كلام له عليه السّلام ذمّ به الأشعث و البجلىّ
اَمَّا هذَا الْأَعْوَرُ يعنى الأشعث فَاِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْفَعْ شَرَفاً اِلاَّ حَسَدَهُ ، وَ لا اَظْهَرَ فَضْلاً اِلاَّ عابَهُ ، وَ هُوَ يُمَنّى نَفْسَهُ وَ يَخْدَعُها ، يَخافُ وَ يَرْجوُ ، فَهُوَ بَيْنَهُما لا يَثِقُ بِواحِدٍ مِنْهُما ، وَ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بِاَنْ جَعَلَهُ جَباناً ، وَ لَوْ كانَ شُجاعاً لَقَتَلَهُ الْحَقُّ .
وَ اَمَّا هذَا الْأَكْثَفُ عِنْدَ الْجاهِلِيَّةِ يعنى جرير بن عبد اللَّه البجلّى فَهُوَ يَرى كُلَّ اَحَدٍ دُونَهُ ، وَ يَسْتَضْغِرُ كُلَّ اَحَدٍ وَ يَحْتَقِرُهُ ، قَدْ مُلِئَ ناراً ، وَ هُوَ مَعَ ذلِكَ يَطْلُبُ رِئاسَةً ، وَ يَروُمُ اِمارَةً ، وَ هذَا الْأَعْوَرُ يُغْويهِ وَ يُطْغيهِ ، اِنْ حَدَثَهُ كَذَّبَهُ ، وَ اِنْ قامَ دوُنَه نَكَصَ عَنْهُ ، فَهُما كَالشَّيْطانِ ( اِذْ قالَ لِلْأِنْسانِ اكْفُرْ ، فَلَمَّا كَفَرَ قالَ اِنّى بَرئٌ مِنْكَ اِنّى اَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمينَ )