العتبة العلوية المقدسة - ناقة من الجنة -
» » سيرة الإمام » قصص ومواعظ من سيرة الامام علي عليه السلام » ناقة من الجنة

 

ناقة من الجنة

 

* - وروي ان امير المؤمنين عليه السلام  دخل مكة وهو في بعض حوائجه فوجد اعرابياً متعلقاً باستار الكعبة وهو يقول : يامن لا يحويه مكان ولا يخلو منه مكان ولا يكفه مكان ارزق الاعرابي اربعة الاف درهم

 

فقال : فتقدم اليه امير المؤمنين عليه السلام  وقال : ما تقول يا اعرابي 

 

فقال الاعرابي : من انت ،

 

 فقال : انا علي بن ابي طالب ،

 

 قال : انت والله حاجتي ،

 

قال عليه السلام  سل يا اعرابي ،

 

 قال اريد الف درهم للصداق والف درهم اقضي بها ديني والف درهم اشتري بها داراً والف درهم اتعيش بها ،

 

قال له  عليه السلام: انصفت يا اعرابي اذا خرجت من مكة فسل عن داري بمدينة الرسول صلى الله عليه واله

 

 فاقام الاعرابي اسبوعاً بمكة وخرج في طلب امير المؤمنين   عليه السلام  الى المدينة ونادى من يدلني على دار امير المؤمنين  عليه السلام   فلقيه الحسن عليه فقال : انا ادلك على دار امير المؤمنين ،

 

 فقال الاعرابي : من ابوك ،

 

 قال : امير المؤمنين عليه السلام  ،

 

 قال : من امك ؟

 

 قال : فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ،

 

 قال : من جدك ؟

 

قال : رسول الله صلى الله عليه واله  محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ،

 

 قال من جدتك ؟

 

 قال : خديجة بنت خويلد

 

 قال : من اخوك ؟

 

 قال : حسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام

 

 قال : لقد اخذت الدنيا بطرفيها امش الى امير المؤمنين عليه السلام  وقل له : ان الاعرابي صاحب الضمان بمكة على الباب

 

فدخل الحسين عليه السلام  وقال : ياابه اعرابي بالباب يزعم انه صاحب ضمان بمكة ،

 

قال : فخرج اليه عليه السلام  وطلب سلمان الفارسي عليه السلام  وقال له : يا سلمان اعرض الحديقة التي غرسها لي رسول الله صلى الله عليه واله  على التجار

 

  فدخل سلمان الى السوق وعرض الحديقة فباعها باثني عشر الف درهم واحضر المال واحضر الاعرابي فاعطاه اربعة الاف درهم واربعين درهماً لنفقته فرفع الخبر الى فقراء المدينة فاجتمعوا اليه والدراهم مصبوبة بين يديه فجعل عليه السلام  يقبض قبضة ويعطي رجلاً رجلاً حتى لم يبق له درهم واحد منها ودخل منزله ،

 

 فقالت فاطمة عليها السلام  يابن عم بعت الحديقة التي غرسها رسول الله والدي ،

 

فقال نعم بخير منها عاجلاً واجلاً ،

 

 قالت له : جزاك الله في ممشاك ثم قالت : انا جائعة وابناي جائعان ولا شك انك مثلنا فخرج  عليه السلام   ليقترض شيئاً ليصرفه على عياله ،

 

 فجاء رسول الله صلى الله عليه واله  وقال : يا فاطمة اين ابن عمي ،

 

 فقالت له : خرج يا رسول الله

 

فقال صلى الله عليه واله  : هاك هذه الدراهم فاذا جاء ابن عمي فقولي له يبتاع لكم بها طعاماً وخرج رسول الله صلى الله عليه واله  ،

 

فجاء علي عليه السلام وقال : جاء ابن عمي فاني اجد رائحة طيبة ،

 

 قالت : نعم وناولته الدراهم وكانت سبعة دراهم سود هجرية ، وذكرت له ما قال صلى الله عليه واله  

 

فقال : يا حسن قم معي فاتيا السوق ، واذا هما برجل واقف وهو يقول : من يقرض الله الوفي الملي ،

 

 فقال : يابني نعطيه الدراهم ،

 

 قال : بلى والله يا ابت

 

 فاعطاه عليه السلام  الدراهم ومضى الى باب رجل ليقترض منه شيئاً

 

فلقيه اعرابي ومعه ناقة فقال : أشتر مني هذه الناقة ،

 

قال : ليس معي ثمنها 

 

قال : فاني انظرك به ،

 

قال : بكم يا اعرابي ،

 

قال : بمائة درهم ،

 

 قال عليه السلام  : خذها يا حسن

 

ومضى فلقيه اعرابي اخر ، فقال : يا علي اتبيع الناقة ،

 

 قال له عليه السلام  وما تصنع بها

 

قال : اغزو عليها اول غزوة يغزوها ابن عمك صلى الله عليه واله  ،

 

قال عليه السلام  : ان قبلتها فهي لك بلا ثمن ،

 

قال : معي ثمنها فبكم اشتريتها ،

 

 قال : بمائة درهم ،

 

 فقال الاعرابي : فلك سبعون ومائة درهم ،

 

 فقال عليه السلام  خذها ياحسن وسلم الناقة اليه والمائة للاعرابي الذي باعنا الناقة والسبعون لنا ناخذ بها شيئاً

 

فاخذ الحسن عليه السلام  الدراهم وسلم الناقة ،

 

 قال عليه السلام  : فمضيت اطلب الاعرابي الذي ابتعت منه الناقة لاعطيه الثمن ، فرايت رسول الله صلى الله عليه واله  في مكان لم اره فيه قبل ذلك على قارعة الطريق  فلما نظر الي رسول الله تبسم وقال : يا ابا الحسن اتطلب الاعرابي الذي باعك الناقة لتوفيه ثمنها ،

 

 فقلت : أي والله فداك ابي وامي ،

 فقال يا ابا الحسن الذي باعك الناقة جبرائيل والذي اشتراها منك ميكائيل والناقة من نوق الجنة والدراهم من عند رب العالمين الملي الوفي .