العتبة العلوية المقدسة - احاديث نبوية شريفة في ابي طالب -
» » سيرة الإمام » نسب امير المؤمنين ووالداه » احاديث نبوية شريفة في ابي طالب

 

 احاديث نبوية شريفة في ابي طالب

أخرج البيهقي عن ابن عباس: إن النبي صلى الله عليه وسلم عاد من جنازة أبي طالب فقال : وصلتك رحم، وجزيت خيرا يا عم ! وفي لفظ الخطيب: عارض النبي جنازة أبي طالب فقال: وصلتك رحم جزاك الله خيرا يا عم ! (

 

[1])

 

 وقال اليعقوبي في تاريخه 2: 26: لما قيل لرسول الله: إن أبا طالب قد مات عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات، ثم قال: يا عم ! ربيت صغيرا، وكفلت يتيما، ونصرت كبيرا ، فجزاك الله عني خيرا، ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: وصلتك رحم، و جزيت خيرا.

 عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال: قال العباس: يا رسول الله ! أترجو لأبي طالب ؟ قال: كل الخير أرجو من ربي . (

 

[2])

 

 وعن أنس بن مالك قال: أتى أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ! لقد أتيناك وما لنا بعير يئط، ولا صبي يصطبح، ثم أنشد :

أتـــــيناك والعــــذراء يـــــدمي لبـانها

 

 

وقـــــد شغـــلت أم الصبي عن الطفل

وألـــــقى بكفـــــيه الصــــبي استكانة

 

 

 

مــــن الجوع ضعفا ما يمر ولا يحلي

 

ولا شيء ممـــــا يـــأكل الناس عندنا

 

 

 

سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

 

وليـــــس لنا إلا إليـــــك فـــــرارنـــــا

 

 

 

وأيـــــن فرار النـــاس إلا إلى الرسل

 

فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يجرد رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: أللهم أسقنا غيثا مغيثا سحا طبقا غير رايث، تنبت به الزرع، وتملأ به الضرع ، وتحيي به الأرض بعد موتها، وكذلك تخرجون.

 

 فما استتم الدعاء حتى التقت السماء بروقها، فجاء أهل البطالة يضجون: يا رسول الله ! الغرق فقال: حوالينا ولا علينا.

 

 فانجاب السحاب عن المدينة كالإكليل، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه وقال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه ، من الذي ينشدنا شعره ؟ فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يا رسول الله ! كأنك أردت قوله :

 

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

 

 

 

ثمــــال اليتامى عصمة للأرامل

 

قال: أجل فأنشده أبياتا من القصيدة ورسول الله يستغفر لأبي طالب على المنبر ثم قام رجل من كنانة وأنشد :

 

لك الحمد والحمد ممن شكر

 

 

 

سقـــــينا بـوجه النبي المطر

 

دعـــــا الله خـــــالقه دعـــوة

 

 

 

وأشخـــص معها إلى البصر

 

فلـــــم يــــك إلا كإلقا الردى

 

 

 

وأســـــرع حتـى رأينا الدرر

 

دفـــــاق العزالي جم البعاق

 

 

 

أغــاث به الله عليا مضر

 

فكــــان كــــما قــــاله عــمه

 

 

 

أبــــو طالــب أبيض ذو غرر

 

بـه الله يسقي صيوب الغمام

 

 

 

وهــــذا العــــيان لـذاك الخبر

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يك شاعرا يحسن فقد أحسنت . (

 

[3])

 

قال ابن أبي الحديد: ورد في السير والمغازي أن عتبة بن ربيعة أو شيبة لما قطع رجل أبي عبيدة بن الحارث بن المطلب يوم بدر أشبل عليه علي وحمزة فاستنقذاه منه وخبطا عتبة بسيفهما حتى قتلاه واحتملا صاحبهما من المعركة إلى العريش فألقياه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وأن مخ ساقه ليسيل فقال: يا رسول الله لو كان أبو طالب حيا لعلم أنه قد صدق في قوله :

 

كذبتم وبيت الله نحلي محمدا

 

 

 

ولمــا نطاعن دونه ونناضل

 

ونــنصره حتى نصرع حوله

 

 

 

ونذهــل عن أبنائنا والحلائل

فقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وآله استغفر له ولأبي طالب يومئذ .

 

[4])

 

 عن عبد الله قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر إلى القتلى وهم مصرعون قال لأبي بكر: لو أن أبا طالب حي لعلم أن أسيافنا قد أخذت بالأماثل يعني قول أبي طالب :

 

كذبتم وبيت الله إن جد ما أرى
 

 

 

 

 

لتلتبسن أسيافنا بالأماثل(

 

[5])

 

 

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال لعقيل بن أبي طالب: يا أبا يزيد ! إني أحبك حبين حبا لقرابتك مني، وحبا لما كنت أعلم من حب عمي أبي طالب إياك . (

 

[6])



([1])دلائل النبوة البيهقي، تاريخ الخطيب البغدادي 13: 196، تاريخ ابن كثير 3 : 125، تذكرة السبط ص 6، نهاية الطلب للشيخ إبراهيم الحنفي كما في الطرائف ص 86، الإصابة 4: 116، شرح شواهد المغني ص 136 .

([2]) أخرجه ابن سعد في الطبقات 1: 106 بسند صحيح رجالهم كلهم ثقات رجال الصحاح وهم: عفان بن مسلم. وحماد بن سلمة. وثابت البنائي. وإسحاق بن عبد الله وأخرجه ابن عساكر كما في الخصايص الكبرى 1: 87. والفقيه الحنفي الشيخ  

 

إبراهيم الدينوري في نهاية الطلب كما في الطرائف ص 68. وذكره ابن أبي الحديد في شرحه 3: 311، والسيوطي في التعظيم والمنة ص 7 نقلا عن ابن سعد .

 

 

([3]) أعلام النبوة للماوردي ص 77، بدايع الصنايع 1: 283، شرح ابن أبي الحديد 3: 316، السيرة الحلبية، عمدة القاري 3: 435، شرح شواهد المغني للسيوطي ص 136، سيرة زيني دحلان 1: 87، أسنى المطالب: ص 15، طلبة الطالب ص 43 .

([4])  شرح نهج البلاغة 3: 316

([5])الأغاني 17: 28، طلبة الطالب ص 38 نقلا عن دلائل الاعجاز .

([6])  أخرجه أبو عمر في الاستيعاب 2: 509، والبغوي، والطبراني كما في ذخاير العقبي ص 222، وتاريخ الخميس 1: 163، وعماد الدين يحيى العامري في بهجة المحافل 1 : 327، وذكره والهيثمي في مجمع الزوائد 9: 273 وقال: رجاله ثقاب .