العتبة العلوية المقدسة - فاطمة بنت رسول الله -
» » سيرة الإمام » قالوا في امير المؤمنين » اهل البيت عليهم السلام » فاطمة بنت رسول الله

 فاطمة بنت رسول الله

*-  فاطمة بنت رسول الله  ـ من كلام لها بعد وفاة أبيها  لمّا دخلت علي أبى بكر وهو فى حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ـ : أيّها الناس اعلموا : أنّى فاطمة ، وأبى محمّد  ، أقول عوداً وبدواً ، ولا أقول ما أقول غلطاً ، ولا أفعل ما أفعل شططاً،  لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ   (٢) ، فإن تعزّوه وتعرفوه تجدوه أبى دون نسائكم ، وأخا ابن عمّى دون رجالكم . . .

فأنقذكم الله تبارك وتعالي بأبى محمّد  بعد اللتيّا والتى( ، وبعد أن مُنى ببُهَم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب ، كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن الشيطان ، أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه فى لهواتها ، فلا ينكفئ حتي يطأ صماخها(٥) بأخمصه ، ويُخمد لهبها بسيفه ، مكدوداً فى ذات الله ، مجتهداً فى أمر الله ، قريباً من رسول الله ، سيّداً فى أولياء الله ، مشمّراً ، ناصحاً ، مجدّاً ، كادحاً ، لا تأخذه فى الله لومة لائم)) الاحتجاج : ١ / ٢٥٩ / ٤٩ عن عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه (ع) ، شرح الأخبار : ٣ / ٣٤ / ٩٧٤ نحوه . ( .

* ـ عنها (ع) ـ خطاباً لقوم وقفوا خلف باب بيتها لأخذ البيعة من الإمام على   ـ : لا عهد لى بقوم أسوأ محضراً منكم ; تركتم رسول الله  جنازة بين أيدينا ، وقطعتم أمركم فيما بينكم ، ولم تؤمّرونا ، ولم تروا لنا حقّاً ، كأنّكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خمّ ! والله لقد عقد له يومئذ الولاء ; ليقطع منكم بذلك منها الرجاء ، ولكنّكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيّكم ، والله حسيب بيننا وبينكم فى الدنيا والآخرة( الاحتجاج : ١ / ٢٠٢ / ٣٧ عن عبد الله بن عبد الرحمن ، بحار الأنوار : ٢٨ / ٢٠٥ / ٣ . ) .

* ـ الأمالى للطوسى عن ابن عبّاس : دخلت نسوة من المهاجرين والأنصار علي فاطمة بنت رسول الله  يعُدنَها فى علّتها ، فقلن لها : السلام عليكِ يا بنت رسول الله ، كيف أصبحتِ ؟ فقالت : أصبحتُ والله عائفة() لدنياكنّ ، قالية لرجالكنّ ، لفظتهم بعد إذ عجمتهم ، وسئمتهم بعد إذ سَبرتهم ، فقُبحاً لاُفون الرأى وخطل القول وخور القناة ، و  لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ   ، ولا جرم والله لقد قلّدتهم ربقتها ، وشننت عليهم عارها ، فجدعاً ورغماً للقوم الظالمين .

ويحهم ! أنّي زحزحوها عن أبى الحسن ! ما نقموا والله منه إلاّ نكير سيفه ، ونكال وقعه ، وتنمّره فى ذات الله ، وتالله لو تكافّوا عليه عن زِمام نَبذَه إليه رسول الله  لاعتلقه ، ثمّ لسار بهم سيراً سجحاً، فإنّه قواعد الرسالة، ورواسى النبوّة ، ومهبط الروح الأمين ، والبطين بأمر الدين فى الدنيا والآخرةأَ لاَ ذَ لِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ    . والله لا يكتلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلاً رويّاً فضفاضاً ، تطفح ضفته ، ولأصدرهم بطاناً قد خثربهم الرىّ ، غير متحلٍّ بطائل إلاّ بغمر الناهل وردع سورة الساغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض ، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون .فهلمّ فاسمع ، فما عشت أراك الدهر العجب ، وإن تعجب بعد الحادث ، فما بالهم بأىّ سند استندوا أم بأيّة عروة تمسّكوا ؟  لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ    و  بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً  . استبدلوا الذنابي بالقوادم ، والحرون بالقاحم ، والعجز بالكاهل، فتعساً لقوم  يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا    أَ لاَ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ    أَ فَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ    .لقحت فنَظِرة ريثما تنتج ، ثمّ احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً وذُعافاً ممضّاً، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غبّ ما أسّس الأوّلون ، ثمّ طيبوا بعد ذلك عن أنفسكم لفتنتها ، ثمّ اطمئنّوا للفتنة جأشاً) ، وأبشروا بسيف صارم ، وهرج دائم شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيداً ، وجمعكم حصيداً ، فيا حسرة لهم وقد عميت عليهم الأنباء  أَ نُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ   (الأمالى للطوسى : ٣٧٤ / ٨٠٤ وراجع معانى الأخبار : ٣٥٤ / ١)