العتبة العلوية المقدسة - العودة من صفين -
» سيرة الإمام » » جهاد الامام علي عليه السلام » جهادة في خلافته » واقعة صفين » العودة من صفين

 
العودة من صفين
عودة امير المؤمنين من صفين الى الكوفة
*-  عن عبد الرحمن بن جندب قال : لما أقبل على من صفين أقبلنا معه ، فأخذ طريقا غير طريقنا الذى أقبلنا فيه ، فقال على : آئبون عائدون ، لربنا حامدون . اللهم إنى أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في المال والأهل.
*-  قال : ثم أخذ بنا طريق البر على شاطئ الفرات حتى انتهينا إلى هيت وأخذنا على صندودا فخرج الأنماريون بنو سعيد ابن حزيم واستقبلوا عليا فعرضوا عليه النزول فلم يقبل ، فبات بها ،
*- ثم غدا وأقبلنا معه حتى جزنا النخيلة ورأينا بيوت الكوفة ، فإذا نحن بشيخ جالس في ظل بيت على وجهه أثر المرض ، فأقبل إليه على ونحن معه حتى سلم عليه وسلمنا عليه . قال : فرد ردا حسنا ظننا أن قد عرفه ، فقال له على : مالى أرى وجهك منكفتا ، أمن مرض ؟ قال : نعم . قال : فلعلك كرهته . فقال : ما أحب أنه بغيرى قال : أليس احتسابا للخير فيما أصابك منه ؟ قال : بلى . قال : أبشر برحمة ربك وغفران ذنبك ، من أنت يا عبد الله ؟ قال : بلى . قال : أنا صالح بن سليم . قال : ممن أنت ؟ قال : أما الأصل فمن سلامان بن طى ، وأما الجوار والدعوة فمن بنى سليم بن منصور . قال : سبحان الله ، ما أحسن اسمك واسم أبيك ادعيائك واسم من اعتزيت إليه ، هل شهدت معنا غزاتنا هذه ؟ قال : لا والله ما شهدتها ، ولقد أردتها ، ولكن ما ترى بى من لحب الحمى خذلني عنها قال على : ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ) . أخبرني ما يقول الناس فيما كان بيننا وبين أهل الشام ؟ قال : منهم المسرور فيما كان بينك وبينهم ، وأولئك أغشاء الناس ، ومنهم المكبوت الآسف لما كان من ذلك ، وأولئك نصحاء الناس لك . فذهب لينصرف فقال : صدقت ، جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك ، فإن المرض لا أجر فيه ، ولكن لا يدع للعبد ذنبا إلا حطه . إنما الأجر في القول باللسان ، والعمل باليد والرجل ، وإن الله عزوجل يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة عالما جما من عباده الجنة .
*-  ثم مضى غير بعيد فلقيه عبد الله بن وديعة الأنصاري ، فدنا منه وسأله فقال : ما سمعت الناس يقولون في أمرنا هذا ؟ قال : منهم المعجب به ، ومنهم الكاره له . والناس كما قال الله تعالى : ( ولا يزالون مختلفين ) . فقال له : فما يقول ذوو الرأى ؟ قال : يقولون : إن عليا كان له جمع عظيم ففرقه ، وحصن حصين فهدمه ، فحتى متى يبنى مثل ما قد هدم ، وحتى متى يجمع مثل ما قد فرق . فلو أنه كان مضى بمن أطاعه إذا عصاه من عصاه ، فقاتل حتى يظهره الله أو يهلك ، إذن كان ذلك هو الحزم . فقال علي : أنا هدمت أم هم هدموا ، أم أنا فرقت أم هم فرقوا ؟ وأما قولهم لو أنه مضى بمن أطاعه إذ عصاه من عصاه فقاتل حتى يظفر أو يهلك ، إذن كان ذلك هو الحزم فو الله ما غبى عنى ذلك الرأى ، وإن كنت لسخيا بنفسى عن الدنيا ، طيب النفس بالموت . ولقد هممت بالإقدام على القوم ، فنظرت إلى هذين قد ابتدرانى يعنى الحسن والحسين ونظرت إلى هذين قد استقدمانى يعنى عبد الله بن جعفر ومحمد بن على فعلمت أن هذين إن هلكا انقطع نسل محمد من هذه الأمة ، فكرهت ذلك . وأشفقت على هذين أن يهلكا ، وقد علمت أن لولا مكاني لم يستقدما - يعنى محمد بن على وعبد الله بن جعفر - وايم الله لئن لقيتهم بعد يومى لألقينهم وليس هما معى في عسكر ولا دار .
*-  قال : ثم مضى حتى جزنا دور بنى عوف ، فإذا نحن عن أيماننا بقبور سبعة أو ثمانية ، فقال أمير المؤمنين : ما هذه القبور ؟ فقال له قدامة بن عجلان الأزدي : يا أمير المؤمنين ، إن خباب بن الأرت توفى بعد مخرجك ، فأوصى أن يدفن في الظهر ، وكان الناس إنما يدفنون في دورهم وأفنيتهم ، فدفن الناس إلى جنبه . فقال على : رحم الله خبابا ، قد أسلم راغبا ، وهاجر طائعا ، وعاش مجاهدا ، وابتلى في جسده أحوالا ، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا .
*-  فجاء حتى وقف عليهم ثم قال : عليكم السلام يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة ، من المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات ، وأنتم لنا سلف وفرط ، ونحن لكم تبع ، وبكم عما قليل لاحقون . اللهم اغفر لنا ولهم ، وتجاوز عنا وعنهم . ثم قال : الحمد لله الذى جعل الأرض كفاتا ، أحياء وأمواتا ، الحمد لله الذى جعل منها خلقنا ، وفيها يعيدنا ، وعليها يحشرنا . طوبى لمن ذكر المعاد ، وعمل للحساب ، وقنع بالكفاف ، ورضى عن الله بذلك .
*- نظر أمير المؤمنين عليه السلام في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال : هذه كفات الاموات ، أي مساكنهم ، ثم نظر إلى بيوت الكوفة فقال : هذه كفات الاحياء ، ثم تلا قوله : (ألم نجعل الارض كفاتا أحياء وأمواتا) . قوله : (وجعلنا فيها رواسي شامخات) قال : جبالا مرتفعة (وأسقيناكم ماء فراتا) أي عذبا ، وكل عذب من الماء هو الفرات ([1]
* وقال(عليه السلام) وقد رجع من صفين، فأَشرف على القبور بظاهر الكوفة: يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ، وَالْـمَحَالِّ الْمُقْفِرَةِ، وَالْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ.يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ.أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الاَْزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وَأَمَّا الاَْمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ. هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟ثم التفت إِلى أَصحابه فقال: أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلاَمِ لاََخْبَرُوكُمْ أَنَّ (خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) ([2])
*- ثم أقبل حتى دخل سكة الثوريين فقال : خشوا بين هذه الأبيات  قال : لما مر على بالثوريين - يعنى ثور همدان - سمع البكاء فقال : ما هذه الأصوات ؟ قيل : هذا البكاء على من قتل بصفين . فقال : أما إنى أشهد لمن قتل منهم صابرا محتسبا بالشهادة .
*-  ثم مر بالفائشيين فسمع الأصوات فقال مثل ذلك ، ثم مر بالشباميين فسمع رنة شديدة وصوتا مرتفعا عاليا ، فخرج إليه حرب ابن شرحبيل الشبامى فقال على : أيغلبكم نساؤكم ، ألا تنهونهن عن هذا الصياح والرنين ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، لو كانت دارا أو دارين أو ثلاثا قدرنا على ذلك ، ولكن من هذا الحى ثمانون ومائة قتيل ، فليس من دار إلا وفيها بكاء ، أما نحن معشر الرجال فإنا لا نبكى ، ولكن نفرح لهم ألا نفرح لهم بالشهادة ؟ ! فقال على : رحم الله قتلاكم وموتاكم . وأقبل يمشى معه وعلى راكب ، فقال له على : ارجع . ووقف ثم قال له : ارجع ، فإن مشى مثلك فتنة للوالى ومذلة للمؤمنين .
*- وروي أنه عليه السلام لما ورد الكوفة قادما من صفين مر بالشباميين فسمع بكاء النساء على قتلى صفين ، وخرج إليه حرب ابن شرحبيل الشبامي وكان من وجوه قومه ) فقال عليه السلام له : تغلبكم نساؤكم على ما أسمع ، ألا تنهونهن عن هذا الرنين ( وأقبل يمشي معه وهو عليه السلام راكب فقال عليه السلام له ) : ارجع فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي ومذلة للمؤمن ([3])
*-  ثم مضى حتى مر بالناعطيين فسمع رجلا منهم يقال له عبد الرحمن بن مرثد فقال : ما صنع على والله شيئا ، ذهب ثم انصرف في غير شئ . فلما نظر أمير المؤمنين أبلس فقال على : وجوه قوم ما رأوا الشام العام . ثم قال لأصحابه : قوم فارقتهم آنفا خير من هؤلاء . ثم قال :
أخوك الذى إن أحرضتك ملمة

 
من الدهر لم يبرح لبثك واجما


وليس أخوك بالذى إن تمنعت

 
عليك أمور ظل يلحاك لائما

ثم مضى ، فلم يزل يذكر الله حتى دخل الكوفة ([4])
الاستشهاد الفرات على نفسه المقدسة
*- عن أبي هاشم الجعفري ، عن أبيه ، عن الصادق عليه السلام قال : لما فرغ علي عليه السلام من وقعة صفين ، وقف على شاطئ الفرات وقال : أيها الوادي من أنا ؟ فاضطرب وتشققت أمواجه ، وقد نظر الناس وقد سمعوا من الفرات صوتا: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأن عليا أمير المؤمنين حجة الله على خلقه ([5])
*- عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أن عليا عليه السلام لما قدم من صفين ، وقف على شاطئ الفرات ، ثم انتزع من كنانته سهاما ، ثم أخرج منها قضيبا أصفر ، فضرب به الفرات . فقال عليه السلام : انفجري . فانفجرت اثنتا عشر عينا كل عين كالطود ، والناس ينظرون إليه ، ثم تكلم بكلام لم يفهموه ، فأقبلت الحيتان رافعة رؤوسها بالتهليل والتكبير ، وقالت : السلام عليك يا حجة الله في أرضه ، ويا عين الله في عباده ، خذلك قومك بصفين كما خذل هارون بن عمران قومه . فقال لهم : أسمعتم ؟ قالوا : نعم قال : فهذا آية لي عليكم ، وقد أشهدتكم عليه ([6])
شهادة حيتان الفرات
*- عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم السلام أن عليا عليه السلام لما قدم من صفين وقف على شاطئ الفرات ، ثم انتزع من كنانته سهاما ، ثم أخرج منها قضيبا أصفر ، فضرب به الفرات وقال عليه السلام : انفجري فانفجرت اثنتا عشرة عينا كل عين كالطود ، والناس ينظرون إليه ، ثم تكلم بكلام لم يفهموه ، فأقبلت الحيتان رافعة رؤوسها بالتهليل والتكبير وقالت : السلام عليك يا حجة الله في أرضه ويا عين الله في عباده ، خذلك قومك بصفين كما خذل هارون بن عمران قومه ، فقال لهم : أسمعتم ؟ قالوا : نعم ، قال : فهذه آية لي عليكم وقد أشهدتكم عليه ([7])
المنافقين في الطريق
* - تفسير الإمام العسكري : قال علي بن محمد عليهما السلام : لما رجع أمير المؤمنين من صفين - وسقى القوم من الماء التي تحت الصخرة التي قلبها - ليقعد لحاجته فقال بعض منافقي عسكره سوف أنظر إلى سوأته وإلى ما يخرج منه ، فإنه يدعي مرتبة النبي صلى الله عليه وآله لأخبر أصحابي بكذبه ، فقال علي عليه السلام لقنبر : يا قنبر اذهب إلى تلك الشجرة وإلى التي تقابلها - وقد كان بينهما أكثر من فرسخ - فنادهما أن وصي محمد يأمركما أن تتلاصقا فقال قنبر : يا أمير المؤمنين أو يبلغهما صوتي ؟ قال علي عليه السلام : إن الذي يبلغ بصر عينك السماء وبينك و بينها مسيرة خمسمائة عام سيبلغهما صوتك ، فذهب قنبر فنادى فسعت إحداهما إلى الأخرى سعي المتحابين طالت غيبة أحدهما عن الآخر واشتد شوقه وانضما ، فقال قوم من منافقي العسكر : إن عليا يضاهي في سحره رسول الله ابن عمه ! ما ذاك رسول الله ولا هذا إمام ، وإنما هما ساحران ! لكنا سندور من خلفه فننظر إلى عورته وما يخرج منه ، فأوصل الله عزو جل ذلك إلى اذن علي من قبلهم فقال جهرا : يا قنبر إن المنافقين أرادوا مكايدة وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وظنوا أنه لا يمتنع منهم إلا بالشجرتين ، فارجع إليهما - يعني الشجرتين - فقل لهما : إن وصي رسول الله صلى الله عليه وآله يأمر كما أن تعودا إلى مكانكما ، ففعل ما أمره به فانقلعتا وعدت كل واحدة تفارق الأخرى كهزيمة الجبان من الشجاع البطل ، ثم ذهب علي عليه السلام ورفع ثوبه ليقعد ، وقد مضى من المنافقين جماعة لينظروا إليه ، فلما رفع ثوبه أعمى الله تعالى أبصارهم فلم يبصروا شيئا ، فولوا عنه وجوههم فأبصروا كما كانوا يبصرون ، فنظروا إلى جهته فعموا ، فما زالوا ينظرون إلى جهته ويعمون ويصرفون عنه وجوههم ويبصرون إلى أن فرغ علي عليه السلام وقام ورجع ، وذلك ثمانون مرة من كل واحدة . ثم ذهبوا ينظرون ما خرج عنه فاعتقلوا في مواضعهم فلم يقدروا أن يروها ، فإذا انصرفوا أمكنهم الانصراف ، أصابهم ذلك مائة مرة حتى نودي فيهم بالرحيل ، فرحلوا وما وصلوا إلى ما أرادوا من ذلك ، ولم يزدهم ذلك إلا عتوا وطغيانا وتماريا في كفرهم وعنادهم . فقال بعضهم لبعض : انظروا إلى هذا العجب من هذه آياته و معجزاته ويعجز عن معاوية وعمرو ويزيد ! فنظروا ، فأوصل الله عز وجل ذلك من قبلهم إلى اذنه فقال علي عليه السلام : يا ملائكة ائتوني بمعاوية وعمرو ويزيد ، فنظروا في الهواء فإذا ملائكة كأنهم السودان قد علق كل واحد منهم بواحد ، فأنزلوهم إلى حضرته فإذا أحدهم معاوية والآخر عمرو والآخر يزيد ، فقال علي عليه السلام : تعالوا فانظروا إليهم ، أما لو شئت لقتلتهم ولكني أنظرهم كما أنظر الله عز وجل إبليس إلى الوقت المعلوم ، إن الذي ترونه بصاحبكم ليس لعجز ولا دل ؟ ؟ ، ولكنه محنة من الله عز وجل لينظر كيف تعملون ، ولئن طعنتم على علي فلقد طعن الكافرون والمنافقون قبلكم على رسول رب العالمين ، فقالوا : إن من طاف ملكوت السماوات والجنان في ليلة ورجع كيف يحتاج إلى أن يهرب ويدخل الغار ويأتي إلى المدينة من مكة في أحد عشر يوما ؟ وإنما هو من الله إذا شاء أراكم القدرة لتعرفوا صدق أنبياء الله ، وإذا شاء امتحنكم بما تكرهون لينظر كيف تعملون ، وليظهر حجته عليكم ([8])
الشيخ ومسالة القضاء ةوالقدر
*- عن أصبغ بن نباتة قال : قام إلى علي بن أبي طالب عليه السلام شيخ بعد انصرافه من صفين ، فقال : أخبرنا يا أمير المؤمنين عن مسيرنا إلى الشام أكان بقضاء الله وقدره ؟ قال علي عليه السلام : والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما وطئنا موطئا ولا هبطنا واديا ولا علونا تلعة إلا بقضاء وقدر . فقال الشيخ : عند الله احتسب عناي ، ما أرى لي من الأجر شيئا . فقال له : مه ! أيها الشيخ ، بل الله أعظم أجركم في مسيركم وأنتم سائرون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ، ولم تكونوا في حال من حالاتكم مكرهين ولا إليها مضطرين . فقال الشيخ وكيف والقضاء والقدر ساقنا ؟ فقال : ويحك ظننت قضاء لازما وقدرا حتما ، لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب والوعد والوعيد والأمر والنهي ، ولم يأت لائمة من الله لمذنب ولا محمدة لمحسن ، ولم يكن المحسن أولى بالمدح من المسئ ولا المسئ أولى بالذم من المحسن ، تلك مقالة عبدة الأوثان وجنود الشيطان وشهود الزور وأهل العمى عن الصواب ، وهم قدرية هذه الأمة ومجوسها ، إن الله تعالى أمر تخييرا ونهى تحذيرا وكلف يسرا ، ولم يكلف عسرا ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يرسل الرسل إلى خلقه عبثا ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار . فقال الشيخ : وما القضاء والقدر اللذان ما سرنا إلا بهما . قال : هو الأمر من الله تعالى والحكم ، ثم تلا قوله وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه فنهض الشيخ مسرورا وهو يقول :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم النشور من الرحمن رضوانا
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا * جزاك ربك عنا فيه إحسانا ([9])
 


([1])بحار الانوار 9/247
([2]) بحار الأنوار ج 79   ص 180
([3])بحار الأنوار ج 72   ص 357
([4])  وقعة صفين ص 528
الخرائج والجرائح ج 1 ص 231، بحار الأنوار ج 41 ص 251
([5])
 
 
الخرائج والجرائح ج 1 ص 231
([6])
 
([7])بحار الأنوار ج 41 ص 251
تفسير الامام : 64 ، بحار الأنوار ج 42 ص  29
([8])
 
([9])الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ص 326