الشيخ سليمان الظاهر
أستاذ وأديب سوري ، كان عضوا في المجمع العلمي بدمشق
قال في رثاء الامام الكاظم ( عليه السلام ) :
يا قلب أقصر عن هواك فما الهوى * إلا الهوان لكل ندب حازم
من جن فيه فما لداء جنونه * راق وما يجديه رقش تمائم
حتى م يسلس من مقادتك الهوى * فتقاد مجنونا بغير شكائم ؟
هل فيك أبقى للحسان وحبهن * بقية حب الإمام الكاظم ؟
هو سابع لأئمة وأب لخمسة * قادة هم خير هذا العالم
هم آل بيت إن نماهم آدم * فيهم أقال الله عثرة آدم
هل كان للأعراف غيرهم رجا * لا يعرفون برغم أنف الكاتم
من كان معتصما ففي الدار * ين لن يلفى له من عاصم
نفسي الفدى لمضيع في قومه * وبه يجعجع وهو أهدى قائم
وإذا نماهم هاشم كانت له * من دونهم في المجد ذروة هاشم
من كان يعزى للنبي محمد * خير الورى ولحيدر ولفاطم
لم تشأه من همة ولو انها * شمخت على نسر السماء الجاثم
ضل الذي قد قاسه فيمن غدا * في جنبه حلما لجفني حالم
ومن السفاهة أن تقارن عالما * في جاهل أو بانيا في هادم
هل كان هارون يجاري في تقى * موسى وفي شأوي على ومكارم ؟ !
* * *
أفديه من متنقل في سجنه * من عارم يهدى لآخر عارم
والسجن لم يك منقصا قدرا له * أن يرتقى أبدا بوهم الواهم
ماذا به السندي يلقى ربه * وهو الخصيم أمام أعدل حاكم
أيريع حزب الله منه ولا يعض * بحشره سبابة من نادم
ويذيقه السم النقيع بسجنه * ظلما ولا يلقى جزاء الظالم
أفديه من متبتل لإلهه * متسربل سربال ليل فاحم
وتراه أفضل صائم بنهاره * وبليله الغربيب أفضل قائم
وترى الضراغم كالضباء إذا دنا * منها وتلقاه بقلب واجم
قل للذي أغراه فيه حلمه * ومشى به يسعى لأعظم ظالم
لم يرع فيه أواصر القربى ولم * تحجزه عنه رقة من راحم
كم بدرة نفحتك فيها كفه * إن فيه قد أغرتك بيض دراهم
فقطعت موصولا وكم بسعاية * فيه انغمست بموبقات مآثم
إن عنك نامت عينه فاعلم بأن * الله عن مسعاك ليس بنائم
فجزاك ربك عن صنيعك ميتة * ما أعقبت لك غير خزي الآثم
أظننت جهلا أن ربك تارك * أحزابه أو غافل عن غاشم
* * *
يا حجة الله الذي أضحت ولاية * حزبه في الناس ضربة لازم
ما زلت للحاجات بابا من يلجه * فاز منه في عظيم مغانم
ما كنت متخذا ولاية غيركم * لي شافعا في مثقلات جرائمي
هل كان يلفى خاشعا أو جازعا * من كان جنته الولاء الفاطمي
جار الزمان عليكم في حكمه * وعليكم ما انفك أجور حاكم
إن الذي قلدتموهم صارما * تخذوكم هدفا لذاك الصارم
وتقمصوا بكم قميصا لم يكن * إلا لكم في غابر أو قادم
ونسيجه من حكمة وسداه من * حلم ولحمته سني مكارم
صلى الإله عليكم ما أرضعت * للنبت طفلا مثقلات غمائم