جاء فيه: وَأَمَّا الرَّدُّ عَلى مَنْ أَنْكَرَ الرَّجْعةَ فَقَوْلُ اللّهِ عزَّ وَجَلَّ: وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ أُمّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ أي إلى الدُّنيا، وأمَّا معنى حشر الآخرة فقوله عزَّ وجل: وَحَشـرْناهُم فَلَم نُغادِرْ مِنْهُمْ أحَداً.
وقوله سبحانه: وَحَرامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أنَّهم لا يَرْجِعُونَ في الرَّجعَةِ فأمَّا في القيامَةِ، فَهُمْ يَرْجِعُونَ.
*-وَمِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالى: وَإِذْ أَخَذَ اللّهُُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُـرنَّهُ وهذا لا يكونُ إلاّ في الرَّجعةِ ومثلهُ ما خاطَبَ اللّهُ بهِ الاَئمَّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْـرِ والاِنْتِقامِ مِنْ أعْدائِهِمْ فَقالَ سبحانهُ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمنوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ في الاَرْضِ كما اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ ولَيُبْدِلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدونَنِي لا يُشْـرِكُونَ بي شَيْئاً وهذا إنَّما يكون إذا رجعوا إلى الدُّنيا. ومثلُ قَوْلِهِ تَعالى: وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ على الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ وقولهِ سُبْحانَهُ: إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ أي رَجْعَةِ الدُّنيا. ومِثْلُهُ قَوْلُهُ: أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ ديارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقالَ لَهم اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أحياهُمْ وقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: واخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَرَدَّهُمْ اللّهُ تعالى بَعْدَ المَوتِ إلى الدُّنيا وَشَـرِبُوا وَنَكَحوا وَمِثْلُهُ خَبَـرُ العُزَيْرِ . (
[18])
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهُدى ودين الحق ليُظهره على الدين كُلّه ولو كره المشرِكون التوبة ـ
*- عن أمير الموَمنين عليه السلام ـ من حديث طويل ـ قال فيه:.كُلُّ ذَلِكَ لِتَتِمَّ النَّظِرَةُ التي أوْحاها اللّهُ تعالى لِعَدُوَّهِ إِبليس، إلى أن يبْلغ الكِتابُ أجلَهُ، وَيَحِقَّ القَوْلُ على الكافِرِينَ ويَقْتَرِبَ الوَعْدُ الحَقُّ، الَّذي بَيَّنَهُ في كتابِهِ، بِقوْلِهِ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وعَمِلُوا الصَّالحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الاَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهمْ وَذَلِكَ إذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ الاِسلامِ إلاَّ اسْمُهُ وَمِنَ القُرْآنِ إلاّ رَسْمُهُ، وَغابَ صاحِبُ الاَمْرِِ بِإيضاحِ الغَدْرِ لَهُ في ذَلِكَ، لاشْتِمالِ الفِتنَةِ عَلَى القُلُوبِ، حَتَّى يَكُونَ أَقرَبُ النَّاسِ إلَيْهِ أَشَدَّهُمْ عَدَاوَةً لَهُ وَعِندَ ذَلِكَ يُوَيِّدُهُ اللّهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها، وَيُظْهِرُ دِينَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم على يديهِ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولََو كَرِهَ المُشْـرِكُونَ. (
[19])
واخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِـمِيقاتِنا فَلَمَّـا أَخَذَتْـهُمْ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتهلِكُنا بِمَـا فَعَل السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فاَغْفِر لَنَا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْـرُ الغافِرِينَ
*- أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في تفسير القرآن: حدَّثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر، قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق ـ عليه السلام ـ يقول: ـ في حديث طويل ـ عن أنواع آيات القرآن روى فيه الاِمامالصادق عليه السلام مجموعة أسئلة لاَمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ عن آيات القرآن وأحكامه، جاء فيها: وأمَّا الرَّدُّ على من أنكَرَ الرَّجْعَةَ فقولُ اللّهِ عَزَّ وجلَّ: ويَومَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمّةٍ فَوْجاً مِـمَّن يُكَذِّبُ بآياتنا فهم يُوزَعون، أي إلى الدُّنيا، وأمّا معنى حشر الآخرة فقوله عزَّ وجلَّ: وَحَشَرناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أحَداً وقوله سبحانه: وَحَرامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكناها أنَّهُم لا يَرْجِعون في الرَّجعَةِ فأمّا في القيامة فهم يرجعون.ومثل قوله تعالى: وإذْ أخذ اللّهُ مِيثاقَ النَبيِّينَ لما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِه وَلَتَنْصُـرُنَّهُ وَهذَا لا يَكُونُ إلاَّ في الرَّجْعَةِ. وَمِثلُهُ ما خاطَبَ اللّهُ بهِ الاَئمّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصـرِ والاِنْتِقامِ مِنْ أَعدائِهِم فَقالَ سُبْحانَهُ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِين آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ـ إلى قولِه ـ لا يُشْـرِكُونَ بي شَيئاً وهذا إنَّما يكون إذا رَجَعُوا إلى الدُّنيا. وَمثْلُ قوله تعالى: ونُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذْينَ اسْتُضْعِفوا في الاَرْضِ وَنَجْعلَهُمْ أَئِمّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارثِينَ وقوله سبحانه: إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ أي رَجعَةِ الدُّنيا، ومثله قوله: أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجْوا مِنْ دِيارِهمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْياهُمْ، وقوله عزَّ وجلَّ: واخْتَارَ مُوسَـى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَرَدَّهُمُ اللّهُ تعالى بَعْدَ الموتِ إلى الدُّنيا . (
[20])
وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الاَرْضِ كَمَـا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضْـى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِم أمْناً يعبدونني لا يُشرِكُون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلكَ فَأولَئِكَ هُمُ الفاسِقون النور
*- قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في تفسير القرآن: أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: ... في حديث طويل عن أنواع آيات القرآن روى فيه الاِمام الصادق عليه السلام مجموعة أسئلة لاَمير الموَمنين عليه السلام ، عن آيات القرآن وأحكامه جاء فيها:وأمّا الرَّدُّ على مَنْ أَنكَرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ أُمّةٍ فَوْجَاً ممَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ أي إلى الدُّنيا، وأمّا معنى حشْـرِ الآخرة فَقولُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَحَشَـرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً و قوله سبحانه: وَحَرْامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ في الرَّجْعَةِ فأمَّا في القيامَةِ فإنَّهُمْ يَرجِعُونَ، ومِثْلُ قولِهِ تعالى: وإذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتْنصُـرُنَّهُ، وَهَذا لا يَكُون إلاّ في الرَّجْعَةِ.ومِثْلُهُ ما خاطَبَ اللّهُ بِهِ الاَئِمَّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْـرِ وَالانْتِقامِ مِنْ أعْدائِهِمْ فقالَ سُبحانَهُ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ـ إلى قولِهِ ـ لا يُشْـرِكُونَ بي شَيْئاً وهذا إنَّما يكون إذا رَجَعُوا إلى الدُّنيا.ومثلُهُ قوله تعالى: وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الوَارِثينَ وقولُهُ سبحانه: إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ أي رَجعَةِ الدُّنيا.ومثلُهُ قولُهُ: أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ وقوله عزَّ وجلَّ: واخْتَارَ مُوسَـى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَردَّهم اللّهُ تعالى بعد الموتِ إلى الدُّنيا . (
[21])
*-ـ عن أمير الموَمنين عليه السلام : ـ من حديث طويل ـ قال فيه: ...كُلُّ ذَلِكَ لِتَتِمَّ النَّظِرَةُ التي أوْحاها اللّهُ تعالى لِعَدُوِّهِ إِبليس، إلى أن يبْلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ، وَيَحقَّ القَوْلُ عَلَـى الكافِرِينَ وَيَقْتَرِبَ الوَعْدُ الحَقُّ، الَّذي بَيَّنَهُ في كتابِهِ بِقَوْلِهِ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الاَرْضِ كَما اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهمْ وَذَلِكَ إذَا لم يَبْقَ مِنَ الاِسلامِ إلاّ اسْمُهُ، وَمِنَ القُرْآنِ إلاَّ رَسْمُهُ، وَغابَ صاحِبُ الاَمْرِ بِإِيضاحِ الغَدْرِ لَهُ في ذَلِكَ، لاشْتِمالِ الفِتْنَةِ عَلَى القُلُوبِ، حتَّى يَكُونَ أَقْرَبُ النَّاسِ إليْهِ أَشدَّهُمْ عَداوةً لَهُ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يُوَيِّدُهُ اللّهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها، وَيُظْهِرُ دِيْنَ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى يَدَيْهِ عَلَى الدَّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْـرِكُونَ . (
[22])
إنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعينَ
*- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدَّثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس قال: حدَّثنا الحسن بن علي بن فضال قال: حدَّثنا ثعلبة بن ميمون، عن معمر بن يحيى، عن داود الدجاجي، عن أبي جعفر محمد بن علي ـ عليهما السلام ـ قال: سئل أمير الموَمنين عليه السلام عن قوله تعالى: فاخْتَلَفَ الاَحْزابُ مِنْ بَينهمْ فقال: انْتَظِرُوا الفَرَجَ مِنْ ثلاثٍ فقيل: يا أمير الموَمنين وما هنَّ؟ فَقالَ: اخْتِلافُ أَهْلِِ الشَّامِ بَيْنَهُمْ، والرَّاياتُ السُّود مِنْ خُراسانَ، والفَزْعَةُ في شَهْـرِ رَمَضانَ. فَقِيلَ: وَما الفَزْعَةُ في شَهْـرِ رَمَضانَ؟فَقالَ: أَوَ ما سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللّه عزَّ وجلَّ في القُرآنِ: إنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعينَ هِيَ آيةٌ تَخْرِجُ الفَتاةَ مِنْ خِدرِها، وَتُوقِظُ النَّائِمَ، وَتُفْزِعُ اليَقْظانَ . (
[23])
وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ممَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَ
*-ـ قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في تفسير القرآن: (حدَّثنا) أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: ـ في حديث طويل ـ عن أنواع آيات القرآن ، روى فيه الاِمام الصادق عليه السلام مجموعة أسئلة لاَمير الموَمنين عليه السلام ، عن آيات القرآن وأحكامه، جاء فيها:وأمّا الرَّدُّ على مَنْ أَنكَرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ أُمّةٍ فَوْجَاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ أي إلى الدُّنيا، وأمّا معنى حشْـرِ الآخرةِ فَقولُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَحَشَـرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً و قوله سبحانه: وَحَرْامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ في الرَّجْعَةِ فأمَّا في القيامَةِ فإنَّهُمْ يَرجِعُونَ.ومِثْلُ قولِهِ تعالى: وإذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيِّينَ لمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتنصُـرُنَّهُ، وَهَذا لا يَكُونَ إلاّ في الرَّجْعَةِ.ومِثْلُهُ ما خاطَبَ اللّهُ بِهِ الاَئِمَّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْـرِ وَالانْتِقامِ مِنْ أعْدائِهِمْ فقالَ سُبحانَهُ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتَ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الاَرْضِ كَمَـا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضْـى لَهُمْ وَلَيُبْدِلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِم أمْناً يعبدونَنِي لا يُشرِكُون بي شيئاً وهذا إنَّما يكون إذا رَجَعُوا إلى الدُّنيا.ومثلُ قوله تعالى: وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ وقولِهِ سبحانه: إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ أي رَجعة الدُّنيا.ومثلُهُ قولُهُ: أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ وقوله عزَّ وجلَّ: واخْتَارَ مُوسَـى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَردَّهم اللّهُ تعالى بعد الموتِ إلى الدُّنيا . ([24])
وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ
*- عنه (محمّد بن علي) عن الحسين بن محمد القطعي، عن علي بن حاتم، عن محمد بن مروان، عن عبيد بن يحيى الثوري، عن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام في قوله وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ قال: هُمْ آلُ محَمَّدٍ يَبْعَثُ اللّهُ مَهْدِيَّهُمْ بَعْدَ جَهْدِهِمْ فَيُعِزُّهُمْ وَيُذِلُّ عَدُوَّهُمْ . ([25])
*- وقال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام : قال أمير الموَمنين عليه السلام : لَتَعْطِفَنَّ عَلَيْنَا الدُّنيا بَعْدَ شَمَـاسِها، عَطْفَ الضَّـرُوسِ عَلَـى وَلَدِهَا، ثُمَّ قَرَأَ : وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ. (
[26])
أوَ لَـمْ يَرَوْا أنَّا نَسُوقُ الماءَ إلى الاَرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِـرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَّ
*- ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس ما صورته هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق عليه السلام فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لاَنّه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة، وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليه السلام وبعض ما فيه عن غيرهما، ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام تسمّى المخزون، ثمّ ذكر الخطبة بطولها جاء فيها:...وَتُخْرِجُ لَهُمُ الاَرْضُ كُنُوزَها وَيَقُولُ القائِمُ عليه السلام كُلُوا هَنيئاً بِمَا أسْلَفْتُمْ في الاَيَّامِ الخاليةِ، فالمسْلِمونَ يَوْمَئذٍ أهْلُ صَوابٍ لِلدِّينِ أُذِنَ لَهُمْ في الكَّلامِ فَيوْمَئِذٍ تَأْويلُ هذه الآية وجاءَ رَبُّكَ والمَلَكُ صَفّاً صفّاً فلا يَقْبلُ اللّهُ يَوْمَئِذٍ إلاّ دينَهُ الحقَّ ألا للّهِ الدِّينُ الخالِصُ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْوِيلُ هذهِ الآيةِ : أوَ لم يَرَوْا أنَّا نَسُوقُ الماءَ إلى الاَرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِـرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُـهُمْ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَّ. (
[27])
فَمَـا زَالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصيداً خامِدِينَ
*- ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس ما صورته هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق عليه السلام فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لاَنّه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة، وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليه السلام وبعض ما فيه عن غيرهما ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام تسمّى المخزون .... وَيَبْعَثُ السُّفْيَانِيُّ مائَةً وَثَلاثينَ أَلْفاً إلى الكوفَةِ فَيَنْزِلُونَ بِالرَّوحاءِ والفَارُوقِ وَمَوضِعِ مَرْيَمَ وَعِيسَـى عليهما السلام بِالقادِسِيَّةِ وَيَسِيرُ مِنْهُمْ ثَمانُونَ ألْفاً حَتى يَنْزِلُوا الكوفَةَ، مَوْضِعْ قَبْـرِ هُودٍ عليه السلام بِالنُّخَيْلَةِ فَيَهْجُمُوا عَلَيْهِ يَوْمَ زِينَةٍ وَأَميرُ النَّاسِ جَبَارٌ عَنِيدٌ يُقالُ لَهُ الكَاهِنُ السَّاحِرُ فَيَخْرُجُ مِنْ مَدِينَةٍ يُقالُ لَها الزَّوْراءُ في خَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الكَهَنَةِ وَيَقْتُلُ عَلَـى جِسْـرِها سَبْعِينَ أَلْفاً حَتَّى يَحْتَمي النَّاسُ الفُرَاتَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ مِنَ الدِّماءِ وَنَتْنِ الاَجسامِ وَيَسْبِي مِنَ الكُوفَةِ أبْكاراً لا يُكْشَفُ عَنْها كَفٌّ ولا قِناعٌ حَتَّى يُوضَعْنَ في المَحامِلِ يَزْلُفُ بِهِنَّ الثُّوَيَّةَ وَهِيَ الغَريّينِ ثُمَّ يَخْرُجُ عَنِ الكُوفَةِ مائَةُ أَلْفٍ بَيْنَ مُشْـرِكٍ وَمُنْافِقٍ حَتَّى يَضْـرِبُوا دِِمَشْقَ لا يَصُدُّهُمْ عَنْها صَادٌّ وَهِيَ إِرَمُ ذَاتُ العِمادِ وَتُقْبِلُ رَاياتُ شَرْقِيِّ الاَرْضِ لَيْسَتْ بِقِطْنٍ ولا كَتَّان ولاحَرْير مخْتَمَةٌ في رُوَُوُسِ القَنا بِخاتَمِ السَّيِّدِ الاَكْبَـرِ يَسُوقُها رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمَ تَطِيرُ بِالمَشْـرِقِ يُوجَدُ رِيحُها بِالمَغْرِبِ كَالمِسْكِ الاَذْفَرِ يَسِيرُ الرُّعْبُ أَمامها شَهْراً وَيَخلُفُ أَبْناءُ سَعْدٍ السِّقاءَ بِالكُوفَةِ طالِبينَ بِدماءِ آبائِهِمْ وَهُمْ أَبْناءُ الفَسَقَةِ حَتَّى تَهْجُمَ عَلَيْهِمْ خَيْلُ الحُسَيْـنِ ـ عليه السلام ـ يَسْتَبِقانِ كَأَنَّهُما فَرَسَا رِهَانٍ شُعْثٌ غُبْـرٌ أَصْحَابُ بَوَاكِـي وَفَوارِحَ إذْ يَضْـرِبُ أَحَدُهُمْ بِرِجْلِهِ باكِيةً يَقُولُ لا خَيْـرَ في مَجْلِسٍ بَعْدَ يَوْمِنا هَذا اللَّهُمَّ فَإِنَّا التائِبُونَ الخاشِعُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ فَهُمُ الاَبْدَالُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللّهُ عَزَّ وَجلَّ: إنَّ اللّهُ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ والمُطَهَّرُنَ نُظراوَُهُمْ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَيَخْرِجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ رَاهِبٌ مُسْتَجِيبٌ لِلاِمامِ فَيَكُونُ أَوَّلَ النَّصارى إِجابَةً وَيَهْدِمُ صَوْمَعَتَهُ وَيَدُقُّ صَلِيبَها وَيَخْرُجُ بِالمَوالي وَضُعَفاءِ النَّاسِ والخَيْلِ فَيَسِيرُونَ إِلى النُّخَيْلَةِ بِأَعْلامِ هُدىً فَيَكُونُ مُجتَمَعُ النَّاسِ جَمِيعاً مِنَ الاَرْضِ كُلِّها بِالفَارُوقِ وَهِي مَحَجَّةُ أمير المُوَمِنينَ عليه السلام وَهِيَ ما بَيْـنَ البَـرْسِ والفُرَاتِ فَيُقْتَلُ يَوْمَئِذٍ فِيمَا بَيْـنَ المَشْـرِقِ والمَغْرِبِ ثَلاثَةُ آلافٍ مِنَ اليَهُودِ والنَّصارَى يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعضاً فَيَوْمَئذٍ تَأْوِيلُ هذِهِ الآيةِ: فَما زَالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ بِالسَّيْفِ وَتَحْتَ ظِلِّ السَّيْفِ... . (
[28])
فَلَمّـا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذَا هُمْ مِنْها يَرْكُضُـونَ * لا تَرْكُضُـوا وَارْجِعُوا إِلَـى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ
*-ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام وعليه خط السيدرضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس ما صورته: هذاالكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق عليه السلام فيمكن أن يكون تاريخكتابتهبعد المائتين من الهجرة لاَنّه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين منالهجرة،وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة، عن مسعدة بن صدقة،عن جعفر بن محمد عليه السلام تسمّى المخزون ، ثم ذكر الخطبة بطولها جاء فيها:...ثُمَّ يَخْرُجُ عَنِ الكُوفَةِ مائَةُ أَلْفٍ بَيْنَ مُشْـرِكٍ وَمُنْافِقٍ حَتَّى يَضْـرِبُوا دِِمَشْقَ لا يَصُدُّهُمْ عَنْها صَادٌّ وَهِيَ إِرَمُ ذَاتُ العِمادِ وَتُقْبِلُ رَاياتُ شَرْقِ الاَرْضِ لَيْسَتْ بِقِطْنٍ ولا كَتَّان ولاحَرير مخْتَمَةٌ في رُوَُوُسِ القَنا بِخاتَمِ السَّيِّدِ الاَكْبَـرِ يَسُوقُها رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمَ تَطِيرُ بِالمَشْـرِقِ يُوجَدُ رِيحُها بِالمَغْرِبِ كَالمِسْكِ الاَذْفَرِ يَسِيرُ الرُّعْبُ أَمامَها شَهْراً وَيَخْلُفُ أَبْناءُ سَعْدٍ السِّقاءَ بِالكُوفَةِ طالِبينَ بِدماءِ آبائِهِمْ وَهُمْ أَبْناءُ الفَسَقَةِ حَتَّى تَهْجُمَ عَلَيْهِمْ خَيْلُ الحُسَيْـنِ ـ عليه السلام ـ ...إلى أن قال: وَيَخْلُفُ مِنْ بني الاَشْهَبِ الزَّاجِرُ اللَّحْظ في أُناسٍ مِنْ غَيْـرِ أَبِيهِ هِرَاباً حَتَّى يَأْتُوا سَبَطْرَى عَوْذاً بِالشَّـجَرِ فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هذِهِ الآيةِ: فَلَمّـا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذَا هُمْ مِنْها يَرْكُضُـونَ * لا تَرْكُضُـوا وَارْجِعُوا إِلَـى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ وَمَساكِنُهُم الكُنُوزُ الَّتي غَلَبُوا عَلَيْها مِنْ أَمْوَالِ المُسْلِمينَ. (
[29])
وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ
*-قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في تفسير القرآن: [حدَّثنا] أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول ـ في حديث طويل ـ: عن أنواع آيات القرآن ، روى فيه الاِمام الصادق عليه السلام مجموعة أسئلة لاَمير الموَمنين عليه السلام ، عن آيات القرآن وأحكامه، جاء فيها:وأمّا الرَّدُّ على مَنْ أَنكَرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ أُمّةٍ فَوْجَاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ أي إلى الدُّنيا وأمّا معنى حشْـرِ الآخرة فَقولُهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَحَشَـرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً و قوله سبحانه: وَحَرْامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ في الرَّجْعَةِ فأمَّا القيامَةِ فإنَّهُمْ يَرجِعُونَ.ومِثْلُ قولِهِ تعالى: وإذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتْنصُـرُنَّهُ، وَهَذا لا يَكُونُ إلاّ في الرَّجْعَةِ.ومِثْلُهُ ما خاطَبَ اللّهُ تعالى بِهِ الاَئِمَّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْـرِ وَالانْتِقامِ مِنْ أعْدائِهِمْ فقالَ سُبحانَهُ: وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتَـ إلى قوله:ـ لا يُشرِكُون بي شيئاً وهذا إنَّما يكون إذا رَجَعُوا إلى الدُّنيا.ومثلُ قوله تعالى: وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ وقولِهِ سبحانه: إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ أي رَجعة الدُّنيا.ومثلُهُ قولُهُ: أَلَـمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ وقوله عزَّ وجلَّ: واخْتَارَ مُوسَـى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا فَردَّهمُ اللّهُ تعالى بعد الموتِ إلى الدُّنيا .
فاخْتَلَفَ الاَحْزابُ مِنْ بَيْنِهمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظيمٍ
*-أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدَّثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس قال: حدَّثنا الحسن بن علي بن فضال قال: حدَّثنا ثعلبة بن ميمون، عن معمر بن يحيى، عن داود الدجاجي، عن أبي جعفر محمد بن علي ـ عليهما السلام ـ قال: سُئِلَ أمير الموَمنين عليه السلام عن قوله تعالى: فاخْتَلَفَ الاَحْزابُ مِنْ بَينهُمْ فقال:انْتَظِرُوا الفَرَجَ مِنْ ثلاثٍ فقيل: يا أمير الموَمنين وما هنَّ؟ فَقالَ: اخْتِلافُ أَهْلِِ الشَّامِ بَيْنَهُمْ، والرَّاياتُ السُّود مِنْ خُراسانَ، والفَزْعَةُ في شَهْـرِ رَمَضانَ. فَقِيلَ: وَما الفَزْعَةُ في شَهْـرِ رَمَضانَ؟ فَقالَ: أَوَ ما سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللّه عزَّ وجلَّ في القُرآنِ إنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعينَ هِيَ آيةٌ تُخْرِجُ الفَتاةَ مِنْ خِدرِها، وَتُوقِظُ النَّائِمَ، وَتُفْزِعُ اليَقْظانَ. (
[30])
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَموالٍ وَبَنينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفيراً
*- ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام وعليه خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس ما صورته هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق عليه السلام فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة لاَنّه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليه السلام وبعض ما فيه عن غيرهما، ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير الموَمنين عليه السلام تسمّى المخزون، ثمّ ذكر الخطبة بطولها جاء فيها:... ألا يَا أَيُّها النَّاسُ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَشْـرَعَ بِرِجْلِها فِتْنَةٌ شَـرْقِيَّةٌ وَتَطَأُ في خطامَها بَعْدَ مَوْتٍ وحياةٍ أوْ تَشُبَّ نَارٌ بِِالحَطَبِ الجَزْلِ غَرْبيَّ الاَرْضِ وَرَافِعَة ذَيْلَها تَدْعُو يَا وَيْلَها بِذِحْلَةٍ أوْ مِثْلِهِا، فَإِذَا اسْتَدارَ الفَلَكُ قُلْتُمْ مَاتَ أوْ هَلَكَ بِأَيِّ وادٍ سَلَكَ، فَيوْمَئِذٍ تَأْويلُ هذِهِ الآيةِ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَموالٍ وَبَنينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفيراً وَلِذَلِكَ آياتٌ وعلاماتٌ أَوَّلُهُنَّ إِحْصارُ الكُوفَةِ بِالرَّصْدِ والخَنْدَقِ وَتَحْرِيقِ الزَّوَايا في سِكَكِ الكُوفَةِ وَتَعْطِيلُ المَساجِدِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَتَخْفِقُ رَاياتٌ ثَلاثٌ حَوْلَ المَسْجِدِ الاَكْبَرِ يَشَّبَّهْنَ بالهُدَى، القاتِلُ والمَقْتُولُ في النارِ، وقَتْلٌ كثيرٌ، وَموتٌ ذرِيعٌ، وقَتلُ النَّفسِ الزَّكيةِ بِظَهرِ الكوفة في سَبعينَ والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الاَسبع المظفر صبراً في بيعةِ الاَصنام، مع كثير من شياطينِ الاِنسِ وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب أميرها رجل من كلب واثني عشر ألف عنان من خيل يحمل السفياني متوجهاً إلى مكّة والمدينة أميرها أحد من بني أُميّة يقال له: خزيمة أطمس العين الشمال، على عينه طرفة تميل بالدُّنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجالاً ونساءً مِنْ آل محمَّد صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها: دار أبي الحسن الاَموي ... . (
[31])