العتبة العلوية المقدسة - اعجازه بانتقام الله لمن اعتدى عليه -
» » سيرة الإمام » معاجز الامام علي عليه السلام » اعجازه بانتقام الله لمن اعتدى عليه

اعجازه بانتقام الله لمن اعتدى عليه

الرجل الذي صار رأسه كرأس الكلب وعوده سويا

 *- عن محمد بن جابر ، عن عبد الله بن خالد (بن)  الحذاء، عن محمد بن جعفر الطوسي، عن محمد بن صدقة العنبري، عن محمد بن سنان الزهري، عن الحسن بن جهم بن  المضاعن أبي الصامت، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر الباقر  عليه السلام ، قال: بينا  أمير المؤمنين  عليه السلام يتجهز إلى معاوية ويحرض الناس على قتاله إذ اختصم إليه رجلان في فعل، فعجل أحدهما في الكلام وزاد فيه، فالتفت إليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه  وقال له: اخس، فإذا رأسه رأس كلب، فبهت من حوله وأقبل الرجل بإصبعه (المسبحة يتضرع إلى أمير المؤمنين  عليه السلام ويسأله الاقالة. فنظر إليه أمير المؤمنين  عليه السلام )  وحرك شفتيه، فعاد  كما كان خلقا سويا فوثب بعض  أصحابه   فقال  له  : يا أمير المؤمنين، هذه القدرة لك كما رأينا وأنت تجهز إلى معاوية ! فما بالك  لا تكفيناه ببعض ما أعطاك الله من هذه القدرة ؟ فأطرق قليلا ورفع رأسه إليهم و  قال: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة في طول هذه الفيافي والجبال والاودية والفلوات حتى أضرب صدر معاوية على سريره فأقلبه على ام رأسه لفعلت، ولو أقسمت على الله عزوجل أن اوتي  به قبل أن قوم من مجلسي هذا أو قبل  أن يرتد إلى أحدكم طرفه لفعلت، ولكنا كما وصف الله عزوجل في قوله: (بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)   ([1])

الرجل الذي صار غرابا بدعائه - عليه السلام

ابن شهراشوب: قال: لما قال علي  عليه السلام : ألا وإني أخو رسول الله وابن عمه، ووارث علمه ومعدن سره، وعيبة ذخره، ما يفوتني ما علمنيه رسول الله  صلى الله عليه وآله  ولا ما يفلت ، ولا يعزب علي مادب ودرج، وما هبط وعرج، وما غسق وانفرج، كان  ذلك مشروحا لمن سأل، مكشوفا لمن دعا، قال هلال بن نوفل الكندي في ذلك وتعمق إلى أن قال: فكن يا بن أبي طالب بحيث  الحقائق، واحذر حلول البوائق. فقال أمير المؤمنين: هب إلى سقر. (قال:)  فوالله ماتم كلامه حتى صار في صورة الغراب  الابقع - يعني الابرص -  .  ([2])

 

أن خطيبا يسبه عليه السلام قتله ثور

 *- السيد الرضي في المناقب الفاخرة: أخبرنا المبارك بن سرور قراءة عليه، قلت: أخبركم القاضي أبو عبد الله، عن أبيه رحمه الله، قال: حدثنا أبو بكر بن طاوان، عن الفاضي أبو الفرج الخيوطي، قال: حدثنا القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد كما يرى الفقيه الحنفي، عن أبي بكربن سهل بن ندى الواسطي أبو غالب بن أحمد بإسناده عن سعد بن طهمان الفقراني، قال: سمعت أبا معاوية يقول: أدركت خطباء أهل الشام بواسط في زمن بني امية، وكان إذا مات لهم ملك، وقام مقامه آخر، قام خطيبهم فذكر القائم فيهم، ثم يذكر عليا عليه السلام ويسبه. فحضرت يوما معهم في مسجد الجامع وقد قام خطيبهم، فحمد الله وأثنى عليه وذكر طاعتهم لوليهم وذكر عليا عليه السلام فسبه، فدخل علينا ثور من باب المسجد، فشق الصفوف حتى صعد المنبر، فوضع قرونه في صدر الخطيب وألزقه بالحائط وعصره فقتله لعنة الله عليه والملائكة والناس أجمعين، ثم نزل راجعا وشق الصفوف شفا وخرج، فتبعه العالم إلى أن وصل دجلة فنزلها وعبرها، فنزلوا في السفن ليعاينوه أين يمضي، فصعد من الماء وفقدوه، وسمعت هذا الخبر من الامام كامل الدين بن وزير الواسطي ببغداد.  ([3])

أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بسقي رجل كان يسب أمير المؤمنين عليه السلام فسقى قطرانا في المنام، فأصبح يتجشأه

 * الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن تورون ، قال: حدثنا أحمد بن داود بن موسى المكي بمصر، قال: حدثنا زكريا بن  يحيى الكسائي، قال: حدثنا   نوح بن دراج، عن ابن أبي ليلى، عن أبي جعفر المنصور، قال: كان عندنا بالشراة  قاض، إذا فرغ من قصصه ذكر عليا عليه السلام فشتمه، فبينا هو كذلك إذ ترك ذلك يوما  ومن الغد   فقالوا: نسي، فلما كان اليوم الثالث تركه أيضا، فقالوا له أو سألوه، فقال: لا والله لا أذكره بشتيمة أبدا، بينما  أنا نائم والناس قد جمعوا فيأتون النبي صلى الله عليه وآله فيقول لرجل: اسقهم، حتى وردت على النبي صلى الله عليه وآله (فقال له: اسقه) ، فطردني، فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقلت: يا رسول الله، مره فليسقني. قال: اسقه، فسقاني قطرانا، فأصبحت وأنا أتجشأه . ورواه ابن شهر اشوب: عن أبي جعفر المنصور، وفي آخر الحديث: فسقاني قطرانا، وأصبحت وأنا أتجشأه وأبوله.  ([4])

خنق الرجل السباب لعلي عليه السلام

*الشيخ في مجالسه: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو يعلى محمد بن زهير القاضي بالايلة، قال: حدثنا علي بن أيمن الطهوري، قال: حدثني مصبح بن هلقام أبو علي العجلي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن فزوري  بالرملة، قال: حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي ، (قال: حدثنا قيس بن ربيع، عن أبي إسحاق، عن شمر بن عطية، قال:)  حدثنا الحسن بن عطية، قال: كان أبي ينال من علي بن أبي طالب عليه السلام، فاتي في المنام، فقيل له: أنت الساب عليا ؟ فخنق حتى أحدث في فراشه ثلاثا - يعني صنع به ذلك (ثلاثا في)  المنام ثلاث ليال . ([5])

الطاعون الذي أصاب زياد حين أمر بالبراءة من أمير المؤمنين عليه السلام

 * الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد يعنى المفيد، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران ، قال: حدثنا ابن دريد ، قال: حدثنا الرياشي ، قال: حدثنا عمر بن بكير، عن ابن الكلبي ، عن أبى مخنف ، عن كثير بن الصلت، قال: جمع زياد بن مرجانة  الناس برحبة الكوفة، ليعرضهم على البراءة من أمير المؤمنين علي بن أبى طالب صلوات الله عليه، والناس من ذلك في كرب عظيم، فأغفيت فإذا أنا بشخص قد سد ما بين السماء والارض، فقلت له: من أنت ؟ فقال: أنا النقاد ذو الرقبة، ارسلت إلى صاحب  هذا   القصر، فانتبهت مذعورا وإذا غلام لزياد قد خرج إلى الناس، فقال: انصرفوا فإن الامير عنكم مشغول، وسمعنا الصياح من داخل القصر، فقلت في ذلك: ما كانت منتهيا عماد أراد بنا  حتى تناوله النقاد ذو الرقبة فأسقط الشق منه ضربة ثبتت  كما تناول ظلما صاحب الرحبة  ([6])

* عنه في المجالس: قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن أصرم البجلي  بالكوفة، قال: حدثنا محمد ابن عمار  الاسدي، قال: أخبرني يحيى بن ثعلبة. قال: وحدثني أبو نعيم محمد بن جعفر بن محمد الحافظ  بالرملة، قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب أبو المنذر، قال: حدثني يحيى بن ثعلبة أبو المقدم الانصاري، عن امه عائشة بنت عبد الرحمان  بن   السائب، عن أبيها، قال: جمع زياد بن أبيه شيوخ أهل الكوفة وأشرافهم في مسجد الرحبة ليحملهم على سب أمير المؤمنين عليه السلام والبراءة منه، وكنت فيهم، فكان الناس من ذلك في أمر عظيم، فغلبتني عيناي، فنمت فرأيت في النوم شيئا طويلا، طويل العنق أهدل أهدب، فقلت: من أنت ؟ فقال: أنا النقاد ذو الرقبة. قلت: وما النقاد ؟ قال: طاعون بعثت إلى صاحب هذا القصر لاجتثة  من حديد الارض كما عتا وحاول ما ليس له بحق. قال فانتبهت فزعا وأنا في جماعة من قومي، فقلت: هل رأيتم ما رأيت  في المنام   ؟ فقال رجلان منهم: رأينا كيت وكيت بالصفة: وقال الباقون: ما رأينا شيئا، فما كان بأسرع من أن خرج خارج من دار زياد، فقال: يا هؤلاء، انصرفوا فإن الامير عنكم مشغول، فسألناه عن خبره، فخبرنا أنه طعن في ذلك الوقت، فما تفرقنا حتى سمعنا الواعية  عليه  ، فأنشأت أقول في ذلك: قد جشم  الناس أمرأ ضاق ذرعهم  بحمله  حين ناداهم إلى الرحبة يدعوا على ناصر الاسلام حين يرى  له على المشركين الطول والغلبة ماكان منتهيا عما أراد بنا  حتى تناوله النقاد ذو الرقبة فاسقط الشق منه ضربة عجبا  كما تناول ظلما صاحب الرحبة ورواه ابن شهر اشوب في مناقبه: عن عبد الله بن السائب وكثير بن الصلت قالا: جمع زياد بن أبيه أشراف الكوفة في مسجد الرحبة ليحملهم على سب أمير المؤمنين عليه السلام، والبراءة منه، وذكر الحديث.  ([7])

الرجفة التى اخذت من الدعي مثل ما قاله عليه السلام

 * البرسي: قيل: إن أمير المؤمنين عليه السلام صعد المنبر  يوما في   البصرة بعد الظفر بأهلها، وقال: أقول قولا لا يقوله (أحد)  غيري إلا كان كافرا، أنا أخو نبي الرحمة، وابن عمه وزوج ابنته، وأبو سبطيه، فقام إليه رجل من أهل البصرة، وقال: أنا أقول مثل قولك هذا، أنا أخو الرسول، وابن عمه، ثم لم يتم كلامه حتى (إذا)  أخذته الرجفة فما زال يرجف حتى سقط ميتا لعنه الله  ([8])

الذي أصاب الحارث بن عمرو الفهري حين أنكر

السيد المرتضى في عيون المعجزات: قال: حدث أبو عبد الله محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني علي بن فروخ السمان، قال: حدثني يحيى بن زكرياء المنقري، قال: حدثنا سفيان ابن عيينة، قال: حدثني عمر بن أبي سليم العيسى، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه  عليهما السلام   قال: لما نصب رسول الله  صلى الله عليه وآله  عليا  عليه السلام يوم غدير خم، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وطار ذلك في البلاد، ثم قام على رسول الله  صلى الله عليه وآله  النعمان ابن الحارث الفهري على قعود له  وقال:   يا محمد أمرتنا عن الله عزوجل أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك محمد رسول الله، فقبلنا ذلك منك، وأمرتنا بالصلاة الخمس فقبلناها منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلناها منك، وأمرتنا بالحج فقبلناه منك، وأمرتنا بالجهاد فقبلناه منك، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام وقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه، هذا شئ منك أو من الله عزوجل ؟ فقال  صلى الله عليه وآله  : من  الله تعالى. ثم قال للنعمان: والله الذي لاإله إلا هو إن هذا هو من عند الله جل اسمه. فولى  النعمان بن   الحارث يريد راحلته، وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى أمطره الله عزوجل بحجر على رأسه فقتله، فأنزل الله تعالى { سأل سائل بعذاب واقع } .  قلت: قد ذكرت في معنى هذا الحديث رواية المفضل بن عمر الجعفي، عن الصادق  عليه السلام في كتاب البرهان في تفسير القران بالرواية عن أهل البيت في قوله تعالى { قل فلله الحجة البالغة }  من سورة الانعام، وفي سورة المعارج في قوله تعالى { سأل سائل بعذاب واقع } رواية اخرى.  ([9])

 * محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا، إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام، فقال  له   رسول الله صلى الله عليه وآله: إن فيك شبها من عيسى بن مريم، ولولا أن تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك قولا لاتمر بملا من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك، يلتمسون بذلك البركة. قال: فغضب الاعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش  معهم  ، فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى بن مريم، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله، فقال:  (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا ءآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هل قوم خصمون إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم يعنى من بني هاشم ملائكة في الارض يخلفون)  . قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهرى، فقال:  (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك إن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بغداب إليم)  فأنزل الله عليه مقالة الحارث، ونزلت عليه هذه الآية:  (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)   ثم قال  له  : يابن عمرو  إما تبت وإما رحلت. فقال: يا محمد، بل تجعل لسائر قريش  شيئا   مما في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم. فقال  له   النبي صلى الله عليه وآله: ليس ذلك إلي، ذلك إلى الله تبارك وتعالى. فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن أرحل عنك ؟ فدعا براحلته فركبها، فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة  فرضت  هامته، ثم أتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال:  (سأل سائل بغداب واقع للكافرين  بولاية علي  ليس له دافع من الله ذي المعارج)  . قال: قلت: جعلت فداك إنا لا نقرأها هكذا. فقال هكذا (والله)  نزل بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله، وهكذا (هو)  والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم، فقد أتاه ما استفتح به، قال الله عزوجل:  (واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)  .  ([10])

 * العلامة الحلي في الكشكول : عن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان البارودي  يوم الجمعة في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، قال: قال الحسين بن العباس، عن المفضل الكرماني، قال: حدثني محمد بن صدقة، قال: قال محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت مولاي جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام عن قول الله عزوجل:  (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجميعن)  . فقال جعفر بن محمد: الحجة البالغة التي تبلغ الجاهل (من أهل الكتاب) ، فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لان الله تعالى أكرم وأعدل من أن يعذب أحدا إلا بحجة. ثم قال جعفر بن محمد عليهما السلام:  (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون)  . ثم أنشأ جعفر بن محمد عليهما السلام محدثا يقول: ما مضى رسول الله صلى الله عليه وآله إلا بعد إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب، أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله بكراع الغميم:  (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)   لان رسول الله صلى الله عليه وآله خاف الارتداد من المنافقين الذين كانوا يسرون عداوة علي عليه السلام، ويعلنون موالاته خوفا من القتل. فلما صار النبي صلى الله عليه وآله بغدير خم بعد انصرافه من حجة الوداع، انتصب للمهاجرين والانصار قائما يخاطبهم، فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر المهاجرين والانصار، ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ فقالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم اشهد ثلاثا. ثم قال: يا علي، فقال: لبيك يا رسول الله، فقال له: قم فإن الله أمرني أن ابلغ فيك رسالاته، أنزل:  (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) . فقام إليه علي عليه السلام، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بضبعه، فأشاله  حتى رأى  الناس   بياض إبطيهما، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من مولاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فأول قائم قام من المهاجرين والانصار عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ  لك   يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. فنزل جبرئيل عليه السلام بقول  الله عزوجل  :  (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا)  . فبعلي أمير المؤمنين عليه السلام في هذا اليوم أكمل الله لكم معاشر المهاجرين والانصار دينكم، وأتم عليكم نعمته، ورضي لكم الاسلام دينا، فسمعوا له و أطيعوا له تفوزوا، واعلموا أن مثل علي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجي، ومن تخلف عنها غرق، ومن تقدمها مرق، ومثل علي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله كان آمنا ونجا، ومن تخلف عنه هلك وغوى، فما مر على المنافقين يوم كان أشد عليهم منه، وقد كان المنافقون يعرفون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ببغض علي، وأنزل الله على نبيه:  (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم)  . والسر بغض علي عليه السلام، فماج الناس في ذلك القول من رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام، وقالوا فأكثروا القول، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله  إلى المدينة   خطب أصحابه، وقال:  إن الله   اختص عليا بثلاث خصال لم يعطها أحد من الاولين والآخرين فاعرفوها، فإنه الصديق الاكبر، والفاروق الاعظم، أيد الله به الدين، ونصر  به الاسلام، ونصر به نبيكم. فقام (إليه)  عمر بن الخطاب وقال: ما هذه الخصال (الثلاث)  التي أعطاها الله عليا ولم يعطها أحدا من الاولين والآخرين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اختص عليا بأخ مثل نبيكم محمد خاتم النبيين ليس لاحد  أخ مثلي، واختصه  بزوجة)  مثل فاطمة ولم يختص أحد بزوجة مثلها، واختصه بأبنين مثل الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وليس لاحد ابنان مثلهما، فهل تعلمون له نظيرا أو تعرفون له شبيها ؟ إن جبرئيل نزل علي (يوم)  أحد، فقال: يا محمد، اسمع، لا سيف إلا ذو الفقار، ولافتى إلا علي، يعلمني أنه لا سيف كسيف علي، ولافتى هو كعلي، وقد نادى بذلك ملك يوم بدر يقال له (الرضوان) من السماء الدنيا: لا سيف إلا ذو الفقار، ولافتى إلا علي، إن عليا سيد المتقين، وأمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، لا يبغضه من قريش إلا دعي، ولا من العرب إلا شقي ، ولا من سائر الناس إلا بغي ، و (لا) من سائر النساء إلا سلقلقية. إن الله عزوجل جعل عليا (علما للناس)  بين المهاجرين والانصار، وبين خلقه،  وبينه   فمن عرفه ووالاه كان مؤمنا، ومن جهله ولم يواله ولم يعاد من عاداه كان ضالا  به  ، أفآمنتم يا معاشر  المسلمين ؟ يقولها ثلاثا، قالوا: آمنا وأسلمنا  يا رسول الله، فآمنوا بعلي بالسنتهم وكفروا بقلوبهم، فأنزل الله : على نبيه صلى الله عليه وآله  :  (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم)  . فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله  ذلك   بمشهد من أصحابه: لم يحبك يا علي من أصحابي إلا مؤمن تقي، ولا يبغضك إلا منافق شقي، وأنت يا علي وشيعتك الفائزون يوم القيامة، إن شيعتك يردون علي الحوض بيض وجوههم،  وشيعة عدوك من أمتي يردون علي الحوض سود الوجوه   فتسقي أنت شيعتك، وتمنع عدوك، فأنزل الله تعالي:  (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه)  بموالاة علي ومعاداة علي،  (فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون) . فلما نادى  بها   رسول الله صلى الله عليه وآله، قال المنافقون: (ألا)  إن محمدا لم يزل  يرفع بضبع علي، ويتلو علينا آية عن القرآن بعد آية  غواية   وترجيحا له علينا، ثم اجتمعوا ليلا (عند عمر بن الخطاب وأبي بكر بن أبي قحافة معهم)  فقالوا: إن محمدا اختدعنا من  ديننا الذي كنا عليه  في الجاهلية  ، فقال: من قال: لا إله إلا الله فله مالنا وعليه ما علينا، والآن قد خالف هذا القول إلى غيره، قام خطيبا، فقال: أنا سيد ولد آدم ولافخر فتحملناها لم ، ثم قال  بعد  : علي سيد العرب، ثم فضله على جميع العالمين من الاولين والآخرين. فقال: علي خير البشر ومن أبى فقد كفر. ثم قال: فاطمة سيدة نساء العالمين. ثم قال: الحسن والحسين سيد شباب أهل الجنة  وأبوهما خير منهما  . ثم قال: حمزة سيد الشهداء وجعفر ذو الجناحين يطير بهما مع الملائكة حيث يشاء، والعباس  عمه   جلدة بين عينيه وصنو أبيه، وله السقاية في  دار   الدينا،  وبني شيبة لهم السدانة، فجمع خصال الخير ومنازل الفضل والشرف في الدينا   والآخرة له ولاهل بيته خاصة، وجعلنا (الله من)  أتباعه، وأتباع  أهل   بيته. فقال النضر به الحارث  الفهري  : إذا كان غدا اجتمعوا عند رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أقبل أنا واتقاضاه  ما وعدنا به في بدء الاسلام، وانظر ما يقول ثم نحتج، ، فلما أصبحوا فعلوا ذلك، فأقبل النظر بن الحارث فسلم  على   النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إذا كنت  انت  . سيد ولد آدم، وأخوك سيد العرب، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين، وابناك الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، و  عمك  ، حمزة سسسيد الشهداء، وابن عمك ذو الجناحين يطير بهما في الجند جيث يشاء، (وعمك)  جلدة بين عينيك، وصنو أبيك وشيبة له السدانة، فما لسائر  قومك من   قريش و  سائر   العرب فقد أعلمتنا في بدء الاسلام إنا  إذا   كنا آمنا  بما   تقول  كان   لنا مالك وعلينا ما عليك. فأطرق رسول الله صلى الله عليه وآله طويلا، ثم رفع رأسه، فقال: أما أنا والله  ما  فعلت بهم هذا، بل الله فعل بهم هذا، فما ذنبي، فولى النضر بن الحارث وهو تقول:  (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم)  .  يعني الذي يقول محمد فيه وفي أهل بيته فأنزل الله تعالى:  (وإذ قالوا إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم إلى قوله وهم يستغفرون)  . فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النضر بن الحارث الفهري، وتلا عليه الآية، فقال: يا رسول الله، إني قد سررت ذلك جميعه أنا  ومن لم تجعل له ما جعلته لك ولاهل بيتك من الشرف والفضل في الدنيا والآخرة، فقد أظهر الله ما أسررنا (به) ، اما أنا  فأسألك أن تأذن لي، أن أخرج من المدينة فإني لا اطيق المقام  بها  ، فوعظه النبي صلى الله عليه وآله أن ربك كريم، فإن أنت صبرت و تصابرت لم يخلك من مواهبه، فارض وسلم فإن الله يمتحن خلقه بضروب من المكاره، ويخفف عمن  يشاء، وله الخلق والامر، مواهبه عظيمة، وإحسانه واسع، فأبى الحارث وسأله الاذن، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وآله فأقبل إلى بيته، وشد على راحلته ركبها مغضبا  وهو يقول:  (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم)  . فلما صار بظهر المدينة وإذا بطير في مخلبه حجر  فأرسلها إليه، فوقعت على هامته، (ثم دخلت في دماغه، وخرجت من جوفه ووقعت على ظهر راحلته، وخرجت من بطنها، فاضطربت)  الراحلة وسقطت وسقط  النضر بن   الحارث من عليها ميتين، فأنزل الله تعالى:  (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين (بعلي وفاطمة والحسن والحسين وآل محمد)  ليس له دافع من الله ذي المعارج)  . فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله  بعد ذلك   للمنافقين الذين اجتمعوا (عند عمر)  ليلا مع النضر بن الحارث، فتلى عليهم الآية، وقال: اخرجوا إلى صاحبكم الفهري حتى تنظروا إليه. فلما رأوه انتحبوا وبكوا، وقالوا: من أبغض عليا وأظهر بغضه قتله  علي   بسيفه، ومن خرج من المدينة بغضا لعلي فأنزل الله عليه ما ترى:   (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل) ، من شيعة علي مثل سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار وأشباههم من ضعفاء الشيعة. فأوحى الله إلى نبيه ما قالوا  فلما انصرفوا إلى المدينة أعلمهم رسول الله صلى الله عليه وآله  ، فحلفوا بالله كاذبين انهم لم يقولوا، فأنزل الله فيهم:  (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم)    وهموا   بظاهر القول لرسول الله صلى الله عليه وآله، إنا قد آمنا وسلمنا لله وللرسول فيما أمرنا به من طاعة علي،  (وهموا بما لم ينالوا من قتل محمد ليلة العقبة، وإخراج ضعفاء الشيعة من المدينة بغضا لعلي، وتفيضا  عليه وما نقموا (منهم)  إلا أن أغناهم الله (ورسوله)  من فضله بسيف علي في حروب رسول الله صلى الله عليه وآله وفتوحه فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الارض من ولي ولا نصير)  . فلما تلاها رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا: قد تبنا  يا رسول الله صلى الله عليه وآله بألسنتهم دون قلوبهم، فلما اجتمعوا (عند عمر وأبو بكر معهم) ،  أيضا  فقالوا: إنا لانسر في أمر علي وأهل بيته وأتباعه شيئأ إلا أظهره الله على محمد، فتلاه علينا وقد خطبنا محمد صلى الله عليه وآله، فقال في كلمته: أيها الناس لم تكن نبوة الانبياء  إلا   نسخت بعد نبيها  ملكا وجبروتا فليت لنا  في هذا الملك نصيب إذ الم يكن لنا في الآخرة ملك، ولانحن من شيعة علي، وإنما نظهر موالاته والايمان به ليكون  علينا   في الارض وليا ونصيرا، وأما في السماء فلا حاجة لنا به إلى علي، ولا إلى غير علي، وأن محمدا يخبرنا أن الملك من بعده لا يستتم  من الله حتى يوالي عليا وينصره ويعينه، فأنزل الله على نبيه  فيهم  :  (أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا)  (أي عليا وشيعته نقيرا)   (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله وفضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما كما آتينا محمد وآل محمد، في الدينا والآخرة، فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا)   فخطب رسول الله عند ذلك أصحابه، فقال لهم: معاشر المهاجرين والانصار، ما بال أصحابي إذا ذكر لهم إبراهيم و  آل إبراهيم   تهللت وجوههم، وانتشرت  قلوبهم، وإذا ذكر محمد وآل محمد تغيرت وجوههم، وضاقت صدورهم، إن الله تعالى لم يعط إبراهيم شيئا وآل إبراهيم إلا أعطى محمدا وآل محمد مثله، ونحن في الحقيقة آل إبراهيم  فإن الله ما اصطفى نبيا إلا اصطفى آل  ذلك  النبي، فجعل منهم الصديقين والشهداء والصالحين، هذا جبرئيل عليه السلام يتلو علي من ربي، ما توهمتم وانطويتم  وأسررتم وأعلنتم فيما بينكم من أمر  النبي محمد و   آل محمد، ثم تلا عليهم:  (أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا)   فحلفوا بالله كاذبين انهم لم يسروا ولم يعلنوا  فيما بينهم   (وإنا)   (نشهد أنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون)   أي لو كنت عندهم يا رسول الله ما حلفوا بالله كاذبين،  (اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون)  .  ([11])

الكف التي خرجت من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله، والكلام لمن خطب يلعن عليا عليه السلام

الشيخ المفيد في إرشاده: قال: روى يحيى بن سليمان بن الحسن، عن عمه إبراهيم بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن الحسين، قال: كان إبراهيم بن هشام المخزومي واليا على المدينة، وكان يجمعنا يوم الجمعة قريبا من المنبر، ثم يقع في علي ويشتمه. قال: فحضرت يوما وقد امتلا ذلك المكان، فأضقت بالمنبر فأغفيت، فرأيت القبر قد انفرج وخرج رجل عليه ثياب بيض، فقال لي: يا أبا عبد الله، ألا يحزنك ما يقول هذا ؟ قلت: بلى. قال: افتح عينيك انظر ما يصنع الله به، فإذا هو قد ذكر عليا فرمي به من فرق المنبر، فمات - لعنه الله -.  ([12])

 

 ابن شهر اشوب: عن مناقب إسحاق العدل، أنه كان في خلافة هشام خطيب يلعن عليا عليه السلام على المنبر، (قال:)  فخرجت كف من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله يرى الكف ولايرى الذراع، عاقدة على ثلاث وستين، وإذا كلام من قبر النبي صلى الله عليه وآله: ويلك من أموي   (أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا)   وألقت ما فيها فإذا دخان أزرق. قال: فما نزل عن المنبر إلا وهو أعمى يقاد. قال: فما مضت له  إلا   ثلاثة أيام حتى مات.  ([13])

* المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما اخرج علي عليه السلام ملببا وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يابن ام  إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني،  قال:   فخرجت يد من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله يعرفون أنها يده، وصوت يعرفون أنه صوته نحو أبي بكر: يا هذا  (أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا)  .  ([14])

الرجل الذي خنق لما ادعى ما قاله عليه السلام

 * ثاقب المناقب: عن عباد بن عبد الله الاسدي ، قال: سمعت عليا صلوات الله عليه يقول  وهو   في الرحبة: أنا عبد الله، و (أنا) أخو رسول الله، ولا يقولها بعدي إلا كافر . قال: فقام رجل من غطفان، وقال: أنا أقول كما قال هذا الكاذب، أنا عبد الله وأخو رسول الله، فخنق  مكانه.  ([15])

أنه عمي من سبه عليه السلام

 * ثاقب المناقب: عن أبي جعفر محمد بن عمر الجرجاني قال: حدثني ابن البواب، عن الحسن بن زيد، وحدثنيه ابن أبي سلمى قال: قال ابن أبي غاضية: طلبنا نشتم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فهربت فبعث إلي محمد بن صفوان من ولد ابي بن خلف  الجمحي أن أعرني بغلتك. فقلت: لان أعرتك بغلتي إني لكم شبه. قال: فمشى والله على رجليه أربعة أميال فوافى خالد عامل هشام بن عبد الملك على المدينة يشتم  أمير المؤمنين صلوات الله عليه على المنبر، فقال لابن صفوان: قم يا ابن صفوان، فقام فصعد مرقاة من المنبر، ثم استقبل القبلة بوجهه وقال: اللهم من كان يسب عليا لترة  يطلبها عنده أو لذحل  فإني لا أسبه إلا فيك، ولقد كان صاحب القبر يأتمنه وهو  يعلم أنه   خائن، فكان في المسجد رجل فغلبته عينه، فرأى أن القبر انفرج وخرجت منه كف قائل  وهو   يقول: إن كنت كاذبا فلعنك الله، وإن كنت كاذبا فأعماك الله. فنزل الجمحي من المنبر، فقال لابنه وهو جالس إلى ركن البيت: قم، فقام إليه. فقال: أعطني يدك أتكئ عليها فمضى به  إلى المنزل، فلما خرجا من المسجد نحو المنزل قال لابنه: هل نزل بالناس شر أو  غشيهم ظلمة ؟  قال:   وكيف ذلك ؟ قال: لاني لاابصر شيئا. قال: ذلك والله بجرأتك على الله، وقولك الكذب على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله، فما زال أعمى حتى مات لعنة الله عليه.  551 ابن شهر اشوب: قال زياد بن كليب:  كنت جالسا في نفر، فمر بنا محمد بن صفوان مع عبيد الله بن زياد، فدخلا المسجد، ثم رجعا إلينا وقد ذهبت عينا محمد بن صفوان، فقلنا: ما شأنه ؟ فقال: إنه قام في المحراب، وقال: إنه من لم يسب عليا بنية فإنني أسب بنية، فطمس الله (على)  بصره.   وقد رواه عمرو بن ثابت، عن أبي معشر  .  ([16])

الذي شتمه عليه السلام فخبطه الجمل حتى قتله

 * ابن شهر اشوب: قال: روى البلاذري والفلكي والنطنزي والسمعاني والمامطيري  أنه مر سعد بن مالك برجل يشتم عليا عليه السلام، فقال: ويحك ما تقول ؟ قال: أقول ما تسمع. قال: اللهم إن كان كاذبا فاهلكه، فخبطه  الجمل حتى  قتله.  ([17])

الذي تخبطه الشيطان لما ادعى ما قاله عليه السلام

 *ابن شهر اشوب: عن الاعمش، عن رواته، عن حكيم بن جبير ، وعن عقبة الهجري، عن عمته ، عن أبي يحيى، قال: شهدت عليا عليه السلام يقول على منبر الكوفة: أنا عبد الله، وأخو رسول الله صلى الله عليه وآله وورثت نبي الرحمة، وتزوجت سيدة نساء أهل الجنة، وأنا سيد الوصيين، وآخر أوصياء النبيين، لا يدعي ذلك غيري إلا أصابه الله بسوء. فقال رجل من عبس  كان بين القوم جالسا: من   لا يحسن أن يقول: أنا عبد الله، وأخو رسول الله، فلم يبرح مكانه حتى تخبطه الشيطان، فجر برجله إلى باب المسجد.  ([18])

الرجل الذي خرج من القبر، ورمى الرجل الذي يشتم عليا عليه السلام من أعلى المنبر فمات

 * ابن شهر اشوب: عن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، كان إبراهيم بن هاشم المخزومي  واليا على المدينة، وكان يجمعنا كل يوم جمعة قريبا من المنبر ويشتم عليا، فلصقت بالمنبر  فأغفيت  ، فرأيت القبر وقد انفرج وخرج منه رجل عليه ثياب بيض، فقال لي: يا  أبا   عبد الله، ألا يحزنك ما يقول هذا ؟ قلت: بلى والله. قال: افتح عينيك انظر ما يصنع الله به، وإذا هو قد ذكر عليا، فرمى به من فوق المنبر فمات.  ([19])

الرجل الذي ذبح بالسكين لسبه عليا عليه السلام

 * ابن شهر اشوب: عن عثمان بن عفان السجستاني، أن محمد بن عباد قال: كان في جواري (رجل)  صالح، فرأى النبي صلى الله عليه وآله في منامه على شفير الحوض، والحسن والحسين يسقيان الامة، فاستسقيت أنا فأبى علي ، فأتيت النبي صلى الله عليه وآله أسأله، فقال: لا تسقوا فلان في جواره  رجلا يلعن عليا فلم يمنعه، فدفع إلي سكينا، وقال: اذهب فاذبحه. قال: فخرجت وذبحته ودفعت السكين إليه. فقال: يا حسين، اسقه، فسقاني وأخذت الكأس بيدي، ولا أدري أشربت أم لا، فانتبهت فإذا أنا بولولة ويقولون: فلان ذبح على فراشه، وأخذ الشرط الجيران، فقمت إلى الامير، وقلت: أصلحك الله  هذا أنا فعلته والقوم براء، وقصصت عليه الرؤيا. فقال: اذهب جزاك الله خيرا. ورواه صاحب ثاقب المناقب بزيادة، والمقصود ما ذكره ابن شهر اشوب، وهو الذي ذكرنا عنه.  ([20])

الذي اعمي بدعائه لما اكذبه

 * ثاقب المناقب: عن عمار  بن   الحضرمي، عن زاذان أبي عمير: أن رجلا حدث عليا صلوات الله عليه  بحديث  ، فقال: ما أراك إلا كذبتني. فقال: لم أفعل. فقال: أدعو الله عليك إن كنت كذبتني. قال: ادع، فدعا عليه، فما برح حتى أعمى الله عينيه.  ([21])

علمه بما أضمر عليه الرجل

 * ثاقب المناقب: عن إبراهيم بن محمد الاشعري ، عمن رواه، قال: إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أراد أن يبعث بمال إلى البصرة، فعلم ذلك رجل من أصحابه، فقال في نفسه: لو أتيته فسألته أن يبعث معي بهذا المال، فإذا دفعه إلي أخذت طريق الكرخة، فذهبت به فأتاه، وقال: بلغني أنك تريد أن تبعث بمال إلى البصرة. قال: نعم. (قال:)  فادفعه إلي فأبلغه تجعل لي ما تجعل لمن تبعثه، فقد عرفت صحبتي. قال: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: خذ طريق الكرخة.  ([22])

مسخ الرجل الذي يشتمه عليه السلام كلبا

السيد الرضي في الخصائص أيضا: روي أن أمير المؤمنين عليا  عليه السلام كان جالسا في المسجد، إذ دخل عليه رجلان فاختصما إليه، وكان أحدهما من الخوارج، فتوجه الحكم على الخارجي، فحكم عليه أمير المؤمنين  عليه السلام ، فقال له الخارجي: والله ما حكمت بالسوية، ولا عدلت في القضية، وما قضيتك عند الله بمرضية، فقال له أمير المؤمنين  عليه السلام وأومأ (بيده)  إليه: اخسأ عدو الله، فاستحال كلبا أسود. فقال من حضر: فوالله لقد رأينا ثيابه تطاير عنه في الهواء، وجعل يبصبص لأمير المؤمنين، ودمعت عيناه في وجهه، ورأينا أمير المؤمنين  عليه السلام وقد رق له فلحظ السماء، وحرك شفتيه بكلام لم نسمعه، فوالله لقد رأيناه وقد عاد إلى حال الانسانية، وتراجعت ثيابه من الهواء حتى سقطت على كتفيه، فرأيناه وقد خرج من المسجد وإن رجليه لتضطربان. فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين، فقال لنا: مالكم تنظرون وتعجبون ؟ فقلنا: يا أمير المؤمنين كيف لانتعجب وقد صنعت ما صنعت. فقال: أما تعلمون أن آصف بن برخيا وصي سليمان بن داود  عليه السلام قد صنع ما هو قريب من هذا الامر، فقص الله جل اسمه قصته حيث يقول: { أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين. قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين. قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر } الآية . فأيما أكرم على الله نبيكم أم سليمان ؟ فقالوا: بل نبينا أكرم يا أمير المؤمنين. قال: فوصي نبيكم أكرم من وصي سليمان، وإنما كان عند وصي سليمان  عليه السلام من اسم الله الاعظم حرف واحد، فسأل الله جل اسمه، فخسف له الارض ما بينه وبين سرير بلقيس فتناوله في أقل من طرف العين، وعندنا من اسم الله الاعظم إثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله تعالى استأثر به دون خلقه. فقالوا  له  : يا أمير المؤمنين فإذا كان هذا عندك فما حاجتك إلى الانصار في قتال معاوية وغيره، واستنفارك الناس إلى حربه ثانية فقال: { بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون }  إنما أدعو هؤلاء القوم إلى قتاله ليثبت المحجة، وكمال الحجة ، ولو أذن لي في إهلاكه لما تأخر، لكن الله تعالى يمتحن خلقه بما شاء، قالوا: فنهضنا من حوله ونحن نعظم ما أتى به  عليه السلام .  ([23])

ابن شهراشوب: قال: في حديث الطرماح  وصعصعة ابن صوحان  أن أمير المؤمنين  عليه السلام اختصم إليه خصمان، فحكم لاحدهما على الآخر، فقال المحكوم عليه: ما حكمت بالسوية، ولا عدلت في الرعية، ولا قضيتك عند الله بالمرضية، فقال أمير المؤمنين  عليه السلام : اخسأ يا كلب، فجعل في الحال يعوي  ([24])

 

* ثاقب المناقب: عن محمد بن عمر الواقدي، قال: كان هارون الرشيد يقعد للعلماء في يوم عرفة، فقعد ذات يوم وحضره الشافعي، وكان هاشميا  يقعد إلى جنبه، وحضر محمد بن الحسن وأبو يوسف فقعدا بين يديه، وغص المجلس بأهله، فيهم سبعون رجلا من أهل العلم، كل منهم يصلح أن يكون إمام صقع من الاصقاع. قال الواقدي: فدخلت في آخر الناس، فقال الرشيد: لم تأخرت ؟ فقلت: ماكان لاضاعة حق، ولكني شغلت بشغل عاقني عما أحببت. قال: فقربني حتى أجلسني بين يديه، وقد خاض الناس في كل فن من العلم، فقال الرشيد للشافعي: يابن عمي، كم تروي في فضائل علي بن أبي طالب ؟ فقال: أربعمائة حديث وأكثر. فقال له: قل ولا تخف.قال: يبلغ خمسمائة أو يزيد. ثم قال لمحمد بن الحسن: كم تروي يا كوفي من فضائله ؟ قال:  نحو   ألف حديث أو أكثر. فأقبل على أبي يوسف، فقال: كم تروي أنت يا كوفي من فضائله ؟ أخبرني ولا تخش. قال: يا أمير المؤمنين، لولا الخوف لكانت روايتنا في فضائله أكثر من أن تحصى. قال: مم تخاف ؟ قال: منك ومن عمالك وأصحابك. قال: أنت آمن، فتكلم واخبرني لم فضيلة تروي فيه ؟ قال: خمسة عشر ألف خبرا مسندا، وخمسة عشر ألف حديثا مرسلا. قال الواقدي: فأقبل علي. فقال: ما تعرف في ذلك  أنت   ؟ فقلت مثل مقالة أبي يوسف. قال الرشيد: لكني أعرف له فضيلة رأيتها بعيني، وسمعتها باذني، أجل من كل فضيلة تروونها أنتم، وإني لتائب إلى الله تعالى مما كان مني من أمر الطالبية ونسلهم. فقلنا بأجمعنا : وفق الله أمير المؤمنين وأصلحه، إن رأيت أن تخبرنا بما عندك. قال: نعم، وليت عاملي يوسف بن الحجاج بدمشق، وأمرته بالعدل في الرعية، والانصاف في القضية، فاستعمل ما أمرته، فرفع إليه أن الخطيب الذي يخطب بدمشق يشتم  أمير المؤمنين   علي بن أبي طالب عليه السلام في كل يوم وينتقصه، قال: فأحضره وسأله عن ذلك، فأقر له بذلك، فقال له: وما حملك على ما أنت عليه ؟ قال: لانه قتل آبائى، وسبي الذراري، فلذلك الحقد له في قلبي، ولست افارق ما أنا عليه . فقيده وغلغله وحبسه وكتب إلي بخبره، فأمرته أن يحمله إلي على حالته من القيود، فلما مثل بين يدي زبرته وصحت به، وقلت: أنت الشاتم لعلي بن أبي طالب ؟ ! فقال: نعم. قلت: ويلك قتل من قتل، وسبى من سبي بأمر الله تعالى، وأمر النبي صلى الله عليه وآله. قال: ما افارق ما أنا عليه، ولا تطيب نفسي إلا به. فدعوت بالسياط والعقابين ، فأقمته بحضرتي هاهنا، وظهره إلي، فأمرت الجلاد فجلده مائة سوط، فأكثر الصياح والغياث، فبال في مكانه، فأمرت به فنحي عن العقابين، وادخل ذلك البيت وأومى بيده إلى بيت في الايوان وأمرت أن يغلق الباب عليه  وإقفاله  ، ففعل ذلك، ومضى النهار، وأقبل الليل، ولم أبرح من موضعي هذا حتى صليت العتمة. ثم بقيت ساهرا افكر في قتله وفي عذابه، وبأي شئ اعذبه، مرة أقول: اعذبه  على عداوته ، ومرة أقول: أقطع أمعاءه، ومرة افكر في تغريقه، أو قتله بالسوط، واستمر  الفكر في أمره حتى غلبتني عيني  فنمت    في آخر الليل، فإذا أنا باب السماء وقد انفتح وإذا النبي صلى الله عليه وآله قد هبط وعليه خمس حلل. ثم هبط علي عليه السلام وعليه ثلاث حلل. ثم هبط الحسن عليه السلام، وعليه ثلاث حلل . ثم هبط الحسين عليه السلام وعليه حلتان. ثم نزل جبرئيل عليه السلام وعليه حلة واحدة، فإذا هو  من   أحسن الخلق، في نهاية الوصف، ومعه كأس فيه ماء كأصفى ما يكون من الماء وأحسنه، فقال: النبي صلى الله عليه وآله: اعطني الكأس، فأعطاه، فنادى بأعلى صوته: يا شيعة محمد وآله، فأجابوه من حاشيتي وغلماني وأهل الدار أربعون نفسا أعرفهم كلهم، وكان في داري أكثر من خمسة آلاف إنسان، فسقاهم من الماء وصرفهم. ثم قال: أين الدمشقي فكأن الباب قد انفتح، فأخرج إليه، فلما رآه علي عليه السلام. أخذه  بتلابييه   وقال عليه السلام: يا رسول الله، هذا يظلمني ويشتمني من غير سبب أوجب ذلك، فقال: خله يا ابا الحسن. ثم قبض النبي صلى الله عليه وآله على زنده بيده وقال: أنت الشاتم علي بن أبي طالب ؟ ! فقال: نعم. قال: اللهم امسخه، وامحقه، وانتقم منه. قال: فتحول وأنا أراه كلبا، ورد إلى البيت كما كان، وصعد النبي صلى الله عليه وآله، وجبرئيل عليه السلام (وعلي عليه السلام) ومن كان معهم. فانتبهت فزعا  مرعوبا   مذعورا، فدعوت الغلام وأمرت بإخراجه إلي، فأخرج وهو كلب، فقلت له: كيف رأيت عقوبة ربك ؟ فأومأ برأسه كالمعتذر، وأمرت برده. وها هو ذا في البيت. ثم نادى وأمر بإخراجه، فاخرج وقد أخذ الغلام باذنه، فإذا اذناه كأذان الانسان ، و  هو   في صورة الكلب، فوقف بين أيدينا يلوك بلسانه، ويحرك بشفتيه كالمعتذر. فقال الشافعي للرشيد: هذا مسخ، ولست آمن من أن يحل العذاب  به. (فأمر بإخراجه عنا،)  فامر به فرد إلى البيت، فما كان بأسرع من أن سمعنا وجبة وصيحة، فإذا صاعقة قد سقطت على سطح البيت فأحرقته وأحرقت البيت، فصار رمادا، وعجل  الله   بروحه إلى نار جهنم. قال الواقدي: فقلت للرشيد: يا أمير المؤمنين، هذه معجزة  وعظة   وعظت بها فاتق الله في ذرية هذا الرجل. فقال: الرشيد: أنا تائب إلى الله تعالى مما كان مني وأحسنت توبتي.  ([25])

الرجل الذي عميت عيناه لسبه أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام

 * ثاقب المناقب: عن جعفر بن محمد الدوريستي ، قال: حضرت بغداد في سنة إحدى وأربعمائة في مجلس المفيد أبي عبد الله رضي الله عنه، فجاءه علوي وسأله عن تأويل رؤيا رآها، فأجاب، فقال: أطال الله بقاء سيدنا، أقرأت علم التأويل ؟ قال: إني قد بقيت في هذا العلم مدة، ولي فيه كتب جمة. ثم قال: خذ القرطاس واكتب ما املي عليك. قال: كان ببغداد رجل عالم من أصحاب الشافعي، وكان له كتب كثيرة، ولم يكن له ولد، فلما حضرته الوفاة دعا رجلا يقال له: (أبو)  جعفر الدقاق، وأوصى إليه، وقال: إذا فرغت من دفني فاذهب بكتبي إلى سوق البيع وبعها، واصرف ما حصل من ثمنها في وجوه المصالح التي فصلتها، وسلم إليه التفصيل. ثم نودي في البلد: من أراد أن يشتري الكتب فليحضر السوق الفلاني، فإنه يباع فيه الكتب من تركة فلان. فذهبت إليه لابتاع كتبا، وقد اجتمع هناك خلق كثير، ومن اشترى شيئا من كتبه كتب عليه جعفر الدقاق الوصي ثمنه، وأنا قد اشتريت أربعة كتب في علم التعبير، وكتبت ثمنها على نفسي، وهو يشترط (علي و)  على من ابتاع توفية الثمن في الاسبوغ، فلما هممت بالقيام قال لي جعفر: مكانك يا شيخ، فإنه جرى على يدي أمر لاذكره لك، فإنه نصرة لمذهبك.  ثم   قال لي: إنه كان  لي   رفيق يتعلم معي ، وكان في محلة باب البصرة رجل يروي الاحاديث، والناس يسمعون منه، يقال له: أبو عبد الله المحدث، وكنت ورفيقي نذهب إليه برهة من الزمان، ونكتب عنه الاحاديث، وكلما أملى حديثا في فضائل أهل البيت عليهم السلام طعن فيه وفي روايته، حتى كان يوما من الايام فأملى في فضائل البتول الزهراء  وعلي   صلوات الله عليهما. ثم قال: وما تنفع هذه الفضائل عليا  وفاطمة، فإن عليا يقتل المسلمين، وطعن في فاطمة، وقال فيها كلمات منكرة. قال جعفر: فقلت لرفيقي: لا ينبغي لنا أن نأخذ من هذا  الرجل: فإنه رجل لا دين له ولا ديانة فأنه لا يزال يطول لسانه في علي وفاطمة، وهذا ليس بمذهب المسلمين. قال رفيقي: إنك لصادق، فمن حقنا أن نذهب إلى غيره،  فإنه رجل ضال، فعزمنا أن نذهب إلى غيره   ولا نعود إليه، فرأيت من الليلة كأني أمشي إلى المسجد الجامع، فالتفت فرأيت أبا عبد الله المحدث، ورأيت أمير المؤمنين عليه السلام راكبا حمارا مصريا ، يمشي إلي  المسجد  الجامع، فقلت  في نفسي  : واويلاه  وأخاف   أن يضرب عنقه بسيفه، فلما قرب  منه   ضرب بقضيبه عينه اليمنى، وقال له: يا ملعون، لم تسبني وفاطمة ؟ ! فوضع المحدث يده على عينه اليمنى، وقال: أوه  أعميتني قال جعفر: فانتبهت وهممت أن أذهب إلى رفيقي وأحكي له ما رأيت، فإذا هو قد جاءني متغير اللون، فقال: أتدري ما وقع ؟ ! قلت له: قل. قال: رأيت البارحة رؤيا في أبي عبد الله المحدث، فذكر، فكان كما ذكرته من غير زيادة و  لا   نقصان. فقلت له: أنا رأيت مثل ذلك، وكنت هممت بإتيانك لا ذكره لك، فاذهب بنا الآن مع المصحف لنحلف  له   انا رأينا ذلك، ولم نتواطأ عليه، ولننصح  له (ذلك)  ليرجع عن هذا الاعتقاد. فقمنا ومشينا إلى باب داره، فإذا الباب مغلق، (فقرعنا) ، فجاءت جارية وقالت: لا يمكن أن يرى الآن، ورجعت، ثم قرعنا الباب ثانية، فجاءت وقالت: لا يمكن ذلك. فقلنا: ما وقع له ؟ فقالت: إنه  قد  وضع يده على عينه، ويصيح من نصف الليل، ويقول: إن علي بن أبي طالب عليه السلام  قد   أعماني، ويستغيث من وجع العين. فقلنا لها: افتحي الباب، فإنا قد جئناه هذا الامر، ففتحت، فدخلنا، فرأيناه على أقبح هيئة، يستغيث ويقول: مالي ولعلي بن أبي طالب، ما فعلت به، فإنه  قد   ضرب بقضيب على عيني البارحة وأعماني. قال جعفر: وذكرنا له ما رأيناه في المنام، وقلنا له: ارجع عن اعتقادك الذي أنت عليه، ولا تطول لسانك فيه. فأجاب وقال: لا جزاكم  الله خيرا، لو كان علي بن أبي طالب أعمى عيني الاخرى لما قدمته على أبي بكر وعمر، فقمنا من عنده، وقلنا: ليس في هذا الرجل خير. ثم رجعنا إليه بعد ثلاثة أيام لنعلم ما حاله، فلما دخلنا عليه وجدناه أعمى بالعين الاخرى، فقلنا له: ما تتغير  ؟ ! فقال: لا والله، لا أرجع عن هذا الاعتقاد، فليفعل علي بن أبي طالب ما أراد، فقمنا ورجعنا . ثم رجعنا  إليه بعد اسبوع لنعلم إلى ما وصل حاله، فقيل إنه  قد   دفن وارتد ابنه، ولحق بالروم غضبا  على علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، فرجعنا وقرأنا:  (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) .  وقد نقلت ذلك من النسخة التي انتسخها  جعفر الدوريستي بخطه، ونقلها إلى الفارسية في سنة إحدى . وسبعين وأربعمائة، ونحن نقلناها إلى العربية من الفارسية ثانيا ببلدة قاشان، والله الموفق  في   مثل هذه السنة: سنة ستين وخمسمائة.  ([26])

الرجل الذي قال له عليه السلام: اخسأ، فصار رأسه رأس كلب

 * ثاقب المناقب: عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر صلوات الله عليه، قال: بينما أمير المؤمنين علي صلوات الله عليه في مسجد الكوفة يجهز إلى معاوية، ويحرض الناس على قتاله إذ اختصم إليه رجلان، فعلا  صوت   أحدهما في الكلام. فالتفت إليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقال له: اخسأ، فإذا رأسه رأس كلب، فبهت الذين حوله، فمال  الرجل بأصابعه، وتضرع إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقال من حوله: يا أمير المؤمنين، أقله عثرته، فحرك شفتيه، فعاد كما كان. فوثب أصحابه وقالوا: يا أمير المؤمنين أنت بالقدرة  على ما تريد، وأنت تجهز إلى معاوية ؟ ! فأطرق هنيهة ورفع رأسه،  ثم   قال: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لو شئت أن أطول برجلي هذه القصيرة في طول  هذه   الفيافي  التي تسيرونها، وهذه الجبال والاودية حتى أضرب  بها   صدر معاوية لفعلت، ولو أقسمت على الله تعالى أن اؤتى به قبل أن أقوم من مجلسي هذا، أو قبل أن يرتد  إلى أحدكم الطرف لفعل، ولكن  (عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون)  .  ([27])

خبر طائر ابن ملجم

 الراوندي: قال:  ومنها ما   أخبرنا  به   أبو منصور شهردار بن شيرويه شهردار الديلمي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا (أبو الحسن علي بن أحمد الميداني، حدثنا أبو عمرو محمد بن يحيى، حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عمر)  قال: سمعت أبا القاسم الحسن بن محمد المعروف بابن الرفا بالكوفة يقول: كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام إبراهيم  عليه السلام فقلت: ماهذا ؟ قالوا: راهب أسلم، فأشرفت عليه وإذا أنا بشيخ كبير عليه جبة صوف، وقلنسوة صوف، عظيم الخلق، وهو قاعد بحذاء مقام إبراهيم، فسمعته يقول: كنت قاعدا في صومعة لي  فأشرفت منها فإذا بطائر كالنسر قد سقط على صخرة على شاطئ البحر، فتقيأ فرمى بربع إنسان، ثم طار فتفقدته،  فعاد   فتقيأ فرمى بربع إنسان، ثم طار فجاء  فتقيأ بربع إنسان، ثم دنت  الارباع (بعضها إلى بعض)   فقام   رجلا فهو قائم، وأنا أتعجب منه. ثم انحدر الطير (عليه)  فضربه وأخذ ربعه فطار، ثم رجع فأخذ ربعه فطار، ثم رجع فأخذ ربعا فطار، ثم رجع فأخذ الربع الآخر ، فبقيت أتفكر (في ذلك)  وتحسرت  إلا كنت تحققته ، فسألته من هو، فبقيت أتفقد الصخرة حتى رأيت الطائر قد أقبل فتقيأ بربع إنسان، فنزلت فقمت بإزائه فلم أزل حتى تقيأ (بربع ربع حتب الرابع) . ثم طار فالتأم رجلا فقام قائما، فدنوت منه فسألته  فقلت:   من أنت ؟ فسكت عني. فقلت بحق من خلقك من أنت ؟ قال: أنا ابن ملجم. قلت له: وأي شئ عملت من الذنوب ؟ قال: قلت علي بن أبي طالب، فوكل (الله)  بي هذا الطير يقتلني كل يوم قتلة  فهو يحدثني إذا نقض الطائر فضربه فأخذ ربعه ثم طار (وعاد حتى أخذ الربع الآخر) ، فسألت عن علي  عليه السلام ، فقالوا: هو ابن عم رسول الله  صلى الله عليه وآله   ووصيه، فأسلمت  .  ([28])

رجل صار نصف وجهه أسود

ابن شهراشوب: قال: قال هاشمي: رأيت رجلا بالشام قد اسود نصف وجهه وهو يغطيه  فسألته عن سبب ذلك، فقال: نعم قد جعلت لله علي أن  لا   يسألني أحد عن ذلك إلا خبرته، كنت شديد الوقيعة في علي  عليه السلام ، كثير الذكر له بالمكروه، فبينما أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني آت في منامي، فقال: أنت صاحب الوقيعة في علي ؟ فضرب بشق وجهي، فأصبحت وشق  وجهي أسود كما ترى.

وروى هذا الحديث البرسي قال: روى عبد الله بن محمد ابن الذر ، قال: حدثني عيسى بن عبد الله مولى تميم، عن شيخ من قريش  (من بني هاشم) ، قال: رأيت رجلا بالشام قد اسود وجهه وهو يغطيه، فسألته عن سبب ذلك، فقال: نعم قد جعلت لله علي أن لا يسألني أحد عن ذلك إلا أجبته وأخبرته . قال: كنت شديد الوقيعة في علي بن أبي طالب، كثير الذكر له، بينما أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني آت في منامي، فقال: أنت صاحب الوقيعة في علي  عليه السلام ؟ فقلت: بلي، فضرب وجهي وقد اسود، فبقى كما ترى.  ([29])

 

رجل مسخ رأسه رأس خنزير

 ابن شهراشوب: قال: حكم  عليه السلام بحكم، فقال المحكوم عليه: ظلمت  والله  يا   علي، فقال: إن كنت كاذبا فغير الله صورتك، فصار رأسه رأس خنزير.  ([30])

ابن بابويه في أماليه: بإسناده عن الاعمش في حديثه مع أبي جعفر الدوانيقي المنصور، والحديث مشهور في كتب الخاصة والعامة في الحديث، قال رجل محب لأمير المؤمنين علي  عليه السلام : يا شاب (- يعني - المنصور)  قد أقررت عيني ولي إليك حاجة، قلت: قضيت إن شاء الله تعالى، قال: فإذا كان غدا فائت مسجد آل فلان كيما ترى أخي المبغض لعلي  عليه السلام . قال: فطالت  علي   تلك الليلة، فلما أصبحت أتيت المسجد الذي وصف لي فقمت في الصف، فإذا إلى جانبي شاب متعمم، فذهب ليركع فسقطت عمامته، فنظرت في وجهه، فإذا رأسه رأس خنزير، ووجهه وجه خنزير، فوالله  ما علمت ما تكلمت  به   في صلاتي  حتى سلم الامام. فقلت:  يا   ويحك ما الذي أرى بك ؟ فبكي وقال لي: انظر إلى هذه الدار، فنظرت فقال لي: (ادخل، فدخلت، فقال لي:)  كنت مؤذنا لآل فلان، كلما  أصبحت لعنت عليا  عليه السلام ألف مرة بين الاذان والاقامة، وكلما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرة، فخرجت من منزلي فأتيت داري فاتكأت على هذا الدكان الذي ترى، فرأيت في منامي كأني بالجنة وفيها رسول الله  صلى الله عليه وآله  وعلي  عليه السلام فرحين، ورأيت كأن النبي  صلى الله عليه وآله  عن يمينه الحسن، وعن يساره الحسين ومعه كأس، فقال: يا حسن اسقني، فسقاه، ثم قال: اسق الجماعة، فشربوا، ثم رأيته كأنه قال: اسق المتكئ على هذا الدكان، فقال  له   الحسن: يا جدي  أتأمرني ان اسقي هذا وهو يلعن والدي في كل يوم الف مرة بين الاذان والاقامة، وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرة (بين الاذان والاقامة) . فأتاني النبي  صلى الله عليه وآله  فقال لي: مالك عليك لعنة الله تلعن عليا وعلي مني  وتشتم عليا وعلي مني ؟   فرأيته كأنه  قد   تفل في وجهي، وضربني برجله، وقال: قم غير الله ما بك من نعمة، فانتبهت من نومي، فإذا رأسي رأس خنزير، ووجهي وجه خنزير.  ثم   قال لي  أبو جعفر  أمير المؤمنين: أهذان الحديثان في يدك ؟ فقلت: لا، فقال  : يا سليمان حب علي إيمان، وبغضه نفاق، والله لايحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. قال: قلت: الامان يا أمير المؤمنين، قال: لك الامان. قلت: فما تقول في قاتل الحسين  عليه السلام ؟ قال: إلى النار وفي النار. قلت:  وكذلك من قتل ولد رسول الله إلى النار وفي النار ؟   (فما تقول في جعفر بن محمد الصادق)  ؟ قال: الملك عقيم يا سليمان اخرج وحدث بما سمعت.  ([31])

 



([1])هداية الحضيني: 20 (مخطوط) وأورده في إرشاد القلوب: 272.

([2])المناقب لابن شهراشوب: 2 / 281 وعنه البحار: 41 / 208 ذ ح 23.

([3])مناقب آل أبي طالب: 2 / 344 نحوه عنه البحار: 39 / 319 ذح 19.

([4])أمالي الطوسي: 2 / 232، مناقب آل أبي طالب: 2 / 345 وعنهما البحار: 39 / 317 ح 18 وص 320 ح 20

([5])أمالي الطوسي 2 / 232، عنه البحار: 39 / 314 ح 9، وج 61 / 172 ح 29، وإثبات الهداة: 2 / 428 ح 82

([6])أمالي الطوسي 1 / 238 وعنه البحار: 39 / 314 ح 10 وعن كنز الكراجكي: 1 / 146، وفي ج 27 / 228 ح 32

([7])أمالي الطوسي: 2 / 232 وعنه البحار: 42 / 6 ح 6، مناقب آل أبي طالب: 2 / 345 - 346 وعنه البحار: 39 / 321 ذخ 20، وعن شرح ابن أبي الحديد: 3 / 199

([8])فضائل شاذان بن جبرئيل: 98 وعنه البحار: 41 / 217 ح 30.

([9])البرهان: 1 / 560 ح 4 وج 4 / 382 ح 7

([10])الكافي: 8 / 57 - 58 ح 18 وعنه البحار: 35 / 323 ح 22، وتفسير البرهان: 4 / 150، وغاية المرام 425 ب 184 ح 1، وصدره في نور الثقلين: 4 / 609 ح 71.

([11])الكشكول للسيد حيدر الآملي: 179 - 185. البرهان: 1 / 560 - 563 وصدره في ج 2 / 79 ح 7.

([12])مناقب ابن شهراشوب

([13])مناقب آل أبي طالب: 2 / 344 وعنه البحار: 39 / 319 ضمن ح 19

([14])الاختصاص: 274. ورواه في البصائر: 275 ح 5 وعنهما البحار: 28 / 220 ح 10.

([15])الثاقب في المناقب: 270 ح 234. وأخرج صدره ابن أبي الحديد في شرح النهج: 2 / 287

([16])مناقب آل أبي طالب: 2 / 343 وعنه البحار: 39 / 318 ح 19.

([17])مناقب آل أبي طالب: 2 / 343 وعنه البحار: 39 / 318 ضمن ح

([18])مناقب آل أبي طالب: 2 / 342. ورواه في إرشاد المفيد: 185 - 186، والخرائج: 1 / 209 ح 51،

([19])مناقب آل أبي طالب: 2 / 345 وعنه البحار: 39 / 320 ضمن ح 20

([20]). مناقب آل أبي طالب: 2 / 345، الثاقب في المناقب: 239 ح 203. وأخرجه في البحار: 39 / 320 عن مناقب آل أبي طالب: وفي ج 42 / 2 - 4 ح 3، 4 عن الخرائج: 1 / 223 ح 68

([21])الثاقب في المناقب: 270 ح 223.

([22])الثاقب في المناقب: 275 ح 241

([23])الخصائص:43

([24])مناقب آل أبي طالب - عليه السلام -: 2 / 281 وعنه البحار: 41 / 408 ضمن ح 23.

([25])الثاقب في المناقب: 229 ح 1

([26])الثاقب في المناقب: 236 ح 3.

([27])الثاقب في المناقب: 242 ح 7. وأورده في الخرائج والجرائح: 1 / 172 مختصرا. وأخرجه في إحقاق الحق: 8 / 757 عن المناقب المرتضوية: 315 عن مفاتيح الغيب مرسلا. وفي البحار: 41 / 191 ح 1، وإثبات الهداة: 4 / 457 ح 189

([28])الخرائج: 1 / 216 ح 60، عنه البحار: 42 / 307 ح 7 وعن كشف الغمة: 1 / 434 نقلا من مناقب الخوارزمي: 281، وأخرجه في إحقاق الحق: 8 / 760 والفصول المهمة: 140

([29])فضائل شاذان بن جبرئيل: 115 والروضة له: 10 وعنهما البحار: 42 / 8 ح 10. وأورده في الثاقب في المناقب: 241 ح 6

([30])المناقب لابن شهراشوب: 2 / 280 وعنه البحار: 41 / 207.

([31])الامالي للشيخ الصدوق: 357 ذ ح 2 والمناقب لابن المغازلي: 143 ح 188 وروضد الواعظين 120 والمناقب للخوارزمي: 207 وغاية المرام: 656 ح 48 وبشارة المصطفى: 171 والفضائل لشاذان: 116 وحلية الابرار: 1 / 294. وأخرجه في البحار: 37 / 88 ح 55