العتبة العلوية المقدسة - كلام له عليه السّلام تكلّم به عند نكث طلحة و الزّبير بيعته -
» » سيرة الإمام » بلاغة الامام علي وحكمته » خطب الامام علي عليه السلام » كلام له عليه السّلام تكلّم به عند نكث طلحة و الزّبير بيعته

كلام له عليه السّلام  تكلّم به عند نكث طلحة و الزّبير بيعته

اَما بعد فَاِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ لِلنَّاسِ كآفَّةً ، وَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ، فَصَدَعَ بِاَمْرِهِ ، وَ بَلَّغَ رِسالاتِ رَبِّهِ ، فَلَمَّ بِهِ الصَّدْعَ ، وَ رَتَقَ بِهِ الْفَتْقَ ، وَ امَنَ بِهِ السُّبُلَ ، وَ حَقَنَ بِهِ الدِّمآءَ ، وَ اَلَّفَ بِهِ بَيْنَ ذَوِى الْأِحَنِ ، وَ الْعَداوَةِ الْواغِرَةِ فىِ الصُّدوُرِ ، وَ الضَّغآئِنِ الرَّاسِخَةِ فىِ الْقُلوُبِ ، ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ اِلَيْهِ حَميداً ، لَمْ يُقَصِّرْ فىِ الْغايَةِ الَّتى‏ اِلَيْها اَدَّى الرِّسالَةَ ، وَ لا بَلَّغَ شَيْئاً كانَ فىِ التَّقْصيرِ عَنْهُ الْفَضْلُ ، وَ كانَ مِنْ بَعْدِهِ ما كانَ مِنَ التَّنازُع فىِ الْأَمْرِ ، فَتَوَلّى‏ اَبوُ بَكْرٍ ، وَ بَعْدَهُ عُمَرُ ، ثُمَّ تَوَلّى‏ عُثْمانُ ، فَلَمَّا كانَ مِنْ اَمْرِهِ ما عَرَفْتُموُهُ اَتَيْتُموُنى‏ فَقُلْتُمْ : بايِعْنا ، فَقُلْتُ لا اَفْعَلُ ، فَقُلْتُمْ بَلى‏ ، فَقُلْتُ لا ، وَ قَبَضْتُ يَدى‏ فَبَسَطْتُمُوها ، وَ نازَعْتُكُمْ

فَجَذَبْتُموُها ، وَ تَداكَكْتُمْ عَلَىَّ تَدآكَّ الْإِبِلِ الْهيمِ عَلى‏ حِياضِها يَوْمَ وُروُدِها ، حَتّى‏ ظَنَنْتُ اَنَّكُمْ قاتِلى‏ ، وَ اَنَّ بَعْضَكُمْ قاتِلٌ بَعْضاً لَدَىَّ ، فَبَسَطْتُ يَدِى‏ فَبايَعْتُموُنى‏ مُخْتارينَ ، وَ بايَعَنى‏ فى‏ اَوَّلِكُمْ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ طآئِعَيْنِ غَيْرِ مُكْرَهَيْنِ ، ثُمَّ لَمْ يَلْبِثا اَنِ اسْتَأْذَنانى‏ فىِ الْعُمْرَةِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ اَنَّهُما اَرادَ الْغَدْرَةَ ، فَجَدَّدْتُ عَلَيْهِمَا الْعَهْدَ فىِ الطَّاعَةِ وَ اَنْ لا يَبْغِيَا الْأُمَّةَ الْغَوآئِلَ ، فَعاهَدا ثُمَّ لَمْ يَفِيا لى‏ ، وَ نَكَثا بَيْعَتى‏ وَ نَقَضا عَهْدى‏ ، فَعَجَباً لَهُما مِنِ انْقِيادِهِما لِاَبى‏ بَكْرٍ وَ عُمَرَ ، وَ خِلافِهِما لى‏ ، وَ لَسْتُ بِدوُنِ اَحَدِ الرَّجُلَيْنِ ، وَ لَوْ شِئْتُ اَنْ اَقوُلَ لَقُلْتُ : اَللَّهُمَّ احْكُمْ عَلَيْهِما بما صَنَعا فى‏ حَقّى‏ ، وَ صَغَّرا مِنْ اَمْرى ، وَ ظَفِّرْنى‏ بِهِما .