دفاعه عن المسلمين الاوائل
ومثلما كان يدافع عن النبي صلى الله عليه واله فانه كان يدافع عن المسلمين الاوائل ومن ذلك دفاعه عن عثمان بن مظعون . هو عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب الجمحي ، أبو السائب : وكان من حكماء العرب في الجاهلية ، أسلم بعد ثلاثة عشر رجلا ، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الأولى ، شهد بدرا ، ومات بعدها في السنة الثانية من الهجرة ، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين وأول من دفن بالبقيع ([1])
كان عثمان بن مظعون يقف بباب الكعبة يعظ الناس أن لا يعبدوا الأصنام ، فوثب عليه فتية من قريش وضربوه فوقعت ضربة أحدهم على عينه ففقأتها ، وبلغ أبا طالب ذلك فغضب غضبا شديدا وقام في أمره حتى أخذ بثأره ، وكانوا قد اجتمعوا إلى أبي
طالب وناشدوه أن يدعها ويؤدون له الدية ، فأقسم لهم : إني لا أرضى حتى أقلع عين الذي قلع عينه ، فكان ما أراد ، وقد ذكر هذه الحادثة في أبيات له ، منها :
أمن تذكر أقوام ذوي سنة |
|
يغشون بالظلم من يدعى إلى الدين |
لا ينتهون عن الفحشاء ما أمروا |
|
والعذر فيهم سبيل غير مأمون |
ألا ترون أذل الله جمعكم |
|
أنا غضبنا لعثمان بن مظعون |
إذ يلطمون ولا يخشون مقلته |
|
طعنا دراكا وضربا غير موهون |
فسوف نجزيهم إن لم تمت عجلا |
|
كيلا بكيل جزاء غير مغبون |
أو يؤمنوا بكتاب منزل عجب |
|
على نبي كموسى أو كذي النون |
يأتي بأمر جلي غير ذي عوج |
|
كما تبين في آيات ياسين([2])
|