العتبة العلوية المقدسة - كتب أهل الكوفة وكلام الإمام الحسين عليه السلام -
» سيرة الإمام » » اولاد الامام علي عليه السلام » سيرة الامام الحسين عليه السلام » الامام الحسين من المدينة الى كربلاء » كتب أهل الكوفة وكلام الإمام الحسين عليه السلام

كتب أهل الكوفة وكلام الإمام الحسين ( عليه السلام )

 *-  الطبري : فلمّا بلغ أهل الكوفة هلاك معاوية ؛ أرجف أهل العراق بيزيد ، وقالوا : قد امتنع حسين ( عليه السلام ) وابن الزبير ولحقا بمكّة ، فكتب أهل الكوفة إلى حسين ، وعليهم النعمان ابن بشير .  قال أبو مخنف : فحدّثني الحجّاج بن عليّ ، عن محمّد بن بشر الهمداني ، قال : اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد [ الخزاعي ] ، فذكرنا هلاك معاوية ، فحمدنا الله عليه ، فقال لنا سليمان بن صرد : إنّ معاوية قد هلك ، وإنّ حسيناً ( عليه السلام ) قد تقبّض على القوم ببيعته ، وقد خرج إلى مكّة ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه ؛ فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدو عدوّه ؛ فاكتبوا إليه ، وإن خفتم الوهل والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه ! فقالوا : لا ، بل نقاتل عدوّه ، ونقتل أنفسنا دونه ! قال : فاكتبوا إليه ، فكتبوا إليه : بسم الله الرحمن الرحيم ، لحسين بن عليّ ، من سليمان بن صرد ، والمسيّب بن نجبة ، ورفاعة بن شدّاد ، وحبيب بن مُظاهر ، وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة : سلام عليك ، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو ، أمّا بعد : فالحمد للّه الذي قصم عدوّك الجبّار العنيد ، الذي انتزى على هذه الأُمّة ، فابتزّها أمرها ، وغصبها فيئها ، وتأمّر عليها بغير رضىً منها ؛ ثمّ قتل خيارها ، واستبقى شرارها ، وجعل مال الله دولة بين جبابرتها وأغنيائها ، فبُعداً له كما بعدت ثمود . إنّه ليس علينا إمام ؛ فأقبل لعلّ الله أن يجمعنا بك على الحقّ ، والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلى عيد ، ولو قد بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتّى نلحقه بالشام ، إن شاء الله ، والسلام ورحمة الله عليك . قال : ثمّ سرّحنا بالكتاب مع عبد الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال [ التميمي ] وأمرناهما بالنجاء . فخرج الرجلان مسرعين حتّى قدما على حسين ( عليه السلام ) بمكّة ، لعشر مضين من شهر رمضان بمكّة . ثمّ لبثنا يومين ، ثم سرّحنا إليه : قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد  الله بن الكدن الأرحبي وعمارة بن عبيد السلّولي ، فحملوا معهم نحواً من ثلاثة وخمسين صحيفة ، الصحيفة من الرجل والاثنين والأربعة . قال : ثمّ لبثنا يومين آخرين ، ثم سرّحنا إليه هانيء بن هانيء السبيعي وسعيد ابن عبد الله الحنفي وكتبنا معهما : بسم الله الرحمن الرحيم ، لحسين بن عليّ ( عليه السلام ) ، من شيعته من المؤمنين والمسلمين : أمّا بعد ، فحيّ هلاّ ، فإنّ الناس ينتظرونك ، ولا رأي لهم في غيرك ، فالعجل العجل ! والسلام عليك . وكتب شبث بن رِبعي وحجّار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم وعزرة بن قيس ، وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ومحمّد بن عمر التميمي : أمّا بعد فقد اخضرّ الجناب ، وأينعت الثمار ، وطمّت الجمام ، فإذا شئت فأقدم على جند لك مجنّد ، والسلام عليك . ([1])

 *-  ابن أعثم : قال الحسين ( عليه السلام ) لهاني وسعيد بن عبد الله الحنفي : خَبِّراني مَنْ اجْتَمَعَ عَلى هذَا الْكِتابِ الَّذي كُتِبَ مَعَكُما إِلَيَّ . فقالا : يا أمير المؤمنين ! اجتمع عليه شبث بن ربعي ، وحجّار بن أبجر ، ويزيد بن الحارث ، ويزيد بن رويم ، وعروة بن قيس ، وعمرو بن الحجاج ، ومحمّد بن عمير بن عطارد . قال : فعندما قام الحسين ( عليه السلام ) فتطهّر وصلّى ركعتين بين الركن والمقام ، ثمّ انفتل من صلاته ، وسأل ربّه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة ، ثمّ جمع الرسل فقال لهم : إِنّي رَأَيْتُ جَدّي رَسُولَ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) في مَنامي ، وَقَدْ أَمَرَني بِأَمْر وَأَنَا ماض لأَِمْرِهِ ،  فَعَزَمَ اللهُ لي بِالْخَيْرِ ، إِنَّهُ وَليُّ ذلِكَ ، وَالْقادِرُ عَلَيْهِ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى .  ([2])

 



([1])تأريخ الطبري 3 : 277 ، الإرشاد : 202 ، الفتوح 5 : 29 ، مع اختلاف ، وقعة الطفّ : 89 .

([2])فتوح 5 : 33 ، مثير الأحزان : 26 ,اللهوف : 15 ، أعيان الشيعة 1 : 589 .