قتل ابن ملجم اللعين وحرقه بالنار
نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم : فمنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في " المنتظم في تاريخ الملوك والأمم " ( ج 5 ص 174 ط دار الكتب العلمية بيروت ) قال : وذلك في رمضان ، وغسله الحسن والحسين عليهما السلام ، وعبد الله بن جعفر ، وكفن في ثلاثة أثواب وكبر عليه الحسن تسع تكبيرات .
أخبرنا الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : [ حدثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : ] حدثنا شريك ، عن عمران بن ظبيان ، عن أبي يحيى ، قال : لما ضرب ابن ملجم عليا رضي الله عنه قال : افعلوا به كما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يفعل برجل أراد قتله ، فقال : اقتلوه ، ثم حرقوه .
ومنهم علامة التاريخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ابن عساكر في " ترجمة الإمام علي عليه السلام من تاريخ دمشق " ( ج 3 ص 301 ط دار التعارف للمطبوعات - بيروت ) قال : [ وأيضا قال ابن سعد : ] وقالوا : كان عبد الرحمن بن ملجم في السجن ، فلما مات علي ودفن ، بعث الحسن بن علي إلى عبد الرحمن بن ملجم فأخرجه من السجن ليقتله ، فاجتمع الناس وجاؤوا بالنفط والبواري والنار فقالوا : نحرقه ، فقال عبد الله ابن جعفر وحسين بن علي ومحمد بن الحنفية : دعونا حتى نشفي أنفسنا منه ، فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم ، فكحل عينيه بمسمار محمي فلم يجزع وجعل يقول : إنك لتكحل عيني عمك بملمول مض وجعل يقرأ : إقرأ باسم ربك الذي خلق ، خلق الانسان من علق حتى أتى على آخر السورة كلها وإن عينيه لتسيلان ، ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطعه فجزع ، فقيل له : قطعنا يديك ورجليك وسملنا عينيك يا عدو الله فلم تجزع ، فلما صرنا إلى لسانك جزعت ؟ فقال : ما ذاك من جزع إلا أني أكره أن أكون من الدنيا فواقا لا أذكر الله . فقطعوا لسانه ثم جعلوه في قوصرة وأحرقوه بالنار . والعباس بن علي يومئذ صغير ، فلم يستأن به بلوغه . وكان عبد الرحمن بن ملجم رجلا أسمر ، حسن الوجه أبلج ، شعره مع شحمة أذنيه ، في جبهته أثر السجود .
ومنهم العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة 354 في " السيرة النبوية وأخبار الخلفاء " ( ص 551 ط مؤسسة الكتب الثقافية ، دار الفكر في بيروت ) قال : فمات علي بن أبي طالب غداة يوم الجمعة ، فأخذ عبد الله بن جعفر والحسن بن علي [ ومحمد بن الحنفية ] عبد الرحمن بن ملجم ، فقطعوا يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم ، ثم كحلوا عينيه بملمول محمي ، ثم قطعوا لسانه وأحرقوه بالنار ، وكان لعلي يوم مات اثنتان وستون سنة ، وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر . وذكر مثله في كتابه " الثقات " ( ج 2 ص 302 ط دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد ) .
ومنهم الحافظ الشمس محمد بن أحمد الذهبي في " تاريخ الإسلام " ( ج 3 ص 650 ط بيروت ) فذكر مثل ما تقدم عن ابن عساكر .