عابس ابن ابي شبيب الشاكري
هو عابس بن ابي شبيب بن شاكر بن ربيعة بن مالك بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد الهمداني الشاكري : وبنو شاكر بطن من همدان كان عابس من رجال الشيعة رئيساً شجاعاً خطيباً ناسكاً متهجداً . وكانت بنو شاكر من المخلصين بولاء امير المؤمنين عليه السلام : وفيهم يقول عليه السلام يوم صفين : لو تمت عدتهم الفاً : لعبد الله حق عبادته . وكانوا من شجعان العرب وحماتهم . وكانوا يلقبون فتيان الصباح : فنزلوا في بني وادعة من همدان : فقيل لها فتيان الصباح : وقيل لعابس الشاكري والوادعي .
قال ابو جعفر الطبري قدم مسلم ابن عقيل الكوفة فاجتمع عليه الشيعة في دار المختار . فقرأ عليهم كتاب الحسين عليه السلام . فجعلوا يبكون : فقام عابس بن ابي شبيب . فحمد الله واثنى عليه : ثم قال اما بعد فاني لااخبرك عن الناس : ولااعلم مافي انفسهم . وما اغرك منهم : ولكن والله اخبرك بما انا موطن نفسي عليه : والله لاجيبنكم إذا دعوتم : ولاقاتلن معكم عدوكم ولاضربن بسيفي دونكم : حتى القي الله : لااريد بذلك الا ما عند الله .
وقال الطبري ايضاً ان مسلماً لما بايعه الناس ثم تحول من دار المختار الى دار هاني بن عروة : كتب الى الحسين عليه السلام كتاباً يقول فيه : اما بعد ((فان الرائد لايكذب اهله ))(. وقد بايعني من اهل الكوفة ثمانية عشر الفاً . فحيهلا بالاقبال حين ياتيك كتابي : فان الناس كلهم معك : ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى : وارسل الكتاب مع عابس فصحبه شوذب مولاه .
وروى ابو مخنف انه لما التحم القتال في يوم عاشوراء وقتل بعض اصحاب الحسين عليه السلام : جاء عابس الشاكري ومعه شوذب : فقال لشوذب ياشوذب مافي نفسك ان تصنع . قال ما اصنع اقاتل معك دون ابن بنت رسول الله حتى اقتل : فقال ذلك الظن بك : اما الان فتقدم بين يدي ابي عبد الله عليه السلام حتى يحتسبك كما احتسب غيرك من اصحابه . وحتى احتسبك انا . فانه لو كان معي الساعة احدانا اولى به مني بك : لسرني ان يتقدم بين يدي حتى احتسبه . فان هذا يوم ينبغي لنا ان نطلب الاجر فيه بكل مانقدر عليه . فانه لاعمل بعد اليوم : وانما هو الحساب .
وروى ابو مخنف ايضاً قال فتقدم عابس الى الحسين عليه السلام بعد مقالته لشوذب فسلم عليه : وقال يا ابا عبد الله اما والله ماامسى على ظهر الارض قريب ولا بعيد اعز علي ولااحب الي منك . ولو قدرت على ان ادفع عنك الضيم والقتل بشيء اعز علي من نفسي ودمي لفعلته . السلام عليك يا ابا عبد الله : اشهد اني على هداك وهدى ابيك : ثم مشى بالسيف مصلتا نحو القوم : وبه ضربة على جبينه . فطلب البراز .
وروى ابو مخنف عن الربيع بن تميم الهمداني انه قال : لما رأيت عابساً مقبلاً عرفته : وكنت قد شاهدته في المغازي والحروب . وكان اشجع الناس : فصحت ايها الناس . هذا اسد الاسود ؛ هذا ابن ابي شبيب . لايخرجن اليه احد منكم : فاخذ عابس ينادي : الارجل الارجل : فلم يتقدم اليه احد : فنادى عمر بن سعد ، ويلكم ارضخوه بالحجارة : فرمى بالحجارة من كل جانب : فلما رأى ذلك القي درعه ومغفره خلفه : ثم شد على الناس . فو الله لقد رايته يكرد اكثر من ماتين من الناس . ثم انهم تعطفوا عليه من حواليه : فقتلوه واحتزوا رأسه : فرأيت رأسه في ايدي رجال ذوي عدة . هذا يقول انا قتلته . وهذا يقول انا قتلته . فاتوا عمر بن سعد فقال لاتختصموا : هذا لم يقتله انسان واحد . كلكم قتله : ففرقهم بهذا القول .
رجال الطوسي /103، تاريخ الطبري :3/279، ابصار العين /140