العتبة العلوية المقدسة - قالوا في مقتل امير المؤمنين عليه السلام -
» » سيرة الإمام » استشهاد الامام علي عليه السلام » مقتل الامام علي بروايات العامة » قالوا في مقتل امير المؤمنين عليه السلام

قالوا في مقتل امير المؤمنين عليه السلام

قال الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه " العلم والعلماء " ( ص 181 ط دار الكتب العلمية - بيروت ) :

وتعاهد ثلاثة من الخوارج على أن يقوموا بقتل كل من معاوية وعمرو بن العاص وعلي رضي الله عنهم أجمعين وحددوا لذلك ليلة من رمضان معينة ، وذهب كل إلى من التزم بقتله ، فلم يفلح اثنان فيما عزما عليه من قتل معاوية وعمرو ، وهلك الثالث وهو عبد الرحمن بن ملجم فأتى الكوفة حتى إذا كانت الليلة الموعودة خرج علي  عليه السلام بعد الفجر ينادي الصلاة ، الصلاة ! ! فاعترضه ابن ملجم لعنه الله فضربه بالسيف فأصاب جبهته إلى قرنه ووصل إلى دماغه كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله : أشقى الناس رجلان أحيمر ثمود عاقر الناقة والذي يضربك على هذه - يعني قرنه - حتى تبتل منه الدم هذه - يعني لحيته - وكان ذلك يوم الجمعة سنة أربعين من الهجرة . فمات رضي الله عنه ليلة الأحد ، وغسله ولداه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر ، وصلى عليه الحسن ودفن بسحر ، وعمره نحو ثلاث وستين سنة . فرضي الله عنه وأرضاه ، وأسكنه رياض جنانه مع آل البيت الطاهرين ، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجمعين وألحقنا بهم مسلمين غير مبدلين ولا مغيرين .

 

وقال الفاضل المعاصر الدكتور محمد أسعد أطلس في " تاريخ العرب " ( ج 3 ص 254 ط دار الأندلس - بيروت ) : لم يصب الإسلام بفاجعة بعد فاجعته برسول الله ( ص ) أعظم من فاجعته بمقتل الإمام ( ع ) فإن أبا بكر وعمر وعثمان قد لاقوا حتفهم في ظروف تكاد تكون عادية أو شبه عادية ، ثم إنهم قد عاشوا فترة هادئة في ظل الخلافة الإسلامية استطاعوا بها أن يتمموا رسالة الرسول الكريم ، وينشروا راية الإسلام وبخاصة الخليفتين الأول والثاني ، كما رأيت في الفصول الماضية .

أما الإمام علي ( ع ) فإن الظلمة والخوارج والطغاة ، خلقوا المشاكل في سبيله منذ يوم تسلم خلافة رسول الله إلى أن طعن بيد أحدهم ، وهو ظالم آثم طاغ .

روى المؤرخون أن عبد الرحمن بن ملجم الخارجي الحميري ، أقام في الكوفة يرقب الموعد لقتل الإمام ، ثم إنه أقبل آخر الليل ومعه رفيق له يعينه في عمله الجرم ، وإنهما انتظرا الإمام حتى خرج من بيته لصلاة الفجر ، فلما رأياه قادما استقبلاه بسيفيهما فأصابه ابن ملجم - لعنه الله - في جبهته حتى بلغ دماغه ، ووقع سيف صاحبه في الحائط ، وخر الإمام الأمين المأمون صريعا ، وهو يقول : لا يفوتنكم الرجل ، وأحاط القوم بالفاسقين ، فقتلوا الثاني ، واستبقوا ابن ملجم ، وحمل الإمام إلى داره فأقام ليلتين ويوما ثم مات كرم الله وجهه ، قتل ابن ملجم ومثل به وأحرق بالنار عليه لعنة الله ولعنة اللاعنين إلى يوم الدين ، وكان ذلك ليلة الحادي والعشرين من رمضان سنة 40 ه‍ .