ايمان ابي طالب من شعره
صرح أبو طالب كراراً بإيمانه واعتقاده برب العالمين لاشريك له وبنبوة محمد الأمين صلى الله عليه واله، حيث يقول(
[1]):
والله لن يصلوا اليك بجمعهم |
|
حتى أوسد في التراب دفينا
|
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة |
|
وأبشر بذاك وقر منه عيونا
|
ودعوتني وعلمت أنك ناصحي |
|
ولقد دعوت وكنت ثم أمينا
|
ولقد علمت بأن دين محمد |
|
من خير أديان البرية دينا
|
عن إسحاق ابن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: قيل له: إنهم يزعمون أن أبا طالب كان كافرا، فقال : كذبوا، كيف وهو يقول ؟ :
ألــــم تعــــلموا أنا وجدنا محمدا |
|
نبيا كموسى خط في أول الكتب ؟([2]) |
عن الإمام الصادق قال : كيف يكون أبو طالب كافرا وهو يقول ؟
لقــــد عـــلموا أن ابننا لا مكذب |
|
لــــدينا ولا يعــــبأ بـقيل الأباطل
|
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه |
|
ثمال اليــــتامى عصمة للأرامل([3]) |
أخرج الحاكم في المستدرك (1) (2 / 623) بإسناده عن ابن إسحاق قال : قال أبو طالب أبياتا للنجاشي يحضه على حسن جوارهم والدفع عنهم ـ يعني عن المهاجرين إلى الحبشة من المسلمين :
ليعـــــلم خــــيار الناس أن محمدا |
|
وزير لموسى والمسيح ابن مريم |
أتانـــــا بهـــــدي مثــــل ما أتيا به |
|
فكـــل بأمر الله يهدي ويعصم |
وإنكم تـــــتلونه فـــــي كتـــــابــكم |
|
بصدق حـــــديث لا حديث المبرجم |
وإنـــــك مـــــا تأتيك منها عصابة |
|
بفـــــضلك إلا أرجعـــــوا بالتــكرم |
وقال سلام الله عليه من قصيدة :
فبـــــلغ عـن الشحناء أفناء غالب |
|
لويـــــا وتيـــــما عند نصر الكرائم |
لانا سيوف الله والمجــــد كــــلــــه |
|
إذا كان صوت القوم وجي الغمائم |
ألم تعـــــلموا أن القـــــطيـعة مأثم |
|
وأمـــــر بـــــلاء قــــاتم غير حازم |
وهناك أشعار كثيرة تدل على إيمان أبي طالب ، سنذكر قسما منها فيما بعد ، منها قوله :
ودعوتني وعلمت أنك صادق |
|
ولقد صدقت وكنت ثم أمينا |
ولقد علمت بأن دين محمد |
|
من خير أديان البرية دينا |
والله لن يصلوا إليك بجمعهم |
|
حتى أوسد في التراب دفينا |
وقوله :
مليك الناس ليس له شريك |
|
هو الجبار والمبدي المعيد |
ومن فوق السماء له بحق |
|
ومن تحت السماء له عبيد |
وقوله :
يا شاهد الله |
|
علي فاشهد |
آمنت بالواحد |
|
رب أحمد |
من ضل في الدين |
|
فإني مهتدي |
وقال ابن أبي الحديد : قال أيضا :
أرقـــــت لنـــــوح آخــر الليل غردا |
|
يذكـــــرني شجـــــوا عـظـيما مجددا |
أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى |
|
وذا الحلـــم لا خــلفا ولم يك قعــددا |
أخـــــا الملـــك خلى ثلمة سيسدها |
|
بنـــــو هـــــاشــم أو يستباح فيهمدا |
فأمســـــت قـــريش يفرحون بفقده |
|
ولســـــت أرى حيـــــا لشـــئ مخلدا |
أرادت أمـــــورا زينــــتها حلومهم |
|
ستـــــوردهم يومـا من الغي موردا |
يرجـــــون تكـــــذيب النبـــي وقتله |
|
وأن يفـــــتروا بهـــتا عليه ويجحدا |
كذبتـــــم وبـــــيت الله حــتى نذيقكم |
|
صدور العـــوالي والصفيح المهندا |
ويـــــبدؤ منا منـــــظر ذو كــــريهة |
|
إذا مـــــا تسربلنا الحـديد المسردا |
فـــــإما تبيدنـــــا وإمـــــا نبيدكـــــم |
|
وإمـــــا تروا سلم العـشيرة أرشدا |
وإلا فـــــإن الحـــــي دون محــــمد |
|
بنو هـــــاشم خـــــير البرية محتدا |
وإلا فـــــإن الحـــــي دون محــــمد |
|
بنو هـــــاشم خـــــير البرية محتدا |
وإن لـــــه فيـكم من الله ناصـــــرا |
|
ولســـــت بــلاق صاحب الله أوحدا |
نبـــــي أتـــــى مـن كل وحي بحظه نبـــــي أتـــــى مـن كل وحي بحظه |
|
فســـــماه ربـــي في الكتاب محمدا |
أغـــــر كضوء البدر صورة وجهه |
|
جـــــلا الغــــيم عنه ضوءه فتوقدا |
أميـــــن عـلى ما استودع الله قلبه |
|
وإن كـــــان قـولا كان فيه مسددا |