في السلام
قال الصادق عليه السلام : معنى التسليم في دبر كل صلاة معنى الأمان أي من اتى بأمر الله تعالى وسنه نبيه صلى الله عليه واله خاضعا خاشعا فيه فله الأمان من بلاء الدنيا والبراءة عذاب الآخرة والسلام اسم من أسماء الله تعالى أودعه خلقه ليستعملوا معناه في المعاملات والأمانات والالصاقات وتصديق مصاحبتهم ومجالستهم فيما بينهم وصحة معاشرتهم فإن أردت ان تضع السلام موضعه وتؤدى معناه فاتق الله تعالى وليسلم دينك وقلبك وعقلك لا تدنسها بظلم المعاصي ولتسلم منك حفظتك تبرمهم ولا تملهم وتوحشهم منك بسوء معاملتك معهم ثم مع صديقك ثم مع عدوك فإن من لم يسلم منه من هو أقرب إليه فالأبعد أولى ومن لا يضع السلام مواضعه هذه فلا سلام ولا تسليم وكان كاذبا في سلامه وان أفشاه في الخلق واعلم أن الخلق بين فتن ومحن في الدنيا أما مبتلى بالنعمة ليظهر شكره وأما مبتلى بالشدة ليظهر صبره والكرامة في طاعته والهوان في معصيته ولا سبيل إلى رضوانه ورحمته إلا بفضله ولا وسيلة إلى طاعته إلا بتوفيقه ولا شفيع إليه الا باذنه ورحمته