العتبة العلوية المقدسة - على الخير من نفـــــــــرٍ شم العرانين لايعلوهم بشــــــــــ -
» » سيرة الإمام » قصص ومواعظ من سيرة الامام علي عليه السلام » على الخير من نفـــــــــرٍ شم العرانين لايعلوهم بشــــــــــ

على الخير من نفـــــــــرٍ شم العرانين لايعلوهم بشـــــــــــــرُ

 

 

 

*- كان الاعور الثني شاعرا وخرج في شهر رمضان على فرس له بالكوفة يريد الكناسة فمر بأبي سماك الاسدي فوقف عليه فقال : هل لك في رؤوس حملان في كرش في تنور من اول الليل إلى آخره قد اينعت وتهرأت .

 

فقال له : ويحك افي شهر رمضان تقول هذا .

 

 قال : ماشهر رمضان وشوال الا واحد .

 

قال فما تسقيني عليها . قال : شراباً كالورس يطيب النفس ويجري في العروق ويكثر الطرق ويشد العظام ويسهل للقوم الكلام .

 

فثنى راحلته فنزل فأكلا وشربا فلما اخذ فيهما الشراب تفاخرا فعلت اصواتهما فسمع ذلك جارٌ لهما فأتى علي بن ابي طالب عليه السلام  فأخبره فبعث في طلبهما فاما ابو سماك فنتق الخص ونفذ إلى جيرانه فهرب ،

 

فأخذ النجاشي فأتي به علي بن ابي طالب فقال له : ويحك ولداننا صيام وانت مفطر ، فضربه ثمانين سوطاً وزاده عشرين سوطاً

 

فقال له : ماهذه العلاوة يا ابا الحسن .

 

فقال : هذه لجرأتك على الله في شهر رمضان .

ثم اوقف للناس ليروه في تبان فهجا اهل الكوفة فقال :

 

اذ سقى الله قوماً صوب غاديه                  فلا سقى الله اهل الكوفة المطرا

 

التاركين على طهر نسائهــــــــــم       والناكحين بشطي دجلة البقــــرا

 

والسارقين اذ ماجن ليلهــــــــــم                  والطالبين اذ ما اصبحوا السورا

 

وهرب إلى معاوية وقال يمدح معاوية ويذكر عليا بخير :

 

ياأيها الملك المبدي عداوتــــــــــــهُ           روي لنفسك أي الامر تأتمـــــــــــرُ

 

وما شعرت بما اضمرت من حنقٍ   حتى أتتني به الاخبار والنـــــــــذرُ

 

فان نفست عن الاقوام مجدهـــــم   فأبسط يديك فـــأن الخير مبتـــــدرُ

 

وأعلم بان على الخير من نفـــــــــرٍ         شم العرانين لايعلوهم بشـــــــــــــرُ

 

نعم الفتى انت  الا ان بينكمــــــــا         كما تفاضل ضوء الشمس والقمرُ

 

وماأخالك الا لست متهمـــــــــــــاً        حتى يمسك من اظفاره ظـــفـــــــــرُ

 

اني امرؤ قلما اثنى على احـــــــــد       حتى ارى بعض مايأتي ومايــــذرُ

لاتمدحن امريء حتى تجربــــــــــــه        ولاتذّمن من لم يبله الخـــــــــــــــبرُ(1)

.

 



(1) الشعر والشعراء ص 177