العتبة العلوية المقدسة - في التواضع -
» سيرة الإمام » » المناسبات » من سيرة الامام الصادق عليه السلام » مصباح الشريعة » في التواضع

في التواضع

قال الصادق عليه السلام  : التواضع كل شرف نفيس ومرتبة رفيعة ولو كان للتواضع لغة يفهمها الخلق لنطق عن حقائق ما في مخفيات العواقب والتواضع ما يكون لله وفي الله وما سواه مكر ومن تواضع لله شرفه على كثير من عباده ولأهل التواضع سيماء سئل بعضهم التواضع ؟ قال هو ان يخضع للحق وينقاد له ولو سمعه صبي وكثير من أنواع الكبر يمنع من استفاده العلم وقبوله والانقياد له وفيه وردت الآيات التي ذم المتكبرين ولأهل التواضع سيماء يعرفها أهل السماوات من الملائكة وأهل الأرضين من العارفين قال الله تعالى : ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ) . وقال تعالى أيضا : ( من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على قوله المؤمنين أعزة على الكافرين ) . وقال تعالى أيضا : ( ان أكرمكم عند الله اتقاكم ) . وقال تعالى : ( فلا تزكوا أنفسكم ) . واصل التواضع من جلال وهيبته وعظمته وليس لله عز وجل عباده يرضاها ويقبلها إلا ويأبه التواضع ولا يعرف ما في معنى حقيقة التواضع إلا المقربون من عباده المتصلين بوحدانيته قال عز وجل : ( وعباد الرحمن الذين يمشون  على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) . وقد أمر الله تعالى أعز خلقه وسيد بريته محمدا بالتواضع فقال عز وجل : ( واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ) . والتواضع مزرعة الخشوع والخضوع والخشية والحياء وانهن لا يتبين إلا منها ولا يسلم الشرف التام الحقيقي إلا للمتواضع في ذات الله تعالى