العتبة العلوية المقدسة - فضل صوم شهر رمضان -
» » سيرة الإمام » موسوعة فقه الامام علي عليه السلام » كتاب الصوم » فضل صوم شهر رمضان

فضل  صوم شهر رمضان

 

*- الصدوق، حدّثنا الحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، قال: حدّثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن عليّ الهمداني، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ المعروف بأبي علي الشامي، قال: حدّثنا عبد الله بن سعيد الزبرقاني، قال: حدّثنا عبد الواحد بن عتّاب، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، قال: حدّثنا خزيمي، عن الضحّاك، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): شعبان شهري، ورمضان شهر الله عزّ وجلّ، فمن صام شهري كنت له شفيعاً يوم القيامة، ومن صام شهر الله عزّ وجلّ آنس الله وحشته في قبره ووصل وحدته وخرج من قبره مبيضّاً وجهه، آخذاً الكتاب بيمينه والخلد بيساره حتّى يقف بين يدي ربّه عزّ وجلّ، فيقول: عبدي، فيقول: لبّيك سيّدي، فيقول عزّوجلّ: صمت لي؟ قال: فيقول نعم يا سيّدي، فيقول تبارك وتعالى: خذوا بيد عبدي حتّى تأتوا به نبيّي، فاُوتي به فأقول له: صمت شهري؟ فيقول: نعم، فأقول له: أنا أشفع لك اليوم، قال: فيقول الله تعالى: أمّا حقوقي فقد تركتها لعبدي، أمّا حقوق خلقي فمن عفا عنه فعليّ عوضه حتّى يرضى.

قال النبي (صلى الله عليه وآله): فآخذ بيده حتّى أنتهي به إلى الصراط فأجده زحفاً زلقاً لا تثبت عليه أقدام الخاطئين، فآخذه بيده فيقول لي صاحب الصراط: من هذا يا رسول الله؟ فأقول: هذا فلان باسمه من اُمّتي كان قد صام في الدنيا شهري ابتغاء شفاعتي، وصام شهر ربّه ابتغاء وعده، فيجوز الصراط بعفو الله عزّ وجلّ حتّى ينتهي إلى باب الجنّة، فاستفتح له، فيقول رضوان ذلك اليوم: اُمرنا أن نفتح اليوم لاُمّتك، ثمّ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): صوموا شهر رسول الله (صلى الله عليه وآله ) يكن لكم شفيعاً، وصوموا شهر الله تشربوا من الرحيق المختوم، ومن وصلها بشهر رمضان كتب له صوم شهرين متتابعين.  (

 

[1])

 

 

*- الصدوق، باسناده عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن شمر، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: لما حضر شهر رمضان قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أيّها الناس، كفاكم الله عدوّكم من الجنّ، وقال: اُدعوني أستجب لكم، ووعدكم الاجابة، ألا وقد وكّل الله عزّ وجلّ بكلّ شيطان مريد سبعة من ملائكته فليس بمحلول حتّى ينقضي شهركم هذا، ألا وأبواب السماء مفتّحة من أوّل ليلة منه، ألا والدعاء فيه مقبول.  (

 

[2])

 

 

 

*- ما رواه محمّد بن أبي القاسم الطبري في كتاب (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى)، باسناده إلى الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه عليّ ابن الحسين، عن أبيه السيّد الشهيد الحسين بن علي، عن أبيه سيّد الوصيّين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ قال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبنا ذات يوم فقال:

 

أيّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيّامه أفضل الأيّام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات، وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفساكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربّكم بنيّات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفّقكم الله لصيامه وتلاوة كتابه، فإنّ الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم.

 

اُذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضّوا عمّا لا يحلّ النظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم، وتحنّنوا على أيتام الناس يتحنّن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم فإنّها أفضل الساعات، ينظر الله عزّ وجلّ فيها بالرحمة إلى عباده ويجيبهم إذا ناجوه ويلبّيهم إذا نادوه ويستجيب لهم إذا دعوه.

 

أيّها الناس إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخفّفوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أنّ الله عزّ وجلّ ذكره أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والساجدين وأن لا يروّعهم بالنار يوم يقوم الناس لربّ العالمين.

 

أيّها الناس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق

 

رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل: يا رسول الله وليس كلّنا نقدر على ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): اتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء.

 

أيّها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن خفّف منكم في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه خفّف الله عليه حسابه، ومن كفّ فيه شرّه كفّ الله عنه غضبه يوم يلقاه.

 

ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخفّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.

 

أيّها الناس إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة، فاسألوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلّقة فاسألوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم.

 

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فقمت وقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزّوجلّ، ثمّ بكى  (صلى الله عليه وآله) ، فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: يا علي لما يستحلّ منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فيضربك ضربة على قرنك تخضب بها لحيتك، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال (صلى الله عليه وآله): في سلامة من دينك.

 

ثمّ قال: يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبّك فقد سبّني لأنّك منّي كنفسي روحك من روحي وطينتك من طينتي، إنّ الله عزّ وجلّ خلقني وإيّاك واصطفاني وإيّاك واختارني للنبوّة واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي.

يا علي أنت وصيّي وأبو ولدي وزوج ابنتي وخليفتي على اُمّتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري ونهيك نهيي، اُقسم بالله الذي بعثني بالنبوّة وجعلني خير البريّة انّك حجّة الله على خلقه وأمينه على سرّه وخليفته في عباده.  (

 

[3])

 

 

*- الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد ابن المسيب أبو محمّد البيهقي الشعراني، قال: حدّثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز ابن محمّد موسى المجاشعي، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد (عليه السلام)، قال: حدّثنا أبي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في حديث: عليكم بصيام شهر رمضان فإنّ صيامه جُنّة حصينة من النار.  (

 

[4])

 

 

*- عن علي (عليه السلام) أنّه قال: صوم شهر رمضان جُنّة من النار.  (

 

[5])

 

 

*- القطب الراوندي في (لبّ اللباب)، عن علي (عليه السلام) أنّه قال: يُنطق الله جميع الأشياء بالثناء على صوّام شهر رمضان.  (

 

[6])

 

 

*- الراوندي، عن عبد الرحيم بن محمّد، عن محمّد بن علي، عن أبي القاسم بن محمّد، عن أبي عبد الرحمن، عن إسحاق بن وهب، عن عبد الملك بن يزيد، عن أبي إسماعيل بن خالد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صام شهر رمضان فاجتنب فيه الحرام والبهتان، رضي الله عنه وأوجب له الجنان.  (

 

[7])

 

 

*- محمّد بن محمّد المفيد، قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً، وكفّ سمعه وبصره ولسانه عن الناس، قبل الله صومه وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وأعطاه ثواب الصابرين.  (

 

[8])

 

 

*- محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيى الخثعمي، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تقولوا رمضان ولكن قولوا شهر رمضان، فإنّكم لا تدرون ما رمضان.  (

 

[9])

*- ابن طاووس، عن مولانا موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن مولانا جعفر بن محمّد، عن مولانا محمّد بن علي، عن مولانا عليّ بن الحسين، عن مولانا الحسين، عن مولانا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لا تقولوا رمضان فإنّكم لا تدرون ما رمضان، فمن قاله فليتصدّق وليصم كفّارة لقوله، ولكن قولوا شهر رمضان كما قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ).  ([10])(

[11])




([1])فضائل الأشهر الثلاثة: 64 ح46; البحار 97: 83.

([2])ثواب الأعمال: 65; من لا يحضره الفقيه 2: 98 ح1837; وسائل الشيعة 7: 220; البحار 96: 372; كنز العمال 8: 583 ح24274.

([3])اقبال ابن طاووس، باب فضل شهر رمضان: 2; روضة الواعظين، باب فضائل شهر رمضان: 345; وسائل الشيعة 7: 227; البحار 96: 356; فضائل الأشهر الثلاثة: 77 ح61; عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2: 295; أمالي الصدوق، المجلس 20: 84.

([4])أمالي الطوسي، المجلس 18: 522 ح1157; البحار 96: 368.

([5])دعائم الإسلام 1: 269; مستدرك الوسائل 7: 399 ح8521; البحار 96: 342; المجازات النبوية: 179 ح162; مسند أحمد 5: 231.

([6])مستدرك الوسائل 7: 40 ح8523.

([7])مستدرك الوسائل 7: 423 ح8587; البحار 96: 346.

([8])المقنعة: 305; وسائل الشيعة 7: 118.

([9])الكافي 4: 69; البحار 96: 377; فضائل الأشهر الثلاثة: 93 ح73; معاني الأخبار: 315.

([10])البقرة: 185.

([11])إقبال الأعمال، في فضائل شهر رمضان: 3; مستدرك الوسائل 7: 438 ح8609; البحار 96: 377; نوادر الراوندي: 47; الجعفريات: 59.,,,