العتبة العلوية المقدسة - كلام له عليه السّلام يصف الإسلام -
» » سيرة الإمام » بلاغة الامام علي وحكمته » خطب الامام علي عليه السلام » كلام له عليه السّلام يصف الإسلام

كلام له عليه السّلام يصف الإسلام

اَمَّا بَعْدُ ، فَاِنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى‏ شَرَّعَ الْأِسْلامَ ، وَ سَهَّلَ شَرآئِعَهُ لِمَنْ وَرَدَهُ ، وَ اَعَزَّ اَرْكانَهُ لِمَنْ حارَبَهُ ، وَ جَعَلَهُ عِزًّا لِمَنْ تَوَلاَّهُ ، وَ سِلْماً لِمَنْ دَخَلَهُ ، وَ هُدىً لِمَنِ ائْتَمَّ بِهِ ، وَ زينَةً لِمَنْ تَجَلَّلَهُ ، وَ عُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَهُ ، وَ عُرْوَةً

لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ ، وَ حَبْلاً لِمَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ ، وَ بُرْهاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ ، وَ نُوراً لِمَنِ اسْتَضآءَ بِهِ ، وَ عَوْناً لِمَنِ اسْتَغاثَ بِهِ ، وَ شاهِداً لِمَنْ خاصَمَ بِهِ ، وَ فَلْجاً لِمَنْ حآجَّ بِهِ ، وَ عِلْماً لِمَنْ وَعى‏ ، وَ حَديثاً لِمَنْ رَوى‏ ، وَ حُكْماً لِمَنْ قَضى‏ ، وَ حِلْماً لِمَنْ جَرَّبَ ، وَ لُبّاً لِمَنْ تَدَبَّرَ ، وَ فَهْماً لِمَنْ تَفَطَّنَ ، وَ يَقيناً لِمَنْ عَقَلَ ، وَ بَصيرَةً لِمَنْ عَزَمَ ، وَ ايَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ ، وَ عِبْرَةً لِمَنِ اتَّعَظَ ، وَ نَجاةً لِمَنْ صَدَّقَ ، وَ تَوْءَدَةً لِمَنْ اَصْلَحَ ، وَ زَلْفى‏ لِمَنِ اقْتَرَبَ ، وَ ثِقَةً لِمَنْ تَوَكَّلَ ، وَ رَجآءً لِمَنْ فَوَّضَ ، وَ سَبْقَةً لِمَنْ اَحْسَنَ ، وَ جُنَّةً لِمَنْ صَبَرَ ، وَ لِباساً لِمَنِ اتَّقى‏ ، وَ ظَهْراً لِمَنْ رَشَدَ ، وَ كَهْفاً لِمَنْ امَنَ ، وَ اَمَنَةً لِمَنْ اَسْلَمَ ، وَ رُوحاً لِمَنْ صَدَقَ ، وَ غِنىً لِمَنْ قَنَعَ ، فَذلِكَ الْحَقُّ ، سَبيلُهُ الْهُدى‏ ، وَ مَأْثَرَتُهُ الْمَجْدُ ، وَ صِفَتُهُ الْحُسْنى‏ ، فَهُوَ اَبْلَجُ الْمِنْهاجِ مُشْرِقُ الْمَنارِ ، زاكِى الْمِصْباحِ ، رَفيعُ الْغابَةِ ، يَسيرُ الْمِضْمارِ ، جامِعُ الْحَلْبَةِ ،

سَريعُ السُّبْقَةِ ، اَليمُ النِّقْمَةِ ، كامِلُ الْعُدَّةِ ، كَريمُ الْفُرْسانِ ، فَالاْيمانُ مِنْهاجُهُ وَ الصَّالِحاتُ مَنارُهُ ، وَ الْفِقْهُ مِصْباحُهُ ، وَ الدُّنْيا مِضْمارُهُ ، وَ الْمَوْتُ غايَتُهُ ، وَ الْقِيامَةُ حَلْبَتُهُ ، وَ الْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ ، وَ النَّارُ نِقْمَتُهُ ، وَ التَّقْوى‏ عُدَّتُهُ ، وَ الْحَسَناتُ فُرْسانُهُ . فَباِلْإيمانِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحاتِ ، وَ بِالصَّالِحاتِ يُعَمَّرُ الْفِقْهُ ، وَ بِالْفِقْهِ يُرْهَبُ الْمَوْتُ ، وَ بِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيا ، وَ بِالدُّنْيا تُجازُ الْقِيامَةُ ، وَ بِالْقِيامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ ، وَ الْجَنَّةُ حَسْرَةُ اَهْلِ النَّارِ ، وَ النَّارُ مَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقين ، وَ التَّقْوى‏ سِنْخُ الْإيمانِ ، فَذلِكَ الْإيمان .