العتبة العلوية المقدسة - اشباح الخمسة في ظهر ادم -
» سيرة الإمام » » المناسبات » ضجيعيك ادم ونوح » اهل البيت عليهم السلام وادم » ادم عليه السلام ابو البشر » اشباح الخمسة في ظهر ادم

 

اشباح الخمسة في ظهر ادم

* – الامام العسكري في  قوله عزوجل : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى  واستكبر وكان من الكافرين ) قال الامام عليه السلام : قال الله تعالى : كان خلق الله لكم ما في  الارض جميعا إذ قلنا الملائكة : اسجدوا لآدم في ذلك الوقت خلق لكم ، قال عليه السلام : ولما  امتحن الحسين عليه السلام ومن معه بالعسكر الذين قتلوه وحملوا رأسه قال لعسكره : أنتم في  حل من بيعتي فالحقوا بعشائركم ومواليكم ، وقال لاهل بيته : قد جعلتكم في حل من  مفارقتي فإنكم لا تطيقونهم لتضاعف أعدادهم وقواهم ، وما المقصود غيري فدعوني و  القوم . فإن الله عزوجل يعينني ولا يخليني من حسن نظره كعاداته في أسلافنا الطيبين .  فأما عسكره ففارقوه ، وأما أهله الادنون من أقربائه فأبوا وقالوا : لا نفارقك  ويحزننا ما يحزنك ، ويصيبنا ما يصيبك ، وإنا أقرب ما نكون إلى الله إذا كنا  معك ، فقال لهم : فإن كنتم قد وطنتم أنفسكم على ما وطنت نفسي عليه فاعلموا  أن الله إنما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره ، وأن الله وإن كان خصني مع  من مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا من الكرامات بما يسهل علي معها  احتمال المكرهات فإن لكم شطر ذلك من كرامات الله تعالى ، واعلموا أن الدنيا حلوها  ومرها حلم ، والانتباه في الآخرة ، والفائز من فاز فيها ، والشقي من شقي فيها ، أولا  احدثكم بأول أمرنا وأمركم معاشر أوليائنا ومحبينا والمتعصبين لنا ليسهل عليكم احتمال  ما أنتم له مقرون ؟ قالوا : بلى يابن رسول الله قال : إن الله تعالى لما خلق آدم وسواه وعلمه أسماء  كل شئ وعرضهم على الملائكة جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين أشباحا خمسة في  ظهر آدم ، وكانت أنوارهم تضئ في الآفاق من السماوات والحجب والجنان والكرسي و  العرش ، فأمر الله الملائكة بالسجدة لآدم تعظيما له إنه قد فضله بأن جعله وعاء لتلك  الاشباح التي قدعم أنوارها في الآفاق ، فسجدوا إلا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة  الله وأن يتواضع لانوارنا أهل البيت وقد تواضعت لها الملائكة كلها فاستكبر وترفع و  كان بإبائه ذلك وتكبره من الكافرين([1])


*- عن ابن عباس، قال: لما زوج رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم علياً فاطمة عليهما السلام، تحدثنّ نساء قريش وغيرها وقلنّ: زوّجك رسول اللّه من عائل لا مال له.فقال لها رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: يا فاطمة، أما ترضين أن اللّه تبارك وتعالى اطلع اطلاعة الى الأرض فاختار منها رجلين، أحدهما أبوك، والآخر بعلك.يا فاطمة: كنت أنا وعلي نورين بين يدي اللّه مطيعين من قبل أن يخلق اللّه آدم باربعة عشر ألف عام، فلما خلق آدم، قسم ذلك النور جزأين، جزء أنا وجزء علي عليه السلام .ثم إن قريشاً تكلموا في ذلك وفشى الخبر، فبلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بلالاً فجمع الناس، وخرج الى المسجد ورقى منبره يحدّث الناس بما خصه اللّه من الكرامة، وبما خص به علياً وفاطمة عليهما السلام.فقال: يا معاشر الناس، بلغني مقالتكم، وإنّي محدّثكم حديثاً فعوه واحفظوه مني واسمعوه، فإنّي مخبر كم بما خصّ اللّه به أهل البيت، وبما خصّ به علياً من الفضل والكرامة وفضّله عليكم، فلا تخالفوه: ﴿فتنقلبوا على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر اللّه شيئاً وسيجزي اللّه الشاكرين﴾.إنّ اللّه تعالى قد إختارني من خلقه، فبعثني إليكم رسولاً، واختار لي علياً خليفة ووصياً.معاشر الناس: إنّي لما أُسري بي الى السماء، وتخلف عني جميع من كان معي من ملائكة السماوات وجبرئيل والملائكة المقرّبين، ووصلت الى حجب ربي، ودخلت الى سبعين ألف حجاب، بين كل حجاب من حجب العزة والقدرة والبهاء والكرامة والكبرياء والعظمة والنور والظلمة والوقار، حتى وصلت الى حجاب الجلال، فناجيت ربي تبارك وتعالى، وقمت بين يديه وتقدّم اليّ عز ذكره بما أحب وأمرني بما أراد، لم أساله لنفسي شيئاً في علي الاّ أعطاني ووعدني الشفاعة في شيعته وأوليائه.ثم قال لي الجليل جل جلاله: يا محمد، من تحب من خلقي، قلت: أحب الذي تحب أنت يا رب، فقال لي جل جلاله: فأحب علياً، فإنّي أحبه وأُحب من يحبه، فخررت لله ساجداً مسبّحاً شاكراً لربي تبارك وتعالى.فقال لي يا محمد: علي وليي وخيرتي بعدك من خلقي، اخترته بذلك أخاً، ووصياً، ووزيراً، وصفياً، وخليفة، وناصراً لك على أعدائي.يا محمد: وعزتى وجلالي، لا ينادي علياً جبار إلاّ قصمته، ولا يقاتل علياً عدو من اعدائي إلاّ هزمته وابدئه.يا محمد: إنّي اطلعت على قلوب عبادي، فوجدت علياً أنصح خلقي لك، وأطوعهم لك، فاتخذه أخاً، وخليفة، ووصياً، وزوّجة ابنتك، فإنّي سأهب لهما غلامين، طيبين، طاهرين، تقيين، نقيين مني حلفت، وعلى نفسي حتمت، لا يتولين علياً وزوجته وذريتهما أحداً من خلقي إلاّ رفعت لوائه الى قائمة عرشي وجنتي وبحبوحة كرامتي، وسقيته من حضرة قدسي، ولا يعاديهم أحد بعدك عن ولايتهم يا محمد الاّ سلبته ودّي، وباعدته من قربي، وضاعفت عليه عذابي ولعنتي.يا محمد: إنّك رسولي الى جميع خلقي، وإنّ علياً وليي وأميرالمؤمنين، وعلى ذلك أخذت ميثاق ملائكتي وأرضي تحفة مني يا محمد: لك ولعلي ولولدكما ولمن أحبكما وكان من شيعتكما، ولذلك خلقته من طينتكما، فقلت الهي وسيدي، فاجمع الاُمة عليه، فابى وقال: يامحمد، إنّه المبتلى والمبتلى به، وإنّي جعلتكم محنة لخلقي، امتحن بكم جميع عبادي وخلقي في سمائي وأرضي وما فيهن لأكمل الثواب لمن أطاعني فيكم، واحل نقمتي على من خالفني فيكم وعصاني، وبكم أُميزّ الخبيث من الطيب.يا محمد: وعزتي وجلالي، لولاك ما خلقت آدم، ولولا علي ما خلقت الجنة، لأنّ بكم اجزي عبادي يوم المعاد بالثواب والعقاب، وبعلي والائمة من ولده انتقم من اعدائي في دار الدنيا، ثم اليَّ المصير للعباد واحكمكما في جنتي وناري، فلا يدخل الجنة لكما عدو، ولا يدخل النار لكما ولي، وبذلك قد أقسمت على نفسي.ثم انصرفت فجعلت لا أخرج من حجاب من حجب ربي ذي الجلال والاكرام، إلاّ سمعت النداء ورائي يا محمد: قدّم علياً، يا محمد: استخلف علياً يا محمد: اوص الى علي، يا محمد: واخ علياً، يا محمد: احبب من يحب علياً، يا محمد: استوص بعلي وشيعته خيراً.فلما وصلت الى الملائكة، جعلوا يهنؤني في السماوات، ويقولون هنيئاً لك يا رسول اللّه بكرامة اللّه لك ولعلي.معاشر الناس: علي أخي في الدنيا والآخرة، ووصيي، وأميني على سرّي وسرّ رب العالمين، ووزيري، وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي، لا يتقدمه احد غيري، وخير من اخلفه بعدي، ولقد أعلمني ربي تبارك وتعالى إنّه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وأميرالمؤمنين، ووارثي، ووارث النبيين ووصي رسول رب العالمين، وقائد الغر المحجلين من شيعته وأهل ولايته الى جنات النعيم بأمر رب العالمين، يبعثه اللّه يوم القيامة مقاماً محموداً يغبطه به الأولون والآخرون، بيده لوائي لواء الحمد، يسير به أمامي، وتحته آدم وجميع من ولد من النبيين والشهداء والصالحين الى جنات النعيم حتماً من اللّه محتوماً من رب العالمين، وعد وعدنيه ربي فيه، ولن يخلف اللّه وعده، وأنا على ذلك من الشاهدين(

[2]).

 



([1])تفسير العسكري  عليه السلام 219

 

 

([2]) اليقين ص 424