العتبة العلوية المقدسة - كلام له عليه السّلام يصف فيه المؤمن و المنافق -
» » سيرة الإمام » بلاغة الامام علي وحكمته » خطب الامام علي عليه السلام » كلام له عليه السّلام يصف فيه المؤمن و المنافق

كلام له عليه السّلام  يصف فيه المؤمن و المنافق

اَلْمُؤْمِنُ اِذا نَظَرَ اعْتَبَرَ ، وَ اِذا سَكَتَ تَفَكَّرَ ، وَ اِذا تَكَلَّمَ تَذَكَّرَ ، وَ اِذَا اسْتَغْنى‏ شَكَرَ ، وَ اِذا اَصابَتْهُ شِدَّةٌ صَبَرَ ، فَهُوَ قَريبُ الرِّضا ، بَعيدُ السُّخْطِ ، يُرْضيهِ عَنِ اللَّهِ الْيَسيرُ ، وَ لا يُسْخِطُهُ الْبَلآءُ الْكَثيرُ ، قُوَّتُهُ لا تبْلُغُ بِهِ ، وَ نِيَّتُهُ تَبْلُغُ ، مَغْمُوسَةٌ فىِ الْخَيْرِ يَدُهُ ، يَنْوى‏ كَثيراً مِنَ الْخَيْرِ ، وَ يَعْمَلُ بِطآئِفَةٍ مِنْهُ ، وَ يَتَلَهَّفُ عَلى‏ ما فاتَهُ مِنَ الْخَيْرِ كَيْفَ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ .

وَ الْمُنافِقُ اِذا نَظَرَ لَها ، وَ اِذا سَكَتَ سَها ، وَ اِذا تَكَلَّمَ لَغى‏ وَ اِذا اَصابَهُ شِدَّةٌ شَكى‏  ، فَهُوَ قَريبُ السُّخْطِ ، بَعيدُ الرِّضا ، يُسْخِطُهُ عَلَى اللَّهِ الْيَسيرُ ، وَ لا يُرْضيهِ الْكَثيرُ ، قُوَّتُهُ تَبْلُغُ ، وَ نِيَّتُهُ لا تَبْلُغُ ، مَغْموُسَةٌ فىِ الشَّرِّ يَدُهُ ، يَنْوى‏ كَثيراً مِنَ الشَّرِّ ، وَ يَعْمَلُ بِطآئِفَةٍ مِنْهُ ، فَيَتَلَهَّفُ عَلى‏ ما فاتَهُ مِنَ الشَّرِّ كَيْفَ لَمْ يَأْمُرْ بِهِ ، وَ كَيْفَ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ ، عَلى‏ لِسانِ الْمُؤْمِنِ نُورٌ يَسْطِعُ ، وَ عَلى‏ لِسانِ الْمُنافِقِ شَيْطانٌ يَنْطِقُ .

و فى نهج البلاغة يقول ع ايضاً فى صفة المؤمن : بُشْرُهُ فى‏ وَجْهِهِ ، وَ حُزْنُهُ فى‏ قَلْبِهِ ، اَوْسَعُ شَىْ‏ءٍ صَدْراً ، وَ اَذَلُّ شَىْ‏ءٍ نَفْساً ، يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ ، وَ يَشْنَأُ السُّمْعَةَ ، طَويلٌ غَمُّهُ ، بَعيدٌ هَمُّهُ ، كَثيرٌ صَمْتُهُ مَشْغوُلٌ وَقْتُهُ ، شَكوُرٌ صَبوُرٌ ، مَغْموُرٌ بِفِكْرَتِهِ ، ضَنينٌ بِخَلَّتِهِ ، سَهْلُ الْخَليقَةِ ، لَيِّنُ الْعَريكَةِ ، نَفْسُهُ اَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ ، وَ هُوَ اَذَلُّ مِنَ الْعَبْدِ .