العتبة العلوية المقدسة - النهي عن التفكر في ذات الله تعالى -
» » سيرة الإمام » العقيدة في كلام الامام علي عليه السلام » التوحيد » النهي عن التفكر في ذات الله تعالى

 

 النهي عن التفكر في ذات الله تعالى

* -   أن رجلا قال لامير  المؤمنين عليه السلام : هل تصف ربنا نزداد له حبا وبه معرفة ؟

 فغضب وخطب الناس ، فقال  فيما قال : عليك يا عبدالله بما دلك عليه القرآن من صفته ، وتقدسك فيه الرسول من  معرفته فائتم به واستضئ بنور هدايته ، فإنما هي نعمة وحكمة أوتيتها فخذ ما اوتيت  وكن من الشاكرين ، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس عليك في الكتاب فرضه ولا في  سنة الرسول وأئمة الهداة أثره فكل علمه إلى الله ولا تقدر عليه عظمة الله واعلم  يا عبدالله أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام على السدد المضروبة  دون الغيوب ، إقرارا بجهل ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب ، فقالوا : آمنا به كل من  عند ربنا ، وقد مدح الله اعترافهم بالعجزعن تنال مالم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم  التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهة رسوخا

 

 

* -   مر أمير المؤمنين عليه السلام على قوم من أخلاط المسلمين ، ليس فيهم   مهاجري ولا أنصاري ، وهم قعود في بعض المساجد في أول يوم من شعبان ، وإذا هم  يخوضون في أمر القدر وغيره مما اختلف الناس فيه ، قد ارتفعت أصواتهم واشتد فيه جدالهم ،  فوقف عليهم وسلم فردوا عليه ووسعوا له ، وقاموا إليه يسألونه القعود إليهم ، فلم يحفل  بهم ، ثم قال لهم - وناداهم - : يا معاشر المتكلمين ألم تعلموا أن لله عبادا قد أسكتتهم  خشيته من غيرعي ولا بكم ؟ وأنهم هم الفصحاء البلغاء الالباء ، العالمون بالله وأيامه  ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انسكرت ألسنتهم ، وانقطعت أفئدتهم ، وطاشت عقولهم ،  وتاهت حلومهم ، إعزاز الله وإعظاما وإجلالا ، فإذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالاعمال  الزاكية يعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين ، وأنهم برآء من المقصرين والمفرطين  ألا إنهم لا يرضون الله بالقليل ، ولا يستكثرون لله الكثير ، ولا يدلون عليه بالاعمال ، فهم  إذارأيتهم مهيمون مروعون ، خائفون ، مشفقون ، وجلون ، فأين أنتم منهم يا معشر المبتدعين  إلم تعلموا أن أعلم الناس بالضرر أسكتهم عنه ، وأن أجهل الناس بالضرر أنطقهم فيه ؟