لله أي دمٍ فـي كربـلا سُفِـكـا للسيد جعفر الحلي
لله أي دمٍ فـي كربـلا سُفِـكـا |
|
لم يجر في الارض حتى أوقف الفلكا |
وأي خيـل ضلالٍ بالطفوف غدت |
|
على حريـم رسول الله فانتهكا |
يوم بحاميـة الاسلام قد نهضت |
|
له حميـة دين اللـه اذ تركا |
رأى بـأنَّ سبيل الحقِّ متبـع |
|
والرشد لـم تدر قومٍ اية سلكا |
والناس عادت اليهـم جاهليتهم |
|
كأن مـن شرع الاسلام قد أفكا |
وقـد تحـكـّم بالاسلام طاغيـةٌ |
|
يمسـي ويصبح بالفحـشاء منهمكا |
لم أدرِ أين رجال المسلمين مضوا |
|
وكيف صار يزيدٌ بينهـم ملكـا |
العاصر الخمر من لـؤمٍ بعنصره |
|
ومن خساسـة طبعٍ يعصر الودكا |
هل كيف يسلم من شركٍ ووالده |
|
ما نزّهـت حمله هندٌ عن الشركا |
لئن جرت لفظة التوحيد من فمـه |
|
فسيفـه بسوى التوحيد ما فتكا |
قد أصبح الدين منه يشتكي سقماً |
|
وما الى أحدٍ غير الحسين شكا |
فما رأى السبط للدين الحنيف شفا |
|
الا اذا دمه في كربلا سفكـا |
ومـا سمعنا عليلاً لاعلاج لـه |
|
الا بنفس مداويه اذا هلكـــا |
بقتـله فاح للاسـلام نشر هدى |
|
فكلما ذكرتـه المسلمـون ذكـا |
وصـان ستر الهدى من كل خائنةٍ |
|
سـتر الفواطـم يوم الطف اذ هُتـكا |
نفسي الفداء لـفاد ِشرع والـده |
|
بنفسـه وبأهليــهِ ومـا ملــكا |
وشبــّها بذبـاب السيف ثائرة |
|
شعواء قد أوردت اعداءه الدركـا |
وأنجـم الظهر للاعـداء قد ظهرت |
|
نصب العيون وغطى النقع وجه دكـا |
أحـال أرض العدى نقعـاً بحملتـه |
|
وللسماء سما من قسطلٍ سمـكا |
فانقص الارضين السبـع واحدةً |
|
منهـا وزاد الى أفلاكـها فلكـا |
كسى النهار ثياب النقـع حالكة |
|
لكن محياه يجلـو ذلك الحــلكا |
في فتيـة ٍكصقور الجوّ تحملها |
|
أمثالها تنقض الاشراك والشبكـا |
لـو أطلقوهـا وراء البرقِ آونة |
|
ليمسكوه اتت والبرق قد مسكـا
|
الصائدون سباع الصيد ان عندت |
|
وما سوى سمرهم مدّوا لها شركا |
لم تمس أعداؤهم الا على دركٍ |
|
وجارهم آمن الاهوال والدركـا |
ضاق الفضاء على حربٍ بحربهمُ |
|
حتى رأت كل رحبٍ ضيّقٍ ضنكا |
يا ويح دهرٍ جرى بالطف بين بني |
|
محمـدٍ وبني سفيان معتركــا |
حشا بني فاطم ما القوم كفؤهـم |
|
شجاعـة لا ولاجوداً ولا نسكــا |
لكنـهـا وقعـةٌ كانت مؤسسـةٌ |
|
من الأولـى غصبوا من فاطمٍ فدكــا |
ما ينقم الناس منهم غير انهمُ |
|
ينهون أن تعبد الأوثان والشركـا |
شل الاله يدى شمر غداة على |
|
صدر ابن فاطمةٍ بالسيف قد بركـا |
فكان ما طبـق الاحوار قاطبـة |
|
من يومـه للتلاقي مأتماً وبكـا |
ولم يغادر جمادا لا ولا بشراً |
|
الا بكـاه ولا جـنّـاً ولا ملـكا |
فأن تجد ضحكـاً منـّا فلا عجـباً |
|
فربما بسـم المغبون او ضحكـا |
في كل عامٍ لنا بالعشر ِواعيـة |
|
تطبق الدور والأرجـاء والسكـكا |
وكـل مسلمـة ترمي بزينتها |
|
حتى السماء رمت عن وجهها الحبـكا |
يا ميّتاً ترك الالباب حائـرةً |
|
وبالعراء ثلاثـا جسمـه تـُرِكا |
تأتي الوحوش لـه ليلاً مسلِمة |
|
والقوم تجري نهاراً فوقه الرمكـا |
ويلٌ لهم ما اهتدوا منه بموعظةٍ |
|
كالدرِّ منتظمـاً والتبرِ منسبكـا |
لم ينقطع قط من ارسال خطبته |
|
حتى بها رأسه فوق السنان حكـى |
وا لهفتـاه لـزين العابـدين لقى |
|
من طول علـّته والسقم قد نُهكـا |
كانت عبادتـه منهـم سياطهـمُ |
|
وفي كعوب القنا قالوا البقاء لكا |
جرّوه فانتهبوا النطع المُـعَدَّ لهُ |
|
واوطؤوا جنبه السعدان والحسكـا ([1]) |