العتبة العلوية المقدسة - مواقف الامام علي في القتال في الجمل -
» سيرة الإمام » » جهاد الامام علي عليه السلام » جهادة في خلافته » الامام علي والجمل » مواقف الامام علي في القتال في الجمل

 

مواقف الامام علي في القتال في الجمل
ليس عليه الا قميص
*ـعن محمّد ابن الحنفيّة : لمّا نزلناالبصرة ـ وعسكرنا بها ـ وصففنا صفوفنا ، دفع أبى علىّ   إلىّ اللواءَ ، وقال : لا تحدثنّ شيئاً حتي يحدث فيكم . ثمّ نام ، فنالنا نبل القوم ، فأفزعتُه ، ففزع وهويمسح عينيه من النوم ، وأصحاب الجمل يصيحون : يا ثارات عثمان !
فبرز   وليس عليه إلاّ قميص واحد ، ثمّ قال : تقدّم باللواء ! فتقدّمتُوقلتُ : يا أبتِ أ فى مثل هذا اليوم بقميص واحد ؟ !
فقال   : أحرز أمراً أجلُه،والله قاتلت مع النبىّ   وأنا حاسرأكثر ممّا قاتلت وأنا دارع .
نعاس في المعركة
*ـمروج الذهب : قد كان أصحاب الجمل حملوا عليميمنة علىّ وميسرته ،فكشفوها ، فأتاه بعض ولد عقيل وعلىّ يخفق نعاساً علي قربوس سرجه ،فقال له : يا عمّ ، قد بلغت ميمنتك وميسرتك حيث تري ، وأنت تخفق نعاساً ؟ ! قال : اسكت يابن أخى ، فإنّ لعمّك يوماً لا يَعدُوه ، والله ما يبالى عمّك وقع علي الموتأو وقع الموت عليه !
*ـدعائم الإسلام : روينا عن علىّ   أنّه أعطي الراية يومالجمل لمحمّد ابن الحنفيّة ، فقدّمه بين يديه ، وجعل الحسن فى الميمنة ، وجعلالحسين فى الميسرة ، ووقف خلف الراية علي بغلة رسول الله   .
قال ابن الحنفيّة : فدنا منّا القوم ، ورشقونا بالنبل وقتلوارجلاً ، فالتفتُّ إلي أمير المؤمنين فرأيته نائماً قد استثقل نوماً ، فقلت : ياأمير المؤمنين ، علي مثل هذه الحال تنام ! قد نضحونا بالنبل وقتلوا منّا رجلاً وقدهلك الناس ! ! فقال : لا أراك إلاّ تحنّ حنين العذراء ، الراية راية رسول الله   ، فأخذها وهزّها ،وكانت الريح فى وجوهنا ، فانقلبت عليهم ، فحسر عن ذراعيه وشدّ عليهم ، فضرب بسيفهحتي صُبغ كُمّ قبائه وانحني سيفه .
عسلك طائفي
*ـفى ذكر علىّ   يوم الجمل ـ : فشقّ علىّفى عسكر القوم يطعن ويقتل ، ثمّ خرج وهو يقول : الماء ، الماء . فأتاه رجلبإداوةفيها عسل ، فقال له : يا أميرالمؤمنين ، أمّا الماء فإنّه لا يصلح لك فى هذا المقام ، ولكن اُذوّقك هذا العسل . فقال : هاتِ ، فحسا منه حسوة ، ثمّ قال : إنّ عسلك لطائفى ! قال الرجل : لعجباً منكـ والله يا أمير المؤمنين ـ لمعرفتك الطائفى من غيره فىهذا اليوم ، وقد بلغت القلوب الحناجر ! ! فقال له علىّ : إنّهوالله يابن أخى ما ملأ صدر عمّك شىء قطّ ، ولا هابه شىء .
الدرع البتراء
*ـ عن محمّد ابن الحنفيّة : دعا [علىٌّ   ] بدرعه البَتْراءولم يلبسها بعد النبىّ   إلاّ يومئذ ، فكان بين كتفيه منها وَهن . فجاء أمير المؤمنين   وفى يده شِسع نعل، فقال له ابن عبّاس : ما تريد بهذا الشِّسع يا أمير المؤمنين ؟ فقال : أربط بها ماقد تهىمن هذا الدرع من خلفى . فقالابن عبّاس : أ فى مثل هذا اليوم تلبس مثل هذا ! فقال   : ولِمَ ؟ قال : أخافعليك . فقال : لا تخَف أن أوتي من ورائى ، والله يابن عبّاس ما ولّيت فى زحفقطّ .
مباشرة الامام عليه السلام للقتال
*ـالفتوح : قاتل محمّد ابن الحنفيّة ساعةبالراية ثمّ رجع ، وضرب علىّ   عليه السلام  بيده إلي سيفه فاستلّه ، ثمّ حمل علي القوم ، فضرب فيهم يميناًوشمالا ، ثمّ رجع وقد انحني سيفه فجعل يسوّيه بركبته ، فقال له أصحابه : نحن نكفيكذلك ياأمير المؤمنين ! فلم يُجِب أحداً حتي سوّاه ، ثمّ حمل ثانية حتياختلط بهم ، فجعل يضرب فيهم قدماً قدماً حتي انحني سيفه ، ثمّ رجع إلي أصحابه ،ووقف يسوّى السيف بركبته وهو يقول : والله ما اُريد بذلك إلاّ وجه الله والدارالآخرة !ثمّ التفت إلي ابنه محمّد ابن الحنفيّة وقال : هكذا اصنع يابنى .
*ـعن أبى مخنف : زحف علىّ   نحو الجمل بنفسهفى كتيبته الخضراء من المهاجرين والأنصار ، وحوله بنوه حسن وحسين ومحمّد    ¥ ، ودفع الراية إليمحمّد ، وقال : أقدم بها حتي تركزها فى عين الجمل ، ولا تقفنّ دونه .
فتقدّم محمّد ، فرشقته السهام ، فقال لأصحابه : رويداً ، حتي تنفدسهامهم ، فلم يبقَ لهم إلاّ رشقة أو رشقتان . فأنفذ علىّ    إليه يستحثّه ، ويأمره بالمناجزة ، فلمّا أبطأعليه جاء بنفسه من خلفه ، فوضع يده اليسري علي منكبه الأيمن وقال له : أقدِم ، لااُمّ لك !
فكان محمّد إذا ذكر ذلك بعدُ يبكى ، ويقول : لَكأنّى أجد ريح نفسهفى قفاى ، والله لا أنسي أبداً .
ثمّ أدركت عليّاً   رقّة علي ولده ، فتناول الراية منه بيده اليسري وذو الفقار مشهورفى يمني يديه ، ثمّ حمل فغاص فى عسكر الجمل ، ثمّ رجع وقد انحني سيفه ، فأقامهبركبته . فقال له أصحابه وبنوه والأشتر وعمّار : نحن نكفيك ياأمير المؤمنين ! فلم يجِب أحداً منهم ، ولا ردّ إليهم بصره ، وظلّيَنحِطُويزأر زئير الأسد ، حتي فَرِقَمَن حوله ، وتبادروه ، وإنّه لطامح ببصره نحو عسكر البصرة ، لا يبصر من حوله ، ولايردّ حواراً .
ثمّ دفع الراية إلي ابنه محمّد ، ثمّ حمل حملة ثانية وحده ، فدخلوسطهم فضربهم بالسيف قُدُماً قُدُماً ، والرجال تفرّ من بين يديه ، وتنحاز عنه يمنةويسرة ، حتي خضب الأرض بدماء القتلي ، ثمّ رجع وقد انحني سيفه ، فأقامه بركبته ،فاعصوصببه أصحابه ، وناشدوه الله فىنفسه وفى الإسلام ، وقالوا : إنّك إن تُصَب يذهب الدين ! فأمسك ونحن نكفيك .
فقال : والله ، ما اُريد بما ترون إلاّ وجه الله والدار الآخرة . ثمّ قال لمحمّد ابنه : هكذا تصنع يابن الحنفيّة . فقال الناس : مَن الذى يستطيع ماتستطيعه يا أمير المؤمنين ! !
*ـعن الأعمش عن رجل قد سمّاه : كنتأري عليّاً يحمل فيضرب بسيفه حتي ينثنى ، ثمّ يرجع فيقول : لا تلومونى ولوموا هذا . ثمّ يعود فيقوِّمه .
*ـ : لمّا رأي علىّ لوثأهل البصرة بالجمل ، وأنّهم كلّما كشفوا عنه عادوافلاثوا به ، قال لعمّار وسعيد بن قيس وقيس بن سعد بن عبادة والأشتر وابن بديلومحمّد بن أبى بكر وأشباههم من حماة أصحابه : إنّ هؤلاء لا يزالون يقاتلون ما دامهذا الجمل نصب أعينهم ، ولو قد عُقر فسقط لم تثبت له ثابتة .فقصدوا بذوى الجدّ من أصحابه قصد الجمل حتي كشفوا أهل البصرة عنه، وأفضي إليه رجل من مراد الكوفة يقال له : أعين بن ضبيعة ، فكشف عرقوبهبالسيف ، فسقط وله رغاء ، فغرق فى القتلي .
*ـعن محمّد ابن الحنفيّة : ثمّ تقدّمأبي بين يدىّ وجرّد سيفه وجعل يضرب به ، ورأيته وقد ضرب رجلاً فأبان زنده ، ثمّقال : الزم رايتك يا بنىّ ، فإنّ هذا استكفاء . فرمقتُ لصوت أبى ولحظته فإذا هويورد السيف ويصدره ولا أري فيه دماً ; وإذا هو يسرع إصداره فيسبق الدم . وأحدقنا بالجمل ، وصار القتال حوله ، واضطربنا أشدّ اضطراب رآهراء حتيظننت أنّه القتل . فصاح أبى   : يابن أبى بكر اقطع البِطان ! فقطعه ، وألقي الهودج ; فكأنّ ـ والله ـ الحرب جمرة صبّ عليها الماء .
*بعث علىّ   إلي ولده محمّد ابنالحنفيّة ـ وكان صاحب رايته ـ : احمل علي القوم . فأبطأ محمّد بحملته ، وكان بإزائهقوم من الرماة ينتظر نفاد سهامهم ، فأتاه علىّ فقال : هلاّ حملتَ !فقال : لا أجد متقدّماً إلاّ علي سهم أو سنان ، وإنّى منتظر نفادسهامهم وأحمل .فقال له احمل بين الأسِنّة ; فإنّ للموت عليك جُنّة .
فحمل محمّد ، فشكّ بين الرماح والنشاب ، فوقف ، فأتاه علىّ فضربهبقائم سيفه وقال : أدركك عِرقٌ من اُمّك ! وأخذ الراية وحمل ، وحمل الناس معه ، فماكان القوم إلاّ كرماد اشتدّت به الريح فى يوم عاصف .