سورة الشورى
بسم الله الرحمن الرحيم
مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرَثَ الاْخِرَةِ نَزِدْلَهُ فِي حَرْثِهِ
*ـ أخرج ابن أبي الدنيا، وابن عساكر، عن علي (عليه السلام ) قال: الحرثحرثان: فحرث الدنيا المال والبنون، وحرث الآخرة الباقيات الصالحات ([1])
قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّالْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
* عبيد بن كثير، عن الحسين بن نصر، عن أيّوب بن سليمان الفزاري، عن أيّوببن عليّ بن الحسين بن السمط، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عليّ بن أبي طالب عليه السلام يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لمّا نزلتقُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِيالْقُرْبىقال جبرئيل: يا محمّد إنّ لكلّ دين أصلا ودعامةً وفرعاًوبنياناً،وإنّ أصل الدين ودعامته قول لا إله إلاّ الله، وأنّ فرعهوبنيانه محبّتكم أهل البيت وموالاتكم فيما وافق الحقّ ودعا إليه ([2])
* عن زاذان، عن عليّ عليه السلام قال: فينا في آل حم آية لا يحفظمودّتنا إلاّ كل مؤمن، ثمّ قرأ هذه الآية ([3])
وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِلَبَغَوْا فِي الاْرْضِ
* أخرج الحاكم وصحّحه، والبيهقي، عن علي (عليه السلام ) قال: إنّمااُنزلت هذه في أصحاب الصُفّةوَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَلِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الاْرْضِوذلك أنّهم قالوا: لو أنّ لنا فتمنّواالدنيا ([4])
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَة فَبِماكَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير
* عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : خير آية في كتاب الله هذه الآية، يا علي ما من خدش عود ولا نكبة قدم إلاّ بذنب، وماعفا الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه، وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدلمن أن يثني على عبده. ([5])
* عن علي [ عليه السلام ] قال:سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قرأ آية ثمّ فسّرها، وما أحبّ أنّ لي بهاالدنيا وما فيهاوَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةفَبَِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرثمّ قال: من أخذه اللهبذنبه في الدنيا فالله أكرم أن يعيده عليه في الآخرة وما عفا الله عنه في الدنيافالله أكرم من أن يعفو عنه في الدنيا ويأخذ منه في الآخرة. ([6])
* أحمد، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري، أنبأنا الأزهر بن راشد الكاهلي،عن الخضر بن القوّاس، عن أبي مُخيلة، قال علي (عليه السلام ):ألا اُخبركم بأفضل آية في كتاب الله تعالى، وحدّثنا بها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)؟وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَة فَبَِما كَسَبَتْأَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيروساُفسّرها لك يا علي: ما أصابكم من مرضأو عقوبة أو بلاء في الدنيا فبما كسبت أيديكم، والله تعالى أكرم من أن يُثنّي عليهمالعقوبة في الآخرة، وما عفا الله تعالى عنه في الدنيا، فالله تعالى أحلم من أن يعودبعد عفوه ([7])
* عن أبي سخلة، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام ): أنّ النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قرأ هذه الآية وقال: ما عفا الله عنه فهو أعزّ وأكرم من أن يعود إليه فيالآخرة، وما عاقب عليه في الدنيا فالله أكرم من أن يعيد العذاب عليه في الآخرة ([8])
وَمَا كَانَ لِبَشَر أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُإِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب
* حديث طويل عن علي عليه السلام ، يقول فيه وقد سأله رجل عمّا اشتبهعليه من الآيات: فأمّا قوله: وَمَا كَانَ لِبَشَر أَنْيُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابما ينبغي لبشرأن يكلّمه الله إلاّ وحياً، وليس بكائن إلاّ من وراء حجاب أو يرسلرسولا، فيوحي بإذنه ما يشاء، وكذلك قال الله تباركوتعالى علوّاً كبيراً، قد كان الرسول يوحى إليه من رسل السماء فتبلّغ رسل السماءرسل الأرض، وقد كان الكلام بين رسول أهل الأرض وبينه من غير أن يرسل بالكلام مع رسلأهل السماء، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا جبرئيل هل رأيت ربك؟ فقالجبرئيل: إنّ ربّي لا يُرى، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أين تأخذالوحي؟ فقال: آخذه من إسرافيل، فقال: ومن أين يأخذه إسرافيل؟ قال: يأخذه من ملكفوقه من الروحانيين، قال: فمن أين يأخذه ذلك الملك؟ قال: يُقذَف في قلبه قَذفاً،فهذا وحي وهو كلام الله عزّوجلّ، وكلام الله ليس بنحو واحد، منه ما كلّم الله بهالرسل، ومنه ما قذفه في قلوبهم، ومنه رؤياً يراها الرسل، ومنه وحي وتنزيل يُتلىويُقرأ، فهو كلام الله، فاكتفِ بما وصفتُ لك من كلام الله، فإنّ معنى كلام الله ليسبنحو واحد فإنّ منه ما يبلغ به رسل السماء رسل الأرض، الخبر ([9])
([1])الدر المنثور6: 5.
([2])البحار 23: 247; تفسير فرات: 397 ح528.
([3])تفسير مجمع البيان 5: 29; الصواعق المحرقة لابن حجر: 259 وفي ص136 منهأيضاً.
([4])الدر المنثور6: 8.
([5])تفسير مجمع البيان 5: 31.
([6])كنز العمال 2: 497 ح4590.
([7])مسند أحمد 1: 85; الدر المنثور6: 9.
([8])تفسير الرازي 27: 173.
([9])التوحيد، باب الردّ على الثنوية: 264