العتبة العلوية المقدسة - قضاياه في زمن الخليفة ابي بكر -
» » سيرة الإمام » قضاء الامام علي عليه السلام » قضاياه في زمن الخليفة ابي بكر

 

نماذج من قضاياه في زمن الخليفة ابي بكر
 
برهن الامام علي  أنه أقضى الناس بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فهو الذي زقه رسول الله العلم والعدالة والحكمة والتقوى وجميع العلوم واختاره الله وصيا وخليفة ووزيرا لرسول الله ونشأ منذ طفولته عند رسول الله يربيه ويعلمه ولقد برهن على حسن قضائه في زمن رسول الله في محضره وفي غيابه وحل اعظم المسائل القضائية العويصة التي كانت تشكل على اعظم قضاة ذلك العصر بل وهذ العصر في زمن شبابه ويوم أرسله رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى اليمن وبعد عودته من اليمن وفي كل مرة يعودون بعد الحكم الى رسول الله يؤيد نفس حكم أمير المؤمنين علي ويثبت حكمه ولم يسبق ولا مرة واحدة عمل ذلك مع غير علي ( عليه السلام ) هذا في زمن حياة رسول الله وأما بعد مماته فنراه أعلم واقضى جميع امة محمد على الاطلاق وباعتراف الجميع حتى ابي بكر وعمر وعثمان قولا وعملا ففي كل مشكلة علمية وقضائية واجتماعية وعسكرية وادارية عندما يصيبهم حلها كان كان هو حلال كل هذه المشكلات والحاكم والقاضي فيها ، وهل غيره من قال سلوني قبل أن تفقدوني ؟ وهل عجز مرة مثل غيره من الاجابة عن اي سؤال سئل عنه ؟ أو حكم بها وأخذ عليه نقص ؟ يشهد عشرات المرات الخلفاء الراشدون أخص منهم عمر بان لولا علي لهلك عمر ، ولا ابقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن ؟ وعقمت النساء ان يلدن مثل ابي الحسن ، وامثال ذلك . ([1])
 
قضاؤه في رجل شرب الخمر جاهلا بحرمته
* - الإمام الصادق ( عليه السلام ) : لقد قضى أمير المؤمنين صلوات الله عليه بقضية ما قضى بها أحد كان قبله ! وكانت أول قضية قضى بها بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وذلك أنه لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأفضي الأمر إلى أبي بكر أتي برجل قد شرب الخمر ، فقال له أبو بكر : أشربت الخمر ؟ فقال الرجل : نعم ، فقال : ولم شربتها وهي محرمة ؟ فقال : إنني لما أسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلونها ، ولو أعلم أنها حرام فأجتنبها ، قال : فالتفت أبو بكر إلىعمر فقال : ما تقول يا أبا حفص في أمر هذا الرجل ؟ فقال : معضلة وأبو الحسن لها . فقال أبو بكر : يا غلام ادع لنا عليا ، قال عمر : بل يؤتى الحكم في منزله ، فأتوه ومعه سلمان الفارسي ، فأخبره بقصة الرجل فاقتص عليه قصته . فقال علي ( عليه السلام ) لأبي بكر : ابعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين والأنصار ؛ فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ؛ فإن لم يكن تلا عليه آية التحريم فلا شيء عليه . ففعل أبو بكر بالرجل ما قال علي ( عليه السلام ) ، فلم يشهد عليه أحد ، فخلى سبيله ([2])
وفي كتاب عجائب أحكامه عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قضى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقضية ما قضى بها أحد كان قبله . وكان أول قضية قضى بها بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وذلك لما أفضى الأمر إلى أبي بكر أتي برجل قد شرب خمرا . فقال له أبو بكر : أشربت الخمر ؟ فقال الرجل : نعم . فقال : ولم شربتها وهي محرمة ؟ فقال : إني أسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلونها ، ولم أعلم أنها حرام فأجتنبها . فالتفت أبو بكر إلى عمر ، فقال : ما تقول - يا أبا حفص - في أمره ؟ فقال عمر : معضلة وأبو حسن لها . فقال أبو بكر : يا غلام ، ادع عليا . فقال عمر : بل يؤتي الحكم في منزله ، فأتوه في منزله وعنده سلمان ، فأخبروه بقصة الرجل ، وقص الرجل عليه قصته . فقال علي لأبي بكر : ابعث من يدور معه على مجالس المهاجرين والأنصار ، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه ، وإن لم يكن أحد تلا عليه آية التحريم فلا شئ عليه . ففعل أبو بكر بالرجل ما قال علي ( عليه السلام ) فلم يشهد عليه أحد ، فخلى سبيله ، ثم قرئت عليه آية التحريم . فقال سلمان لعلي ( عليه السلام ) : أرشدتهم . فقال : إنما أردت أن أجدد تأكيد هذه الآية في وفيهم : ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون )
 
قضاؤه عليه السلام في رجل كان ينكح كما تنكح المرأة
عن محمد بن المنكدر ويزيد بن حفصة وصفوان بن سليم ان خالد كتب الى ابي بكر انه قد وجد رجلا في بعض نواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة وقامت عليه بذلك البينة فاستشار ابو بكر الصحابة فقال علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) ان هذا ذنب لم يعصى الله به امة من الأمم الا امة واحدة فصنع الله بها ما قد علمتم ، ارى ان نحرقه بالنار فاجتمع الصحابة على ان يحرقوه بالنار فكتب ابو بكر الى خالد ان احرقه بالنار ، وهكذا احرقهم ابن الزبير في إمارته ثم حرقهم هشام بن عبد الملك .([3])
 


([1]) ينظر : الامام علي بن ابي طالب ص 242  لمحمد جواد الخليلي
[2]الكافي : 7 / 249 / 4 عن أبي بصير وص 216 / 16 عن ابن بكير ، خصائص الأئمة عليهم السلام : 81 كلاهما نحوه .
([3])واخرجه المتقي الحنفي هذه القضية في كنز العمال 3 / 99 . جاء في الدر المنثور 3 / 346 واخرجه ابن ابي الدنيا في ذم البلاهي والبيهقي في شعب الايمان