العتبة العلوية المقدسة - أن عندي من ذلك لعلماً -
» » سيرة الإمام » قصص ومواعظ من سيرة الامام علي عليه السلام » أن عندي من ذلك لعلماً

 

 

أن عندي من ذلك لعلماً

 

*-  مشى عمر بن الخطاب مع أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وفيهم علي بن أبي  طالب عليه السلام وجماعة من المهاجرين فالتفت إليهم فقال : اني سائلكم عن مقال فأخبروني بها .

 

 اخبروني عن الرجل بينما هو يذكر الشيء إذ  نسيه

 

وعن الرجل يحب الرجل ولم يلقه

 

وعن الرؤيتين أحدهما حق والآخر ى أضغاث أحلام ؟

 

 وعن ساعة من الليل ليس أحد إلا وهو منها مروع

 

وعن الرائحة الطيبة مع الفجر ؟

 

فسكت القوم ، فقال ولا أنت يا أبا  الحسن ؟

فقال : بلى والله ، أن عندي من ذلك لعلماً ؟

 

أما الرجل بينما هو يذكر الشيء إذ  نسيه فأن على القلب طخاء كطخاء القمر ، فإذا  سرى عنه ذكر ، وإذا أعيد عليه نسي وغفل

 

وأما الرجل يحب الرجل ولم يلقه فأن الأرواح أجناد مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف .

 

وأما الرؤيا احداها حق والآخر ى أضغاث ، فأن في ابن آدم روحين ، فإذا  نام  خرجت روح فأتت الحميم والصديق والبعيد والقريب والعدو ، فما كان  منها في ملكوت السماوات فهي الرؤيا الصادقة وما كان  منها في الهواء فهي الأضغاث وأما الروح الآخر ى فللنفس والتقلب .

 

 وأما الساعة من الليل التي ليس أحد إلا وهو فيها مروع فأن تلك هي الساعة التي يرتفع فيها البحر يستأذن في تغريق أهل الأرض فتحسه الأرواح فترتاع له ،

وأما الرائحة الطيبة مع الفجر فأن الفجر إذا  طلع خرجت ريح من عند العرش حركت الأشجار في الجنة فهي الرائحة الطيبة ، خذها يا عمر قال : صدقت(1)

 

 



(1) بهجة المجالس ج2 ص 153