العتبة العلوية المقدسة - نماذج من قتال الأمام علي واصحابه -
» سيرة الإمام » » جهاد الامام علي عليه السلام » جهادة في خلافته » واقعة صفين » نماذج من قتال الأمام علي واصحابه

 
نماذج من قتال الأمام علي واصحابه
ابن عباس يصف امير المؤمنين عليه السلام
*- ذكر إبن عباس عليآ فقال : ما رأيت شيئا يوازيه ، رأيته يوم صفين وكان بين عينيه سراجآ سليطآ وهو يحمس أصحابه الى أن إنتهى إلي وأنا في كتف فقال : معاشر المسلمين استشعروا الخشيه وخفضوا الاصوات وتجلبوا السكينة وأكملوا اللام وأخفوا الخوف وقلقوا السيف في أغمادها قبل السله والحضوا الشزر واطعنوا الدبر ونافحوا بالضبا وصلوا السيوف بالخطى والرماح بالنبل وامشوا الى الموت مشيآ سجحآ وعليكم بهذا السواد الأعظم والرواق المطنب فاضربوا ثبجة فإن الشيطان راكد في وكره نافح خصيبه مفترس ذراعيه قد قدم للوثبه يدا واخر للنكوص رجلآ(2)
احتراز امير المؤمنين عليه السلام
* - عن أبي حيان التيمي ، عن أبيه - وكان مع علي عليه السلام يوم صفين وفيما بعد ذلك - قال : بينما علي بن أبي طالب عليه السلام يعبئ الكتائب يوم صفين ومعاوية مستقبله على فرس له يتأكل تحته تأكلا وعلي عليه السلام على فرس رسول الله صلى الله عليه وآله المرتجز وبيده حربة رسول الله صلى الله عليه وآله وهو متقلد سيفه ذا الفقار ، فقال رجل من أصحابه : احترس يا أمير المؤمنين فإنا نخشى أن يغتالك هذا الملعون ، فقال علي عليه السلام : لئن قلت ذاك إنه غير مأمون على دينه ، وإنه لأشقى القاسطين وألعن الخارجين على الأئمة المهتدين ولكن كفى بالأجل حارسا ، ليس أحد من الناس إلا ومعه ملائكة حفظة يحفظونه من أن يتردى في بئر ، أو يقع عليه حائط ، أو يصيبه سوء ، فإذا حان ؟ أجله خلوا بينه وبين ما يصيبه ، فكذلك أنا إذا حان أجلي انبعث أشقاها فخضب هذه من هذا وأشار إلى لحيته ورأسه - عهدا معهودا ووعدا غير مكذوب ; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ([1])
 
فقدان امير المؤمنين عليه السلام درعه
* - في مناقب ابن شهرآشوب : حلية الأولياء ونزهة الابصار أنه مضى عليه السلام في حكومة إلى شريح مع يهودي ، فقال: يا يهودي الدرع درعي ولم أبع ولم أهب ، فقال اليهودي : الدرع لي وفي يدي ، فسأله شريح البينة ، فقال : هذا قنبر والحسين يشهدان لي بذلك ، فقال شريح : شهادة الابن لا تجوز لأبيه ، وشهادة العبد لا تجوز لسيده وإنهما يجران إليك ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك يا شريح أخطأت من وجوه ، أما واحدة فأنا إمامك تدين الله بطاعتي وتعلم أني لا أقول باطلا ، فرددت قولي وأبطلت دعواي ، ثم سألتني البينة فشهد عبد وأحد سيدي شباب أهل الجنة فرددت شهادتهما ، ثم ادعيت عليهما أنهما يجر أنهما يجران إلى أنفسهما ، أما إني لا أرى عقوبتك إلا أن تقضي بين اليهود ثلاثة أيام ! أخرجوه ، فأخرجه إلى قبا فقضى بين اليهود ثلاثا ، ثم انصرف ، فلما سمع اليهودي ذلك قال : هذا أمير المؤمنين جاء إلى الحاكم والحاكم حكم عليه ! فأسلم ثم قال : الدرع درعك سقطت يوم صفين من جمل أورق فأخذتها ([2])
كلمةامير المؤمنين في ارامل القوم
*-  عن بكر بن تغلب قال: حدثنى من سمع الأشعث يوم الفرات وقد كان له غناء عظيم من أهل العراق وقتل رجالا من أهل الشام بيده، وهو يقول: والله إن كنت لكارها قتال أهل الصلاة، ولكن معى من هو أقدم منى في الإسلام، وأعلم بالكتاب والسنة، وهو الذى يسخى بنفسه و أن ظبيان بن عمارة التميمي، جعل يومئذ يقاتل وهو يقول:
مالك يا ظبيان من بقاء * في ساكن الأرض بغير ماء
لا، وإله الأرض والسماء * فاضرب وجوه الغدر الأعداء
 بالسيف عند حمس الوغاء * حتى يجيبوك إلى السواء
 قال: فضربناهم والله حتى خلونا وإياه.
و عمر بن سعد بإسناده قال.طال بيننا وبين أهل الشام القتال، فما أنسى قول عبد الله بن عوف [ بن ] الأحمر ، يوم الفرات، وكان من فرسان على، وهو يضربهم بالسيف وهو يقول: خلوا لنا عن الفرات الجارى * أو اثبتوا للجحفل الجرار
 لكن قرم مستميت شار * مطاعن برمحه كرار
ضراب هامات العدى مغوار
 قال: ثم إن الاشتر دعا الحارث بن همام النخعي ثم الصهبانى فأعطاه لواءه ثم قال: يا حارث، لولا أتى أعلم أنك تصبر عند الموت لأخذت لوائى.منك ولم أحبك.قال: والله يا مالك لأسرنك اليوم أو لأموتن، فاتبعني فتقدم [ باللواء ] وهو يقول:
ا أشتر الخير ويا خير النخع وصاحب النصر إذا عم الفزع
وكاشف الأمر إذا الأمر وقع ما أنت في الحرب العوان بالجذع
 قد جزع القوم وعموا بالجزع وجرعوا الغيظ وغصوا بالجرع
 إن تسقنا الماء فما هي بالبدع أو نعطش اليوم فجند مقتطع
 ما شئت خذ منها وما شئت فدع
 فقال الأشتر: ادن منى يا حارث.فدنا منه فقبل رأسه وقال: لا يتبع رأسه اليوم إلا خير ثم قام الأشتر يحرض أصحابه يومئذ ويقول:فدتكم نفسي، شدوا شدة المحرج الراجى الفرج، فإذا نالتكم الرماح فالتووا فيها، وإذا عضتكم السيوف فليعض الرجل نواجذه فإنه أشد لشئون الرأس، ثم استقبلوا القوم بهاماتكم.قال: وكان الأشتر يومئذ على فرس له محذوف أدهم كأنه حلك الغراب
عن صعصعة بن صوحان قال: قتل الأشتر في تلك المعركة سبعة، وقتل الأشعث فيها خمسة، ولكن أهل الشام لم يثبتوا.فكان الذين قتلهم الأشتر صالح بن فيروز العكي، ومالك بن أدهم السلمانى، ورياح بن عتيك الغساني ، والأجلح بن منصور الكندى - وكان فارس أهل الشام - وإبراهيم بن وضاح الجمحى، وزامل بن عبيد الحزامى، ومحمد بن روضة الجمحى.فأول قتيل قتل الأشتر ذلك اليوم بيده من أهل الشام رجل يقال له صالح بن فيروز، وكان مشهورا بشدة البأس، فقال وارتجز على الأشتر:
 يا صاحب الطرف الحصان الأدهم * أقدم إذا شئت علينا أقدم
 أنا ابن ذى العز وذى التكرم * سيد عك كل عك فاعلم
 فبرز إليه الأشتر وهو يقول:
آليت لا أرجع حتى أضربا * بسيفي المصقول ضربا معجبا
 أنا ابن خير مذحج مركبا * من خيرها نفسا وأما وأبا
 قال: ثم شد عليه بالرمح فقتله وفلق ظهره، ثم رجع إلى مكانه،ثم خرج إليه فارس آخر يقال له مالك بن أدهم السلمانى - وكان من فرسان أهل الشام - وهو يقول:
 إنى منحت مالكا سنانيا * أجيبه بالرمح إذ دعانيا
 لفارس أمنحه طعانيا ثم شد على الأشتر فلما رهقه التوى الأشتر على الفرس، ومار السنان فأخطأه ، ثم استوى على فرسه وشد عليه بالرمح وهو يقول:
خانك رمح لم يكن خوانا * وكان قدما يقتل الفرسانا
لويته لخير ذى قحطانا * لفارس يخترم الأقرانا
 أشهل لا وغلا ولا جبانا
 فقتله.ثم خرج فارس آخر يقال له رياح بن عتيك وهو يقول:
 إنى زعيم مالك بضرب * بذى غرارين، جميع القلب
 عبل الذراعين شديد الصلب وقال بعضهم: شديد العصب .
فخرج إليه الأشتر وهو يقول:
 رويد لا تجزع من جلادي * جلاد شخص جامع الفؤاد
يجيب في الروع دعا المنادى * يشد بالسيف على الأعادي
فشد عليه فقتله.ثم خرج إليه فارس آخر يقال له إبراهيم بن الوضاح وهو يقول:
هل لك يا أشتر في برازى * براز ذى غشم وذى اعتزاز
 مقاوم لقرنه لزاز
فخرج إليه الأشتر وهو يقول:
 نعم نعم أطلبه شهيدا * معى حسام يقصم الحديدا
يترك هامات العدى حصيدا
 فقتله.ثم خرج إليه فارس آخر يقال له زامل بن عتيك الحزامى ، وكان من أصحاب الألوية، فشد عليه وهو يقول:
 يا صاحب السيف الخضيب المرسب  وصاحب الجوشن ذاك المذهب
 هل لك في طعن غلام محرب يحمل رمحا مستقيم الثعلب
 ليس بحياد ولا مغلب
فطعن الأشتر في موضع الجوشن فصرعه عن فرسه ولم يصب مقتلا، وشد عليه الأشتر راجلا فكسف قوائم الفرس بالسيف وهو يقول:
 لا بد من قتلى أو من قتلكما * قتلت منكم خمسة من قبلكما
 وكلهم كانوا حماة مثلكا
ثم ضربه بالسيف وهما رجلان ، ثم خرج إليه فارس يقال له الأجلح، وكان من أعلام العرب وفرسانها، وكان على فرس يقال له لاحق، فلما استقبله الأشتر كره لقاءه واستحيا أن يرجع، فخرج إليه وهو يقول:
 أقدم باللاحق لا تهلل * على صمل ظاهر التسلل
 كأنما يقشم مر الحنظل * إن سمته خسفا أبى أن يقبل
وإن دعاه القرن لم يعول يمشى إليه بحسام مفصل
مشيا رويدا غير ما مستعجل * يخترم الآخر بعد الأول
فشد عليه الأشتر وهو يقول:
 بليت بالأشتر ذاك المذحجي * بفارس في حلق مدجج
كالليث ليث الغابة المهيج * إذا دعاه القرن لم يعرج
فضربه.ثم خرج إليه محمد بن روضة، وهو يضرب في أهل العراق ضربا منكرا، وهو يقول:
 يا ساكنى الكوفة يا أهل الفتن * يا قاتلي عثمان ذاك المؤتمن
 ورث صدري قتله طول الحزن * أضربكم ولا أرى أبا حسن
 فشد عليه الأشتر وهو يقول:
لا يبعد الله سوى عثمانا * وأنزل الله بكم هوانا
 ولا يسلى عنكم الأحزانا * مخالف قد خالف الرحمانا
نصرتموه عابدا شيطانا ثم ضربه فقتله.
وقالت أخت الأجلح بن منصور الكندى حين أتاها مصابه، وكان اسمها حبلة بنت منصور:
ألا فابكى أخا ثقة * فقد والله أبكينا
 لقتل الماجد القمقا * م لا مثل له فينا أتانا
 اليوم مقتله * فقد جزت نواصينا
كريم ماجد الجدي * ن يشفى من أعادينا
وممن قاد جيشهم * على والمضلونا
 شفانا الله من أهل ال * عراق فقد أبادونا
 أما يخشون ربهم * ولم يرعوا له دينا
قال عمرو قال جابر : بلغني أنها ماتت حزنا على أخيها .
وقال أمير المؤمنين حين بلغه مرثيتها أخاها : أما إنهن ليس بملكهن ما رأيتم من الجزع([3])   ، أما إنهم قد أضروا بنسائهم فتركوهن أيامى خزايا ([4])   بائسات ، من قبل ابن آكلة الأكباد([5])   اللهم حمله آثامهم وأوزارهم وأثقالا مع أثقالهم وأصيب يوم الوقعة العظمى حبيب بن منصور ، أخو الأجلح وكان من أصحاب الرايات وجاء برأسه رجل من بجيلة قد نازعه في سلبه رجل من من همدان ، كل واحد منها يزعم أنه قتله ، فأصلح على بينهما وقضى بسلبه للبجلى ، وأرضى الهمداني . (