ضربتها في صفين
عن محيي الدين الاربلي أنه حضر عند أبيه ومعه رجل فنعس فوقعت عمامته عن رأسه فبدت في رأسه ضربة هائلة فسأله عنها فقال له : هي من صفين ، فقيل له : وكيف ذلك ووقعة صفين قديمة ، فقال : كنت مسافرا إلى مصر فصاحبني إنسان من غزة فلما كنا في بعض الطريق تذاكرنا وقعة صفين .فقال لي الرجل : لو كنت في أيام صفين لرويت سيفي من علي وأصحابه ، فقلت : لو كنت في أيام صفين لرويت سيفي من معاوية وأصحابه وها أنا وأنت من أصحاب علي عليه السلام ومعاوية فاعتركنا عركة عظيمة ، واضطربنا فما أحسست بنفسي إلا مرميا لمابي . فبينما أنا كذلك وإذا بانسان يوقظني بطرف رمحه ، ففتحت عيني فنزل إلي ومسح الضربة فتلاءمت فقال : البث هنا ثم غاب قليلا وعاد و معه رأس مخاصمي مقطوعا والدواب معه ، فقال لي : هذا رأس عدوك ، وأنت نصرتنا فنصرناك ، و لينصرن الله من نصره ، فقلت : من أنت ؟ فقال : فلان بن فلان يعني صاحب الامر عليه السلام ثم قال لي : وإذا سئلت عن هذه الضربة ، فقل ضربتها في صفين