آثار الصدقة
* - الصدوق ، حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سلم بن البراء الجعابي ، قال : حدّثني أبو محمّد الحسن بن عبد الله بن العباس الرازي التميمي ، قال : حدّثني سيّدي علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) قال : حدّثني أبي موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن علي ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : باكروا بالصدقة ، فمن باكر بها لم يتخطّاه الدعاء ( البلاء ) ([1]).
* - أخرج الطبراني ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه واله سلم ) : باكروا بالصدقة فإنّ البلاء لا يتخطّاها ([2]).
* - ( الجعفريات ) ، أخبرنا محمد ، حدّثني موسى ، حدّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث : داووا مرضاكم بالصدقة وردّوا أبواب البلاء بالدعاء ([3]).
* - قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : داووا مرضاكم بالصدقة ، وادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء ، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لَلبلاء أسرع إلى المؤمن من انحدار السيل من أعلا التلعة إلى أسفلها ، ومن ركض البراذين ([4]) .
* - عن علي ( عليه السلام ) ، أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : يُدفع بالصدقة الداء والدبيلة والغرق والحرق والهدم والجنون ، حتّى عدّ سبعين نوعاً من البلاء ([5]).
* - الحسن بن أبي الحسن الديلمي ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) لرجل : إذا أردت أن يثري الله مالك فزكّه ، وإذا أردت أن يصحّ الله بدنك فأكثر من الصدقة ([6]) .
* - قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : الصدقة دواء منجح ([7]) .
* - إبراهيم بن يسار ، عن جعفر بن محمّد بن حكيم ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن زرارة بن أعين ، عن أبي جعفر الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : داووا مرضاكم بالصدقة ([8]).
* - القطب الراوندي في ( لبّ اللباب ) : عن عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنّه خرج ذات يوم معه خمسة دراهم ، فأقسم عليه فقير فدفعها إليه ، فلمّا مضى فإذا بأعرابي على جمل فقال : اشتر هذا الجمل ، قال : ليس معي ثمنه ، قال : اشتر نسيّة ، فاشتراه بمائة درهم ، ثمّ أتاه إنسان فاشتراه منه بمائة وخمسين درهماً نقداً ، فدفع إلى البايع مائة وجاء بخمسين إلى داره ، فسألته - أي فاطمة ( عليها السلام ) - عن ذلك ، فقال : اتّجرت مع الله فأعطيته واحداً فأعطاني مكانه عشرة ([9]) .
* - عن عبيد الله بن محمّد بن عائشة ، قال : وقف سائل على أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) فقال للحسن أو الحسين : اذهب إلى أُمّك فقل لها تركت عندك ستّة دراهم فهات منها درهماً ، فذهب ثمّ رجع فقال : قالت : إنّما تركت ستة دراهم للدقيق ، فقال علي ( عليه السلام ) : لا يصدق إيمان عبد حتّى يكون بما في يد الله أوثق منه بما في يده ، قل لها : ابعثي بالستّة دراهم ، فبعثت بها إليه فدفعها إلى السائل ، قال : فما حلّ حبوته حتّى مرّ به رجل معه جمل يبيعه ، فقال علي : بكم الجمل ؟ قال : بمائة وأربعين درهماً ، فقال علي : اعقله عليّ إنّا نؤخّرك بثمنه شيئاً ، فعقله الرجل ومضى ، ثمّ أقبل رجل فقال : لمن هذا البعير ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : لي ، فقال : أتبيعه ؟ قال : نعم ، قال : بكم ؟ قال : بمائتي درهم ، قال : قد ابتعته ، قال : فأخذ البعير وأعطاه المائتين ، فأعطى الرجل الذي أراد أن يؤخّره مائة وأربعين درهماً وجاء بستّين درهماً إلى فاطمة ، فقالت : ما هذا ؟ قال : هذا ما وعدنا الله على لسان نبيّه ( صلى الله عليه واله سلم ) : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ([10]) .
* - قال علي ( عليه السلام ) : استنزلوا الرزق بالصدقة ([11]) .
* - قال علي ( عليه السلام ) لابنه محمّد : يا بني كم فضل معك من تلك النفقة ؟ قال : أربعون ديناراً ، قال : أخرج فتصدّق بها ، قال : إنّه لم يبق معي غيرها ، قال : تصدّق بها فإنّ الله عزّ وجلّ يخلفها ، أما علمت أنّ لكلّ شيء مفتاحاً ومفتاح الرزق الصدقة ، فتصدّق بها ، قال : ففعلت ([12]) .
* - محمّد بن يعقوب ، عن أبي عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبد الرحمن ابن الحجّاج ، قال : بعث إليّ أبو الحسن موسى ( عليه السلام ) بوصيّة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهي : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أُوصي به وقضى في ماله عبد الله عليٌّ ابتغاء وجه الله ليولجني الله به الجنّة ، ويصرفني عن النار ويصرف النار عنّي ، يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه ، أنّ ما كان لي بينبع من مال يعرف لي فيها وما حولها صدقة ورقيقها ، غير أنّ رباحاً وأبا يثرب وجبيراً عتقاء ليس لأحد عليهم سبيل ، فهم موالي يعملون في المال خمس حجج ، وفيه نفقتهم ورزقهم ورزق أهاليهم ، ومع ذلك ما كان لي بوادي القرى كلّه من مال لبني فاطمة ورقيقها صدقة ، وما كان لي بديمة وأهلها صدقة ، غير أنّ زريقاً له مثل ما كتب لأصحابه ، وما كان لي بأُذينة وأهلها صدقة ، والفقيرين كما قد علمتم صدقة في سبيل الله وانّ الذي كتبت من أموالي هذه صدقة واجبة بتلة ، حيّاً أنا أو ميّتاً ، ينفق في كلّ نفقة يبتغى بها وجه الله في سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني عبد المطلب والقريب والبعيد ، فانّه يقوم على ذلك الحسن بن علي يأكل منه بالمعروف وينفقه حيث يراه الله ، في حلّ مُحلّل لا حرج عليه فيه ، ( فإن أراد أن يبدّل مالا من مال الصدقة مكان مال فإنّه يفعل لا حرج عليه فيه ) ، فإن أراد أن يبيع نصيباً من المال فيقضي به الدين ، فليفعل إن شاء لا حرج عليه فيه ، وإن شاء جعله سرى الملك ، وإنّ ولد علي ومواليهم وأموالهم إلى الحسن بن علي ، وأن كانت دار الحسن بن عليّ غير دار الصدقة ، فبدا له أن يبيعها فليبع إن شاء ولا حرج عليه فيه ، وإن باع فإنّه يقسم ثلاثة أثلاث فيجعل ثلثاً في سبيل الله ، وثلثاً في بني هاشم وبني عبد المطلب ، ويجعل الثلث في آل أبي طالب ، وإنّه يضعه فيهم حيث يراه الله ، وإن حدث بحسن حدث وحسين حيّ فإنّه إلى الحسين بن علي ، وإنّ حسيناً يفعل فيه مثل الذي أمرت به حسناً ، له مثل الذي كتبت للحسن وعليه مثل الذي على الحسن ، وإنّ لبني ابنتي فاطمة من صدقة علي مثل الذي لبني علي . وإنّي إنّما جعلت الذي جعلت لابنَي فاطمة ابتغاء وجه الله عزّ وجلّ وتكريم حرمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وتعظيمها وتشريفها ورضاهما ، وإن حدث بحسن وحسين حدث فإنّ الآخر منهما ينظر في بني علي ، فإن وجد فيهم من يرضى بهداه وإسلامه وأمانته ، فإنّه يجعله إليه إن شاء ، وإن لم ير فيهم بعض الذي يريده فإنّه يجعله إلى رجل من آل أبي طالب يرضى به ، فإن وجد آل أبي طالب قد ذهب كبراؤهم وذووا آرائهم ، فإنّه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم ، وإنّه يشترط على الذي يجعله إليه أن يترك المال على أُصوله وينفق ثمره حيث أمرته به في سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطّلب والقريب والبعيد ، لا يباع منه شيء ولا يوهب ولا يورث ، وإنّ مال محمّد بن عليّ على ناحيته ، وهو إلى إبنَي فاطمة ، وإنّ رقيقي الذين في صحيفة صغيرة التي كتبت لي عتقاء ، هذا ما قضى به عليّ بن أبي طالب في أمواله هذه الغد من يوم قدم مسكن ، ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، والله المستعان على كلّ حال ، ولا يحلّ لامرئ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء قضيته من مالي ولا يخالف فيه أمري من قريب أو بعيد . أمّا بعد فإنّ ولائدي اللاّئي أطوف عليهنّ السبعة عشر ، منهنّ أُمّهات أولاد معهنّ أولادهنّ ، ومنهنّ حبالى ، ومن منهنّ لا ولد لها ، فقضائي فيهنّ إن حدث بي حدث ، أنّه من كان منهنّ ليس لها ولد وليست بحبلى فهي عتيق لوجه الله عزّ وجلّ ، ليس لأحد عليهنّ سبيل ، ومن كانت منهنّ لها ولد أو حبلى فتمسك على ولدها وهي من حظّه ، فإن مات ولدها وهي حيّة فهي عتيق ليس لأحد عليها سبيل . هذا ما قضى به عليّ في ماله الغد من يوم قدم مسكن ، شهد أبو سمر بن أبرهة ، وصعصعة بن صوحان ، ويزيد بن قيس ، وهياج بن أبي هياج ، وكتب عليّ بن أبي طالب بيده لعشر خلون من جمادي الأُولى سنة سبع وثلاثين ([13]) .
* - محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين ابن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيّوب بن عطيّة الحذّاء ، قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : قسّم نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) الفيء فأصاب علياً ( عليه السلام ) أرضاً فاحتفر فيها عيناً ، فخرج ماء ينبع في السماء كهيئة عنق البعير ، فسمّاها ينبع ، فجاء البشير يبشّر ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : بشّر الوارث هي صدقة بتّة بتلا في حجيج بيت الله وعابري سبيل الله ، لا تباع ولا توهب ولا تورث ، فمن باعها أو وهبها فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا ([14]).