العتبة العلوية المقدسة - عهد إلي ربي في علي كلمات -
» » سيرة الإمام » مناقب وفضائل الامام علي عليه السلام » فضائل ومناقب الامام علي عليه السلام في المعراج » عهد إلي ربي في علي كلمات

عهد إلي ربي في علي كلمات

* - عن الصادق ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لما أسري بي إلى السماء عهد إلى ربي في علي ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد ، فقلت : لبيك ربي ، فقال : إن عليا إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين  ([1])

 * - عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ليلة أسري بي إلى السماء كلمني ربي جل جلاله ، فقال : يا محمد ، فقلت : لبيك ربي ، فقال : إن عليا حجتي بعدك على خلقي وإمام أهل طاعتي من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني ، فانصبه علما لامتك يهتدون به بعدك  ([2])

* - عن الصادق ( عليه السلام ) قال : لما أسري بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) وانتهى إلى حيث أراد الله تبارك وتعالى ناجاه ربه جل جلاله ، فلما أن هبط إلى السماء الرابعة ناداه يا محمد ، قال : لبيك ربي ، قال : من اخترت من أمتك يكون من بعدك لك خليفة ؟ قال : اختر لي ذلك فتكون أنت المختار لي ، فقال : اخترت لك خيرتك علي بن أبي طالب . ([3])

* - عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : يا علي ، أنت إمام المسلمين ، وأمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين ، وسيد الوصيين ووصيي سيد النبيين . يا علي ، إنه لما عرج بي إلى السماء السابعة ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومنها إلى حجب النور ، وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته ، قال لي : يا محمد ؟ قلت : لبيك ربي وسعديك ، تباركت وتعاليت ، قال : إن عليا إمام أوليائي ، ونور لمن أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أطاعه أطاعني ، ومن عصاه عصاني ، فبشره بذلك . فقال علي ( عليه السلام ) : يا رسول الله ، بلغ من قدري حتى إني أذكر هناك ! فقال : نعم يا علي ، فاشكر ربك ، فخر علي ( عليه السلام ) ساجدا شكرا لله على ما أنعم به عليه ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ارفع رأسك يا علي ، فإن الله قد باهى بك ملائكته . وصلى الله على محمد وآله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل([4])

* - عن الربيع صاحب المنصور ، قال : بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) يستقدمه لشئ بلغه عنه ، فلما وافى بابه خرج إليه الحاجب فقال : أعيذك بالله من سطوة هذا الجبار ، فإني رأيت حرده عليك شديدا ، فقال الصادق ( عليه السلام ) : علي من الله جنة واقية تعينني عليه إن شاء الله ، استأذن لي عليه ، فاستأذن فأذن له ، فلما دخل سلم فرد ( عليه السلام ) ، ثم قال له : يا جعفر ، قد علمت أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لأبيك علي بن أبي طالب : لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت فيك قولا لا تمر بملا إلا أخذوا من تراب قدميك ، يستشفون به . وقال علي ( عليه السلام ) : يهلك في اثنان ولا ذنب لي : محب غال ، ومفرط قال قال ذلك اعتذارا منه أنه لا يرضى بما يقول فيه الغالي والمفرط ، ولعمري إن عيسى بن  مريم ( عليه السلام ) لو سكت عما قالت فيه النصارى لعذبه الله ، ولقد تعلم ما يقال فيك من الزور والبهتان ، وإمساكك عن ذلك ورضاك به سخط الديان ، زعم أوغاد الحجاز ورعاع الناس أنك حبر الدهر وناموسه ، وحجة المعبود وترجمانه ، وعيبة علمه وميزان قسطه ، مصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى ضياء النور ، وأن الله لا يقبل من عامل جهل حدك في الدنيا عملا ، ولا يرفع له يوم القيامة وزنا ، فنسبوك إلى غير حدك ، وقالوا فيك ما ليس فيك ، فقل فإن أول من قال الحق جدك ، وأول من صدقه عليه أبوك ، وأنت حري أن تقتص آثارهما وتسلك سبيلهما . فقال الصادق ( عليه السلام ) : أنا فرع من فروع الزيتونة ، وقنديل من قناديل بيت النبوة ، وأديب السفرة ، وربيب الكرام البررة ، ومصباح من مصابيح المشكاة التي فيها نور النور وصفو الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر . فالتفت المنصور إلى جلسائه ، فقال : هذا قد أحالني على بحر مواج لا يدرك طرفه ، ولا يبلغ عمقه ، يحار فيه العلماء ، ويغرق فيه السبحاء ، ويضيق بالسابح عرض الفضاء ، هذا الشجى المعترض في حلوق الخلفاء ، الذي لا يجوز نفيه ، ولا يحل قتله ، ولولا ما يجمعني وإياه شجرة طاب أصلها ، وبسق فرعها ، وعذب ثمرها ، وبوركت في الذر ، وقدست في الزبر ، لكان مني إليه مالا يحمد في العواقب لما يبلغني من شدة عيبه لنا وسوء القول فينا . فقال الصادق ( عليه السلام ) : لا تقبل في ذي رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار ، فإن النمام شاهد زور وشريك إبليس في الاغراء بين الناس ، وقد قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) . ونحن لك أنصار وأعوان ، ولملكك دعائم وأركان ، ما أمرت بالعرف والاحسان ، وأمضيت في الرعية أحكام القرآن ، وأرغمت بطاعتك لله أنف الشيطان ، وإن كان يجب عليك في سعة فهمك وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، فإن المكافي ليس بالواصل ، إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها ، فصل رحمك يزد الله في عمرك ، ويخفف عنك الحساب يوم حشرك . فقال المنصور : قد صفحت عنك ، لقدرك ، وتجاوزت عنك لصدقك ، فحدثني عن نفسك بحديث أتعظ به ، ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات . فقال الصادق ( عليه السلام ) : عليك بالحلم فإنه ركن العلم ، واملك نفسك عند أسباب القدرة ، فإنك إن تفعل ما تقدر عليه كنت كمن شفى غيظا ، أو تداوى حقدا ، أو يحب أن يذكر بالصولة ، اعلم بأنك إن عاقبت مستحقا لم تكن غاية ما توصف به إلا العدل ، ولا أعرف حالا أفضل من حال العدل ، والحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر . فقال المنصور : وعظت فأحسنت ، وقلت فأوجزت ، فحدثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) حديثا لم تؤثره العامة ، فقال الصادق ( عليه السلام ) : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لما أسري بي إلى السماء عهد إلي ربي جل جلاله في علي ( عليه السلام ) ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد . فقلت : لبيك ربي وسعديك . فقال عز وجل : إن عليا إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، فبشره بذلك . فبشره النبي ( صلى الله عليه وآله ) بذلك ، فخر علي ( عليه السلام ) ساجدا شكرا لله عز وجل ، ثم رفع رأسه فقال : يا رسول الله ، بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك ؟ قال : نعم ، وإن الله يعرفك ، وإنك لتذكر في الرفيق الأعلى . فقال المنصور : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . ([5])

* - عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : يا علي ، أنت صاحب حوضي ، وصاحب لوائي ، ومنجز عداتي ، وحبيب قلبي ، ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ، وأنت أمين الله في أرضه ، وأنت حجة الله على بريته ، وأنت ركن الايمان ، وأنت مصباح الدجى ، وأنت منار الهدى ، وأنت العلم المرفوع لأهل الدنيا ، من تبعك نجا ، ومن تخلف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت قائد الغر المحجلين ، وأنت يعسوب المؤمنين ، وأنت مولى من أنا مولاه ، وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ، لا يحبك إلا طاهر الولادة ، ولا يبغضك إلا خبيث الولادة ، وما عرج بي ربي عز وجل إلى السماء قط وكلمني ربي إلا قال لي : يا محمد ، اقرأ عليا مني السلام ، وعرفه أنه إمام أوليائي ، ونور أهل طاعتي ، فهنيئا لك  يا علي  على هذه الكرامة . ([6])

* - عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ذات يوم وهو في  مسجد قباء والأنصار مجتمعون : يا علي ، أنت أخي وأنا أخوك ، يا علي أنت وصيي ، وخليفتي ، وإمام أمتي بعدي ، وإلى الله من والاك ، وعادى الله من عاداك ، وأبغض الله من أبغضك ، ونصر الله من نصرك ، وخذل الله من خذلك . يا علي ، أنت زوج ابنتي ، وأبو ولدي . يا علي ، إنه لما عرج بي إلى السماء عهد إلي ربي فيك ثلاث كلمات ، فقال : يا محمد . قلت : لبيك ربي وسعديك ، تبارك وتعاليت . فقال : إن عليا إمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين . ([7])




([1])الأمالي ص 563،  بحار الأنوار ج 18  ص 342 ، الجواهر السنية ص 227

([2])  بحار الأنوار ج 18  ص 342

([3])  الأمالي الصدوق  ص 687، بحار الأنوار 61 : 248 / 1 و ج 38  ص 107

، الجواهر السنية ص 234

([4])  الأمالي ص 375 ، التحصين ص 563، الجواهر السنية ص 226 ، بحار الأنوار ج 38  ص 99

([5])  الأمالي ص 709 ، الجواهر السنية ص 230 ، بحار الأنوار ج 47  ص 168

([6])  الأمالي ص 382

([7])  الأمالي ص  34، بحار الأنوار ج 38 ص 102