العتبة العلوية المقدسة - كلام له عليه السّلام لمّا اخرجوه من الدّار ، و جرّوه الى المسجد و او -
» » سيرة الإمام » بلاغة الامام علي وحكمته » خطب الامام علي عليه السلام » كلام له عليه السّلام لمّا اخرجوه من الدّار ، و جرّوه الى المسجد و او

كلام له عليه السّلام  لمّا اخرجوه من الدّار ، و جرّوه الى المسجد و اوقف

 

 

 

اَيَّتُهَا الْغَدَرَةُ الْفَجَرَةُ ، وَ النَّطَفَةُ الْقَذَرَةُ الْمَذَرَةُ ، وَ الْبَهيمَةُ السَّآئمَةُ ، نَهَضْتُمْ عَلى‏ اَقْدامِكُمْ ، وَ شَمَّرْتُمْ لِلضَّلالِ عَنْ ساعِدِكُمْ ، تَبْغُونَ بِذلِكَ النِّفاقَ ، وَ تُحِبّوُنَ مُراقَبَةَ الْجَهْلِ وَ الشِّقاقِ اَفَظَنَنْتُمْ اَنَّ سُيُوفَكُمْ ماضِيَةٌ ، وَ نُفوُسَكُمْ واعِيَةٌ ، اَلا سآءَ ما قَدَّمْتُمْ اَنْفُسَكُمْ اَيَّتُهَا الْأَوَقَةُ الْمُتَشَتِّتَةُ بَعْدَ اجْتِماعِها ، وَ الْمُلْحِدَة بَعْدَ انْتِقاعِها ، وَ اَنْتُمْ غَيْرُ مُراقِبينَ ، وَ لا مِنَ اللَّهِ بِخآئِفينَ ، اَجَلْ وَ اللَّهِ ذلِكَ اَمْرٌ اَبْرَزَتْهُ ضَمآئِرُكُمْ ، وَ اَضْرَبَتْ عَنْ مَحْضِهِ خُبْثُ سَرآئِرِكُمْ فَاسْتَبْقوُا اَنْتُمْ الْجَذَلُ بِالباطِلِ فَتَنْدِمُوا ، وَ نَسْتَبْقى‏ نَحْنُ الْحَقَّ فَيَهْدينا رَبُّنا سَوآءَ السَّبيلِ ، وَ يُنْجِزُ لَنا ما وَعَدَنا عَلىَ الصَّبْرِ الْجَميلِ وَ ما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبيدِ ، فَدَحْضاً دَحْضاً ، وَ شَوْهَةً شَوْهَةً ، لِنُفُوسِكُمُ الَّتى‏ رَغِبَتْ بِدُنْيا طالَ ما حَذَّرَكُمْ رَسوُلُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ عَنْها ،

فَعَلِقْتُمْ بِاَطْرافِ قَطيعَتِها ، وَ رَجَعْتُمْ مُتَسالِمينَ دُونَ جَديعَتِها ، زَهِدَتْ نُفوُسُكُمْ الْأَمَّارَةُ فىِ الْأخِرَةِ الْباقِيَةِ ، وَ رَغِبَتْ نُفوُسُنا فيها زَهِدْتُمْ فيهِ ، وَ الْمَوْعِدُ قَريبٌ ، وَ الرَّبُّ نِعْمَ الْحاكِمُ .

اَوَ تُضْرَبُ الزَّهْرآءُ نَهْراً ، وَ يُؤْخَذُ مِنَّا حَقُّنا قَهْراً وَ جَبْراً فَلا نَصيرَ وَ لا مُجيرَ ، وَ لا مُسْعِدَ وَ لا مُنْجِدَ ، فَلَيْتَ ابْنَ اَبى‏ طالِبٍ ماتَ قَبْلَ يَوْمِهِ فَلا يَرَى الْكَفَرَةَ الْفَجَرَةَ قَدِ ازْدَحَموُا عَلى‏ ظُلْمِ الطَّاهِرَةِ الْبَرَةِ فَتَبّاً تَبّاً وَ سُحْقاً سُحْقاً ، ذلِكَ اَمْرٌ اِلىَ اللَّهِ مَرْجِعُهُ ، وَ اِلى‏ رَسوُلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ الِهِ وَ سَلَّمَ مَدْفَعُهُ ، فَقَدْ عَزَّ عَلىَ ابْنِ اَبيطالِبٍ اَنْ يُسَوَّدَ مَتْنُ فاطِمَةَ ضَرْباً ، وَ قَدْ عُرِفَ مَقامُهُ ، وَ شُوهِدَتْ اَيَّامُهُ ، فَلا يَثُورُ اِلى‏ عَقيلَتِهِ ، وَ لا يُصِرُّ دُونَ حَليلَتِهِ ، فَالصَّبْر اَيْمَنُ وَ اَجْمَلُ ، وَ الرِّضا بِما رَضِىَ اللَّهُ بِهِ اَفْضَلُ ، لِكَيْلا يَزوُلَ الْحَقُّ عَنْ وَقْرِهِ ، وَ يَظْهَرَ الْباطِلُ مِنْ وَكْرِهِ ، حَتّى‏ اَلْقى‏ رَبّى‏ فَاَشْكُو اِلَيْهِ مَا ارْتَكَبْتُمْ مِنْ غَصْبِكُمْ حَقّى‏ وَ تَماطُلِكُمْ صَدْرى‏ ، وَ هُوَ خَيْرُ الْحاكِمينَ ، وَ اَرْحَمُ الرَّاحِمينَ ، وَ سَيَجْزىِ اللَّهُ الشَّاكِرينَ ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ .