العتبة العلوية المقدسة - المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين -
» سيرة الإمام » » بلاغة الامام علي وحكمته » قصار كلماته عليه السلام » الوان من قصار الحكم » المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين

 

المُخْتَارِ مِنْ حِكَمِ أَمِيرالمؤمنين

1- قَال(عليه السلام): كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ.

2- وقَالَ(عليه السلام): أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَالطَّمَعَ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ.وَالْبُخْلُ عَارٌ، وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ، وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ،وَالْعَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ، وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ، وَنِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى، وَالْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ، وَالاَْدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ، وَصَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ، وَالاْحْتِمالُ قَبْرُ العُيُوبِ.

3-   وروي عنه(عليه السلام) أنّه قال في العبارة عن هذا المعنى أيضاً: الْمُسَالَمَةُ خَبْءُ الْعُيُوبِ، وَمَنْ رَضِيَ عَنْ نَفْسِهِ كَثُرَ السَّاخِطُ عَلَيْهِ، وَالصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ، وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجِلِهِمْ.

4- وقال(عليه السلام): اعْجَبُوا لِهذَا الاِْنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْم، وَيَتَكَلَّمُ بِلَحْم، وَيَسْمَعُ بِعَظْم، وَيَتَنَفَّسُ مِنْ خَرْم!!

5- وقال(عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ.

6- وقال(عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.

7- وقال(عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ.

8- وقال(عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ.

9- وقال(عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَابِقِلَّةِ الشُّكْرِ.

10-  وقال(عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاَْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاَْبْعَدُ

11-  وقال(عليه السلام): مَا كُلُّ مَفْتُون يُعَاتَبُ.

12- وقال(عليه السلام): تَذِلُّ الاُْمُورُ لِلْمَقَادِيرِ، حَتَّى يَكُونَ الْحَتْفُ في التَّدْبِيرِ.

13- وسئل(عليه السلام) وعن قول النَّبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وَسلّم: غَيِّرُوا الشَّيْبَ، وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ.فَقَال(عليه السلام): إِنَّمَا قَالَ(صلى الله عليه وآله) ذلِكَ وَالدِّينُ قُلٌّ، فَأَمّا الاْنَ وَقَدِ اتَّسَعَ نِطَاقُهُ، وَضَرَبَ بِجِرَانِهِ، فَامْرُؤٌ وَمَا اخْتَارَ.

14-  وقال(عليه السلام): في الذين اعتزلوا القتال معه: خَذَلُوا الْحَقَّ، وَلَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ.

15- وقال(عليه السلام): مَنْ جَرَى فِي عِنَانِ أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ.

16- وقال(عليه السلام): أَقِيلُوا ذَوِي الْمُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِمْ، فَمَا يَعْثُرُ مِنْهُمْ عَاثِرٌ إِلاَّ وَيَدُهُ بِيَدِ اللهِ يَرْفَعُهُ.

17-  وقال(عليه السلام): قُرِنَتِ الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ، وَالْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ، وَالْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ، فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ.

و هذا القول من لطيف الكلام وفصيحه، ومعناه: أنّا إن لم نعط حقّنا كنا أذلاّء، وذلك أن الرديف يركب عجُزَ البعير، كالعبد والاسير ومن يجري مجراهما.

18- . وقال(عليه السلام): لَنَا حَقٌّ، فَإِنْ أُعْطِينَاهُ، وَإِلاَّ رَكِبْنَا أَعْجَازَ الاِْبِلِ، وَإِنْ طَالَ السُّرَى.

19- . وقال(عليه السلام): مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ حَسَبُهُ،

20- وقال(عليه السلام): مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ، وَالتَّنْفِيسُ عَنِ الْمكْرُوبِ.

21- وقال(عليه السلام): يَابْنَ آدَمَ، إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَهُ يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَهُ وَأَنْتَ تَعْصِيهِ فَاحْذَرْهُ.

22- وقال(عليه السلام): مَا أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إِلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ، وَصَفَحَاتِ وَجْهِهِ.

23- وقال(عليه السلام): امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ

24- وقال(عليه السلام): أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ.

25-  وقال(عليه السلام): إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبَار، وَالْمَوْتُ فِي إِقْبَال، فَمَا أسْرَعَ الْمُلْتَقَى!

26- وقال(عليه السلام): في كلام له: الْحَذَرَ الْحَذَرَ! فَوَاللهِ لَقَدْ سَتَرَ، حتَّى كَأَنَّهُ قَدْ غَفَرَ.

27- وسُئِلَ(عليه السلام) عَنِ الاِْيمَانِ، فَقَالَ: الاِْيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى الصَّبْرِ، والْيَقِينِ، وَالْعَدْلِ، وَالْجَهَادِ:فَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَربَعِ شُعَب: عَلَى الشَّوْقِ، وَالشَّفَقِ، وَالزُّهْدِ، وَالتَّرَقُّبِ: فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلاَ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَمَنْ أشْفَقَ مِنَ النَّارِ اجْتَنَبَ الْـمُحَرَّمَاتِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا اسْتَهَانَ بِالْمُصِيبَاتِ، وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ فِي الْخَيْرَاتِ.وَالْيَقِينُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ، وَتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ، وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ، وَسُنَّةِ الاَْوَّلِينَ: فَمَنْ تَبَصَّرَ فِي الْفِطْنَةِ تَبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ، وَمَنْ تَبَيَّنَتْ لَهُ الْحِكْمَةُ عَرَفَ الْعِبْرَةَ، وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الاَْوَّلِينَ.

28- وقال(عليه السلام): فَاعِلُ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْهُ، وَفَاعِلُ الشَّرِّ شَرٌّ مِنْهُ.

وَالْعَدْلُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى غائِصِ الْفَهْمِ، وَغَوْرِ الْعِلْمِ، وَزُهْرَةِ الْحُكْمِ، وَرَسَاخَةِ الْحِلْمِ: فَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ، وَمَنْ عَلِمَ غَوْرَ الْعِلْمِ صَدَرَ عَنْ شَرَائِعِ الْحُكْمِ، وَمَنْ حَلُمَ لَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِهِ وَعَاشَ فِي النَّاسِ حَمِيداً.وَالْجِهَادُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى الاَْمْرِ بالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَنِ الْمُنكَرِ، وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ، وَشَنَآنِ الْفَاسِقيِنَ: فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظُهُورَ الْمُؤمِنِينَ، وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ أَرْغَمَ أُنُوفَ الْمُنَافِقِينَ،مَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ، وَمَنْ شَنِىءَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ لله غَضِبَ اللهُ لَهُ وَأَرْضَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَالْكُفْرُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ: عَلَى التَّعَمُّقِ، وَالتَّنَازُعِ، وَالزَّيْغِ، وَالشِّقَاقِ: فَمَنْ تَعَمَّقَ لَمْ يُنِبْ إِلَى الْحَقِّ، وَمَنْ كَثُرَ نِزَاعُهُ بِالْجَهْلِ دَامَ عَمَاهُ عَنِ الْحَقِّ، وَمَنْ زَاغَ سَاءَتْ عِنْدَهُ الْحَسَنَةُ وَحَسُنَتْ عِنْدَهُ السَّيِّئَةُ وَسَكِرَ سُكْرَ الضَّلاَلَةِ، وَمَنْ شَاقَّ وَعُرَتْ عَلَيْهِ طُرُقُهُ وَأَعْضَلَ عَلَيْهِ أَمْرُهُ وَضَاقَ مَخْرَجُهُ.وَالشَّكُّ عَلَى أَرْبَعِ شُعَب: عَلَى الَّتمارِي، وَالهَوْلِ، وَالتَّرَدُّدِوالاْسْتِسْلاَمِ: فَمَنْ جَعَلَ الْمِرَاءَ دَيْدَناًلَمْ يُصْبِحْ لَيْلُهُ، وَمَنْ هَالَهُ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَمَن تَرَدَّدَ فِي الرَّيْبِ وَطِئَتْهُ سَنَابِكُ الشَّيَاطِينِ، وَمَنِ اسْتَسْلَمَ لِهَلَكَةِ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ هَلَكَ فِيهِمَا.

29-. وقال(عليه السلام): كُنْ سَمَحاً وَلاَ تَكُنْ مُبَذِّراً، وَكُنْ مُقَدِّراً وَلاَ تَكُنْ مُقَتِّراً.

30. وقال(عليه السلام): أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنى.

31-  وقال(عليه السلام): مَنْ أَسْرَعَ إِلَى النَّاسِ بِمَا يَكْرَهُونَ، قَالُوا فِيهِ بـ ما لاَ يَعْلَمُونَ

32- وقال(عليه السلام): مَنْ أَطَالَ الاَْمَلَ أَسَاءَ الْعَمَلَ. (

33- وقال(عليه السلام) وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين الانبار، فترجّلوا له واشتدّوا بين يديه:مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتُمُوهُ؟ فقالوا: خُلُقٌ مِنَّا نُعَظِّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا.فقال(عليه السلام): وَاللهِ مَا يَنْتَفِعُ بِهذَا أُمَرَاؤُكُمْ! وَإِنَّكُمْ لَتَشُقُّونَ بِهِ عَلَى أَنْفُسِكْمْ فِي دُنْيَاكُمْ، وَتَشْقَوْنَ بِهِ فِي آخِرَتِكُمْ، وَمَا أخْسرَ الْمَشَقَّةَ وَرَاءَهَا الْعِقَابُ، وَأَرْبَحَ الدَّعَةَ مَعَهَا الاَْمَانُ مِنَ النَّارِ!

34-  وقال(عليه السلام): لابنه الحسن(عليه السلام): يَا بُنَيَّ، احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً وَأَرْبَعاً، لاَ يَضُرَّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ:إِنَّ أَغْنَى الْغِنَىُ الْعَقْلُ، وَأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ، وَأَوحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ، وَأَكْرَمَ الْحَسَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ.يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الاَْحْمَقِ، فَإِنَّهُ يُريِدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ.وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ.وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ. وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ: يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ، وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ.

35-  وقال(عليه السلام): لاَ قُرْبَةَ بِالنَّوَافِلِ إِذَا أَضَرَّتْ بِالْفَرَائِضِ.

36-  وقال(عليه السلام): لِسَانُ الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، وَقَلْبُ الاَْحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ.

37- وقد روي عنه(عليه السلام) هذا المعنى بلفظ آخر، وهو قوله: قَلبُ الاَْحْمَقِ فِي فِيهِ، وَلِسَانُ الْعَاقِلِ فِي قَلْبِهِ.ومعناهما واحد.

38- وقال(عليه السلام) لبعض أَصحابه في علّة اعتلّها: جَعَلَ اللهُ مَا كَانَ مِنْ شَكْوَاكَ حطّاً لِسَيِّئَاتِكَ، فَإِنَّ الْمَرَضَ لاَ أَجْرَ فِيهِ، وَلكِنَّهُ يَحُطُّ السَّيِّئَاتِ، وَيَحُتُّهَا حَتَّ الاَْوْرَاقِ، وَإِنَّمَا الاَْجْرُ فِي الْقَوْلِ بِالّلسَانِ، وَالْعَمَلِ بِالاَْيْدِي وَالاَْقْدَامِ، وَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يُدْخِلُ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَالسَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عَبَادِهِ الْجَنَّةَ.

39-  وقال(عليه السلام) في ذكر خباب بن الارتّ: يَرْحَمُ اللهُ خَبَّاباً، فَلَقَدْ أَسْلَمَ رَاغِباً، وَهَاجَرَ طَائِعاً، وَقَنِعَ بالْكَفَافِ، وَرَضِيَ عَنِ اللهِ، وَعَاشَ مُجَاهِداً.طُوبَى لِمَنْ ذَكَرَ الْمَعَادَ، وَعَمِلَ لِلْحِسَابِ، وَقَنِعَ بِالْكَفَافِ، وَرَضِيَ عَنِ اللهِ.

 40-   وقال(عليه السلام): لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَاأَبْغَضَنِي، وَلَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي: وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الاُْمِّيِّ(عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: يَا عَلِيُّ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ.

41- وقال(عليه السلام): سَيِّئَةٌ تَسُوءُكَ خَيْرٌ عِنْدَاللهِ مِنْ حَسَنَة تُعْجِبُكَ.

42- وقال(عليه السلام): قَدْرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، وَصِدْقُهُ عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِهِ، وَشَجَاعَتُهُ عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِهِ،عِفَّتُهُ عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِهِ.

43- وقال(عليه السلام): الظَّفَرُ بالْحَزْمِ، وَالْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأْيِ، وَالرَّأْيُ بِتَحْصِينِ الاَْسْرَارِ.

44- وقال(عليه السلام): احْذَرُوا صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إذَا جَاعَ، واللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ.

45- وقال(عليه السلام): قُلُوبُ الرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ، فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ.

46- وقال(عليه السلام): عَيْبُكَ مَسْتُورٌ مَا أَسْعَدَكَ جَدُّكَ.

47- وقال(عليه السلام): أَوْلَى النَّاسِ بِالْعَفْوِ أَقْدَرُهُمْ عَلَى الْعُقُوبَةِ.

48- وقال(عليه السلام): السَّخَاءُ مَا كَانَ ابْتِدَاءً، فَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ مَسْأَلَةِ فَحَيَاءٌ وَتَذَمُّمٌ.

49- وقال(عليه السلام): لاَ غِنَى كَالْعَقْلِ، وَلاَ فَقْرَ كَالْجَهْلِ، وَلاَ مِيرَاثَ كَالاْدَبِ، وَلاَ ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ.

50- وقال(عليه السلام): الصَّبْرُ صَبْرَانِ: صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ، وَصَبْرٌ عَمَّا تُحِبُّ.  

51- وقال(عليه السلام): الْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَالْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ.

52-وقال(عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ.

53- وقال(عليه السلام): الْمَالُ مَادَّةُ الشَّهَوَاتِ.

54- وقال(عليه السلام): مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ.

55- وقال(عليه السلام): الِّلسَانُ سَبُعٌ، إِنْ خُلِّيَ عَنْهُ عَقَرَ.

56- وقال(عليه السلام): الْمَرْأَةُ عَقْرَبٌ حُلْوَةُ اللَّسْبَةِ.

57- وقال(عليه السلام): إِذَا حُيِّيْتَ بِتَحِيَّة فَحَيِّ بِأَحْسَنَ مِنْهَا، وإِذَا أُسْدِيَتْ إِلَيْكَ يَدٌ فَكَافِئْهَا بِمَا يُرْبِي عَلَيْهَا، وَالْفَضْلُ مَعَ ذلِكَ لِلْبَادِىءِ.

58-  وقال(عليه السلام): الشَّفِيعُ جَنَاحُ الطَّالِبِ.

59- وقال(عليه السلام): أَهْلُ الدُّنْيَا كَرَكْب يُسَارُ بِهِمْ وَهُمْ نِيَامٌ.

60- وقال(عليه السلام): فَقْدُ الاَْحِبَّةِ غُرْبَةٌ.

61- وقال(عليه السلام): فَوْتُ الْحَاجَةِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِهَا إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا.

62- وقال(عليه السلام): لاَ تَسْتَحِ مِنْ إِعْطَاءِ الْقَلِيلِ، فَإِنَّ الْحِرْمَانَ أَقَلُّ مِنْهُ.

63- وقال(عليه السلام): الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ، والشُّكْرُ زِينَةُ الغِنَى.

64- وقال(عليه السلام): إِذَا لَمْ يَكُنْ مَا تُرِيدُ فَلاَ تُبَلْ كيفَ كُنْتَ.

65- وقال(عليه السلام): لاَتَرَى الْجَاهِلَ إِلاَّ مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً.

66- وقال(عليه السلام): إِذَا تَمَّ الْعَقْلُ نَقَصَ الْكَلاَمُ

67- وقال(عليه السلام): الدَّهرُ يُخْلِقُ الاَْبْدَانَ، وَيُجَدِّدُ الاْمَالَ، وَيُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ، ويُبَاعِدُ الاُْمْنِيَّةَ، مَنْ ظَفِرَ بِهِ نَصِبَ، ومَنْ فَاتَهُ تَعِبَ.

68- وقال(عليه السلام): مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ، وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالاِْجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ.

69- . وقال(عليه السلام): نَفْسُ الْمَرْءِ خُطَاهُ إِلَى أَجَلِهِ.

70- وقال(عليه السلام): كُلُّ مَعْدُود مُنْقَض، وَكُلُّ مُتَوَقَّع آت.

71- وقال(عليه السلام): إِنَّ الاُْمُورَ إذا اشْتَبَهَتْ اعْتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوَّلِهَا.

72- ومن خبر ضرار بن ضَمُرَةَ الضُّبابِيِّ عند دخوله على معاوية ومسألته له عن أميرالمؤمنين(عليه السلام).قال: فأشهَدُ لقَدْ رَأَيْتُهُ في بعض مواقِفِهِ وقَد أرخى الليلُ سُدُولَهُ، وهو قائمٌ في محرابِهِ قابِضٌ على لِحْيتِهِ يَتَمَلْمَلُ تَمَلْمُلَ السَّليمِ ويبكي بُكاءَ الحَزينِ، ويقولُ:يَا دُنْيَا يَا دُنْيَا، إِلَيْكِ عَنِّي، أَبِي تَعَرَّضْتِ؟ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّقْتِ؟ لاَ حَانَ
حِينُكِ! هيْهَات! غُرِّي غَيْرِي، لاَ حاجَةَ لِي فيِكِ، قَدْ طَلَّقْتُكِ ثَلاَثاً لاَ رَجْعَةَ فِيهَا! فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ، وَخَطَرُكِ يَسِيرٌ، وَأَمَلُكِ حَقِيرٌ.آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ، وَطُولِ الطَّرِيقِ، وَبُعْدِ السَّفَرِ، وَعَظِيمِ الْمَوْرِدِ!

73- ومن كلام له(عليه السلام): للسائل لما سأله: أَكان مسيرنا إِلى الشام بقضاء من الله وقدر؟ بعد كلام طويل هذا مختاره:وَيْحَكَ! لَعَلَّكَ ظَنَنْتُ قَضَاءًلاَزِماً، وَقَدَراً حَاتِماً! وَلَوْ كَانَ ذلِكَ كَذلِكَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ والْعِقَابُ، وَسَقَطَ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ.إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أَمَرَ عِبَادَهُ تَخْيِيراً، وَنَهَاهُمْ تَحْذِيراً، وَكَلَّفَ يَسِيراً، وَلَمْ يُكَلِّفْ عَسِيراً، وَأَعْطَى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً، وَلَمْ يُعْصَ مَغْلُوباً، وَلَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً، وَلَمْ يُرْسِلِ الاَْنْبِيَاءَ لَعِباً، وَلَمْ يُنْزِلِ الكُتُبَ لِلْعِبَادِ عَبَثاً، وَلاَ خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالاَْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً، (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)

74- - وقال(عليه السلام): خُذِ الْحِكْمَةَ أَنَّى كَانَتْ، فَإِنَّ الْحِكْمَةَ تَكُونُ في صَدْرِ الْمُنَافِقِ فَتَتَلَجْلَجُ فِي صَدْرِهِ حَتَّى تَخْرُجَ فَتَسْكُنَ إِلَى صَوَاحِبِهَا فِي صَدْرِ الْمُؤْمِنِ.

75- وقال(عليه السلام): في مثل ذلك: الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَخُذِ الْحِكْمَةَ وَلَوْ مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ.

76- وقال(عليه السلام): قِيمَةُ كُلِّ امْرِىء مَا يُحْسِنُهُ.

77- -وقال(عليه السلام): أُوصِيكُمْ بِخَمْس لَوْ ضَرَبْتُمْ إِلَيْهَا آبَاطَ الاِْبِلِ لَكَانَتْ لِذلِكَ أَهْلاً: لاَ يَرْجُوَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ رَبَّهُ، وَلاَ يَخَافَنَّ إِلاَّ ذَنْبَهُ، وَلاَ يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لاَ يَعْلَمُ أَنْ يَقُولَ: لاَ أَعْلَمُ، وَلاَ يَسْتَحْيِيَنَّ أَحَدٌ إِذَا لَمْ يَعَلَمِ الشَّيْءَ أَنْ يَتَعَلَّمَهُ.وَبِالصَّبْرِ، فَإِنَّ الصَّبْرَ مِنَ الاِْيمَانِ كَالرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، وَلاَ خَيْرَ فِي جَسَد لاَ رأْسَ مَعَهُ، وَلاَ في إِيمَان لاَ صَبْرَ مَعَهُ

78-   وقال(عليه السلام) لرجل أفرط في الثناء عليه، وكان له مُتَّهماً: أَنَا دُونَ مَا تَقُولُ، وَفَوْقَ مَا فِي نَفْسِكَ.

79-  وقال(عليه السلام): بَقِيَّةُ السَّيْفِ أَبْقَى عَدَداً، وَأَكْثَرُ وَلَداً.

80- وقال(عليه السلام): مَنْ تَرَكَ قَوْلَ: لاَ أَدْري، أُصِيبَتْ مَقَاتِلُهُ.

81-  وقال(عليه السلام): رَأْيُ الشَّيْخِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَلَدِ الْغُلاَمِ.وَروي: مِنْ مَشْهَدِ الْغُلاَمِ.

82- وقال(عليه السلام): عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنَطُ وَمَعَهُ الاسْتِغْفَارُ.

83- وحكى عنه أبو جعفر محمد بن علي الباقر(عليهما السلام) أَنّه قال: كَانَ فِي الاَْرْضِ أَمَانَانِ مِنْ عَذَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَقَدْ رُفِعَ أَحَدُهُمَا، فَدُونَكُمُ الاْخَرَ فَتَمَسَّكُوا بِهِ:أَمَّا الاَْمَانُ الَّذِي رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللهُ(صلى الله عليه وآله).وَأَمَّا الاَْمَانُ الْبَاقِي فَالاْسْتِغْفَارْ، قَالَ اللهُ عزّوجلّ: (وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)

84-  وقال(عليه السلام): مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ.

85- وقال(عليه السلام): الْفَقِيهُ كُلُّ الْفَقِيهِ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْيِسْهُمْ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ مَكْرِاللهِ

86- وقال(عليه السلام): أَوْضَعُ الْعِلْمِ مَا وُقِفَ عَلَى اللِّسَانِ، وَأَرْفَعُهُ مَا ظَهَرَ فِي الْجَوَارِحِ وَالاَْرْكَانِ.

87- وقال(عليه السلام): إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الاَْبْدَانُ، فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ.

88-  وقال(عليه السلام): لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الْفِتْنَةِ، لاَِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَة، وَلكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ)، وَمَعْنَى ذلِكَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُهُمْ بِالاَْمْوَالِ وَالاَْوْلاَدِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِط لِرِزْقِهِ وَالرَّاضِي بِقِسْمِهِ، وإِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلكِن لِتَظْهَرَ الاَْفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، لاَِنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ وَيَكْرَهُ الاِْنَاثَ، وَبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ وَيَكْرَهُ انْثِلاَمَ الحَالِ.

89- وسئل(عليه السلام) وعن الخير ما هو؟فقال: لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يَكْثُرَ مَالُكَ وَوَلَدُكَ، وَلكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَكْثُرَ عِلْمُكَ، وَأَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ، وَأَنْ تُبَاهِيَ النَّاسَ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ، فَإِنْ أَحْسَنْتَ حَمِدْتَ اللهَ، وَإِنْ أَسَأْتَ اسْتَغْفَرْتَ اللهَ.وَلاَ خَيْرَ فِي الدُّنْيَا إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ: رَجُل أَذْنَبَ ذُنُوباً فَهُوَ يَتَدَارَكُهَا بِالتَّوْبَةِ، وَرَجُل يُسَارِعُ فِي الْخَيْرَاتِ. وَلاَ يَقِلُّ عَمَلٌ مَعَ التَّقْوَى، وَكَيْفَ يَقِلُّ مَا يُتَقَبَّلُ؟

90- وقال(عليه السلام): إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِالاَْنْبِيَاءِ أَعْلَمُهُمْ بِمَا جَاؤُوا بِهِ، ثُمَّ تَلاَ(عليه السلام): (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا واللهُ وَليُّ الْمُؤْمِنينَ)ثُمَّ قَالَ(عليه السلام): إِنَّ وَلِيَّ مُحَمَّد مَنْ أَطَاعَ اللهَ وإِنْ بَعُدَتْ لُحْمَتُهُ، وَإِنَّ عَدُوَّ مُحَمَّد مَنْ عَصَى اللهَ وَإِنْ قَرُبَتْ قَرَابَتُهُ!

91- وقال(عليه السلام) وقد سمع رجلاً من الحرورية يتهجّد ويقرأ، فقال: نَوْمٌ عَلَى يَقِين خَيْرٌ مِنْ صَلاَة فِي شَكّ.

92- وقال(عليه السلام): اعْقِلُوا الْخَبَرَ إِذَا سَمِعْتُمُوهُ عَقْلَ رِعَايَة لاَ عَقْلَ رِوَايَة، فَإِنَّ رُوَاةَ الْعِلْمِ كَثِيرٌ، وَرُعَاتَهُ قَلِيلٌ.

93- وقال(عليه السلام) وقد سمع رجلاً يقول: (إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
فقال: إِنَّ قَوْلَنا:
(إِنَّا لله) إِقْرَارٌ عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْمُلْكِ، وقولَنَا: (وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) إِقْرَارٌ عَلَى أَنْفُسِنَا بِالْهُلْكِ.

94- وقال(عليه السلام) وقد مدحه قوم في وجهه: اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعْلَمُ بِي مِنْ نَفْسِي، وَأَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِي مِنْهُمْ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ، وَاغْفِرْ لَنَا مَا لاَ يَعْلَمُونَ.

95- وقال(عليه السلام): لاَ يَسْتَقِيمُ قَضَاءُ الْحَوَائِجِ إِلاَّ بِثَلاَث: بِاسْتِصْغَارِهَا لِتَعْظُمَ، وَبِاسْتِكْتَامِهَا لِتَظْهَرَ،بِتَعْجِيلِهَا لِتَهْنَأَ.

96-  وقال(عليه السلام): يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُقَرَّبُ فِيهِ إِلاَّ الْمَاحِلُ، وَلاَ يُظَرَّفُ فِيهِ إِلاَّ الْفَاجِرُ، وَلاَ يُضَعَّفُ فِيهِ إِلاَّ الْمُنْصِفُ، يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ فِيهِ غُرْماً، وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً، وَالْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً عَلَى النَّاس! فَعِنْدَ ذلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ الامَاءِ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ، وَتَدْبِيرِ الْخِصْيَانِ!

97- ورُؤيَ عليه إزار خَلَقٌ مرقوع، فقيل له في ذلك.

فقال(عليه السلام): يَخْشَعُ لَهُ الْقَلْبُ، وَتَذِلُّ بِهِ النَّفْسُ، وَيَقْتَدِي بِهِ الْمُؤْمِنُونَ.

98- وقال(عليه السلام): إِنَّ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ، وَسَبِيلاَنِ مُخْتَلِفَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا وَتَوَلاَّهَا أَبْغَضَ الاْخِرَةَ وَعَادَاهَا، وَهُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، وَمَاش بَيْنَهُمَا، كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِد بَعُدَ مِنَ الاْخَرِ، وَهُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ!

99- وعن نوف البِكاليّ، قال: رأيت أميرالمؤمنين(عليه السلام) ذات ليلة، وقد خرج من فراشه، فنظر في النجوم فقال: يا نوف، أراقد أنت أم رامق؟فقلت: بل رامق يا أميرالمؤمنين.قال: يَا نَوْفُ، طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبِينَ فِي الاْخِرَةِ، أُولئِكَ
قَوْمٌ اتَّخَذُوا الاَْرْضَ بِسَاطاً، وَتُرَابَهَا فِرَاشاً، وَمَاءَهَا طِيباً، وَالْقُرْآنَ شِعَاراً، وَالدُّعَاءَ دِثَاراً، ثُمَّ قَرَضوا الدُّنْيَا قَرْضاً عَلَى مِنْهَاجِ الْمَسِيحِ.يَا نَوْفُ، إِنَّ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَامَ فِى مِثْلِ هذِهِ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ: إِنَّهَا سَاعَةٌ لاَ يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ إِلاَّ اسْتُجِيبَ لَهُ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَشَّاراًأَوْ عَرِيفاً أَوْ شُرْطِيّاًأَوْ صَاحِبَ عَرْطَبَة وهي الطنبور أَوْ صَاحِبَ كَوْبَة وهي الطبل، وقد قيل أيضاً: إنّ العَرْطَبَةَ: الطبلُ، والكوبةَ: الطنبور.

100- وقال(عليه السلام): إِنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْكُمُ فَرَائِضَ فَلاَ تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ لَكُمْ حُدُوداً فَلاَ تَعْتَدُوهَا، وَنَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلاَ تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ وَلَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً فَلاَ تَتَكَلَّفُوهَا.   

101- وقال(عليه السلام): لاَ يَتْرُكُ النَّاسُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ لاِسْتِصْلاَحِ دُنْيَاهُمْ إلاَّ فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْهُ.

102- وقال(عليه السلام): رُبَّ عَالِم قَدْ قَتَلَهُ جَهْلُهُ، وَعِلْمُهُ مَعَهُ لاَ يَنْفَعُهُ.

103- وقال(عليه السلام): لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ هذَا الاِْنْسَانِ بَضْعَةٌهِيَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ: وَذلِكَ الْقَلْبُ، وَلَهُ مَوَادّ مِنَ الْحِكْمَةِ وَأَضْدَادٌ مِنْ خِلاَفِهَا، فَإِنْ سَنَحَ لَهُ الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ، وَإِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْحِرْصُ،إِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الاَْسَفُ، وإِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ، وَإِنْ أَسْعَدَهُ الرِّضَى نَسِيَ التَّحَفُّظَ،إِنْ غَالَهُ الْخَوْفُ شَغَلَهُ الْحَذَرُ، وَإِن اتَّسَعَ لَهُ الاَْمْنُ اسْتَلَبَتْهُ الْغِرَّةُ، وَإِن أَصَابَتهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْجَزَعُ، وَإِنْ أَفَادَ مَالاً أَطْغَاهُ الغِنَى، وَإِنْ عَضَّتْهُ الْفَاقَةُ شَغَلَهُ الْبَلاَءُ، وَإِنْ جَهَدَهُ الْجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ، وإِنْ أَفْرَطَ بِهِ الشِّبَعُ كَظَّتْهُ الْبِطْنَةُ، فَكُلُّ تَقْصِير بِهِ مُضِرٌّ، وَكُلُّ إِفْرَاط لَهُ مُفْسِدٌ.

104- وقال(عليه السلام): نَحْنُ الُّنمْرُقَةُ الْوُسْطَى، بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي، وَإِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي.

105-  وقال(عليه السلام): لاَ يُقِيمُ أَمْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ إلاَّ مَنْ لاَ يُصَانِعُ، وَلاَ يُضَارِعُ، وَلاَ يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ

106- وقال(عليه السلام) وقد توفي سهل بن حُنَيْف الانصاري بالكوفة بعد مرجعه معه من صفين، وكان من أحبّ الناس إليه:لَوْ أَحَبَّنِي جَبَلٌ لَتَهَافَتَ.

107-  مَنْ أَحَبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَلْيَسْتَعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً.

108-  وقال(عليه السلام):لاَ مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ، وَلاَ وَحْدَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ، وَلاَ عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلاَ كَرَمَ كَالتَّقْوَى، وَلاَ قَرِينَ كَحُسْنِ الْخُلْقِ، وَلاَ مِيرَاثَ كَالاْدَبِ، وَلاَ قَائِدَ كَالتَّوْفِيقِ، وَلاَ تِجَارَةَ كَالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَلاَ رِبْحَ كَالثَّوَابِ، وَلاَ وَرَعَ كالْوُقُوفِ عِنْدَ الشُّبْهَةِ، وَلاَ زُهْدَ كَالزُّهْدِ فِي الْحَرَامِ، ولاَ عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ، وَلاَ عِبَادَةَ كَأَدَاءِ الْفَرائِضِ، وَلاَ إِيمَانَ كَالْحَيَاءِ وَالصَّبْرِ، وَلاَ حَسَبَ كَالتَّوَاضُعِ، وَلاَ شَرَفَ كَالْعِلْمِ، وَلاَ مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِن مُشَاوَرَة.

109- وقال(عليه السلام): إِذَا اسْتَوْلَى الصَّلاَحُ عَلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُل لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ خزْيَةٌ فَقَدْ ظَلَمَ! وَإِذَا اسْتَوْلَى الْفَسَادُ عَلَى الزَّمَانِ وأَهْلِهِ فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُل فَقَدْ غَرَّرَ!

110- وقيل له(عليه السلام): كيف نجدك يا أميرالمؤمنين؟فقال: كَيْفَ يَكُونُ مَنْ يَفْنَى بِبِقَائِهِ، وَيَسْقَمُ بِصِحَّتِهِ، وَيُؤْتَى مِنْ مَأْمَنِهِ!

111-  وقال(عليه السلام): كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَج بِالاِْحْسَان إلَيْهِ، وَمَغْرور بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ! وَمَا ابْتَلَى اللهُ أَحَداً بِمِثْلِ الاِْمْلاَءِ لَهُ.

112- وقال(عليه السلام): هَلَكَ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال وَمُبْغِضٌ قَال.

113- وقال(عليه السلام): إضَاعَةُ الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ.

114- وقال(عليه السلام): مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَثَلِ الْحَيَّةِ: لَيِّنٌ مَسُّهَا، وَالسُّمُّ النَّاقِعُ فِي جَوْفِهَا، يَهْوِي إِلَيْهَا الْغِرُّ الْجَاهِلُ، وَيَحْذَرُهَا ذُو اللُّبِّ الْعَاقِلُ!

115- وقال(عليه السلام) وقد سئل عن قريش: أَمَّا بَنُو مَخْزُوم فَرَيْحَانَةُ قُرَيْش، نُحِبُّ حَدِيثَ رِجَالِهِمْ، وَالنِّكَاحَ فِي نِسَائِهِمْ.وَأَمَّا بَنُو عَبْدِ شَمس فَأَبْعَدُهَا رَأْياً، وَأَمْنَعُهَا لِمَا وَرَاءَ ظُهُورِهَا.وَأَمَّا نَحْنُ فَأَبْذَلُ لِمَا فِي أَيْدِينَا، وَأَسْمَحُ عِنْدَ الْمَوْتِ بِنُفُوسِنَا.وَهُمْ أَكْثَرُ وَأَمْكَرُ وَأَنْكَرُ، وَنَحْنُ أَفْصَحُ وَأَنْصَحُ وَأَصْبَحُ.

116- وقال (عليه السلام): شَتَّانَ بَيْنَ عَمَلَيْنِ: عَمَل تَذْهَبُ لَذَّتُهُ وَتَبْقَى تَبِعَتُهُ، وَعَمَل تَذْهَبُ مَؤُونَتُهُ وَيَبْقَى أَجْرُهُ.

117- وتبع جنازة فسمع رجلاً يَضحك، فقال(عليه السلام): كَأَنَّ الْمَوْتَ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا كُتِبَ، وَكَأَنَّ الْحَقَّ فِيهَا عَلَى غَيْرِنَا وَجَبَ، وَكَأَنَّ الَّذِي نَرَى مِنَ الاَْمْوَاتِ سَفْرٌ عَمَّا قَلِيل إِلَيْنَا رَاجِعُونَ! نُبَوِّئُهُمْ أَجْدَاثَهُمْ،نَأْكُلُ تُرَاثَهُمْ، كَأَنَّا مُخَلَّدُونَ، قَدْ نَسِينَا كُلَّ وَاعِظ وَوَاعِظَة، وَرُمِينَا بِكُلِّ جَائِحَة!!

18- وقال(عليه السلام): طُوبَى لِمَنْ ذَلَّ فِي نَفْسِهِ، وَطَابَ كَسْبُهُ، وَصَلَحَتْ سَرِيرَتُهُ، وَحَسُنَتْ خَلِيقَتُهُ،أَنْفَقَ الْفَضْلَ مِنْ مَالِهِ، وَأَمْسَكَ الْفَضْلَ مِنْ لِسَانِهِ، وَعَزَلَ عَنِ النَّاسِ شَرَّهُ، وَوَسِعَتْهُ السُّنَّةُ، وَلَمْ يُنْسَبْ إِلَى الْبِدْعَةِ.

119- وقال(عليه السلام): غَيْرَةُ الْمَرْأَةِ كُفْرٌ، وَغْيْرَةُ الرَّجُلِ إيمَانٌ.

120- وقال(عليه السلام): لاََنْسُبَنَّ الاِْسْلاَمَ نِسْبَةً لَمْ يَنسُبْهَا أَحَدٌ قَبْلِي:الاِْسْلاَمُ هُوَ التَّسْلِيمُ، وَالتَّسْلِيمُ هُوَ الْيَقِينُ، وَالْيَقِينُ هُوَ التَّصْدِيقُ، وَالتَّصْدِيقُ هُوَ الاِْقْرَارُ، وَالاِْقْرَارُ هُوَ الاَْدَاءُ، وَالاَْدَاءُ هَوَ الْعَمَلُ.

121- وقال(عليه السلام): عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ، وَيَفُوتُهُ الْغِنَى الَّذِى إِيَّاهُ طَلَبَ، فَيَعِيشُ فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ، وَيُحَاسَبُ فِي الاْخِرَةِ حِسَابَ الاَْغْنِيَاءِ.

وَعَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الَّذِي كَانَ بِالامْسِ نُطْفَةً، وَيَكُونُ غَداً جِيفَةً.وَعَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِي اللهِ، وَهُوَ يَرَى خَلْقَ اللهِ.وَعَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ، وهُوَ يَرَى الْمَوْتَى.وَعَجِبْتُ لِمَن أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الاُْخْرَى، وَهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الاُْولَى.وَعَجِبْتُ لِعَامِر دَارَ الْفَنَاءِ، وَتَارِك دَارَ الْبَقَاءِ.

122- وقال(عليه السلام): مَنْ قَصَّرَ فِي الْعَمَلِ ابْتُلِيَ بِالْهَمِّ، وَلاَ حَاجَةَ لله فِيمَنْ لَيْسَ لله فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ نَصِيبٌ.

123- وقال(عليه السلام): تَوَقَّوا الْبَرْدَ فِي أَوَّلِهِ، وَتَلَقَّوْهُ فِي آخِرِهِ، فَإِنَّهُ يَفْعَلُ فِي الاَْبْدَانِ كَفِعْلِهِ فِي الاَْشْجَارِ، أَوَّلُهُ يُحْرِقُ وَآخِرُهُ يُورقُ.

124- وقال(عليه السلام): عِظَمُ الخالِقِ عِنْدَكَ يُصَغِّرُ الْـمَخْلُوقَ فِي عَيْنِكَ.

125- وقال(عليه السلام) وقد رجع من صفين، فأَشرف على القبور بظاهر الكوفة: يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ، وَالْـمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ، وَالْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ.يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ.أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الاَْزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وَأَمَّا الاَْمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ. هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ثم التفت إِلى أَصحابه فقال: أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلاَمِ لاََخْبَرُوكُمْ أَنَّ (خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)

126- وقال(عليه السلام) وقد سمع رجلاً يذم الدنيا: أَيُّهَا الذَّامُّ للدُّنْيَا، الْمُغْتَرُّ بِغُرُرِهَا، الْـمَخْدُوعُ بِأَبَاطِيلِهَا! أَتَغْتَرُّ بِالدُّنْيَا ثُمَّ تَذُمُّهَا؟ أَ أَنْتَ الْمُتَجَرِّمُ عَلَيْهَا، أَمْ هِيَ الْمُتَجَرِّمَةُ عَلَيْكَ؟ مَتَى اسْتَهْوَتْكَ، أَمْ مَتى غَرَّتْكَ؟ أَبِمَصَارِعِ آبَائِكَ مِنَ الْبِلَى، أَمْ بِمَضَاجِعِ أُمَّهَاتِكَ تَحْتَ الثَّرَى؟ كَمْ عَلَّلْتَ بِكَفَّيْكَ، وَكَمْ مَرَّضْتَ بِيَدَيْكَ! تَبْغِي لَهُمُ الشِّفَاءَ، وَتَسْتَوْصِفُ لَهُمُ الاَْطِبَّاءَ، لَمْ يَنْفَعْ أَحَدَهُمْ إِشْفَاقُكَ، وَلَمْ تُسْعَفْ فِيهِ بِطِلْبَتِكَ، وَلَمْ تَدْفَعْ عَنْهُ بِقُوَّتِكَ! قَدْ مَثَّلَتْ لَكَ بِهِ الدُّنْيَا نَفْسَكَ، وَبِمَصْرَعِهِ مَصْرَعَكَ.إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ صِدْق لِمَنْ صَدَقَهَا، وَدَارُ عَافِيَة لِمَنْ فَهِمَ عَنْهَا، وَدَارُ غِنىً لِمَنْ تَزَوَّدَ مِنْهَا، وَدَارُ مَوْعِظَة لِمَنْ اتَّعَظَ بِهَا، مَسْجِدُ أَحِبَّاءِ اللهِ، وَمُصَلَّى مَلاَئِكَةِ اللهِ، وَمَهْبِطُ وَحْيِ اللهِ، وَمَتْجَرُ أَوْلِيَاءِ اللهِ، اكْتَسَبُوا فِيهَاالرَّحْمَةَ، وَرَبِحُوا فِيهَا الْجَنَّةَ.فَمَنْ ذَا يَذُمُّهَا وَقَدْ آذَنَتْ بِبَيْنِهَا، وَنَادَتْ بِفِراقِهَا، وَنَعَتْ نَفْسَهَا وَأَهْلَهَا، فَمَثَّلَتْ لَهُمْ بِبَلاَئِهَا الْبَلاَءَ،شَوَّقَتْهُمْ بِسُرُورِهَا إِلَى السُّرُورِ؟! رَاحَتْ بِعَافِيَة، وَابْتَكَرَتْ بِفَجِيعَة، ترغِيباً وَتَرْهِيباً، وَتَخْوِيفاً وَتَحْذِيراً، فَذَمَّهَا رِجَالٌ غَدَاةَ النَّدَامَةِ، وَحَمِدَهَا آخَرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ذَكَّرَتْهُمُ الدُّنْيَا فَذَكَرُوا، وَحَدَّثَتْهُمْ فَصَدَّقُوا، وَوَعَظَتْهُمْ فَاتَّعَظُوا.

127- وقال(عليه السلام): إِنَّ لله مَلَكاً يُنَادِي فِي كُلِّ يَوْم: لِدُوا لِلْمَوْتِ، وَاجْمَعُوا لِلْفَنَاءِ، وَابْنُوا لِلْخَرَابِ.

128- وقال(عليه السلام): الدُّنْيَا دَارُ مَمَرٍّ إلى دَارِ مَقَرٍّ، وَالنَّاسُ فِيهَا رَجُلاَنِ: رَجُلٌ بَاعَ نَفْسَهُ فَأَوْبَقَهَا، وَرَجُلٌ ابْتَاعَ نَفْسَهُ فَأَعْتَقَهَا.

129- وقال(عليه السلام): لاَ يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلاَث: فِي نَكْبَتِهِ، وَغَيْبَتِهِ، وَوَفَاتِهِ.

130-  وقال(عليه السلام): مَنْ أُعْطِيَ أَرْبعاً لَمْ يُحْرَمْ أَرْبَعاً: مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الاِْجَابَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ التَّوْبَةَ لَمْ يُحْرَمِ الْقَبُولَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الاِْسْتِغْفَارَ لَمْ يُحْرَمِ الْمَغْفِرَةَ، وَمَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُحْرَمِ الزِّيَادَةَ.

131- وقال(عليه السلام): الصَّلاَةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِيّ، وَالْحَجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيف، وَلِكُلِّ شَيْء زَكَاةٌ، وَزَكَاةُ الْبَدَنِ الصِّيَامُ، وَجِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ.

132- وقال(عليه السلام): اسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ، ومَنْ أَيْقَنَ بِالْخَلَفِ جَادَ بِالْعَطِيَّةِ.

133- وقال(عليه السلام): تَنْزِلُ الْمَعُونَةُ عَلَى قَدْرِ الْمَؤُونَةِ.

134- وقال(عليه السلام): مَا عَالَ امرؤٌ اقْتَصَدَ.

135-  وقال(عليه السلام): قِلَّةُ الْعِيَالِ أَحَدُ الْيَسَارَيْنِ، وَالتَّوَدُّدُ نِصْفُ الْعَقْلِ، وَالْهَمُّ نِصْفُ الْهَرَمِ.

136- وقال(عليه السلام): يَنْزِلُ الصَّبْرُ عَلَى قَدْرِ الْمُصِيبَةِ، وَمَنْ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ حَبِطَ أجْرُهُ.

137- وقال(عليه السلام): كَمْ مِنْ صَائِم لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلاَّ الظَّمَأُ، وَكَمْ مِنْ قَائِم لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلاَّ الْعَنَاءُ، حَبَّذَا نَوْمُ الاَْكْيَاسِ وَإِفْطَارُهُمْ!

138- وقال(عليه السلام): سُوسُوا إِيمَانَكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَادْفَعُوا أَمْواجَ الْبَلاَءِ بِالدُّعَاءِ.

139- ومن كلام له(عليه السلام) لكُمَيْل بن زياد النخعي:قال كُمَيْل بن زياد: أخذ بيدي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، فأخرجني إلى الجبّان، فلمّا أصحر تنفّس الصّعَدَاء، ثمّ قال:يَا كُمَيْل بْن زِيَاد، إِنَّ هذهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ:النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاة، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ، أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِق، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيح، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْن وَثِيق.

يَا كُمَيْلُ، الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ: الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ المَالَ، وَالْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ، وَالْعِلْمُ يَزْكُو عَلَى الاِْنْفَاقِ، وَصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ.يَا كُمَيْل بْن زِيَاد، مَعْرِفَةُ الَعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ، بِهِ يَكْسِبُ الاِْنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وَجَمِيلَ الاُْحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ، وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ.يَا كُمَيْل بْن زِياد، هَلَكَ خُزَّانُ الاَْمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعَُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ: أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ،أَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ.هَا إِنَّ ها هُنَا لَعِلْماً جَمّاً (وَأَشَارَ إِلى صَدره) لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً! بَلَى أَصَبْتُ لَقِناًغَيْرَ مَأْمُون عَلَيْهِ، مُسْتَعْمِلاً آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا، وَمُسْتَظْهِراً بِنِعَمَ اللهِ عَلَى عِبادِهِ، وَبِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ، أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ، لاَ بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ، يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لاَِوَّلِ عَارِض مِنْ شُبْهَة.أَلاَ لاَ ذَا وَلاَ ذَاكَ! أَوْ مَنْهُوماً بِالَّلذَّةِ، سَلِسَ الْقِيَادِ للشَّهْوَةِ، أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ وَالاِْدِّخَارِ، لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْء، أَقْرَبُ شَيْء شَبَهاً بِهِمَا الاَْنَعَامُ السَّائِمَةُ! كَذلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ.اللَّهُمَّ بَلَى! لاَ تَخْلُو الاَْرْضُ مِنْ قَائِم لله بِحُجَّة، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، أوْ خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللهِ وَبَيِّنَاتُهُ.وَكَمْ ذَا وَأَيْنَ أُولئِكَ؟ أُولئِكَ ـ وَاللَّهِ ـ الاَْقَلُّونَ عَدَداً، وَالاَْعْظَمُونَ قَدْراً، يَحْفَظُ اللهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَبَيِّنَاتِهِ، حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ، هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ، وَبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ، وَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَان أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْـمَحَلِّ الاَْعْلَى، أُولئِكَ خُلَفَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ، وَالدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ، آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ!انْصَرِفْ إذَا شِئْتَ.

140- وقال(عليه السلام): الْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ.

141- وقال(عليه السلام): هَلَكَ امْرُؤُ لَمْ يَعْرِفْ قَدْرَهُ

142- وقال(عليه السلام) لرجل سأَله أَن يعظه: لاَ تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو الاْخِرَةَ بِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَيُرَجِّي التَّوْبَةَ بِطُولِ الاَْمَلِ، يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ، وَيَعْمَلُ فِيهَا بَعَمَلِ الرَّاغِبِينَ، إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ، وَإِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ، يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ، وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيَما بَقِيَ، يَنْهَى وَلاَ يَنْتَهِي، وَيَأْمُرُ بِمَا لاَ يَأْتِي، يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلاَ يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ، وَيُبْغِضُ الْمُذْنِبِينَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ، وَيُقِيمُ عَلَى مَا يَكْرَهُ الْمَوْتَ لَهُ، إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِماً، وَإِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِياً، يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عوفِيَ، وَيَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِيَ، إِنْ أَصَابَهُ بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَرّاً، وإِنْ نَالَهُ رَخَاءُ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً، تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ، وَلاَ يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ، يَخَافُ عَلَى غْيَرِهِ بِأَدْنىَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَيَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ، إِنْ اسْتَغْنَى بَطِرَ وَفُتِنَ، وَإِنِ افْتقَرَ قَنِطَ وَوَهَنَ، يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ، وَيُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ، إِنْ عَرَضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ أَسْلَفَ الْمَعْصِيَةَ وَسَوَّفَ التَّوْبَةَ، وَإِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ انْفَرَجَ عَنْ شَرَائِطِ الْمِلَّةِ، يَصِفُ الْعِبْرَةَ وَلاَ يَعْتَبرُ، وَيُبَالِغُ فِي الْمَوْعِظَةِ وَلاَ يَتَّعِظُ، فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ، وَمِنَ الْعَمَلِ مُقِلٌّ، يُنَافِسُ فِيَما يَفْنَى، وَيُسَامِحُ فِيَما يَبْقَى، يَرَى الْغُنْمَ مغْرَماً، وَالْغُرْمَ مَغْنَماً، يخشَى الْمَوْتَ وَلاَ يُبَادِرُ الْفوْتَ، يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ، وَيَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِرُهُ مِنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ، فَهُوَ عَلَى النَّاسِ طَاعِنٌ، وَلِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ، اللَّهْوُ مَعَ الاَْغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ، يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ وَلاَ يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ، يُرْشِدُ غَيْرَهُ يُغْوِي نَفْسَهُ، فَهُوَ يُطَاعُ وَيَعْصِي، وَيَسْتَوْفِي وَلا يُوفِي، وَيَخْشَى الْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ، وَلاَ يَخْشَى رَبَّهُ فِي خَلْقِهِ.

143- وقال(عليه السلام): لِكُلِّ امْرِىء عَاقِبَةٌ حُلْوَةٌ أَوْ مُرَّةٌ.

144- وقال(عليه السلام): لِكُلِّ مُقْبِل إِدْبَارٌ، وَمَا أَدْبَرَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ.

145-  وقال(عليه السلام): لاَ يَعْدَمُ الصَّبُورُ الظَّفَرَ وَإِنْ طَالَ بِهِ الزَّمَانُ.

146- وقال(عليه السلام): الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْم كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ، وَعَلَى كُلِّ دَاخِل فِي بَاطِل إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ.

147- وقال(عليه السلام): اعْتَصِمُوا بِالذِّمَمِ فِي أَوْتَادِهَا.

148- وقال(عليه السلام): عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ مَنْ لاَ تُعْذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ.

149- وقال(عليه السلام): قَدْ بُصّرْتُمْ إِنْ أَبْصَرْتُمْ، وَقَدْ هُدِيتُمْ إِنِ اهْتَدَيْتُمْ، وأُسْمِعْتُمْ إِنِ اسْتَمَعْتُمْ.

150- وقال(عليه السلام): عَاتِبْ أَخَاكَ بِالاِْحْسَانِ إِلَيْهِ، وَارْدُدْ شَرَّهُ بِالاِْنْعَامِ عَلَيْهِ.

151- وقال(عليه السلام): مَنْ وَضَعَ نَفْسَهُ مَوَاضِعَ التُّهَمَةِ فَلاَ يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.

152-  وقال(عليه السلام): مَنْ مَلَكَ استأْثَرَ، وَمَنِ اسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيرَةُ بِيَدِهِ.

153- وقال(عليه السلام): الْفَقْرُ الْمَوْتُ الاَْكْبَرُ.

154- وقال(عليه السلام): مَنْ قَضَى حَقَّ مَنْ لاَ يَقْضِي حَقَّهُ فَقَدْ عَبَدَهُ.

155- وقال(عليه السلام): لاَ طَاعَةَ لَِمخْلُوق فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ.

156- وقال(عليه السلام): لاَ يُعَابُ الْمَرْءُ بِتَأْخِيرِ حَقِّهِ، إِنَّمَا يُعَابُ مَنْ أَخَذَ مَا لَيْسَ لَهُ.

157- وقال(عليه السلام): الاِْعْجَابُ يَمْنَعُ مِنَ الاْزْدِيَادَ.

158- وقال(عليه السلام): الاَْمْرُ قَرِيبٌ وَالاْصْطِحَابُ قَلِيلٌ.

159- وقال(عليه السلام): قَدْ أَضَاءَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ.

160- وقال(عليه السلام): تَرْكُ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ.

161-  وقال(عليه السلام): كَمْ مِنْ أَكْلَة مَنَعَتْ أَكَلاَت!

162- وقال(عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.

163- وقال(عليه السلام): مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الاْرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَاَ.

164- وقال(عليه السلام): مَن أَحَدَّ سِنَانَ الْغَضَبِ لله قَوِيَ عَلَى قَتْلِ أَشِدَّاءِ الْبَاطِلِ.

165- وقال(عليه السلام): إِذَا هِبْتَ أَمْراًفَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ.

166- وقال(عليه السلام): آلَةُ الرِّيَاسَةِ سَعَةُ الصَّدْرِ.

167- وقال(عليه السلام): ازْجُرِ الْمُسِيءَ بِثوَابِ الْـمُحْسِنِ.

168- وقال(عليه السلام): احْصُدِ الشَّرَّ مِنْ صَدْرِ غَيْرِكَ بِقَلْعِهِ مِنْ صَدْرِكَ.

169-  وقال(عليه السلام): اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْيَ.

170- وقال(عليه السلام): الطَّمَعُ رِقٌّ مُؤَبَّدٌ.

171- وقال(عليه السلام): ثَمَرَةُ التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ، وَثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلاَمَةُ.

172- وقال(عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقوْلِ بِالْجَهْلِ.

173- وقال(عليه السلام): مَا اخْتَلَفَتْ دَعْوَتَانِ إِلاَّ كَانَتْ إِحْدَاهُمَا ضَلاَلَةً.

174- وقال(عليه السلام): مَا شَكَكْتُ فِي الْحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ.

175- وقال(عليه السلام): مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِّبْتُ، وَلاَ ضَلَلْتُ وَلاَ ضُلَّ بِي.

176- وقال(عليه السلام): لِلظَّالِمِ الْبَادِي غَداً بِكَفِّهِ عَضَّةٌ.

177- وقال(عليه السلام): الرَّحِيلُ وَشِيكٌ.

178- وقال(عليه السلام): مَنْ أَبْدى صَفْحَتَهُ لِلْحَقِّ هَلَكَ.

179- وقال(عليه السلام): مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الصَّبْرُ أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ.

180-   وقال(عليه السلام): وَاعَجَبَاهُ! أَتَكُونُ الْخِلاَفَةَ بِالصَّحَابَةِ وَلاَتَكُونُ بِالصَّحَابةِ وَالْقَرَابَةِ؟و روي له شعر في هذا المعنى، وهو:

فَإِنْ كُنْتَ بِالشُّورَى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ

 

فَكَيْفَ بِهذَا وَالْمُشِيرُونَ غُيَّبُ؟

وَإِنْ كنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ
 خَصِيمَهُمْ

 

فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَأَقْرَبُ

181-  وقال(عليه السلام): إِنَّمَا الْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا غَرَضٌ تَنْتَضِلُ فِيهِ الْمَنَايَا،
وَنَهْبٌ تُبَادِرُهُ الْمَصَائِبُ، وَمَعَ كُلِّ جُرْعَة شَرَقٌ، وَفِي كُلِّ أَكْلَة غَصَصٌ، وَلاَ يَنَالُ الْعَبْدُ نِعْمَةً إِلاَّ بِفِرَاقِ أُخْرَى، وَلاَ يَسْتَقْبِلُ يَوْماً مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ بِفِرَاقِ آخَرَ مِنْ أَجَلِهِ.فَنَحْنُ أَعْوَانُ الْمَنُونِ، وَأَنْفُسُنَا نَصْبُ الْحُتُوفِ، فَمِنْ أَيْنَ نَرْجُوا الْبَقَاءَ وَهذَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَمْ يَرْفَعَا مِنْ شَيْء شَرَفاً إِلاَّ أَسْرَعَا الْكَرَّةَ فِي هَدْمِ مَا بَنَيَا، وَتَفْرِيقِ مَا جَمَعا؟!

182- وقال(عليه السلام): يَابْنَ آدَمَ مَا كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ، فَأَنْتَ فِيهِ خَازِنٌ لِغَيْرِكَ.

183- وقال(عليه السلام): إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالاً وَإِدْبَاراً، فَأْتُوهَا مِنْ قِبَلِ شهوتها وإقبالها ، فان القلب إذا اكره عمي

184-  وكان(عليه السلام) يقول: مَتَى أَشْفِي غَيْظِي إِذَا غَضِبْتُ؟ أَحِينَ أَعْجِزُ عَنِ الاْنْتِقَامِ فَيُقَالُ لِي: لَوْ صَبَرْتَ؟ أَمْ حِينَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ فَيُقَالُ لي: لَوْ عَفَوْتَ.

185- وقال(عليه السلام) وقد مرّ بقذر على مزبلة: هذا مَا بَخِلَ بِهِ الْبَاخِلُونَ.
و روي في خبر آخر أَنه قال: هذَا مَا كُنْتُمْ تَتَنَافَسُونَ فِيهِ بِالاَْمْسِ!

186- وقال(عليه السلام): لَمْ يَذْهَبْ مِنْ مَالِكَ مَا وَعَظَكَ.

187- وقال(عليه السلام): إِنَّ هذِهِ الْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الاَْبْدَانُ، فَابْتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ.

188- وقال(عليه السلام) لما سمع قول الخوارج ـ لا حكم إِلاَّ للهِ ـ : كَلِمَةُ حَقّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ.

189- وقال(عليه السلام) في صفة الْغوغاء: هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا غَلَبُوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا.

وقيل: بل قال: هُمُ الَّذِينَ إِذَا اجْتَمَعُوا ضَرُّوا، وَإِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا.فقيل: قد علمنا مضرة اجتماعهم، فما منفعة افتراقهم؟فقال: يَرْجِعُ أَصْحَابُ الْمِهَنِ إِلَى مِهَنِهِمْ، فَيَنْتَفِعُ النَّاسُ بِهِمْ، كَرُجُوعِ الْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِهِ، وَالنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِهِ، وَالْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِهِ.

190-   وقال(عليه السلام)وقد أُتي بجان ومعه غوغاءُ: لاَ مَرْحَباً بِوُجُوه لاَ تُرى إِلاَّ عِنْدَ كُلِّ سَوْأَة.

191- وقال(عليه السلام): إِنَّ مَعَ كُلِّ إِنْسَان مَلَكَيْنِ يَحْفَظَانِهِ، فَإِذَا جَاءَ الْقَدَرُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، وَإِنَّ الاَْجَلَ جُنَّةٌ حَصِينَةٌ.

192- وقال(عليه السلام)، وقد قال له طلحة والزبير: نبايعك على أَنّا شركاؤُكَ في هذا الاَمر.فقال: لاَ، وَلكِنَّكُمَا شَرِيكَانِ فِي الْقُّوَّةَ وَالاِْسْتَعَانَةِ، وَعَوْنَانِ عَلَى الْعَجْزِ وَالاَْوَدِ.

193- وقال(عليه السلام): أَيُّهَا النَّاسُ، اتّقُوا اللهَ الَّذِي إِنْ قُلْتُمْ سمِعَ، وَإِنْ أَضْمَرْتُمْ عَلِمَ، وَبَادِرُوا الْمَوْتَ الَّذِي إِنْ هَرَبْتُمْ أَدْرَكَكُمْ، وَإِنْ أَقَمْتُمْ أَخَذَكُمْ، وَإِنْ نَسِيتُمُوهُ ذَكَرَكُمْ.

194- وقال(عليه السلام): لاَ يُزَهِّدَنَّكَ فِي الْمَعْرُوفِ مَنْ لاَ يَشْكُرُهُ لَكَ، فَقَدْ يَشْكُرُكَ عَلَيْهِ مَنْ لاَ يَسْتَمْتِعُ بِشَيْء مِنْهُ، وَقَدْ تُدْرِكُ مِنْ شُكْرِ الشَّاكِرِ أَكْثَرَ مِمَّا أَضَاعَ الْكَافِرُ، (وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ)

195-  وقال(عليه السلام): كُلُّ وِعَاء يَضِيقُ بِمَا جُعِلَ فِيهِ إِلاَّ وِعَاءَ الْعِلْمِ، فَإِنَّهُ يَتَّسِعُ.

196- وقال(عليه السلام): أَوَّلُ عِوَضِ الْحَلِيمِ مِنْ حِلْمِهِ أَنَّ النَّاسَ أَنْصَارُهُ عَلَى الْجَاهِلِ.

197- وقال(عليه السلام): إِنْ لَمْ تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَنْ تَشَبَّهَ بَقَوْم إِلاَّ أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ.

198- وقال(عليه السلام): مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ رَبِحَ، وَمَنْ غَفَلَ عَنْهَا خَسِرَ، وَمَنْ خَافَ أَمِنَ، وَمَنِ اعْتَبَرَ أَبْصَرَ،مَنْ أَبْصَرَ فَهِمَ، وَمَنْ فَهِمَ عَلِمَ.

199- وقال(عليه السلام): لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلَى وَلَدِهَا. و تلا عقيب ذلك: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)

200- وقال(عليه السلام): اتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ مَنْ شَمَّرَ تَجْرِيداً، وَجَدَّ تَشْمِيراً، وَكَمَّشَ فِي مَهَل، وَبَادَرَ عَنْ وَجَل،نَظَرَ فِي كَرَّةِ الْمَوْئِلِ، وَعَاقِبَةِ الْمَصْدَرِ، وَمَغَبَّةِ الْمَرْجِعِ.

202-  وقال(عليه السلام): الْجُودُ حَارِسُ الاَْعْرَاضِ، وَالْحِلْمُ فِدَامُالسَّفِيهِ، وَالْعَفْوُ زَكَاةُ الظَّفَرِ، وَالسُّلُوُّ عِوَضُكَ مِمَّنْ غَدَرَ، وَالاْسْتِشَارَةُ عَيْنُ الْهِدَايَةِ وَقَد خَاطَرَ مَنِ اسْتَغْنَى بِرَأْيِهِ، وَالصَّبْرُ يُنَاضِلُ الْحِدْثَانَ، والْجَزَعُ مِنْ أَعْوَانِ الزَّمَانِ، وَأَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى، وَكَمْ مِنْ عَقْل أَسيِر تَحْتَ هَوَى أَمِير! وَمِنَ التَّوْفِيقِ حِفْظُ التَّجْرِبَةِ، وَالْموَدَّةُ قَرَابَةٌ مُسْتَفَادَةٌ، وَلاَ تَأْمَنَنَّ مَلُولاً.

202-  وقال(عليه السلام): عُجْبُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ أَحَدُ حُسَّادِ عَقْلِهِ.

203- وقال(عليه السلام): أَغْضِ عَلَى الْقَذَى وَالاَْلَمِ تَرْضَ أَبَداً.

204- وقال(عليه السلام): مَنْ لاَنَ عُودُهُ كَثُفَتْ أَغْصَانُهُ

205- وقال(عليه السلام): الْخِلاَفُ يَهْدِمُ الرَّأْيَ.

206- وقال(عليه السلام): مَنْ نَالَ اسْتَطَالَ.

207- . وقال(عليه السلام): فِي تَقَلُّبِ الاَْحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ.

208- وقال(عليه السلام): حَسَدُ الصَّدِيقِ مِنْ سُقْمِ الْمَوَدَّةِ

209- وقال(عليه السلام): أَكْثَرُ مَصَارِعِ الْعُقُولِ تَحْتَ بُرُوقِ الْمَطَامِعِ.

210- وقال(عليه السلام): لَيْسَ مِنَ الْعَدْلِ الْقَضَاءُ عَلَى الثِّقَةِ بِالظَّنِّ.

211- وقال(عليه السلام): بِئْسَ الزَّادُ إِلَى الْمَعَادِ الْعُدْوَانُ عَلَى الْعِبَادِ.

212- وقال(عليه السلام): مِنْ أَشْرَفِ أَفْعَالِ الْكَرِيمِ غَفْلَتُهُ عَمَّا يَعْلَمُ.

213- وقال(عليه السلام): مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ.

214- وقال(عليه السلام): بِكَثْرَةِ الصَّمْتِ تَكُونُ الْهَيْبَةُ، وَبِالنَّصَفَةِ يَكْثُرُ الْمُوَاصلُونَ، وَبالاِْفْضَالِ تَعْظُمُ الاَْقْدَارُ، وَبِالتَّوَاضُعِ تَتِمُّ النِّعْمَةُ، وَبِاحْتَِمالِ الْمُؤَنِ يَجِبُ السُّؤْدَدُ، وَبِالسِّيرَةِ الْعَادِلَةِ يُقْهَرُ الْمُنَاوِىءُ،بِالْحِلْمِ عَنِ السَّفِيهِ تَكْثُرُ الاَْنْصَارُ عَليْهِ.

215-  وقال(عليه السلام): الْعَجَبُ لِغَفْلَةِ الْحُسَّادِ عَنْ سَلاَمَةِ الاَْجْسَادِ!
216- وقال(عليه السلام): الطَّامِعُ فِي وِثَاقِ الذُّلِّ.

217- وقال(عليه السلام) وقد سئل عن الاِيمان: الاِْيمَانُ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وعَمَلٌ بِالاَْرْكَانِ.

218- وقال(عليه السلام): مَنْ أَصْبَحَ عَلَى الدُّنْيَا حَزِيناً فَقَدْ أَصْبَحَ لِقَضَاءِ اللهِ سَاخِطاً، وَمَنْ أَصْبَحَ يَشَكُو مُصِيبَةً نَزَلَتْ بِهِ فَقَدْ أَصْبَحَ يَشْكُو رَبَّهُ، وَمَنْ أَتى غَنِيَّاً فَتَوَاضَعَ لِغِنَاهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَهُوَ مِمَّنْ كَانَ يَتَّخِذُ آيَاتِ اللهِ هُزُواً، وَمَنْ لَهِجَ قَلْبُهُ بِحُبِّ الدُّنْيَا الْتَاطَ  قَلْبُهُ مِنْهَا بِثَلاَث: هَمٍّ لاَ يُغِبُّهُ، وَحِرْص لاَ يَتْرُكُه، وَأَمَل لاَ يُدْرِكُهُ. 219- وقال(عليه السلام): كَفَى بِالْقَنَاعَةِ مُلْكاً، وَبِحُسْنِ الْخُلُقِ نَعِيماً.

220- وسئل(عليه السلام) عن قوله تعالى: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)، فَقَالَ: هِيَ الْقَنَاعَةُ. 221- وقال(عليه السلام): شَارِكُوا الَّذِي قَدْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ الرِّزْقُ، فَإِنَّهُ أَخْلَقُ لِلْغِنَى، وَأَجْدَرُ بِإِقْبَالِ الْحَظِّ عَلَيْهِ.

222- وقال(عليه السلام) في قول الله تعالى (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالاِْحْسَانِ): الْعَدْلُ الاِْنْصَافُ، وَالاِْحْسَانُ التَّفَضُّلُ.

 261 - وقال عليه السلام ( لما بلغه إغارة أصحاب معاوية على الانبار فخرج بنفسه ماشيا حتى أتى النخيلة فأدركه الناس وقالوا يا أمير المؤمنين نحن نكفيكهم ) فقال عليه السلام : والله ما تكفونني أنفسكم فكيف تكفونني غيركم . إن كانت الرعايا قبلي لتشكو حيف رعاتها ، وإنني اليوم لاشكو حيف رعيتي ، كأنني المقود وهم القادة ، إو الموزوع وهم الوزعة ( فلما قال عليه السلام هذا القول ، في كلام طويل قد ذكرنا مختاره في جملة الخطب ، تقدم إليه رجلان من أصحابه فقال أحدهما : إني لا أملك إلا نفسي وأخي فمرنا بأمرك يا أمير المؤمنين ننفذ له ) قال عليه السلام : وأين تقعان مما أريد ؟

262 - ( وقيل إن الحارث بن حوت أتاه فقال : أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة) فقال عليه السلام : يا حارث إنك نظرت تحتك ولم تنظر فوقك فحرت إنك لم تعرف الحق فتعرف أهله ، ولم تعرف الباطل فتعرف من أتاه . فقال الحارث : فإني أعتزل مع سعيد بن مالك وعبد الله بن عمر فقال عليه السلام : إن سعيدا وعبد الله بن عمر لم ينصرا الحق ولم يخذلا الباطل

263 - وقال عليه السلام : صاحب السلطان كراكب الاسد يغبط بموقعه وهو أعلم بموضعه

264 - وقال عليه السلام : أحسنوا في عقب غيركم تحفظوا في عقبكم

265 - وقال عليه السلام : إن كلام الحكماء إذا كان صوابا كان دواء ، وإذا كان خطأ كان داء

  266 - ( وسأله رجل أن يعرفه الايمان ) فقال عليه السلام : إذا كان الغد فأتني حتى أخبرك على أسماع الناس ، فإن نسيت مقالتي حفظها عليك غيرك ، فإن الكلام كالشاردة ينقفها هذا ويخطئها هذا

267 - وقال عليه السلام : يا ابن آدم لا تحمل هم يومك الذي لم يأتك على يومك الذي قد أتاك ، فإنه إن يك من عمرك يأت الله فيه برزقك

268 - وقال عليه السلام : أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما

269 - وقال عليه السلام : الناس للدنيا عاملان : عامل عمل للدنيا قد شغلته دنياه عن آخرته يخشى على من يخلفه الفقر ويأمنه على نفسه فيفني عمره في منفعة غيره ، وعامل عمل في الدنيا لما بعدها فجاءه الذي له من الدنيا بغير عمل ، فأحرز الحظين معا ، وملك الزادين جميعا ، فأصبح وجيها عند الله لا يسأل الله حاجة فيمنعه

270 - ( وروي أنه ذكر عند عمر بن الخطاب في أيامه حلى الكعبة وكثرته ، فقال قوم لو أخذته فجهزت به جيوش المسلمين كان أعظم للاجر ، وما تصنع الكعبة بالحلى ؟ فهم عمر بذلك ، وسأل أمير المؤمنين عليه السلام . فقال عليه السلام : إن القرآن أنزل على النبي صلى الله عليه وآله والاموال أربعة : أموال المسلمين فقسمها بين الورثة في الفرائض ، والفئ فقسمه على مستحقيه ، والخمس فوضعه الله حيث وضعه ، والصدقات فجعلها الله حيث جعلها . وكان حلى الكعبة فيها يومئذ ، فتركه الله على حاله ولم يتركه نسيانا ، ولم يخف عليه مكانا فأقره حيث أقره الله ورسوله . فقال له عمر : لولاك لافتضحنا ، وترك الحلي بحاله

 271 - ( وروي أنه عليه السلام رفع إليه رجلان سرقا من مال الله : أحدهما عبد من مال الله ، والآخر من عروض الناس فقال عليه السلام : أما هذا فهو من مال الله ولا حد عليه . مال الله أكل بعضه بعضا ، وأما الآخر فعليه الحد فقطع يده

272 - وقال عليه السلام : لو قد استوت قدماي من هذه المداحض لغيرت أشياء

273 - وقال عليه السلام : اعلموا علما يقينا أن الله لم يجعل للعبد وإن عظمت حيلته واشتدت طلبته وقويت مكيدته أكثر مما سمى له في الذكر الحكيم ، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمى له في الذكر الحكيم . والعارف لهذا العامل به أعظم الناس راحة في منفعة . والتارك له الشاك فيه أعظم الناس شغلا في مضرة ورب منعم عليه مستدرج بالنعمى ، ورب مبتلى مصنوع له بالبلوى . فزد أيها المستمع في شكرك ، وقصر من عجلتك ، وقف عند منتهى رزقك

274 - وقال عليه السلام : لا تجعلوا علمكم جهلا ويقينكم شكا إذا علمتم فاعملوا ، وإذا تيقنتم فأقدموا

275 - وقال عليه السلام : إن الطمع مورد غير مصدر ، وضامن غير وفي ، وربما شرق شارب الماء قبل ريه ، وكلما عظم قدر الشئ المتنافس فيه عظمت الرزية لفقده . والاماني تعمي أعين البصائر . والحظ يأتي من لا يأتيه

276 - وقال عليه السلام : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لامعة العيون علانيتي وتقبح فيما أبطن لك سريرتي ، محافظا على رئاء الناس من نفسي بجميع ما أنت مطلع عليه مني ، فأبدئ للناس حسن ظاهري وأفضي إليك بسوء عملي تقربا إلى عبادك ، وتباعدا من مرضاتك

277 - وقال عليه السلام : لا والذي أمسينا منه في غبر ليلة دهماء تكشر عن يوم أغر ماكان كذا وكذا

278 - وقال عليه السلام : قليل تدوم عليه أرجى من كثير مملول

279 - وقال عليه السلام : إذا أضرت النوافل بالفرائض فارفضوها

280 - وقال عليه السلام : من تذكر بعد السفر استعد

281 - وقال عليه السلام : ليست الروية كالمعاينة مع الابصار. فقد تكذب العيون أهلها ولا يغش العقل من استنصحه

282 - وقال عليه السلام : بينكم وبين الموعظة حجاب من الغرة

283  - وقال عليه السلام : جاهلكم مزداد وعالمكم مسوف

284 - وقال عليه السلام : قطع العلم عذر المتعللين

 

285 - وقال عليه السلام : كل معاجل يسأل الانظار وكل مؤجل يتعلل بالتسويف

 

286 - وقال عليه السلام : ما قال الناس لشئ طوبى له إلا وقد خبأ له الدهر يوم سوء

 

287 - ( وسئل عن القدر فقال ) : طريق مظلم فلا تسلكوه ، وبحر عميق فلا تلجوه ، وسر الله فلا تتكلفوه

 

288 - وقال عليه السلام : إذا أرذل الله عبدا حظر عليه العلم

 

289 - وقال عليه السلام : كان لي فيما مضى أخ في الله ، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه ، وكان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ، ولا يكثر إذا وجد ، وكان أكثر دهره صامتا . فإن قال بد القائلين ونقع غليل السائلين . وكان ضعيفا مستضعفا . فإن جاء الجد فهو ليث غاب وصل واد ، لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضيا . وكان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره ، وكان لا يشكو وجعا إلا عند برئه . وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل . وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت . وكان على ما يسمع أحرص منه على أن يتكلم . وكان إذا بدهه أمران نظر أيهما أقرب إلى الهوى فخالفه . فعليكم بهذه الخلائق فالزموها وتنافسوا فيها ، فإن لم تستطيعوها فاعلموا أن أخذ القليل خير من ترك الكثير

 

290 - وقال عليه السلام : لو لم يتوعد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمه

 

291 - ( وقال عليه السلام وقد عزى الاشعث بن قيس عن ابن له ) : يا أشعث إن تحزن على ابنك فقد استحقت ذلك منك الرحم . وإن تصبر ففي الله من كل مصيبة خلف . يا أشعث إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور . وإن جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور. إبنك سرك وهو بلاء وفتنة ، وحزنك وهو ثواب ورحمة

 

292 - ( وقال عليه السلام على قبر رسول الله ) ( صلى الله عليه وآله ساعة دفن ) : إن الصبر لجميل إلا عنك ، وإن الجزع لقبيح إلا عليك ، وإن المصاب بك لجليل ، وإنه قبلك وبعدك لجلل

 

293 - وقال عليه السلام : لا تصحب المائق فإنه يزين لك فعله ويود أن تكون مثله

 

29 4 - ( وقد سئل عن مسافة ما بين المشرق والمغرب ) فقال عليه السلام : مسيرة يوم للشمس

 

295 - وقال عليه السلام : أصدقاؤك ثلاثة ، وأعداؤك ثلاثة ، فأصدقاؤك صديقك

 

وصديق صديقك وعدو عدوك . وأعداؤك عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك

 

296 - ( وقال عليه السلام لرجل رآه يسعى على عدو له بما فيه إضرار بنفسه ) : إنما أنت كالطاعن نفسه ليقتل ردفه

 

297 - وقال عليه السلام : ما أكثر العبر وأقل الاعتبار

 

298 - ( وقال عليه السلام : من بالغ في الخصومة أثم ، ومن قصر فيها ظلم ولا يستطيع أن يتقي الله من خاصم

 

299 - وقال عليه السلام : ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى أصلي ركعتين

 

300 - وسئل عليه السلام : ( كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم ) فقال : كما يرزقهم على كثرتهم ( فقيل كيف يحاسبهم ولا يرونه ) قال عليه السلام : كما يرزقهم ولا يرونه

 

301 - وقال عليه السلام : رسولك ترجمان عقلك ، وكتابك أبلغ ما ينطق عنك

 

302 - وقال عليه السلام : ما المبتلى الذي قد اشتد به البلاء بأحوج إلى الدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء

 

303 - وقال عليه السلام : الناس أبناء الدنيا ، ولا يلام الرجل على حب أمه

 

304 - وقال عليه السلام : إن المسكين رسو ل الله فمن منعه فقد منع الله ، ومن أعطاه فقد أعطى الله

 

305 - وقال عليه السلام : ما زنى غيور قط

 

306 - وقال عليه السلام : كفى بالاجل حارسا

 

307 - وقال عليه السلام : ينام الرجل على الثكل ولا ينام على الحرب

 

308 - وقال عليه السلام : مودة الآباء قرابة بين الابناء والقرابة إلى المودة أحوج من المودة إلى القرابة

 

309 - وقال عليه السلام : اتقوا ظنون المؤمنين فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم

 

311 - وقال عليه السلام : لانس بن مالك وقد كان بعثه إلى طلحة والزبير لما جاء إلى البصرة يذكرهما شيئا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله في معناهما فلوى عن ذلك فرجع إليه فقال: ( إني أنسيت ذلك الامر ) فقال عليه السلام : إن كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لامعة لا تواريها العمامة

 

312 - وقال عليه السلام : إن للقلوب إقبالا وإدبارا فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل ، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض

 

313 - وقال عليه السلام : وفي القرآن نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم

 

314 - وقال عليه السلام : ردوا الحجر من حيث جاء فإن الشر لا يدفعه إلا الشر

 

315 - وقال عليه السلام لكاتبه عبيد الله بن رافع : ألق دواتك ، وأطل جلفة قلمك ، وفرج بين السطور وقرمط بين الحروف فإن ذلك أجدر بصباحة الخط

 

316 - وقال عليه السلام : أنا يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الفجار

 

317 - ( وقال له بعض اليهود : ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه ) فقال عليه السلام له : إنما اختلفنا عنه لا فيه ولكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال) إنكم قوم تجهلون

 

318 - ( وقيل له بأي شئ غلبت الاقران ؟ ) فقال عليه السلام : ما لقيت رجلا إلا أعانني على نفسه

 

319 - وقال عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية : يا بني إني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه فإن الفقر منقصة للدين مدهشة للعقل ، داعية للمقت

 

320 - ( وقال عليه السلام لسائل سأله عن معضلة: سل تفقها ولا تسأل تعنتا ، فإن الجاهل المتعلم شبيه بالعالم ، وإن العالم المتعسف شبيه بالجاهل المتعنت

 

 321 - ( وقال عليه السلام لعبد الله بن العباس وقد أشار عليه في شئ لم يوافق رأيه عليه السلام ) : لك أن تشير علي وأرى ، فإن عصيتك فأطعني

 

322 - وروي أنه عليه السلام لما ورد الكوفة قادما من صفين مر بالشباميين فسمع بكاء النساء على قتلى صفين ، وخرج إليه حرب ابن شرحبيل الشبامي وكان من وجوه قومه ) فقال عليه السلام له : تغلبكم نساؤكم على ما أسمع ، ألا تنهونهن عن  هذا الرنين ( وأقبل يمشي معه وهو عليه السلام راكب فقال عليه السلام له ) : ارجع فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي ومذلة للمؤمن

 

323 - ( وقال عليه السلام وقد مر بقتلى الخوارج يوم النهروان ) : بؤسا لكم ، لقد ضركم من غركم ( فقيل له من غرهم يا أمير المؤمنين ؟ فقال ) : الشيطان المضل والانفس الامارة بالسوء غرتهم بالاماني وفسحت لهم بالمعاصي ، ووعدتهم الاظهار فاقتحمت بهم النار

 

324 - وقال عليه السلام : اتقوا معاصي الله في الخلوات فإن الشاهد هو الحاكم

 

325 - ( وقال عليه السلام لما بلغه قتل محمد بن أبي بكر ) : إن حزننا عليه على قدر سرورهم به ، إلا أنهم نقصوا بغيضا ونقصنا حبيبا

 

326 - وقال عليه السلام : العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة

 

 327 - وقال عليه السلام : ما ظفر من ظفر الاثم به ، والغالب بالشر مغلوب

 

328 - وقال عليه السلام : إن الله سبحانه فرض في أموال الاغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني والله تعالى سائلهم عن ذلك

 

329 - وقال عليه السلام : الاستغناء عن العذر أعز من الصدق به

 

330 - وقال عليه السلام : أقل ما يلزمكم لله أن لا تستعينوا بنعمه على معاصيه

 

331 - وقال عليه السلام : إن الله سبحانه جعل الطاعة غنيمة الاكياس عند تفريط العجزة

 

332 - وقال عليه السلام : السلطان وزعة الله في أرضه

 

333 - ( وقال عليه السلام في صفة المؤمن ) : المؤمن بشره في وجهه ، وحزنه  في قلبه . أوسع شئ صدرا ، وأذل شئ نفسا. يكره الرفعة ، ويشنو السمعة . طويل غمه . بعيد همه . كثير صمته . مشغول وقته . شكور صبور . مغمور بفكرته. ضنين بخلته سهل الخليقة . لين العريكة . نفسه أصلب من الصلد وهو أذل من العبد

 

334 - وقال عليه السلام : لو رأى العبد الاجل ومصيره لابغض الامل وغروره

 

335 - وقال عليه السلام : لكل امرئ في ماله شريكان : الوارث والحوادث

 

 337 - وقال عليه السلام : الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر

 

338 - وقال عليه السلام : العلم علمان : مطبوع ومسموع ، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع

 

339 - وقال عليه السلام : صواب الرأي بالدول يقبل بإقبالها ويذهب بذهابها

 

340 - وقال عليه السلام : العفاف زينة الفقر ، والشكر زينة الغنى

 

341 - وقال عليه السلام : يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم

 

343 - وقال عليه السلام : الاقاويل محفوظة ، والسرائر مبلوة و (كل نفس بما كسبت رهينة ) . والناس منقوصون مدخولون إلا من عصم الله . سائلهم متعنت ، ومجيبهم متكلف . يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل رأيه الرضى والسخط ، ويكاد أصلبهم عودا تنكؤه اللحظة وتستحيله الكلمة الواحدة

 

344 - معاشر الناس اتقوا الله فكم من مؤمل ما لا يبلغه ، وبان ما لا يسكنه ، وجامع ما سوف يتركه . ولعله من باطل جمعه ، ومن حق منعه . أصابه حراما ، واحتمل به آثاما ، فناء بوزره ، وقدم على ربه آسفا لاهفا قد( خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين )

 

345 - وقال عليه السلام : من العصمة تعذر المعاصي

 

34 6 - وقال عليه السلام : ماء وجهك جامد يقطره السؤال فانظر عند من تقطره

 

347 - وقال عليه السلام : الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق والتقصير عن الاستحقاق عي وحسد

 

348 - وقال عليه السلام : أشد الذنوب ما استهان به صاحبه

 

349 - وقال عليه السلام : من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره . ومن رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته . ومن سل سيف البغي قتل به .ومن كابد الامور عطب ومن اقتحم اللجج غرق . ومن دخل مداخل السوء اتهم . ومن كثر كلامه كثر خطؤه . ومن كثر خطؤه قل حياؤه . ومن قل حياؤه قل ورعه . ومن قل ورعه مات قلبه . ومن مات قلبه دخل النار .

 

 ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذاك الاحمق بعينه والقناعة مال لا ينفد ،

 

ومن أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير . ومن علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه

 

350 - وقال عليه السلام : للظالم من الرجال ثلاث علامات : يظلم من فوقه بالمعصية  ، ومن دونه بالغلبة ، ويظاهر القوم الظلمة .

 

351 - وقال عليه السلام : عند تناهي الشدة تكون الفرجة . وعند تضايق حلق البلاء يكون الرخاء

 

352 - وقال عليه السلام لبعض أصحابه : لا تجعلن أكثر شغلك بأهلك وولدك فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله فإن الله لا يضيع أولياءه . وإن يكونوا أعداء الله فما همك وشغلك بأعداء الله

 

353 - وقال عليه السلام : أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله

 

354 - ( وهنأ بحضرته رجل رجلا بغلام ولد له فقال له ليهنك الفارس ) فقال عليه السلام : لا تقل ذلك ، ولكن قل : شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب ، وبلغ أشده ، ورزقت بره

 

355 - ( وبنى رجل من عماله بناء فخما) فقال عليه السلام : أطلعت الورق رؤوسها إن البناء يصف لك الغنى

 

356 - ( وقيل له عليه السلام لو سد على رجل باب بيته وترك فيه من أين كان يأتيه رزقه ؟ ) فقال عليه السلام : من حيث يأتيه أجله

 

357 - ( وعزى قوما عن ميت مات لهم ) فقال عليه السلام : إن هذا الامر ليس بكم بدأ ولا إليكم انتهى. وقد كان صاحبكم هذا يسافر فعدوه في بعض أسفاره ، فإن قدم عليكم وإلا قدمتم عليه

 

358 - وقال عليه السلام : أيها الناس ليركم الله من النعمة وجلين كما يراكم من النقمة فرقين  إنه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك  استدراجا فقد أمن مخوفا . ومن ضيق عليه في ذات يده فلم ير ذلك اختبارا فقد ضيع مأمولا

 

359 - وقال عليه السلام : يا أسرى الرغبة أقصروا فإن المعرج على الدنيا لا يروعه منها إلا صريف أنياب الحدثان. أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها

 

360 - وقال عليه السلام : لا تظنن بكلمة خرجت من أحد سوءا وأنت تجد لها في الخير محتملا

 

361 - وقال عليه السلام : إذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله ثم سل حاجتك فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الاخرى

 

2 36  - وقال عليه السلام : من ضن بعرضه فليدع المراء

 

363 - وقال عليه السلام : من الخرق المعاجلة قبل الامكان والاناة بعد الفرصة

 

364 - وقال عليه السلام : لا تسأل عما لم يكن ففي الذي قد كان لك شغل

 

365 - وقال عليه السلام : الفكر مرآة صافية والاعتبار منذر ناصح وكفى أدبا لنفسك تجنبك ما كرهته لغيرك

 

366 - وقال عليه السلام : العلم مقرون بالعمل فمن علم عمل . والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل عنه

 

367 - وقال عليه السلام : يا أيها الناس متاع الدنيا حطام موبئ فتجنبوا مرعاه قلعتها أحظى من طمأنينتها وبلغتها أزكى من ثروتها. حكم على مكثر بها بالفاقة وأعين من غني عنها بالراحة . ومن راقه زبرجها أعقبت ناظريه كمها  ومن استشعر الشعف بها ملات ضميره أشجانا لهن رقص على سويداء قلبه هم يشغله وهم يحزنه ، كذلك حتى يوخذ بكظمه فيلقى بالقضاء. منقطعا أبهراه هينا على الله فناؤه وعلى الاخوان إلقاؤه ، وإنما ينظر المؤمن إلى الدنيا بعين الاعتبار . ويقتات منها ببطن الاضطرار. ويسمع فيها بأذن المقت والابغاض . إن قيل أثرى قيل أكدى. وإن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء . هذا ولم يأتهم يوم فيه يبلسون

 

368 - وقال عليه السلام : إن الله سبحانه وضع الثواب على طاعته والعقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نقمته وحياشة لهم إلى جنته

 

370 - ( وروي أنه عليه السلام قلما اعتدل به المنبر إلا قال أمام خطبته ) : أيها الناس اتقوا الله فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ، ولا ترك سدى فيلغو. وما دنياه التي تحسنت له بخلف من الآخرة التي قبحها سوء النظر عنده . وما المغرر الذي ظفر من الدنيا بأعلى همته كالآخر الذي ظفر من الآخرة بأدنى سهمته

 

371 - وقال عليه السلام : لا شرف أعلى من الاسلام . ولا عز أعز من التقوى ولا معقل أحصن من الورع . ولا شفيع أنجح من التوبة . ولا كنز أغنى من القناعة . ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت . ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة وتبوأ خفض الدعة . والرغبة مفتاح النصب ومطية التعب . والحرص والكبر والحسد دواع إلى التقحم في الذنوب . والشر جامع مساوي العيوب

 

369 - وقال عليه السلام : يأتي على الناس زمان لا يبقى فيه من القرآن  إلا رسمه ومن الاسلام إلا اسمه . مساجدهم يومئذ عامرة من البنى خراب من الهدى . سكانها وعمارها شر أهل الارض ، منهم تخرج الفتنة وإليهم تأوي الخطيئة يردون من شذ عنها فيها . ويسوقون من تأخر عنها إليها يقول الله تعالى ( فبي حلفت لابعثن على أولئك فتنة أترك الحليم فيها حيران )، وقد فعل . ونحن نستقيل الله عثرة الغفلة

 

372 - ( وقال عليه السلام لجابر بن عبد الله الانصاري ) يا جابر قوام الدنيا بأربعة : عالم مستعمل علمه ، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم ، وجواد لا يبخل بمعروفه ، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه . فإذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم ، وإذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه يا جابر من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه ، فمن قام لله فيها بما يجب عرضها للدوام والبقاء ، ومن لم يقم فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء

 

373 -  وروى ابن جرير الطبري في تاريخه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه - وكان ممن خرج لقتال الحجاج مع ابن الاشعث - أنه قال فيما كان يحض به الناس على الجهاد : إنى سمعت عليا عليه السلام يقول يوم لقينا أهل الشام  : أيها المؤمنون إنه من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ ، ومن أنكره بلسانه فقد أجر وهو أفضل من صاحبه . ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذى أصاب سبيل الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين

 

374 - ( وفى كلام آخر له يجرى هذا المجرى ) فمنهم المنكر للمنكر بيده ولسانه وقلبه فذلك المستكمل لخصال الخير ، ومنهم المنكر بلسانه وقلبه والتارك بيده ، فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخير ومضيع خصلة ، ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه فذلك الذى ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث وتمسك بواحدة ، ومنهم تارك لانكار المنكر بلسانه وقلبه ويده فذلك ميت الاحياء وما أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الامر بالمعروف والنهى عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجى ، وإن الامر بالمعروف  والنهى عن المنكر لا يقربان من أجل ، ولا ينقصان من رزق . وأفضل من ذلك كله كلمة عدل عند إمام جائر

 

375 -  وعن أبى جحيفة قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول  : أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم بألسنتكم ثم بقلوبكم فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا قلب فجعل أعلاه أسفله وأسفله أعلاه

 

 376 - وقال عليه السلام : إن الحق ثقيل مرئ ، وإن الباطل خفيف وبئ

 

377 - وقال عليه السلام : لا تأمنن على خير هذه الامة عذاب الله لقوله تعالى ( فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) ولا تيأسن لشر هذه الامة من روح الله لقوله تعالى ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )

 

378 - وقال عليه السلام : البخل جامع لمساوي العيوب ، وهو زمام يقاد به إلى كل سوء

 

379 - وقال عليه السلام : الرزق رزقان : رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك فلا تحمل هم سنتك على هم يومك ، كفاك كل يوم ما فيه . فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك ، وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم لما ليس لك ؟ ولن يسبقك إلى رزقك طالب ، ولن يغلبك عليه غالب . ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك

 

 ( وقد مضى هذا الكلام فيما تقدم من هذا الباب إلا أنه ههنا أوضح وأشرح فلذلك كررناه على القاعدة المقررة في أول الكتاب )

 

380 - وقال عليه السلام : رب مستقبل يوما ليس بمستدبره ، ومغبوط في أول ليله قامت بواكيه في آخره

 

381 - وقال عليه السلام : الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به ، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك . فرب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة

 

382   - وقال عليه السلام : لا تقل ما لا تعلم ، بل لا تقل كل ما تعلم ، فإن الله فرض على جوارحك فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة

 

383 - وقال عليه السلام : إحذر أن يراك الله عند معصيته ويفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين ، وإذا قويت فاقو على طاعة الله ، وإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله

 

384 - وقال عليه السلام : الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل. والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن . والطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار عجز

 

385 - وقال عليه السلام : من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها

 

386 - وقال عليه السلام : من طلب شيئا ناله أو بعضه

 

387 - وقال عليه السلام : ما خير بخير بعده النار . وما شر بشر بعده الجنة  وكل نعيم دون الجنة محقور ، وكل بلاء دون النار عافية

 

388 - وقال عليه السلام : ألا وإن من البلاء الفاقة . وأشد من الفاقة مرض البدن . وأشد من مرض البدن مرض القلب . ألا وإن من النعم سعة المال ، وأفضل من سعة المال صحة البدن ، وأفضل من صحة البدن تقوى القلب

 

390 - وقال عليه السلام : للمؤمن ثلاث ساعات : فساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يرم معاشه ، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل . وليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث : مرمة لمعاش ، أو خطوة في معاد ، أو لذة في غير محرم

 

391 - وقال عليه السلام : أزهد في الدنيا يبصرك الله عوراتها ، ولا تغفل فلست بمغفول عنك

 

392 - وقال عليه السلام : تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه

 

393 - وقال عليه السلام : خذ من الدنيا ما أتاك ، وتول عما تولى عنك ، فإن أنت لم تفعل فأجمل في الطلب

 

394 - وقال عليه السلام : رب قول أنفذ من صول

 

395 - وقال عليه السلام : كل مقتصر عليه كاف

 

396 - وقال عليه السلام : المنية ولا الدنية . والتقلل ولا التوسل. ومن لم يعط قاعدا لم يعط قائما والدهر يومان يوم لك ويوم عليك ، فإذا كان لك فلا تبطر ، وإذا كان عليك فاصبر

 

401 - وقال عليه السلام : مقاربة الناس في أخلاقهم أمن من غوائلهم

 

402 - وقال عليه السلام لبعض مخاطبيه ( وقد تكلم بكلمة يستصغر مثله عن قول : لقد طرت شكيرا ، وهدرت سقبا ( والشكير ههنا أول ما ينبت من ريش الطائر قبل أن يقوى ويستحصف ، والسقب الصغير من الابل ، ولا يهدر إلا بعد أن يستفحل )

 

403 - وقال عليه السلام : من أومأ إلى متفاوت خذلته الحيل

 

404 - وقال عليه السلام ( وقد سئل عن معنى قولهم لا حول ولا قوة إلا بالله ) إنا لا نملك مع الله شيئا ، ولا نملك إلا ما ملكنا ، فمتى ما ملكنا ما هو أملك به منا كلفنا ، ومتى أخذه منا وضع تكليفه عنا

 

405 - وقال عليه السلام : لعمار بن ياسر ( وقد سمعه يراجع المغيرة بن شعبة كلاما ) : دعه يا عمار فإنه لم يأخذ من الدين إلا ما قاربه من الدنيا ، وعلى عمد لبس على نفسه ليجعل الشبهات عاذرا لسقطاته

 

406 - وقال عليه السلام : ما أحسن تواضع الاغنياء للفقراء طلبا لما عند الله ، وأحسن منه تيه الفقراء على الاغنياء اتكالا على الله

 

407 - وقال عليه السلام : ما استودع الله امرأ عقلا إلا استنقذه به يوما ما

 

408 - وقال عليه السلام : من صارع الحق صرعه

 

409 - وقال عليه السلام : القلب مصحف البصر

 

410 - وقال عليه السلام : التقى رئيس الاخلاق

 

411 - وقال عليه السلام : لا تجعلن ذرب لسانك على من أنطقك ، وبلاغة قولك على من سددك

 

412 - وقال عليه السلام : كفاك أدبا لنفسك اجتناب ما تكرهه من غيرك

 

413 - وقال عليه السلام : من صبر صبر الاحرار وإلا سلا سلو الاغمار

 

414 - ( وفي خبر آخر أنه عليه السلام قال للاشعث بن قيس معزيا ) إن صبرت صبر الاكارم وإلا سلوت سلو البهائم

 

416 - وقال لابنه الحسن ( ع ) : يا بني لا تخلفن وراءك شيئا من الدنيا ، فإنك تخلفه لاحد رجلين : إما رجل عمل فيه بطاعة الله فسعد بما شقيت به ، وإما رجل عمل فيه بمعصية الله فكنت عونا له على معصيته . وليس أحد هذين حقيقا أن تؤثره على نفسك  ( ويروى هذا الكلام على وجه آخر وهو ) : أما بعد فإن الذي في يدك من الدنيا قد كان له أهل قبلك ، وهو صائر إلى أهل بعدك ، وإنما أنت جامع لاحد رجلين : رجل عمل فيما جمعته بطاعة الله فسعد بما شقيت به ، أو رجل عمل فيه بمعصية الله فشقي بما جمعت له ، وليس أحد هذين أهلا أن تؤثره على نفسك ولا أن تحمل له على ظهرك ، فارج لمن مضى رحمة الله ولمن بقي رزق الله

 

417 - وقال عليه السلام ( لقائل قال بحضرته أستغفر الله ) : ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار ؟ الاستغفار درجة العليين . وهو اسم واقع على ستة معان : أولها الندم على ما مضى . والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا . والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة . والرابع أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها . والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد . والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله

 

418 - وقال عليه السلام : الحلم عشيرة

 

419 - وقال عليه السلام : مسكين ابن آدم مكتوم الاجل ، مكنون العلل ، محفوظ العمل ، تؤلمه البقة ، وتقتله الشرقة ، وتنتنه العرقة

 

420 - ( وروي أنه عليه السلام كان جالسا في أصحابه فمرت بهم امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم ) فقال عليه السلام : إن أبصار هذه الفحول طوامح ، وإن ذلك سبب هبابها ، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله فإنما هي امرأة كامرأة ( فقال رجل من الخوارج : قاتله الله كافرا ما أفقهه ! فوثب القوم ليقتلوه ) فقال : رويدا إنما هو سب بسب أو عفو عن ذنب 

 

421 - وقال عليه السلام : كفاك من عقلك أوضح لك سبيل غيك من رشدك .

 

 422 - وقال عليه السلام : افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئا ، فإن صغيره كبير ، وقليله كثير ، ولا يقولن أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير مني فيكون والله كذلك . إن للخير والشر أهلا فما تركتموه منهما كفاكموه أهله

 

423 - وقال عليه السلام : من أصلح سريرته أصلح الله علانيته . ومن عمل لدينه كفاه أمر دنياه ، ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس

 

 424 - وقال عليه السلام : الحلم غطاء ساتر ، والعقل حسام قاطع ، فاستر خلل خلقك بحلمك ، وقاتل هواك بعقلك

 

425 - وقال عليه السلام : إن لله عبادا يختصهم الله بالنعم لمنافع العباد فيقرها

 

في أيديهم ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها منهم ثم حولها إلى غيرهم

 

426 - وقال عليه السلام : لا ينبغي للعبد أن يثق بخصلتين : العافية والغنى ، بينا تراه معافى إذ سقم ، وبينا تراه غنيا إذ افتقر

 

427 - وقال عليه السلام : من شكا الحاجة إلى مؤمن فكأنما شكاها إلى الله ومن شكاها إلى كافر فكأنما شكا الله

 

428 - وقال عليه السلام في بعض الاعياد : إنما هو عيد لمن قبل الله من صيامه وشكر قيامه ، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد

 

429 - وقال عليه السلام : إن أعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة الله ، فورثه رجل فأنفقه في طاعة الله سبحانه ، فدخل به الجنة ودخل الاول به النار

 

430 - وقال عليه السلام : إن أخسر الناس صفقة وأخيبهم سعيا رجل أخلق بدنه في طلب ماله ولم تساعده المقادير على إرادته ، فخرج من الدنيا بحسرته وقدم على الآخرة بتبعته .

 

431 - وقال عليه السلام : الرزق رزقان : طالب ومطلوب ، فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه عنها ، ومن طلب الاخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي رزقه منها

 

432 - وقال عليه السلام : إن أولياء الله هم الذين نظروا إلى باطن الدنيا إذا نظر الناس إلى ظاهرها ، واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس بعاجلها ، فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم ، وتركوا منها ما علموا أنه سيتركهم ، ورأوا استكثار غيرهم منها استقلالا . ودركهم لها فوتا . أعداء ما سالم الناس ، وسلم ما عادى الناس. بهم علم الكتاب وبه علموا . وبهم قام الكتاب وبه قاموا . لا يرون مرجوا فوق ما يرجون ، ولا مخوفا فوق ما يخافون

 

433 - وقال عليه السلام : اذكروا انقطاع اللذات وبقاء التبعات

 

434 - وقال عليه السلام : اخبر تقله ،( ومن الناس من يروي هذا للرسول صلى الله عليه وآله . ومما يقوي أنه من كلام أمير المؤمنين عليه السلام ما حكاه ثعلب عن ابن الاعرابي : قال المأمون : لولا أن عليا قال (اخبر تقله ) لقلت : إقله تخبر )

 

435 - وقال عليه السلام : ما كان الله ليفتح على عبد باب الشكر ويغلق عنه باب الزيادة . ولا ليفتح على عبد الدعاء ويغلق عنه باب الاجابة. ولا ليفتح لعبد باب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة

 

437 - ( وسئل عليه السلام أيما أفضل العدل أو الجود ) فقال عليه السلام : العدل يضع الامور مواضعها ، والجود يخرجها من جهتها . والعدل سائس عام ، والجود عارض خاص . فالعدل أشرفهما وأفضلهما

 

438 - وقال عليه السلام : الناس أعداء ما جهلوا

 

439 - وقال عليه السلام : الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله سبحانه ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه

 

440 - وقال عليه السلام : ما أنقض النوم لعزائم اليوم

 

441 - وقال عليه السلام : الولايات مضامير الرجال

 

442 - وقال عليه السلام : ليس بلد بأحق بك من بلد ، خير البلاد ما حملك

 

443 - وقال عليه السلام ( وقد جاءه نعي الاشتر رحمه الله ) : مالك وما مالك ! لو كان جبلا لكان فندا ، لا يرتقيه الحافر ولا يوفي عليه الطائر ( والفند المنفرد من الجبال )

 

444 - وقال عليه السلام : قليل مدوم عليه خير من كثير مملول منه

 

445 - وقال عليه السلام : إذا كان في رجل خلة ذائعة فانتظروا أخواتها

 

446 - ( وقال عليه السلام لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق في كلام دار بينهما ) : ما فعلت إبلك الكثيرة ؟ قال ذعذعتها الحقوق يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام : ذلك أحمد سبلها

 

447 - وقال عليه السلام : من اتجر بغير فقه فقد ارتطم في الربا

 

448 - وقال عليه السلام : من عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبارها

 

449 - وقال عليه السلام : من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته

 

450 - وقال عليه السلام : ما مزح امرو مزحة إلا مج من عقله مجة

 

451 - وقال عليه السلام : زهدك في راغب فيك نقصان حظ ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس .

 

452 - وقال عليه السلام : الغنى والفقر بعد العرض على الله

 

454 - وقال عليه السلام : ما لابن آدم والفخر ، أوله نطفة ، وآخره جيفة ، لا يرزق نفسه ، ولا يدفع حتفه

 

455 - ( وسئل من أشعر الشعراء ) فقال عليه السلام إن القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها ، فإن كان ولابد فالملك الضليل ( يريد امرأ القيس )

 

456 - وقال عليه السلام : ألا حر يدع هذه اللماظة لاهلها ؟ إنه ليس لانفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها

 

457 - وقال عليه السلام : منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا

 

458 - وقال عليه السلام : الايمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك ، وأن لا يكون في حديثك فضل عن عملك ، وأن تتقي الله في حديث غيرك

 

459 - وقال عليه السلام : يغلب المقدار على التقدير حتى تكون الآفة في التدبير

 

460 - وقال عليه السلام : الحلم والاناة توأمان ينتجهما علو الهمة

 

461 - وقال عليه السلام : الغيبة جهد العاجز

 

462 - وقال عليه السلام : رب مفتون بحسن القول فيه

 

463 - وقال عليه السلام : الدنيا خلقت لغيرها ولم تخلق لنفسها

 

464 - وقال عليه السلام : إن لبني أمية مرودا يجرون فيه ، ولو قد اختلفوا فيما بينهم ثم كادتهم الضباع لغلبتهم

 

( والمرود هنا مفعل من الارواد وهو الامهال والانظار . وهذا من أفصح الكلام وأغربه ، فكأنه عليه السلام شبه المهلة التي هم فيها بالمضمار الذي يجرون فيه إلى الغاية فإذا بلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها )

 

465 - وقال عليه السلام ( في مدح الانصار ) : هم والله ربوا الاسلام كما يربى الفلو مع غنائهم بأيديهم السباط وألسنتهم السلاط

 

466 - وقال عليه السلام : العين وكاء السه

 

467 - وقال عليه السلام ( في كلام له ) : ووليهم وال فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه

 

468 - وقال عليه السلام : يأتي على الناس زمان عضوض يعض الموسر فيه على ما في يديه ولم يؤمر بذلك قال الله سبحانه ( ولا تنسوا الفضل بينكم )تنهد فيه الاشرار وتستذل الاخيار . ويبايع المضطرون ، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن بيع المضطرين

 

469 - وقال عليه السلام : يهلك في رجلان : محب مفرط وباهت مفتر

 

470 - ( وسئل عن التوحيد والعدل ) فقال عليه السلام : التوحيد أن لا تتوهمه ، والعدل أن لا تتهمه

 

471 - وقال عليه السلام : لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل

 

472 - وقال عليه السلام ( في دعاء استسقى به ) اللهم اسقنا ذلل السحاب دون صعابها

 

473 - وقيل له عليه السلام ( لو غيرت شيبك يا أمير المؤمنين ) ؟ فقال عليه السلام :

 

الخضاب زينة ونحن قوم في مصيبة

 

475 - وقال عليه السلام : القناعة مال لا ينفد

 

476 - وقال عليه السلام : ( لزياد بن أبيه ، وقد استخلفه لعبد الله بن العباس على فارس وأعمالها في كلام طويل كان بينهما نهاه فيه عن تقدم الخراج) استعمل العدل واحذر العسف والحيف ، فإن العسف يعود بالجلاء  والحيف يدعو إلى السيف

 

477 - وقال عليه السلام : أشد الذنوب ما استخف به صاحبه

 

478 - وقال عليه السلام : ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا

 

479 - وقال عليه السلام : شر الاخوان من تكلف له

 

480 - وقال عليه السلام : إذا احتشم المؤمن أخاه فقد فارقه