بعض من شهد صفين
اشترك في واقعة صفين الكثير من الصحابة والتابعيين وسوف نستعرض بالاختصار جملة منهم هنا
خزيمة بن ثابت بن الفاكه
بن ثعلبة بن ساعدة بن عامر بن غيان ابن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس وهو ذو الشهادتين يكنى أبا عمارة وكان لخزيمة أخوان يقال لأحدهما وحوح وللآخر عبد الله وكانت راية خطمة بيده في غزوة الفتح وشهد خزيمة مع علي بن أبي طالب عليه السلام صفين وقتل يومئذ سنة 37 من الهجرة ([1])
تردد الاشعث في اللحاق بامير المؤمنين عليه السلام
*- عن الجرجاني قال: لما بويع على وكتب إلى العمال، كتب إلى الأشعث بن قيس مع زياد بن مرحب الهمداني، والأشعث على أذربيجان عامل لعثمان، وقد كان عمرو بن عثمان تزوج ابنة الأشعث بن قيس قبل ذلك، فكتب إليه على: أما بعد، فلولا هنات كن فيك كنت المقدم في هذا الأمر قبل الناس، ولعل أمرك يحمل بعضه بعضا إن اتقيت الله ثم إنه كان من بيعة الناس إياى ما قد بلغك، وكان طلحة والزبير ممن بايعانى ثم نقضا بيعتى على غير حدث وأخرجا أم المؤمنين وسارا إلى البصرة، فسرت إليهما فالتقينا، فدعوتهم إلى أن يرجعوا فيما خرجوا منه فأبوا، فأبلغت في الدعاء وأحسنت في البقية.وإن عملك ليس لك بطعمة، ولكنه أمانة. وفي يديك مال من مال الله، وأنت من خزان الله عليه حتى تسلمه إلى، ولعلى ألا أكون شر ولاتك لك إن استقمت.ولا قوة إلا بالله .
فلما قرأ الكتاب قام زياد بن مرحب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن من لم يكفه القليل لم يكفه الكثير، إن أمر عثمان لا ينفع فيه العيان، ولا يشفى منه الخبر، غير أن من سمع به ليس كمن عاينه.إن الناس بايعوا عليا راضين به، وأن طلحة والزبير نقضا بيعته على غير حدث، ثم أذنا بحرب فأخرجا أم المؤمنين، فسار إليهما فلم يقاتلهم وفي نفسه منهم حاجة، فأورثه الله الأرض وجعل له عاقبة المتقين .
ثم قام الأشعث بن قيس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن أمير المؤمنين عثمان ولانى أذربيجان، فهلك وهى في يدى، وقد بايع الناس عليا، وطاعتنا له كطاعة من كان قبله.وقد كان من أمره وأمر طلحة والزبير ما قد بلغكم.وعلى المأمون على ما غاب عنا وعنكم من ذلك الأمر .
فلما أتى منزله دعا أصحابه فقال: إن كتاب على قد أوحشني، وهو آخذ بمال أذربيجان ، وأنا لاحق بمعاوية.
فقال القوم: الموت خير لك من ذلك.أتدع مصرك وجماعة قومك وتكون ذنبا لأهل الشام ؟ ! فاستحيا فسار حتى قدم على على، فقال السكوني - وقد خاف أن يلحق بمعاوية:
إنى أعيذك بالذى هو مالك
|
|
بمعاذة الآباء والأجداد
|
مما يظن بك الرجال، وإنما
|
|
ساموك خطة معشر أوغاد
|
إن اذربيجان التى مزقتها
|
|
ليست لجدك فاشنها ببلاد
|
كانت بلاد خليفة ولا كها
|
|
وقضاء ربك رائح أو غاد
|
فدع البلاد فليس فيها مطمع
|
|
ضربت عليك الأرض بالأسداد
|
فادفع بمالك دون نفسك إننا
|
|
فادوك بالأموال والأولاد
|
أنت الذى تثنى الخناصر دونه
|
|
وبكبش كندة يستهل الوادي
|
ومعصب بالتاج مفرق رأسه
|
|
ملك لعمرك راسخ الأوتاد
|
وأطع زيادا إنه لك ناصح
|
|
لا شك في قول النصيح زياد
|
وانظر عليا إنه لك جنة
|
|
ترشد ويهدك للسعادة هاد
|
ومما كتب به إلى الأشعث: أبلغ الأشعث المعصب بالتا ج غلاما حتى علاه القتير يا ابن آل المرار من قبل الأ م وقيس أبوه غيث مطير قد يصيب الضعيف ما أمر الله ويخطى المدرب النحرير
قد أتى قبلك الرسول جريرا
|
|
فتلقاه بالسرور جرير
|
وله الفضل في الجهاد وفي الهج
|
|
رة والدين، كل ذاك كثير
ذ
|
إن يكن حظك الذى أنت فيه
|
|
فحقير من الحظوظ صغير
|
يا ابن ذى التاج والمبجل من
|
|
كن دة، ترضى بأن يقال أمير ؟
|
أذربيجان حسرة فذرنها
|
|
وابغين الذى إليه تصير
|
واقبل اليوم ما يقول على
|
|
ليس فيما يقوله تخيير
|
واقبل البيعة التى ليس للنا س
|
|
سواها من أمرهم قطمير
|
عمرك اليوم قد تركت عليا
|
|
هل له في الذى كرهت نظير
|
ومما قيل على لسان الأشعث:
أتانا الرسول رسول على
|
|
فسر بمقدمه المسلمونا
|
رسول الوصي وصى النبي
|
|
له الفضل والسبق في المؤمنينا
|
بما نصح الله والمصطفى
|
|
رسول الإله النبي الأمينا
|
يجاهد في الله، لا ينثنى،
|
|
جميع الطغاة مع الجاحدينا
|
وزير النبي وذو صهره
|
|
وسيف المنية في الظالمينا
|
وكم بطل ماجد قد أذاق
|
|
منية حتف، من الكافرينا
|
وكم فارس كان سال النزال
|
|
فآب إلى النار في الآئبينا
|
فذاك على إمام الهدى
|
|
وغيث البرية والمقحمينا
|
وكان إذا ما دعا للنزال
|
|
كليث عرين يزين العرينا
|
أجاب السؤال بنصح ونصر
|
|
وخالص ود على العالمينا
|
فما زال ذلك من شأنه
|
|
ففاز وربى مع الفائزينا
|
ومما قيل على لسان الأشعث أيضا:
أتانا الرسول رسول الوصي
|
|
على المهذب من هاشم
|
رسول الوصي وصى النبي
|
|
وخير البرية من قائم
|
وزير النبي وذو صهره
|
|
وخير البرية في العالم
|
له الفضل والسبق بالصالحات
|
|
لهدى النبي به يأتمى
|
محمدا اعني رسول الإله
|
|
وغيث البرية والخاتم
|
أجبنا عليا بفضل له
|
|
وطاعة نصح له دائم
|
فقيه حليم له صولة
|
|
كليث عرين بها سائم
|
حليم عفيف وذو نجدة
|
|
بعيد من الغدر والماثم
|
المعمر ابو الدنيا
*قال المفيد أبوبكر الجرجاني أنه قال : ولد أبوالدنيا في أيام أبي بكر ، وأنه قال : إني خرجت مع أبي إلى لقاء أمير المؤمنين عليه السلام فلما صرنا قريبا من الكوفة عطشنا عطشا شديدا ، فقلت لوالدي : اجلس حتى أرودلك الصحراء فلعلي أقدر على ماء ، فقصدت إليه فإذا أنا ببئر شبه الركية أو الوادي ، فاغتسلت منه وشربت منه حتى رويت ، ثم جئت إلى أبي فقلت : قم فقد فرج الله عنا وهذه عين ماء قريب منا ، ومضينا فلم نر شيئا ، فلم يزل يضطرب حتى مات ، ودفنته وجئت إلى أميرالمؤمنين عليه السلام وهو خارج إلى صفين ، وقد اخرج له البلغة ، فجئت وأمسكت به بالركاب ، والتفت إلي فانكببت اقبل الركاب فشجت في وجهي شجة قال أبوبكر المفيد : ورأيت الشجة في وجهه واضحة ثم سألني عن خبري فأخبرته بقصتي ، فقال : عين لم يشرب منها أحد إلا وعمر عمرا طويلا ، فابشر فإنك ستعمر ، وسماني بالمعمر ، وهو الذي يدعى بالاشج . وذكر الخطيب أنه قدم بغداد في سنة ثلاثمائة بها وكان معه شيوخ من بلده وسألوا عنه فقالوا : هو مشهور عندنا بطول العمر ، وقد بلغني أنه مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ([2])
أبو فضالة الأنصاري
حضين بن المنذر الرقاشي
وكان يكنى أبا محمد وكان يكنى في الحرب بأبي ساسان قال الحارث حدثني علي بن محمد قال حدثني علي بن مالك الجشمي قال ذكروا الحضين بن المنذر عند الأحنف فقالوا سادوما اتصلت لحيته فقال الأحنف السودد مع السواد قبل أن يشيب الرجل وكان حضين بن المنذر يوم صفين صاحب لواء ربيعة وأراه عنى علي عليه السلام بقوله لمن راية سوداء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما([4])
عبد الله بن رافع
*- عن عون بن عبيد الله ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع ، قال : دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما وهو نائم ، وحية في جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبي ( صلى الله عليه وآله ) وظننت أنه يوحى إليه ، فاضطجعت بينه وبين الحية ، فقلت : إن كان منها سوء كان إلي دونه ، فمكثت هنيئة فاستيقظ النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو يقرأ : إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا حتى أتى على اخر الآية ، ثم قال : الحمد لله الذي أتم لعلي نعمته ، وهنيئا له بفضل الله الذي آتاه . ثم قال لي : ما لك هاهنا ؟ فأخبرته خبر الحية ، فقال لي : اقتلها ؟ ففعلت . ثم قال : يا أبا رافع ، كيف أنت وقوم يقاتلون عليا ، وهو على الحق وهم على الباطل ، جهادهم حق لله ( عز اسمه ) ، فمن لم يستطع فبقلبه ليس وراءه شئ ؟ فقلت . يا رسول الله ، ادع الله لي إن أدركتهم أن يقويني على قتالهم . قال : فدعا النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : إن لكل نبي أمينا ، وإن أميني أبو رافع . قال : فلما بايع الناس عليا ( عليه السلام ) بعد عثمان ، وسار طلحة والزبير ذكرت قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) فبعت داري بالمدينة وأرضا لي بخيبر ، وخرجت بنفسي وولدي مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأستشهد بين يديه ، فلم أزل معه حتى عاد من البصرة ، وخرجت معه إلى صفين ، فقاتلت بين يديه بها ، وبالنهروان ، ولم أزل معه حتى استشهد ، فرجعت إلى المدينة وليس لي بها دار ولا أرض ، فأقطعني الحسن بن علي ( عليهما السلام ) أرضا بينبع ، وقسم لي شطر دار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فنزلتها وعيا لي . ([5])
عبد الله بن سلمة
عبد خير بن يزيد الخيواني
ويكنى أبا عمارة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذكر أن كتاب النبي صلى الله عليه وسلم ورد عليهم وأنه يذكر ذلك وكان يعد من أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام شهد معه صفين : حدثني محمد بن خالد قال حدثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع قال حدثنا أبي قال قلت لعبد خير يا أبا عمارة إنك قد كبرت فكم أتى عليك قال عشرون ومائة سنة قلت وهل تذكر من أمر الجهال شيئا قال أذكر أن أمي طبخت لنا قدرا فقلت أطعمينا فقالت حتى يجئ أبوكم فجاء أبى فقال إن كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءنا ينهانا عن لحوم الميتة قال فاذكر أنها كانت لحم ميتة فأكفأناها([7])
عبد خير بن يزيد الخيواني
عدى بن حاتم
الجواد بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أحزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ وكان ينى أبا طريف شهد عدى بن حاتم القادسية ويوم مهران وقس الناطف والنخيلة ومعه اللواء وشهد الجمل مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وفقئت عينه يومئذ وقتل ابنه وشهد صفين والنهروان مع علي بن أبي طالب عليه السلام ومات في زمن المختار بالكوفة وهو ابن مائة وعشرين سنة([9])
عدي بن حاتم الطائي
*- روي أن عدي بن حاتم الطائي دخل يوما على معاوية فقال له :ـ يا عدي أين الطرفات يعني بنيه طريفا وطارفا وطرفة ؟فقال له : قتلوا يوم صفين بين يدي علي بن أبي طالب
فقال له معاوية : ما أنصفك ابن أبي طالب إذ قدم بنيك وأخر بنيه فقال له عدي : ما أنصفت أنا عليا إذ قتل وبقيت (4)
كميل بن زياد
بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج شهد مع علي عليه السلام صفين وكان شريفا مطاعا في قومه فلما قدم الحجاج الكوفة دعا به فقتله : حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر عن الأعمش قال قال الحجاج للعريان يا عريان ما فعل كميل أليس قد خرج علينا في الجماجم قال فأجابه العريان فذكر كلاما قال فمكث ثم جاء كميل يأخذ عطاءه قال فأخذه فقال أنت الذي فعلت بعثمان وكلمه بشئ قال كميل لا تكثر على اللوم ولاتهل على الكثيب وما ذاك رجل لطمني فأصبرني فعفوت عنه فأينا كان المسئ قال فأمر به فضربت عنقه قال وكان من أهل القادسية([10])
سعد بن الحارث بن الصمة
بن عمر بن عتيك بن عمرو ابن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام صفين وقتل يومئذ وهو أخو أبى جهيم بن الحارث بن الصمة
أبو عمرة واسمه بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو ابن مبذول وهو أبو عبد الرحمن بن أبي عمرة الذي روى عن عثمان بن عفان وقتل أبو عمرة بصفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام([11])
سليمان بن صرد بن الجون
بن الجون بن أبي الجون وهو عبد العزى بن منقذ وكان سليمان يكنى أبا مطرف وكان اسمه قبل أن يسلم يسار فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سليمان وشهد مع علي بن أبي طالب عليه السلام الجمل وصفين وقد قيل إنه لم يشهد الجمل فأما في شهوده معه صفين فلم يختلف فيه وقتل بعين الوردة بناحية قرقيسياء قتله يزيد بن الحصين بن نمير وهو يومئذ رئيس التوابين وصاحب أمرهم روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث : حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا أبي عن شعبة عن عبد الأكرم رجل من أهل الكوفة عن أبيه عن سليمان بن صرد قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمكثنا ليالي لا نقدر أولا يقدر على طعام([12])
سهل بن حنيف
بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن عمرو ابن الحارث بن مجدعة بن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف ويكنى أبا سعد وقيل يكنى أبا عبد الله وجده عمرو بن الحارث وهو الذي يقال له بحزج وشهد سهل بدرا وأحدا وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حين انكشف الناس عنه وبايعه على الموت وجعل ينضح يومئذ بالنبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نبلوا سهلا فإنه سهل وشهد أيضا الخندق والمشاهد كلها معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد سهل بن حنيف صفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام
قال أبو عمر حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن محمد بن أبي أمامة بن سهل عن أبيه قال مات سهل بن حنيف بالكوفة سنة 38 وصلى عليه علي بن أبي طالب عليه السلام([13])
دخول ضرار على معاوية
* - حدثنا محمد قال : حدثنا محرج بن عمير الحنفي ؟ قال : حدثنا نائل بن نجيح : عن عمرو بن شمر و عن جابر الجعفي قالا : التقا ضرار بن ضمرة بن عمرو الكناني وعمرو بن العاص على باب معاوية بن أبي سفيان للدخول فازدحما فهمزه عمرو بذراعه ؟ وقال : إياك ومزاحمة قريش على أبواب الخلفاء ! ! ! فقال ضرار : يا عمرو أما والله لو صحراء أحد تجمعني وإياك لقصر ذراعك وضاق باعك وقلص لسانك دون أن تهمز بي بيد أو تجهمني بقول ! ! ! فدخل عمرو على معاوية فقال : لا تزال قد سلطت علينا كل جلف جافي إن ضرارا قال لي كيت وكيت . فقال معاوية : يا ضرار مالك ولمقاولة قرش ألا تربع على نفسك يا أخا الضباب ؟ فقال ضرار : أتهجوني بعزي ؟ أنا والله أخو الضباب وأخو الاسود والذئآب والفهود لسان القنا في جواز الظلم أضاجع السيف والاحف الخوف لا التذ الاتكاء ولا أستخشن الجفا ملئ جوفي قلب شديد وبيدي قاطع من حديد وقبلك ما نافستنا آباؤك من ولد قصي في خشونة الوطر وسوء القطر يعدون ذلك علينا عيشا محبورا لا يعادلون به إيوان كسرى ولا قصور قيصر ! ! ! فقال معاوية : إيها عنك يا ضرار فليس أوان خطبتك و إن عليا تحت التراب ! ! فقال ضرار : رحم الله أمير المؤمنين كان والله قصير اللباس جشب المعاش لا يعلق له الستور ولا يدخر عنده النذور ولا يغلق له دوننا باب ولم يحجبنا عنه حجاب ! كان والله طويل السجود قليل الهجود يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار يجود لله بمهجته ويبوء إليه بعبرته لم تطمع الدنيا فيه فتلهيه ولا الشيطان فيغويه ! ! ! فقال معاوية : حسبك يا ضرار لا يجمح بك الهوى ! فقال ضرار : أما إذ لابد فنعم . ([14])
قيس بن فهدان الكندي
قيس بن فهدان الكندي من أصحاب أمير المؤمنين ع عده المرزباني في النبذة المختارة في شعراء الشيعة وقال شهد صفين مع علي عليه السلام وذكر له شعرا يرثي به حجر بن عدي بعد 51 . ([15])
الزرقاء بنت عدي الهمدانية
*- ذكرت الزرقاء بنت عدي الهمدانية عند معاوية يوما فقال لجلسائه ـ أيكم يحفظ كلامها ؟فقال بعضهم : نحن نحفظه يا أمير المؤمنين .قال : فأشيروا علي في أمرها. فأشار بعضهم بقتلها. فقال : بئس الرأي أيحسن بمثلي أن يقتل إمرأة .ثم كتب إلى عامله بالكوفة أن يوفدها إليه مع ثقه من ذوي محارمها وعدة من فرسان قومها وأن يمهد لها وطاءا لينا ويسترها بستر خصيف ويوسع لها في النفقه ، فأرسل إليها فأقرأها الكتاب فقالت إن كان أمير المؤمنين جعل الخيارإلي فإني لا آتيه وإن كان حتم فالطاعة أولى .فحملها وأحسن جهازها على ما أمر به فلما دخلت على معاوية قال :ـ مرحبا بك وأهلا ، قدمت خير مقدم قدمه واحد ، كيف حالك ؟قالت : بخير يا أمير المؤمنين أدام الله لك النعمة .قال : كيف كنت في مسيرك ؟قالت : ربيبة بيت ، أو طفلا ممهدا. قال : بذلك أمرناهم ، أتدرين فيم بعثت إليك ؟
قالت : وأنى لي بعلم ما لم أعلم .قال : ألست الراكبة الجمل الأحمر والواقفة بين الصفين بصفين تحضين على القتال وتوقدين الحرب ؟ فما حملك على ذلك ؟قالت : يا أمير المؤمنين ، مات الرأس وبتر الذنب ولن يعود ما ذهب والدهر ذو غير ومن تفكر أبصر والأمر يحدث بعد الأمر .قال لها معاوية : أتحفظين كلامك يومئذ ؟قالت : لا والله لا أحفظه ولقد نسيته .
قال : لكن أحفظه ، لله أبوك حين تقولين : أيها الناس : أرعووا وارجعوا ، إنكم قد أصبحتم في فتنه غشتكم جلابيب الظلم وجارت بكم عن قصد المحجه ، فيالها من فتنه عمياء صماء بكماء لا تسمع لناعقها ولا تنساق لقائدها ، إن المصباح لا يضيء في الشمس ، ولا تنير الكواكب مع القمر ، ولا يقطع الحديد إلا الحديد ، ألا من أسترشدنا أرشدناه ومن سألنا أخبرناه . أيها الناس : إن الحق كان يطلب ضالته فأصابها ، فصبرا يا معاشر المهاجرين والأنصار على العصص ، فكأن قد إندمل شعب الشتات ، والتأمت كلمة الحق ، ودمغ الحق الظلمة ، فلا يجهلن أحد فيقول كيف وأنى؟ ليقضي الله أمرا كان مفعولا ، ألا وإن خضاب النساء الحناء ، وخضاب الرجال الدماء ، ولهذا اليوم ما بعده والصبر خير في الأمور عواقبا : اليها في الحرب قدما غير ناكصين ولا متثاكبين .ثم قال لها : والله يا زرقاء لقد شركت عليا في كل دم سفكه .قالت : أحسن الله بشارتك وأدام سلامتك فمثلك يبشر بخير وسررجليسه .قال : أو يسرك ذلك ؟قالت : نعم والله لقد سررت بالخبر فأنى لي بتصديق الفعل فضحك معاوية وقال : والله لوفائكم له بعد موته أعجب من حبكم له في حياته إذكري حاجتك .قالت : آليت على نفسي إلا أسئل أميرا أعنت عليه أبدا ، ومثلك أعطى من غير مسألة ، وجاد من غير طلبه قال : صدقت ، وأمر لها وللذين جاءوا معها بجوائز(1).
سوده بنت عماره
*- وفدت سوده بنت عماره بن الأشتر الهمدانية على معاوية بن أبي سفيان فستأذنت عليه فأذن لها فلما دخلت عليه سلمت فقال لها :ـ كيف أنت يا بنت الأشتر ؟قالت : بخير يا أمير المؤمنين قال لها : أنت القائلة لأخيك يوم صفين شمر كفعل أبيك يا بن عمـارة يوم الطعان وملتقى الأقـران وانصر عليا والحسين ورهطــــه واقصد لهند وابنها بهــوان
إن الإمام أخو النبي محمـــــــد علم الهدى ومنارة الإيمــان
فقد الجيوش وسر أمام لوائـه قدما بأبيض صارم وسنــان
قالت : إي والله ما مثلي من رغب عن الحق أو إعتذر بالكذب قال لها : فما حملك على ذلك ؟قالت : حب علي وإتباع الحق قال : فوالله ما أرى عليك من أثر علي شيئا.
قالت : أنشدك الله يا أمير المؤمنين وإعادة ما مضى وتذكار ما قد نسي .قال : هيهات ! ما مثل مقام أخيك ينسى وما لقيت من أحد ما لقيت من قومك وأخيك .قالت : صدقت والله يا أمير المؤمنين ، ما كان أخي خفي المقام ذس المكان ولكن كما قالت الخنساء :
وأن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار
قال : صدقت ، لقد كان كذلك فقالت : مات الرأس وبتر الذنب وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما إستعفيت منه ، قال : قد فعلت فقولي حاجتك قالت:يا أمير المؤمنين إنك أصبحت للناس سيدا ولأمورهم متقلدا،والله سائلك عن أمرنا وما افترض عليك من حقنا ، ولا تزال تقدم علينا من ينهض بعزك وبسط سلطانك فيحصدنا حصاد السنبل، ويدوسنا دياس العنبر ويسومنا الخسيسة ويسلبنا الجليلة هذا بن أرطأه قدم بلادي وقتل رجالي وأخذ مالي ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة فأما عزلته عنا فشكرناك وأما لا فعرفناك
فقال معاوية : إياي تهددين بقومك ، والله لقد هممت أن أحملك على قتب اشوس فأردك أليه ينفذ فيك حكمه فأطرقت تبكي ثم أنشأت تقول :
صلى الآله على روح تضمنــه قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
قد حالف الحق لايبغى بــه ثمنا فصار بالحق والإيمان مقرونا
قال : ومن ذلك ؟قالت : علي بن أبي طالب رحمه الله تعالى.قال : وما صنع بك حتى صار عندك كذلك ؟قالت : أتيته يوما في رجل ولاه صدقاتنا ، فكان ما بيننا وبينه ما بين الغث والسمين فوجدته قائما يصلي فانفتل من الصلاة ثم قال برأفه وتعطف:ـ ألك حاجه ؟ فأخبرته خبر الرجل فبكى ثم رفع يديه إلى السماء وقال ، أللهم إنك أنت الشاهد علي وعليهم إني لم آمرهم بظلم خلقك ولا ترك حقك ثم أخرج من جيبه قطعة من جراب فكتب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم : قد جائتكم بينه من ربكم ، فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولاتبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين .بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ، وما أنا عليكم بحفيظ ، إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتى يأتي من يقبضه منك والسلام .فأخذته منه والله ما خزمته بخزام ولا ختمه بختام فقرأته. فقال معاوية : إكتبوا لها بالإنصاف لها والعدل عليها .فقالت : إلي خاصة ؟ أم لقومي عامة ؟قال : وما أنت وغيرك ؟قالت:هي إذن والله الفحشاء واللؤم،إن لم يكن عدلا شاملا وإلا يسعني ما يسع قومي .قال : هيهات لمظكم إبن أبي طالب الجرأه على السلطان فبطشا ما تفطمون وغركم قوله : فلو كنت بوابا على باب جنهلقلت لهمدان ادخلوا بسلام
وقوله :
ناديت همدان والأبواب مغلقه ومثل همدان سنى فتحه الباب
كالهندواني لم تفـلل مضاربه وجه جميل وقلب غير وهاب
إكتبوا لها حاجتها(1)
أم الخير بنت الحريش
*- كتب معاوية إلى واليه بالكوفة إن يحمل إليه أم الخير بنت الحريش بن سراقه البارقي برحلها ، وأعلمه إنه مجازيه بالخير خيرا وبالشر شرا بقولها منه ، فلما ورد عليه كتابه ركب إليها فاقرءها كتابه فقالت : ـ أما أنا فغير زائفة عن طاعة ولا معتلة بكذب ولقد كنت أحب لقاء أمير المؤمنين لأمور تختلج في صدري ، فلما شيعها وأراد مفارقتها قال لها :ـ يا أم الخير إن أمير المؤمنين كتب إلي إنه مجازيني بقولك في بالخير خيرا وبالشر شرا فما لي عندك ؟
قالت : يا هذا لا يطمعك برك بي إن أسرك بباطل ولا يؤبينك معرفتي بك إن أقول فيك غير الحق .فسارت خير مسير حتى دخلت على معاوية فأنزلها مع الحرم ثم أدخلها في اليوم الرابع وعنده جلسائه فقالت :ـ السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
فقال لها : وعليك السلام يا أم الخير . بحق ما دعوتني بهذا الأسم قالت :مه يا أمير المؤمنين فإن بديهة السلطان مدحظه لما يجب عليه ولكل أجل كتاب.قال : صدقت فكيف حالك يا خاله ، وكيف كنت في مسيرك ؟ قالت : لم أزل يا أمير المؤمنين في خير وعافية حتى صرت اليك فأني في مجلس أنيق عند ملك رفيق. قال معاوية : بحسن نيتي ظفرت بكم .
قالت : يا أمير المؤمنين : يعذك الله من دحض المقال وما تردي عاقبته. قال : ليس هذا أردنا أخبرينا كيف كان كلامك اذ قتل عمار بن ياسر ؟ قالت : لم أكن والله زورته قبل ولا رويته بعد ، وانما كانت كلمات نفثها لساني عند الصدمة ، فان أحببت أن أحدث لك مقالا غير ذلك فعلت فألتفت معاوية الى جلسائه فقال : ايكم يحفظ كلامها ؟ فقال رجل : أنا أحفظ بعض كلامها يا أمير المؤمنين . قال : هات . قال : كأني بها بين بردين زئبرين كثيفي النسيج وهي على جمل أرمك وبيدها سوط منتشر الظفيرة وهي كالفحل يهدر في شقشقته تقول :
أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم (1) ان الله قد أوضح لكم الحق وأبان الدليل وبين السبيل ورفع العلم ولم يدعكم في عمياء مدلهمة فأين تريدون رحمكم الله ؟ أفرارا عن أمير المؤمنين أم فرارا من الزحف أم رغبة عن الإسلام أم ارتدادا عن الحق ؟ أما سمعتم الله جل ثناءؤه يقول ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم (2) ثم رفعت رأسها الى السماء وهي تقول : اللهم قد عيل الصبر وضعف اليقين وأنتشرت البدعة وبيدك يا رب أزمة القلوب فأجمع الكلمة على التقوى وألف القلوب على الهدى وأردد الحق الى أهله وهلموا رحمكم الله الى الإمام العادل والرضي التقي والصديق الأكبر انها أحن بدرية وأحقاد جاهلة وضغائن احدية وثب بها معاوية حين الغفلة ليدرك ثارات بني عبد شمس .ثم قالت: فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم
ينتهون (1) ، صبرا يا معشر المهاجرين والأنصار ، قاتلو على بصيرة من ربكم وثبات من دينكم فكأني بكم غدا وقد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة فرت من قسورة لاتدري أين يسلك بها من فجاج الأرض باعوا الآخرة بالدنيا وأشتروا الضلالة بالهدى وعما قليل يصبحن نادمين حين تحل بهم الندامة فيطلبون الأقالة ولات حين مناص أنه من ظل والله عن الحق وقع في الباطل ألا أن أولياء الله أستقصروا عمر الد نيا فرفضوها وأستطابو الاخرة فسعوا لها فا الله الله أيها الناس قبل أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود وتقوى كلمة الشيطان فالى أين تريدون يرحمكم الله عن أبن عم رسول الله صلى الله عليه واله وصهره وأبي سبطيه خلق من طينته وتفرع من نبعته وجعله باب دينه ، وأبان ببغضه المنافقين وهاهو ذا مغلق الهام ومكسر الأصنام صلى والناس مشركون وأطاع والناس كارهون فلم يزل في ذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد وهزم الأحزاب وقتل الله به أهل خيبر وفرق به جمع هوازن فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا وزاد ت المؤمنين أيماناً قد أجتهدت في القول وبالغت في النصيحة وبا الله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)) .فقال معاوية : يا أم الخير ما أردتي بهذا الكلام إلا قتلي ولو قتلتك ما حرجت في ذلك. قالت : والله ما يسؤني يا أبن هند أن يجري قتلي على يدي من يسعدني الله بشقائه .قال : هيهات يا كثيرة الفضول ثم أمر لها بجائزة وردها مكره (2) .
ينتهون (1) ، صبرا يا معشر المهاجرين والأنصار ، قاتلو على بصيرة من ربكم وثبات من دينكم فكأني بكم غدا وقد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة فرت من قسورة لاتدري أين يسلك بها من فجاج الأرض باعوا الآخرة بالدنيا وأشتروا الضلالة بالهدى وعما قليل يصبحن نادمين حين تحل بهم الندامة فيطلبون الأقالة ولات حين مناص أنه من ظل والله عن الحق وقع في الباطل ألا أن أولياء الله أستقصروا عمر الد نيا فرفضوها وأستطابو الاخرة فسعوا لها فا الله الله أيها الناس قبل أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود وتقوى كلمة الشيطان فالى أين تريدون يرحمكم الله عن أبن عم رسول الله صلى الله عليه واله وصهره وأبي سبطيه خلق من طينته وتفرع من نبعته وجعله باب دينه ، وأبان ببغضه المنافقين وهاهو ذا مغلق الهام ومكسر الأصنام صلى والناس مشركون وأطاع والناس كارهون فلم يزل في ذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد وهزم الأحزاب وقتل الله به أهل خيبر وفرق به جمع هوازن فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقا وردة وشقاقا وزاد ت المؤمنين أيماناً قد أجتهدت في القول وبالغت في النصيحة وبا الله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)) .فقال معاوية : يا أم الخير ما أردتي بهذا الكلام إلا قتلي ولو قتلتك ما حرجت في ذلك. قالت : والله ما يسؤني يا أبن هند أن يجري قتلي على يدي من يسعدني الله بشقائه .قال : هيهات يا كثيرة الفضول ثم أمر لها بجائزة وردها مكره (2) .
هانئ بن عروة بن نمران بن عمر
*-. . . المرادي المذحجي ، من زعماء الكوفة المشهورين ، أدرك النبي ( ص ) وتشرف بصحبته . ثم إنه كان من خواص أصحاب الإمام علي ( ع ) في الكوفة ، وشهد معه ( صفين ) وكان يركب هاني في أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل من قبيلته . انتصر لمسلم بن عقيل ( ع ) ودافع عنه فقتله عبيد الله بن زياد مع الشهيد مسلم ( ع ) بالكوفة وبها دفنوا سنة ( 60 ه / 780 م ) . ([16])
محمد بن الحنفية
*- روى العباس بن بكار ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما كان يوم من أيام صفين دعا علي عليه السلام ابنه محمد ابن الحنفية ، فقال له: شد على الميمنة ، فحمل محمد مع أصحابه ، فكشف ميمنة عسكر معاوية. ثم رجع وقد جرح ، فقال : العطش العطش ، فقام إليه أبوه عليه السلام فسقاه جرعة من الماء ، ثم صب الماء بين درعه وجلده ، فرأيت علق الدم يخرج من حلق الدرع ، ثم أمهله ساعة. ثم قال : يا بني ، شد على القلب ، فشد عليهم فكشفهم ، ثم رجع وقد أثقلته الجراحات وهو يبكي ، فقام إليه أبوه عليه السلام فقبل ما بين عينيه ، وقال : سررتني فداك أبوك ، لقد سررتني - والله - يا بني بجهادك بين يدي ، فما يبكيك ؟ أفرح أم جزع ؟ فقال : كيف لا أبكي وقد عرضتني للموت ثلاث مرات فسلمني الله تعالى ، وكلما رجعت إليك لتمهلني عن الحرب فما أمهلتني ، وهذان أخواي الحسن والحسين عليهما السلام ما تأمرهما بشي ؟ فقبل عليه السلام رأسه وقال : يا بني ، أنت ابني ، وهذان ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله أفلا أصونهما عن القتل ؟ قال : بلى ، يا أبتاه ، جعلني الله فداك وفداهما ([17])
ابو ايوب الانصاري
*- ذكر الخطيب في تاريخه ما يدل على أن علقمة والأسود كررا معاتبة أبي أيوب على نصرته لعلي ( ع ) فزادهما أيضا حال عذره بما كان سمعه من رسول الله ( ص ) فقال الخطيب إن علقمة والأسود أتيا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقالا له يا أبا أيوب إن الله أكرمك بنزول محمد ( ص ) في بيتك وبمجئ ناقته تفضلا من الله تعالى وإكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس جميعا ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب أهل لا إله إلا الله فقال يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله إن رسول الله أمرنا بقتال ثلاثة مع علي عليه السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين فأما الناكثون فقد قاتلناهم وهم أهل الجمل وطلحة والزبير وأما القاسطون فهذا منصرفنا عنهم يعني معاوية وعمرو بن عاص وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السقيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم ولكن لا بد من قتالهم إن شاء الله تعالى ثم قال سمعت رسول الله ( ص ) يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك يا عمار إن رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى يا عمار من تقلد سيفا وأعان به عليا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي قلده الله تعالى يوم القيامة وشاحين من نار قلنا يا هذا حسبك يرحمك الله حسبك يرحمك الله. فيما أخبره رسول الله من قتاله وقتله([18])
المنتخب من ذيل المذيل ص 16
([1])
([2]) مناقب ال ابي طال 2/100
المنتخب من ذيل المذيل ص 17
([3])
([4])المنتخب من ذيل المذيل ص 146
الأمالي الطوسي ص 58
([5])
([6])مستدركات أعيان الشيعة ج 1 ص 106
المنتخب من ذيل المذيل ص 80
([7])
([8])المنتخب من ذيل المذيل ص 149
المنتخب من ذيل المذيل ص 44
([9])
([10])المنتخب من ذيل المذيل ص 147
المنتخب من ذيل المذيل ص 17
([11])
المنتخب من ذيل المذيل ص 73
([12])
([13])المنتخب من ذيل المذيل ص 17
([14]) مناقب أمير المؤمنين (ع) الكوفي ج 2 ص 58
أعيان الشيعة ج 1 ص 168
([15])
(1)العقد الفريد لإبن عبد ربه ج1 ص 294 وبلاغات النساء ص 32
(1) العقد الفريد 1/291 ، بلاغات النساء ص 30
(1) الحج 1
(2) محمد 31
(1) التوبة 12
فضل الكوفة ومساجدها ص 86
([16])
([17])ذوب النضار ص 55
([18])الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف ص 103