رجلا كذب كذبة عقوبته في بدنه
كان رجل يقال له معن بن زائدة نقش في خلافة عمر على خاتم الخلافة فأصاب به مالا من خراج الكوفة فبلغ ذلك عمر فكتب إلى المغيرة بن شعبة وأنفذ رسولا إليه وأمره أن يطيع في الرجل رسوله فلما صلى المغيرة العصر خرج إلى الناس فاشرأبوا ينظرون إليه حتى وقف على معن بن زائدة ثم قال للرسول : إن أمير المؤمنين أمرني أن أطيع أمرك فيه فأمر بما شئت . قال له الرسول : أدع لي بجامعة . فلما أتى بها جعلها في عنق معن ثم جذبها جذبا شديدا ثم قال للمغيرة : احبسه حتى يأتيك أمر أمير المؤمنين فيه . ففعل وكان السجن يومئذ من قصب فخرج معن من حبسه فشخص إلى عمر كامنا نهاره سائرا ليله حتى كف الطلب عنه فلما وصل إليه دنا منه وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله . فقال عمر :وعليك . من أنت ؟ قال : أنا معن بن زائدة جئتك تائبا . قال : فلا نجاك الله . فلما صلى الصبح قال للناس : مكانكم . هذا معن بن زائدة نقش على خاتم الخلافة فأصاب به مالا من خراج الكوفة فما تقولون ؟ فقال قائل : اقطع يده ، وقال آخر أصلبه ، وعلي (صلوات الله عليه) ساكت فقال له عمر : فما تقول يا أبا الحسن ؟ قال هذا رجلا كذب كذبة عقوبته في بدنه . فضربه عمر ضربا مبرحا وحبسه فمكث في الحبس زمنا ثم انه ارسل الى صديق له من قريش فكلم عمر فيه فقال عمر: ( ذكرتني الطعن وكنت ناسيا ) ثم قال : علي بمعن فلما اتى به ضربه ثم بعث به الى السجن فارسل معن الى كل صديق له يسألهم الا يذكروا به عمر ، فلم يزل محبوسا مدة اخرى ثم ان عمر ابتدأ بذكره من نفسه فدعا به فقاسمه وخلى سبيله