من ذاكر بنت النبي لعبد العظيم الربيعي
دهر يحير به ذوو الألباب |
|
لا زال يأتينا بكل عجابِ |
أعلى رواسيه تطول وهاده |
|
وعلى الرؤوس تطاول الأذنابِ |
أوَ مثل حيدرَ، وهو ليث خادر |
|
يلج العدو عليه وسط الغابِ |
علموا بأفعى بأسه مرصودة |
|
بوصية نفذت وسبق كتابِ |
فتواثبوا بغيا عليه وأحدقوا |
|
في داره بالنار والأحطابِ |
من ذاكر بنت النبي وقد رأت |
|
حرق المحل عزيمة الأصحابِ |
لم يقنعوا بتذكرٍ ، لم يقلعوا |
|
بتعطفٍ، لم يرجعوا بهيابِ |
فهنالك فتحت لهم بابا له |
|
قد كان جبريل من الحجابِ |
لم يمهلوها أن تلوث بخمارها |
|
فلذلكم لاذت وراء البابِ |
منْ عاذري من ذكر ما صنعوا ، وقد |
|
هاجت هناك ضغائن الأحزابِ |
الله أكبر، مثل بضعة أحمد |
|
تُسقى كؤوس الذل والأوصابِ |
لم أنسها تشكوا إليه شجونها |
|
وأمض شكوى المرء للأحبابِ |
أبتاه إن الجاهلية أظهرت |
|
ما أضمرت في سالف الأحقابِ |
أبتاه أدركنا فقومك كلهم |
|
من بعدك انقلبوا على الأعقابِ |
غصبوا تراثي، لببوا بعلي، هوى |
|
من عصرهم حميلي، على الأعتابِ |
كتفي قد ضربوها ، قرطي قد |
|
نثروها، هتكوا علي حجابي |
كسروا ضلوعي، أثبتوا المسمار في |
|
صدري، وشقوا بعد ذاك كتابي |
وكذلك إنكفئت لمسجد أحمد |
|
مذ غص بالأنصار والأصحابِ |
خطبت فأوقرت المسامع وعظها |
|
بحكيم أسلوب ، وفصل خطابِ |
بالنطق تفرغ عن لسان المصطفى |
|
ولرب نور كان ذا ألقابِ |
إني وديعة احمد ما بينكم |
|
يا قوم فارعوا جانبي وجنابي |
المرء يحفظ في بنيه وأنتم |
|
ضيعتم المختار في الأعقابِ |
أمن المروءة أن إرثي من أبي |
|
يزوى ويلغى كل ما أوصى بي |
أيرد نصُ الذكر بالميراث من |
|
جراءِ كذبةٍ من كذابِ |
أرضيتم الدنيا عن الأخرى وقد |
|
غرتكم بالمنظر الخلابِ |
بأبي التي عاشت قليلا وهي لو |
|
لا الوجد قلت عديمة الأترابِ |
مَنْ ذاكر أهل العباء ، وقد قضت |
|
خطبٌ يهون لديه كل مصابِ |
مَنْ مسعف بالنوح قلب المصطفى |
|
مذ جرد الزهراء من الأثواب |
ماذا رأى في جنبها فنحيبه |
|
بتتابع والدمع في تسكابِ |
ألفى على المصباح بعض ضلوعها |
|
مكسورة من عصرها بالبابِ |
يا ليته ألفى حسينا عارياً |
|
رضت قراه صوافن الجيادِ |
وعلى القنا يتلوا الكتاب كريمه |
|
ويصون نسوته على الأقتابِ |