كلام له عليه السّلام يصف فيه المؤمن و المنافق
اَلْمُؤْمِنُ اِذا نَظَرَ اعْتَبَرَ ، وَ اِذا سَكَتَ تَفَكَّرَ ، وَ اِذا تَكَلَّمَ تَذَكَّرَ ، وَ اِذَا اسْتَغْنى شَكَرَ ، وَ اِذا اَصابَتْهُ شِدَّةٌ صَبَرَ ، فَهُوَ قَريبُ الرِّضا ، بَعيدُ السُّخْطِ ، يُرْضيهِ عَنِ اللَّهِ الْيَسيرُ ، وَ لا يُسْخِطُهُ الْبَلآءُ الْكَثيرُ ، قُوَّتُهُ لا تبْلُغُ بِهِ ، وَ نِيَّتُهُ تَبْلُغُ ، مَغْمُوسَةٌ فىِ الْخَيْرِ يَدُهُ ، يَنْوى كَثيراً مِنَ الْخَيْرِ ، وَ يَعْمَلُ بِطآئِفَةٍ مِنْهُ ، وَ يَتَلَهَّفُ عَلى ما فاتَهُ مِنَ الْخَيْرِ كَيْفَ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ .
وَ الْمُنافِقُ اِذا نَظَرَ لَها ، وَ اِذا سَكَتَ سَها ، وَ اِذا تَكَلَّمَ لَغى وَ اِذا اَصابَهُ شِدَّةٌ شَكى ، فَهُوَ قَريبُ السُّخْطِ ، بَعيدُ الرِّضا ، يُسْخِطُهُ عَلَى اللَّهِ الْيَسيرُ ، وَ لا يُرْضيهِ الْكَثيرُ ، قُوَّتُهُ تَبْلُغُ ، وَ نِيَّتُهُ لا تَبْلُغُ ، مَغْموُسَةٌ فىِ الشَّرِّ يَدُهُ ، يَنْوى كَثيراً مِنَ الشَّرِّ ، وَ يَعْمَلُ بِطآئِفَةٍ مِنْهُ ، فَيَتَلَهَّفُ عَلى ما فاتَهُ مِنَ الشَّرِّ كَيْفَ لَمْ يَأْمُرْ بِهِ ، وَ كَيْفَ لَمْ يَعْمَلْ بِهِ ، عَلى لِسانِ الْمُؤْمِنِ نُورٌ يَسْطِعُ ، وَ عَلى لِسانِ الْمُنافِقِ شَيْطانٌ يَنْطِقُ .
و فى نهج البلاغة يقول ع ايضاً فى صفة المؤمن : بُشْرُهُ فى وَجْهِهِ ، وَ حُزْنُهُ فى قَلْبِهِ ، اَوْسَعُ شَىْءٍ صَدْراً ، وَ اَذَلُّ شَىْءٍ نَفْساً ، يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ ، وَ يَشْنَأُ السُّمْعَةَ ، طَويلٌ غَمُّهُ ، بَعيدٌ هَمُّهُ ، كَثيرٌ صَمْتُهُ مَشْغوُلٌ وَقْتُهُ ، شَكوُرٌ صَبوُرٌ ، مَغْموُرٌ بِفِكْرَتِهِ ، ضَنينٌ بِخَلَّتِهِ ، سَهْلُ الْخَليقَةِ ، لَيِّنُ الْعَريكَةِ ، نَفْسُهُ اَصْلَبُ مِنَ الصَّلْدِ ، وَ هُوَ اَذَلُّ مِنَ الْعَبْدِ .