كلام له عليه السّلام فى صفة المؤمن
اِنَّ لِلَّهِ عِباداً فىِ الْأَرْضِ كَاَنَّما رَاَوْا اَهْلَ الْجَنَّةِ فى جَنَّتِهِمْ ، وَ اَهْلَ النَّارِ فى نارِهِمْ ، الْيَقينُ وَ اَنْوارُهُ لامِعَةٌ عَلى وُجُوهِهِمْ ، قُلوُبُهُمْ مَحْزُونَةٌ ، وَ شُروُرُهُمْ مَاْموُنَةٌ ، وَ اَنْفُسُهُمْ عَفيفَةٌ ، وَ حَوآئِجُهُمْ خَفيفَةٌ ، صَبَروُا اَيَّاماً قَليلَةً لِراحَةٍ طَويلَةٍ ، اَمَّا اللَّيْلُ فَصآفّوُنَ اَقْدامَهُمْ ، تَجْرى دُمُوعُهُمْ عَلى خُدُودِهِمْ ، يَجْأَروُنَ اِلىَ اللَّهِ سُبْحانَهُ بِاَدْعِيَتِهِمْ ، قَدْ حَلا فى اَفْواهِهِمْ وَ حَلا فى قُلوُبِهِمْ طَعْمُ مُناجاتِهِ وَ لَذيذُ الْخَلْوَةِ بِهِ ، قَدْ اَقْسَمَ اللَّهُ عَلى نَفْسِهِ بِجَلالِ عِزَّتِهِ لَيوُرِثَنَّهُمُ الْمَقامَ الْاَعْلى فى مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَهُ ، وَ اَمَّا نَهارُهُمْ فَحُلَمآءُ علَمآءُ ، بَرَرَةٌ اَتْقِيآءُ ، كَالْقِداحِ يَنْظُرُ اِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَقُولُ : مَرْضى وَ ما بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ ، اَوْ يَقوُلُ : قَدْ خوُلِطوُا ، وَ لَعَمْرى قَدْ خالَطَهُمْ اَمْرٌ عَظيمٌ جَليلٌ .