النائب الرابع السمري
النائب الرابع للإمام المهدي المنتظر عليه السلام هو : أبو الحسين علي بن محمد السمري، بعد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رضي الله عنهما وأرضاهما).
[1]): أخبرني جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل قم، منهم علي بن بابويه قال: حدثني جماعة من أهل قم، منهم علي بن أحمد بن عمران الصفّار، وقريبه علوّية الصفّار، والحسين بن أحمد بن إدريس (رحمهم الله) قالوا:
حضرنا بغداد في السنة التي توفي فيها أبي علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله وكان أبو الحسن علي بن محمد السمري رحمه الله يسألنا كل قريب عن خبر علي بن الحسين رحمه الله ؟
فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله، حتى كان اليوم الذي قُبض فيه، فسألنا عنه، فذكرنا له مثل ذلك، فقال لنا: آجركم الله في علي بن الحسين قد قبض في هذه الساعة، قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة واليوم والشهر، فلما كان بعد سبعة عشر يوماً أو ثمانية عشر يوماً ورد الخبر أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسين ـ السمري ـ رحمه الله .
ومضى أبو الحسن السمري رحمه الله بعد ذلك في النصف من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
فلما حضرته الوفاة سُئل أن يوصي فقال: لله أمر هو بالغه.
فالغيبة التامة هي التي وقعت بعد مضي السمري رحمه الله .
وعن أبي عبد الله أحمد بن محمد الصفواني قال: أوصى الشيخ أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري فقام بما كان إلى أبي القاسم، فلما حضرته الوفاة حضرت الشيعة عنده وسألته عن الموّكل بعده ولم يقوم مقامه؟ فلم يظهر شيئاً من ذلك، وذكر أنّه لم يؤمر بأنه يوصي إلى أحد بعده في هذا الشأن.
[2]): وأخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد المكتّب، قال:
كنت بمدينة السلام ـ بغداد ـ في السنة التي تُوفي فيها الشيخ أبو الحسن علي ابن محمد السمري (قدس الله روحه)، فحضرته قبل وفاته بأيام، فأخرج إلى الناس توقيعاً نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم: يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر أخوتك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فأجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة، فهو كذاب مفتر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
فنسخنا هذا التوقيع، وخرجنا من عنده، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه، وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيّك من بعدك؟
فقال: لله أمر هو بالغه، وقضى، فهذا آخر كلام سمع منه (رضي الله عنه وأرضاه)(
[3]).